Mr. HATEM

زيزوومي VIP
إنضم
6 مايو 2020
المشاركات
4,128
مستوى التفاعل
8,887
النقاط
3,760
الإقامة
Egypt
غير متصل

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} (النساء: 48)


{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} (النساء: 116)

{اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (المائدة: 72)

{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} (الحج: 31)

{قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ} (الرعد: 36)

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًاْ} (الكهف: 110)

{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ. وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ. بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (الزمر: 64-66)

*********



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كثيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70، 71].

أَمَّــا بَـــعْـــــــــدُ

إِنَّ التَّوْحِيْدَ مِنْ أَجْلِهِ بُعِثَتْ الرُّسُلُ، ومِنْ أَجْلِ إِقَامَتِهِ شُرِعَ الجِهَادُ؛ فَهُوَ مِنْ أَهَمِّ مَا يَتَكَلُّمُ فِيْهِ الدُّعَاةُ، ومِنْ أَفْضَلِ مَا يُؤَلِّفُ فِيْهِ المُؤَلِّفُونُ .. لأَنَّ أَوَّلَ مَا يَجِبُ عَلَى العِبَادِ تَحسِيْنُ الاِعتِقَادِ بِطَرِيقِ الاِعتِمَادِ، لِيَنْفَعَهُم حِيَنَ المعَادِ يَوْمَ التَّنَادِ .. ومِنْ المَعلُومِ عِنْدَ أَربَابِ العُلُومِ وأَصْحَابِ المَفْهُومِ أَنَّ مَبْنَى العَقَائِدِ عَلَى الأَدِلَّةِ القَطِعِيَّةِ، لاَ عَلَى الحِجَجِ الظَّنِيَّةِ المُفِيْدَةِ فِي المَسَائِلِ الفِقِهِيَّةِ الفَرعِيَّةِ، وذَلِكَ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى فِي ذَمِّ الكُفَّارِ: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً. فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى} [النجم: 28 - 30].

ومِنْ ثَمَّ عَزَمْتُ عَلَى أَنْ أَجْمَعَ عَدَدًا مِنَ المَسَائِلِ فِي عَقِيْدَةِ التَّوْحِيْدِ مَرَدّهَا إِلَى كِتَابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، والَّتِي يَنْبَغِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ الإِلِمَام بِهَا والعَمَل عَلَى تَطبِيْقِ الصَّالِح مِنْهَا والاِبْتِعَادِ عَنْ الطَّالِحِ مِنْهَا أَيْضًا، حَتَّى يُحَقِّقَ التَّوْحِيْدَ الخَالِصَ؛ وقَد جَائَت هَذِهِ المَسَائِلُ فِي صُورَةِ سُؤَالٍ وجَوَابٍ، أَجَابَ عَلَيْهَا عُلَمَاءٌ اشْتَهَرُواْ بَيْنَ النَّاسِ بِالعِلْمِ والعَمَلِ الصَّالِحِ والعَقِيْدَةِ السَّلِيْمَةِ المُوَافِقَة لِنْهَجِ سَلَفِنَا الصَّالِحِ .. مَعَ العِلْمِ بِأَنَّي قُمْتُ بِالنَّقْلِ مِنْ كِتَابِ: "فَتَاوَى اللَّجنَةِ الدَّائِمَةِ" والَّذِي يَقَعُ فِي أَجْزَاءٍ عَدِيْدَةٍ، وقَامَت بِنَشْرِهِ رِئَاسَةُ إِدَارَةِ البُحُوثِ العِلْمِيَّةِ والإِفْتَاءِ بِالرِّيَاضِ ..هَذَا وقَد قُمْتُ بِعَزْوِ الآَيَاتِ القُرآنِيَّةِ الكَرِيْمَةِ إِلَى مَوَاضِعِهَا مَعَ كِتَابَتِهَا مَشْكُولَةً، وكَذَلِكَ الأَحَادِيْثُ النَّبَوِيَّةُ الشَّرِيْفَةُ مَعَ تَخْرِيْجِهَا؛ بِالإِضَافَةِ إِلَى ضَبْطِ بَعْضِ الكَلِمَاتِ حَتَّى تُفْهَمَ بِشَكْلٍ صَحِيْحٍ .. فَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَرزُقَنَا الإِخْلاَصَ فِي القَوْلِ والعَمَلِ ويُجَنِّبَنَا الشِّركَ والرِّيَاءَ ومِنْ كُلِّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ مِنْهُمَا.


حَـاتِـم أَحـمَــد
 

توقيع : Mr. HATEM
س1: ما هي أنواع التَّوحيد، مع تَعرِيف كلّ منها؟!

الجواب: أنواع التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

فتوحيد الربوبية: هو إفراد الله تعالى بالخَلق والرِّزق والإحياء والإماتة وسائر أنواع التَّصريف والتَّدبير لمَلكوت السماوات والأرض، وإفراده تعالى بالحُكم والتَّشريع بإرسال الرُّسل وإنزال الكُتُب، قال اللهُ تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.(1)

وتوحيد الألوهية: هو إفراد الله تعالى بالعبادة فلا يُعبد غيره، ولا يُدعى سِوَاه، ولا يُستغاث ولا يُستعان إلاَّ بِه، ولا ينذر ولا يذبح ولا ينحر إلاَّ له، قال اللهُ تعالى: {قل إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(2)، {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}(3)، وقال: {فصل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (4).

وتوحيد الأسماء والصفات: هو وَصف الله تعالى وتَسميته بما وصف وسمَّى به نَفسه وبما وَصفه وسمَّاه به رسولُه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصَّحيحة، وإثبات ذلك له من غير تَشبيه ولا تَمثيل ومن غير تَأويل ولا تَعطيل، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(5).

وبالله التَّوفيق؛

وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان

نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورة الأعراف - الآية 54

(2) سورة الأنعام - الآية 162

(3) سورة الأنعام - الآية 163

(4) سورة الكوثر - الآية 2

(5) سورة الشورى - الآية 11
 
توقيع : Mr. HATEM
س2: هل مَن يَعتقِد تَصرّف أحد في الكون سِوى الله كافر؟!

الجواب: مَن يعتقد ذلك كافر؛ لأنه أشرك مع الله غيره في الرُّبوبية، بل هو أشد كُفراً مِن كثير مِن المشركين الذين أشركوا مع الله غيره في الأُلُوهية.

وبالله التَّوفيق؛

وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))


نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
 
توقيع : Mr. HATEM
س3: هل يُوجد في القرآن الكريم الأرضون السَّبع أو عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن فيه اختلافاً بيننا؟! وفي أي سُورة من القرآن الكريم أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؟! جزاكم الله خير الجزاء.

الجواب: ثَبَت في القرآن الكريم أنَّ الله تعالى خلق سَبع أَرَضين، كما خلق سَبع سماوات، قال سبحانه: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}(1)؛ وثَبت أيضاً في الحديث الصَّحيح: أن الأرضين سبع، فقد رَوَى البخاري ومسلم، عن سعيد بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا، طَوَّقَهُ اللهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»(2).

وبالله التَّوفيق؛

وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان

نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورة الطلاق - الآية رقم 12

(2) صحيح البخاري (3/ 2452)، وصحيح مسلم (3/ 1610) وله اللَّفظ.
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM
س4: هذا الوَلَد من عَطَاء المرشد، وهذا الذي يزيد في الرِّزق وينقص؛ ما الحُكْم في هذا الاعتقاد؟!


الجواب: مَن اعتقد أنَّ الوَلَد مِن عَطَاء غير الله وأنَّ أحدًا سِوَى الله يزيد في الرِّزق وينقص منه فهو مُشرِك شِركًا أشدّ مِن شِرك العرب وغيرهم في الجاهلية، فإنَّ العرب ونحوهم كانوا في جاهليتهم إذا سُئلوا عَمَن يرزقهم مِن السماء والأرض وعَمَن يخرج الحي مِن الميت ويخرج الميت مِن الحي؟! قالوا: الله! وإنما عبدوا آلهتهم الباطلة لزَعمهم أنها تُقربهم إلى الله زُلْفَى، قال اللهُ تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ}(1)، وقال: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}(2)، وقال: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ}(3)، وثَبَت في السُّنة أن العَطاء والمَنع إلى الله وحده، من ذلك ما رواه البخاري في باب الذِّكر بعد الصَّلاة مِن صَحيحه أن وَرَّادًا كاتب المُغِيرة بْن شُعبة قال: "أَمْلَى عَلَيَّ المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فِي كِتَابٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ»(4)، لكن قد يُعطي اللهُ عبدَه ذُرِّية ويُوسِّع له في رِزقه بدعائه إياه ولجئه إليه وحده كما هو واضح في سورة "إبراهيم" من دعاء إبراهيم الخَلِيل ربّه وإجابة الله دُعاءه، وفي سورة "مريم" و"الأنبياء" وغيرهما مِن دُعاء زكريا ربّه وإجابته دعاءه، وكما ثَبَت عن أَنَس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما؛ والله أعلم(5).


وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم


((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))



عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن سليمان بن منيع
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية


------------------------


(1) سورة يونس - الآية 31


(2) سورة الزمر - الآية 3


(3) سورة الملك - الآية 21


(4) صحيح البخاري (1/ 844) وله اللَّفظ، وصحيح مسلم (1/ 593).


(5) صحيح البخاري (3/ 2067)، وصحيح مسلم (4/ 2557).

 
توقيع : Mr. HATEM
س5: هل هناك مِن الإنسان يجري الرِّزق إلى غيره مِن المخلوقات أو يدفع الضُرّ عنه؟!


الجواب: اللهُ هو الرَّزاق ذُو القُوة المَتِين، وهو الذي يُجيب المُضطر إذا دعاه ويكشف السُّوء ويدفع الضُرّ، أما الإنسان الحي فقد يجعله اللهُ سببًا في كسب الرِّزق لإنسان آخر ودَفع الضُرّ عنه بإذن الله تعالى، أما هو في نفسه فلا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضرًا.


وبالله التَّوفيق؛
وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))



عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
 
توقيع : Mr. HATEM
س6: هناك مَن يقول: إن الإنسان منذ زمن بعيد كان قِرداً وتَطوَّر، فهل هذا صحيح، وهل مِن دليل؟!


الجواب: هذا القول ليس بصحيح، والدَّليل على ذلك أنَّ الله بيَّن في القرآن أطوار خلق آدم، فقال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ}(1)، ثم إن هذا التراب بل حتى صار طيناً لازباً يعلق بالأيدي، فقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ}(2)، وقال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ}(3)، ثم صار حمأً مسنونًا، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}(4)، ثم لما يَبَس صار صلصالاً كالفخار، قال تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ}(5)، وصوّره اللهُ على الصُّورة التي أرادها ونَفخ فيه مِن رُوحه، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}(6)، {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}(7)، هذه هي الأطوار التي مرَّت على خلق آدم من جِهة القرآن، وأما الأطوار التي مرَّت على خلق ذُرِّية آدم فقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ}(8)، {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ}(9)، {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}(10)، أما زوجة آدم حوَّاء فقد بيّن اللهُ تعالى أنه خلقها مِنه، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}(11) الآية.


وبالله التَّوفيق؛
وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))



عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان

نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز


------------------------


(1) سورة آل عمران - الآية 59


(2) سورة المؤمنون - الآية 12


(3) سورة الصافات - الآية 11


(4) سورة الحجر - الآية 26


(5) سورة الرحمن - الآية 14


(6) سورة الحجر - الآية 28


(7) سورة الحجر - الآية 29


(8) سورة المؤمنون - الآية 12


(9) سورة المؤمنون - الآية 13


(10) سورة المؤمنون - الآية 14


(11) سورة النساء - الآية 1
 
توقيع : Mr. HATEM
س7: يقول بعض النَّاس: كيف يكون الرِّزق كله مِن الله وأنا يمكنني أن أزيد في عملي اليوم من أجل أن أحصِّل رزق أكثر، فكيف يكون مُقدَّر عليَّ الرَّزق ومَكتُوب عليَّ لا دَخل لي في زيادته أو نقصانه؟!

الجواب: الرِّزق مِن عند الله إيجادًا وتقديرًا وإعطاءًا وكَسباً وتَسبُّباً، فالعبد يُباشر السَّبب أيًّا كان صعبًا أو سهلاً كثيرًا أو قليلاً، واللهُ يُقَدِّر السَّببَ ويُوجده فضلاً منه ورحمةً، فينسب الرِّزق إلى الله تقديرًا وإعطاءًا وإلى العبد تسبُّبًا وكسبًا.

وبالله التَّوفيق؛
وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))



عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
 
توقيع : Mr. HATEM
س8: هل نَفهم مِن نَفخ الرُّوح في الجَنين بعد أربعة أشهر أن الحيوان المنوي المُتحد ببيضة المرأة والذي يتكون الجنين منه لا روح فيه أو ماذا؟!

الجواب: لكلٍّ مِن الحيوان المنوي وبويضة المرأة حياة تناسبه -إذا سَلِم من الآفات- تهيَّأ كُلاًّ منهما بإذن الله وتقديره للاتحاد بالآخر، وعند ذلك يتكوَّن الجنين إن شاء الله ذلك، ويكون حيًّا أيضاً حياة تناسبه حياة النمو والتنقل في الأطوار المعروفة، فإذا نفخ فيه الرُّوح، سَرَت فيه حياة أخرى بإذن الله اللطيف الخبير، ومهما بذل الإنسان وسعه ولو كان طبيباً ماهراً فلن يحيط علماً بأسرار الحَمل وأسبابه وأطواره، إنما يعرف عنه بما أُوتي من علم وفحص وتجارب بعض الأعراض والأحوال، قال اللهُ تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ}(1)، {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}(2)، وقال: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}(3).

وبالله التَّوفيق؛
وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))



عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز


------------------------

(1) سورة الرعد - الآية 8

(2) سورة الرعد - الآية 9

(3) سورة لقمان - الآية 34
 
توقيع : Mr. HATEM
س9: وَجدتُ في بعض الكُتب عبارة "وأنتم أيها المسلمون خُلفاء الله في أرضهفما حكم ذلك؟!

الجواب: هذا التَّعبير غير صحيح مِن جِهة معناه؛ لأنَّ الله تعالى هو الخالق لكل شيء، المالك له، ولم يغب عن خَلقه ومُلكه، حتى يتَّخذ خليفة عنه في أرضه، وإنما يجعل اللهُ بعضَ الناس خُلفاء لبعض في الأرض، فكلما هَلك فرد أو جماعة أو أُمَّة جعل غيرها خليفة منها يخلفها في عِمارة الأرض، كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ}(1)، وقال تعالى: {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}(2)، وقال: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}(3)، أي: نوعاً مِن الخلق يخلف مَن كان قبلهم مِن مخلوقاته.

وبالله التَّوفيق؛
وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))



عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز


------------------------

(1) سورة الأنعام - الآية 165

(2) سورة الأعراف - الآية 129

(3) سورة البقرة - الآية 30
 
توقيع : Mr. HATEM
س10: هل يجوز التَّعبير بما يأتي: "هذا الهواء طبيعيأم لا يجوز؟!

الجواب: إذا كان المقصود من هذا التَّعبير أن الهواء مُعتدِل فهو جائز.

وبالله التَّوفيق؛
وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))



عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
 
توقيع : Mr. HATEM
س11: لماذا سُمي الدِّين الإسلامي "بالإسلام"؟!

الجواب: لأن مَن دخل فيه أسلم وجهه لله واستسلم وانقاد لكل ما جاء عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن الأحكام، قال تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} .. إلى قوله: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}(1)، وقال: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ}(2).

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان

نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورة البقرة - الآيتان 130، 131

(2) سورة البقرة - الآية 112
 
توقيع : Mr. HATEM

س12: ما معنى العِبَادة؟!


الجواب: معناها: التّألُّه والتَّذلل لله وحده، والانقياد له سبحانه بفعل ما أَمَر به وتَرك ما نَهى عنه؛ وقد عرّفها العلماء بأنها: اسم جامع لكل ما يحبه اللهُ ويرضاه.



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))


عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان

نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

 
توقيع : Mr. HATEM
س13: الكلمة الطيبة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: «مَنْ قَالَ: لاِ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، دَخَلَ الجَنَّةَ»، هذه الكلمة التَّامة مع الجزأين أي (لا إله) نفي و (إلا الله) إثبات، وذلك دال على وحدانية الله تعالى، والجزء الثاني الدَّال على رِسالة محمد صلى الله عليه وسلم في أي كتاب أجدها؟! وإن كانت مع الجزأين في كتاب الله تعالى وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ما سواهما في أي كتاب ما جمعا مع الجزأين؟!

الجواب: وَرَد الرُّكن الأول مِن أركان الإسلام بجزأيه في القرآن الكريم كثيرًا، فالجزء الأول، كقوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}(1)، وقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}(2)، وقوله: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}(3 والجزء الثاني، كقوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}(4)، وقوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}(5)؛ وأما السُّنة ففي الصحيحين، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»(6)، وفي صحيح مسلم، عن عمر رضي الله عنه قال: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا». قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ». قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ». قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ»(7)، وفي الصَّحيحين، عن عُبَادة بن الصَّامِت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ»(8)، وفي البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، وَصَلَّوْا صَلاَتَنَا، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا، وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ»(9)، وفي الصَّحيحين من حديث عِتْبَان رضي الله عنه مرفوعاً: «فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ»(10)؛ وقد فَسّر أهلُ العِلم هذه الأحاديث وما جاء في معناها: بأنَّ مَن تلفَّظ بهاتين الشَّهادتين والتزم بحقهما مِن أداء الفرائض وترك المحرّم وإخلاص العبادة لله وحده، فإن الله يدخله الجنة من أول وَهلة .. أما مَنْ مات على شيء من المعاصي دون الشِّرك ولم يتب منها فهو تحت مشيئة الله، إن شاء سبحانه غفر له وأدخله الجنة على ما كان عليه من عمل، وإن شاء عذَّبه على قدر معصيته ثم يُدخله الجنة، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنَّ القرآن يفسر بعضه بعضًا وهكذا السُّنة، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}(11)، وهذه الآية في غير التائبين، وأما قوله سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}(12)، فهي في التائبين بإجماع أهل العِلم، وهذا قول أهل السُّنة والجماعة مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومَن سار على نَهجهم مِن أهل العِلم والإيمان، كالأئمة الأربعة وأتباعهم.

وبالله التَّوفيق؛
وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))


عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز


------------------------

(1) سورة البقرة - الآية 255

(2) سورة محمد - الآية 19

(3) سورة الأنعام - الآية 102

(4) سورة الفتح - الآية 29

(5) سورة آل عمران - الآية 144

(6) صحيح البخاري (1/ 8)، وصحيح مسلم (1/ 16).

(7) صحيح مسلم (1/ 8)، وسُنَن أبي داود (4/ 4695).

(8) صحيح البخاري (4/ 3435)، وصحيح مسلم (1/ 28).

(9) صحيح البخاري (9/ 393)، وصحيح مسلم (1/ 20).

(10) صحيح البخاري (1/ 425)، وصحيح مسلم (1/ 33).

(11) سورة النساء - الآية 48

(12) سورة الزمر - الآية 53
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM
س14: هل تجوز الجُملة: "الموت واحد والأسباب كثيرة"؟!

الجواب: نعم، يجوز التَّعبير بذلك ولا حَرج فيه إن شاء الله.


وبالله التَّوفيق؛

وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))


عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان

نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

 
توقيع : Mr. HATEM
س15: أودّ أن أطرح عليكم سؤالاً كان مَحض خِلاف بين عدد من النَّاس، وهو: أنَّه كانت مكتوبة كلمة "الله" وكلمة "محمد" بشكل متداخل فيما بينهما في أعلى باب أحد المساجد؛ فمِنهم مَن قال: بأنَّه لا يجوز كتابتها على هذا الشَّكل، وبَرهَنوا على قولهم: بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم أصبح بذلك في مَرتبة الله، وهذا غير معقول .. ومنهم مَن قال: بأنَّ كتابتها ليس فيها أية حُرمانية؛ لأنَّ الله عزّ وجلّ جعل اسمه بجانب اسم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .. فأرجو منكم الإرشاد الصحيح، ولكم مني جزيل الشكر؟!

الجواب: مما جاء في نُصوص الشَّريعة القَرن بين الشَّهادة لله بالتَّوحيد والشَّهادة لِنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرِّسالة في مواضع، من ذلك: القَرن بينهما في الأذان للصلاة وفي الإقامة لها، وفي حديث: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ»(1)، وغير ذلك، مع بيان ما يجب الإيمان به على المُكلِّفين بالنسبة لكل منهما مما هو أهله، كقول المكلف: لا إله إلا الله محمد رسول الله، أما مَزجهما كتابةً فلم يأتِ في كتاب الله ولا في سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ففيه خطر عظيم، إذ فيه مشابهة لعقيدة النَّصارى الباطلة في التَّثليث، وأن الأب والابن ورُوح القُدس إله واحد، وفيه أيضًا رمز للعقيدة الباطلة، عقيدة وحدة الوجود، وفيه أيضًا ذَريعة إلى الغُلو في الرسول صلى الله عليه وسلم وعبادته مع الله سبحانه؛ وعليه يجب أن يُمنع كتابة اسم الله تعالى واسم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم على شكل تداخل حروف اسميهما كتابةً، وتقاطع حروف اسم كل منهما بحروف اسم الآخر، بل لا يجوز كتابة (الله - محمد) على باب المسجد ولا على غيره؛ لما في ذلك من الإيهام والتَّلبيس؛ لما ذُكر مِن المَحَاذير وغيرها.


((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز


------------------------

(1) صحيح البخاري (1/ 8)، وصحيح مسلم (1/ 16).
 
توقيع : Mr. HATEM
س16: ما هي حقيقة الإسلام؟!

الجواب: حقيقة الإسلام جاءت في جواب الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه الصلاة والسلام حينما سأله عن الإسلام فقال: «الْإِسْلَامُ: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»(1)، ويدخل في ذلك الإيمان بالله وملائكته وكُتبه ورُسله وباليوم الآخر وبالقَدر خيره وشره، كما يدخل في ذلك الإحسان وهو: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك؛ لأن الإسلام متى أُطلِق شمل هذه الأمور؛ لقول الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}(2)، وحديث جَبْرَائِيل حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان أجابه بما ذَكَر، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ جبرائيل سأل عن هذه الأمور لتعليم النَّاس دِينهم، ولا يخفى أنَّ هذا يدل أن دِين الإسلام هو الانقياد لأوامر الله ظاهراً وباطناً وترك ما نهى عنه ظاهرًا وباطنًا، وهذا هو الإسلام الكامل.

وبالله التَّوفيق؛
وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))


عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز


------------------------

(1) صحيح مسلم (1/ 8)، وسُنَن أبي داود (4/ 4695).

(2) سورة آل عمران - الآية 19
 
توقيع : Mr. HATEM
س17: ما هي العبودية الحقيقية؟! أهي جعل المرء غيره عبدًا ولو كان على غير طريقة الإسلام؟!


الجواب: العبودية أنواع:



1. عبودية حقيقية عامَّة لجميع الخَلق في كل زمان، وهذه ليست لأحد إلا لله وحده، كما في قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}(1)، {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا}(2)، {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}(3)، وكما في الحديث القُدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذَر الغِفَاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا»(4)، وكما في الحديث النَّبوي في الدُّعاء المَشهور: «اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي»(5)، فهذه عُبودية كَونية قَدرية حقيقية عامَّة، مُقتضاها تصرُّف الله في خَلقه كيف يشاء وانقيادهم له طوعاً وكَرهاً لا مُعقِّب لحُكمه وهو اللَّطيف الخبير لا شَريك له في شيء من ذلك.



2. عُبُودية تَشريف وتَكريم لأصفيائه وأوليائه من أنبيائه وملائكته وسائر الصالحين مِن عِبَاده، كما في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}(6) الآيات، وقوله تعالى في الملائكة: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ}(7) الآيات، وقوله تعالى في عُموم الصَّالحين: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}(8) إلى الآية الأخيرة من سورة "الفُرقَان" .. وهذه عُبُودية حقيقية خاصَّة اختص اللهُ تعالى بها الصَّالحين الأخيار مِن عِبَاده؛ تشريفاً لهم وتكريماً.



3. عُبُودية بين مخلوق ومخلوق وهذه عُبُودية خاصَّة محدودة مؤقَّتة، وهي إما شَرعية إن كانت عن حرب إسلامية للكُفَّار، خوّلها اللهُ للغانمين ولمَن اشترى منهم وجعل لها حقوقًا، وإمَّا غير شَرعية وهي التي تكون عن سرقة أحرار أو التَّسلُّط عليهم ظلمًا وعُدواناً، أو تكون بِشِراء مِن هؤلاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ»(9) مُتَّفق عليه.


وبالله التَّوفيق؛
وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم



((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))


عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز


------------------------


(1) سورة مريم - الآية 93


(2) سورة مريم - الآية 94


(3) سورة مريم - الآية 95


(4) صحيح مسلم (4/ 2577)، وسُنَن الترمذي (4/ 2495).


(5) مُسْند أحمد بن حنبل (6/ 3712)، وصَحيح ابن حبان (3/ 972)؛ وصحَّحه العلامة الألباني.


(6) سورة الإسراء - الآية 1


(7) سورة الأنبياء - الآية 26


(8) سورة الفرقان - الآية 63

(9) صحيح البخاري (3/ 2270)، وسُنَن ابن ماجة (2/ 2442).
 
توقيع : Mr. HATEM
س18: أريد تفسير كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"؟!

الجواب: شهادة (أن لا إله إلا الله) و (أن محمدًا رسول الله) هي الرُّكن الأول مِن أركان الإسلام، ومعنى (لا إله إلا الله): لا مَعبود بحقٍّ إلا الله، وهي نفي وإثبات. (لا إله) نافياً جميع العبادة لغير الله، (إلا الله) مُثبتاً جميع العبادة لله وحده لا شريك له، ونُوصيك بمراجعة كتاب "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" تأليف الشيخ عبد الرحمن بن حسن، لأنه قد بَسَط الكلام في ذلك في باب تفسير التَّوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله .. وأما كلمة (محمد رسول الله) فمعناها: الإقرار برِسالة محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان بها والانقياد لها قولاً وفعلاً واعتقادًا، واجتناب كل ما ينافيها من الأقوال والأعمال والمقاصد والتُّروك، وبعبارة أخرى معناها: طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نَهَى عنه وزَجَر وأن لا يعبد الله إلا بما شَرَع.

وبالله التَّوفيق؛

وصلَّى اللهُ على نَبِيِّنا مُحَمَّد وآلَهِ وصَحبِه وسلِّم

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان

نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
 
توقيع : Mr. HATEM
س19: مِن المعلوم البيّن والواضح المتعيّن: أن الإسلام جاء لتحرير الناس، والحرية في الإسلام، كما وصفها أحد العلماء الربّانيين أنها: "أن تكون عبدًا لله وحرًا لِسَواه" .. فالرَّجاء منكم أن توضحوا لنا باختصار مفهوم العُبُودية في الإسلام، وكيف يتم تحرير العَبد مِن سَيِّده وكل ما تفرَّع عن ذلك، إضافة إلى ذلك تفسير الحِكمة مِن اتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم لأنس كخادم واتخاذ عمر للغلام .. إلخ؟!

الجواب: معنى العُبُودية: الخُضُوع والتَّذلُّل والانقياد لله تعالى بطاعة أوامره وتَرك نَوَاهيه، والوقوف عند حُدوده؛ تقرُّباً إليه سبحانه، ورغبةً في ثوابه، وحذرًا من غضبه وعقابه، فهذه هي العُبُودية الحقَّة ولا تكون إلاَّ لله .. وأما عُبُودية الرِّق فهي عُبُودية طارئة لأسباب كثيرة، أصلها تلبُّس الشخص بالكُفر فيُسبى مِن الكُفَّار بالجهاد الشَّرعي.

أما كيف يتحرَّر العَبد مِن سَيِّده؟! .. فلذلك أسباب أوضحها العلماء في كتاب العتق، منها: أن يعتقه سَيِّدُه على سبيل التَّقرب إلى الله سبحانه، ومنها أن يعتقه عن كفارة قَتل أو ظِهار أو نحوهما.

وأما اتِّخاذ الخادم فجائز؛ لما ثبت في حديث أنس وغيره من الأحاديث، ومن الحِكمة في ذلك قضاء حوائج النبي صلى الله عليه وسلم ومساعدته في لوازمه الخاصة ومعرفة الآداب والأخلاق التي كان يتحلَّى بها، وليس في ذلك معارضة العُبُودية الخاصَّة لله وحده.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود

عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان

نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

 
توقيع : Mr. HATEM
عودة
أعلى