Mr. HATEM

زيزوومي VIP
إنضم
6 مايو 2020
المشاركات
4,128
مستوى التفاعل
8,887
النقاط
3,760
الإقامة
Egypt
غير متصل

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكْمَلَ لَنَا الدِّينَ وأَتَمَّ عَلَيْنَا النِّعمَةَ، وجَعَلَ أُمَّتَنَا خَيْرَ أُمَّةٍ، وبَعَثَ فِيْنَا رَسُوْلاً مِنَّا يَتْلُو عَلَيْنَا آيَاتِهِ ويُزَكِّينَا ويُعَلِّمُنَا الكِتَابَ والحِكْمَةَ، أَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ الجَمَّةِ؛ وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً تَكُونُ لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهَا خَيْرَ عِصْمَةٍ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لِلْعَالَمِينَ رَحْمَةً، وفَوَّضَ إِلَيْهِ بَيَانَ مَا أُنزِلَ إِلَيْنَا، فَأَوْضَحَ لَنَا كُلَّ الأُمُورِ المُهِمَّةِ، وخَصَّهُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ، فَرُبَّما جَمَعَ أَشْتَاتَ الحِكَمِ والعُلُومِ فِي كَلِمَةٍ، أَوْ فِي شَطْرِ كَلِمَةٍ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ صَلاَةً تَكُونُ لَنَا نُورًا مِنْ كُلِّ ظُلْمَةٍ، وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أمَّــا بَـــعْــــــدُ

فَهَذِهِ مجْمُوعَةٌ مِنَ القَصَصِ الصَّحِيْحَةِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي بَعْضِ دَوَاوِينِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيْفَةِ .. تَتَحَدَّثُ عَنْ أَخْبَارِ مَنْ سَبَقُوْنَا مِنَ الأُمَمِ أَوْ مَا سَيَحْدُثُ عِنْدَ قُرْبِ قِيَامِ السَّاعَةِ أَوْ وَقْتِهَا .. قُمْتُ بِجَمْعِهَا وتَرتِيبِهَا وتَخْرِيجِهَا وشَرْحِ بَعْضِ مَا ذُكِرَ فِيْهَا مِن غَرِيْبِ الكَلاَمِ .. رَاجِياً مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَنْفَعَنَا بهَا وإِيَّاكُم.

حَاتِم أَحمَد
 

توقيع : Mr. HATEM

1/ فَرَحُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ المُؤْمِنِ


-- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ المُؤْمِنِ، مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلَكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ، وقَدْ ذَهَبَتْ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ العَطَشُ».

«ثُمَّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ».

«فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ، وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ، وَعَلَيْهَا زَادُهُ، وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ».

«فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ العَبْدِ المُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ».


رَوَاهُ البُخَارِيُّ (8/ 6308)، ومُسْلِمٌ (4/ 2744).


- (دَوِّيَّة): الأَرْضُ القَفْرُ، الخَالِيَةُ مِنْ كُلِّ شَيٍء، كَالصَّحَرَاءِ.
- (مَهْلَكَةٍ): أَسْبَابُ الهَلاَكِ مِنْ فَقْدِ الطَّعَامِ والشَّرَابِ مَعَ بُعْدِ المَسَافَةِ.
- (أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ): أَيْ وقَدْ يَئِسَ واسْتَسْلَمَ لِلمَهَالِكِ.

 
توقيع : Mr. HATEM

2/ رُؤْيَةُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ

-- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «أَنَّ نَاسًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَةِ؟!».

«قَالَ: هَلْ تُمَارُونَ فِي القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟!»

«قَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ».

«قَالَ: فَهَلْ تُمَارُونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟!»

«قَالُوا: لاَ».

«قَالَ: فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ».

«يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْ».

«فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الشَّمْسَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ القَمَرَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الطَّوَاغِيتَ»،

«وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ».

«فَيَقُولُونَ: هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ».

«فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ».

«فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا».

«فَيَدْعُوهُمْ، فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ»،

«فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ»،

«وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ»،

«وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ»،

«وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟!»

«قَالُوا: نَعَمْ».

«قَالَ: فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ اللَّهُ المَلاَئِكَةَ: أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ»،

«فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ»،

«فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ»،
«فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، قَدْ امْتَحَشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ»،

«ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ القَضَاءِ بَيْنَ العِبَادِ»،

«وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الجَنَّةَ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ قِبَلَ النَّارِ».

«فَيَقُولُ: يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا».

«فَيَقُولُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ؟!»

«فَيَقُولُ: لاَ وَعِزَّتِكَ».

«فَيُعْطِي اللَّهَ مَا يَشَاءُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ».

«فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ بِهِ عَلَى الجَنَّةِ، رَأَى بَهْجَتَهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ».

«ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ قَدِّمْنِي عِنْدَ بَابِ الجَنَّةِ».

«فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ العُهُودَ وَالمِيثَاقَ، أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنْتَ سَأَلْتَ؟!»

«فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لاَ أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ».

«فَيَقُولُ: فَمَا عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟!»

«فَيَقُولُ: لاَ وَعِزَّتِكَ، لاَ أَسْأَلُ غَيْرَ ذَلِكَ».

«فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ».

«فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَإِذَا بَلَغَ بَابَهَا، فَرَأَى زَهْرَتَهَا، وَمَا فِيهَا مِنَ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ».

«فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الجَنَّةَ».

«فَيَقُولُ اللَّهُ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ! أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ العُهُودَ وَالمِيثَاقَ، أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ؟!»

«فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ».

«فَيَضْحَكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ، ثُمَّ يَأْذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الجَنَّةِ».

«فَيَقُولُ: تَمَنَّ».

«فَيَتَمَنَّى، حَتَّى إِذَا انْقَطَعَ أُمْنِيَّتُهُ».

«قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ كَذَا وَكَذَا».

«أَقْبَلَ يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ، حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ».

«قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 806)، ومُسْلِمٌ (1/ 182).

- (تُمَارُون): تَشِكُّون.

- (سَحَاب): غَيْم.

- (يُحْشَرُ): يُجْمَعُ بَعْدَ البَعْثِ.

- (الطَّوَاغِيت): جَمْعُ طَاغُوتٍ؛ وهُوَ: كُلُّ رَأْسٍ فِي الضَّلاَلِ، وكُلُّ مَنْ صَدَّ عَنْ طَرِيقِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ وعِبَادَتِهِ.

- (شَوْك السَّعْدَان): نَبَاتٌ لَهُ شَوْكٌ.

- (بِأَعْمَالِهِم): بِسَبَبِ أَعْمَالِهِم السَّيئَةِ وبِقَدْرِهَا وعَلَى حَسَبِهَا.

- (يُوبَق): يَهْلَك.

- (يُخَرْدَل): تُقَطِّعُهُ كَلاَلِيْبُ جَهَنَمَ قِطَعًا صَغِيْرَةً كَالخَرْدَل.

- (تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ): تَحْرِق مَوْضِعَ أَثَرِهِ.

- (امْتَحَشُوا): احْتَرَقُوا واسْوَدُّوا.

- (مَاءُ الحَيَاةِ): هُوَ مَاءٌ مْنْ شَرِب مِنْهُ أَوْ صُبَّ عَلَيْهِ لَا يَمُوتُ أَبَدًا.

- (حَمِيلِ السَّيْلِ): مَا يَحْمِلُهُ السَّيْلُ مِنْ طِيْنٍ ونَحْوِهِ، شَبَّهَ نَبَاتَهُم بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَسْرَعُ فِي الإِنْبَاتِ.

- (قَشَبَنِي): أَهْلَكَنِي.

- (ذَكَاؤُهَا): لَهِيبُهَا وشِدَّةُ اِشْتِعَالِهَا ووَهْجِهَا.

- (بَهْجَتَهَا): حُسْنَهَا ونَضَارَتِهَا.

- (وَيْحَكَ): كَلِمَةُ رَحْمَةٍ.

- (مَا أَغْدَرَكَ): مَا أَكَثْرَ تَرْكِكَ لِلْوَفَاءِ بِالعَهْدِ والمِيثَاقِ.

- (فَيَضْحَكُ اللَّهُ): ضَحِكٌ يَلِيْقُ بِهِ سُبحانه وتعالى، بِلاَ تَشْبِيْهٍ ولاَ تَأْوِيْلٍ ولاَ تَعْطِيْلٍ.

- (تَمَنَّ): اُطْلُبْ مَا تُحِبّ وتَرْغَب.

- (انْقَطَعَ): اِنْتَهَت.

- (أُمْنِيَّتُهُ): طَلَبَاتُهُ ورَغَبَاتُهُ.

- (مِنْ كَذَا وَكَذَا): اُذْكُر هَذَهِ الأَمَانِي الَّتِي كَانَتْ فِي نَفْسِكَ قَبْلَ أَنْ أُذَكِّرَكَ بِهَا.

- (يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ): بِالأَمَانِي الَّتِي غَابَتْ عَنْهُ.
 
توقيع : Mr. HATEM

3/ كَلاَمُ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى مَعَ أَهْلِ الجَنَّةِ


-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ: «أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ»،

«فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟!»

«قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ

«فَبَذَرَ، فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ، فَكَانَ أَمْثَالَ الجِبَالِ».

«فَيَقُولُ اللَّهُ: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ».

«فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: وَاللَّهِ لاَ تَجِدُهُ إِلَّا قُرَشِيًّا، أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ».

"فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".


رَوَاهُ البُخَارِيُّ (3/ 2348)، وأحْمَدُ فِي "المُسْنَد" (16/ 10642).


- (فِيمَا شِئْتَ): مِنَ المُشْتَهَيَاتِ والنَّعِيْمِ.

- (فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ): أَسْرَعَ نَبَاتُهُ.

- (اسْتِوَاؤُهُ): قِيَامُهُ عَلَى سُوقِهِ قَوِيًّا شَدِيْدًا.

- (اسْتِحْصَادُهُ): أَسْرَعَ يَبَسُهُ وصَارَ وَقْتُ قَلْعِهِ.

- (لاَ تَجِدُهُ): أَيْ لاَ يَكُونُ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَهَى الزَّرْعَ.
 
توقيع : Mr. HATEM
4/ آخِرُ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً


-- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ، فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً، وَيَكْبُو مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً».

«فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ».

«فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا».

«فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا».

«فَيَقُولُ: لَا، يَا رَبِّ».

«وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى».

«فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا».

«فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟! لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا».

«فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَيَيْنِ».

«فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا».

«فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟!»

«قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، هَذِهِ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا».

«وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ».

«فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْنِيهَا».

«فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ مَا يَصْرِينِي مِنْكَ؟! أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟!»

«قَالَ: يَا رَبِّ، أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟!»

«فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ؟!»

«فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ؟!»

«قَالَ: هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

«فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللهِ».

«قَالَ: مِنْ ضَحِكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟!»

«فَيَقُولُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ».


رَوَاهُ مُسْلِمٌ (1/ 187)، وأَحْمَدُ (6/ 3714).

- (يَكْبُو): يَسْقُطُ عَلَى وَجْهِهِ.

- (تَسْفَعُهُ النَّارُ): تَضْرِبُ وَجْهَهُ وتُسَوِّدُهُ وتُؤَثِّرُ فِيْهِ أَثَرًا.

- (مَا يَصْرِينِي مِنْكَ): أَيُّ شَيْءٍ يُرضِيْكَ ويَقْطَعُ السُّؤَالَ بَيْنِي وبَيْنَكَ.

 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

5/ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً

-- عَنْ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ: مَا أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً؟!»

«قَالَ: هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، فَيُقَالُ لَهُ: اُدْخُلْ الجَنَّةَ».

«فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ، وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ؟!»

«فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَك مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا؟!»

«فَيَقُولُ: رَضِيتُ، رَبِّ

«فَيَقُولُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ، وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ».

«فَقَالَ فِي الخَامِسَةِ: رَضِيتُ، رَبِّ

«فَيَقُولُ: هَذَا لَك وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ، وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُك».

«فَيَقُولُ: رَضِيت، رَبِّ

«قَالَ: رَبِّ! فَأَعْلَاهُمْ مَنْزِلَةً؟!»

«قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدَيَّ، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ».

رَوَاهُ مُسْلِمٌ (1/ 189)، والتِّرْمِذِيُّ (5/ 3198).
 
توقيع : Mr. HATEM

6/ القَـاتِـلُ لِنَـفْـسِـهِ

-- عَنْ جُنْدَبٍ البَجَلِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قَرْحَةٌ، فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، فَنَكَأَهَا، فَلَمْ يَرْقَأِ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ».

«فقَالَ اللهُ تَعَالَى: عَبْدِي بَادَرَنِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3463)، ومُسْلِمٌ (1/ 113) واللَّفْظُ لَهُ.


- (قَرْحَةٌ): خُرَّاجٌ.

- (كِنَانَتِهِ): الكِنَانَةُ هِيَ: بَيْتُ السِّهَامِ، وسُمِّيَتْ كِنَانَةٌ: لِأَنَّهَا تَكِنُّ السِّهَامَ أَيْ تَسْتُرُهَا.

- (نَكَأَهَا): خَرَقَهَا وفَتَحَهَا.

- (لَمْ يَرْقَأِ الدَّمُ): لَمْ يَنْقَطِع.
 
توقيع : Mr. HATEM

7/ المُذْنِبُ الخَائِفُ مِنْ عَذَابِ رَبَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ، لَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَاحْرِقُونِي، ثُمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا».

«فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ».

«فَأَمَرَ اللَّهُ الأَرْضَ، فَقَالَ: اجْمَعِي مَا فِيكِ، فَفَعَلَتْ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ».

«فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟»

«قَالَ: مَخَافَتُكَ يَا رَبِّ».

«فَغَفَرَ لَهُ».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3481) واللَّفْظُ لَهُ، ومُسْلِمٌ (4/ 2756).


- (يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ): يُبَالِغُ فِي المَعَاصِي.

- (قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي): حَكَمَ وقَضَى.

- (ذَرُّونِي): انْثُرُونِي وفَرِّقُونِي.
 
توقيع : Mr. HATEM

8/ التَّاجِرُ الدَّائِنُ الرَّاجِي عَفْوَ رَبَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا».

«فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (3/ 2078)، ومُسْلِمٌ (3/ 1562).
 
توقيع : Mr. HATEM

9/ المُتَأَلِّي عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ

-- عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَ: «أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ».

«وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ».

رَوَاهُ مُسْلِمٌ (4/ 2621)، وأَبُو يَعْلَى فِي "المُسْنَد" (3/ 1529).

- (يَتَأَلَّى): يَحْلِف.
 
توقيع : Mr. HATEM

10/ سَيِّدُ البَشَرِ وسَيِّدُ المَلاَئِكَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا وسَلَّمَ والوَحِيُّ

-- عَنْ عَائِشَةَ، أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ».

«ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاَءُ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ، فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ -وَهُوَ التَّعَبُّدُ- اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ».

«ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ».

«فَجَاءَهُ المَلَكُ، فَقَالَ: اقْرَأْ».

«قَالَ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ».

«قَالَ: فَأَخَذَنِي، فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ»،

«قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ».

«فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ، حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ».

«فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ».

«فَأَخَذَنِي، ثُمَّ غَطَّنِي الثَّالِثَةَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}، [العَلَق: 1 - 3]».

«فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي».

«فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ، وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ: لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي».

«فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ! مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ».

«فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى -ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ- وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العِبْرَانِيَّ، فَكَانَ يَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ».

«فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ! اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ».

«فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي! مَاذَا تَرَى؟»

«فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى».

«فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ».

«فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟!»

«قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ، إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا».

«ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الوَحْيُ».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 3)، وأحْمَدُ فِي "المُسْنَد" (43/ 25959).


- (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ): الصَّادِقَةُ، وهِيَ الَّتِي يَجْرِي فِي اليَقَظَةِ مَا يُوَافِقُهَا.

- (فَلَقِ الصُّبْحِ): ضِيَاؤُهُ ونُورُهُ، ويُقَالُ هَذَا فِي الشَّيْءِ الوَاضِحِ البَيِّنِ.

- (الخَلاَءُ): الانْفِرَادُ.

- (بِغَارِ حِرَاءٍ): اسْمٌ لِجَبَلٍ مَعْرُوف فِي مَكَّةَ المُعَظَّمَة.

- (يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ): يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ.

- (مَا أَنَا بِقَارِئٍ): لاَ أَعْرِفُ القِرَاءَةِ.

- (فَغَطَّنِي): ضَمَّنِي وعَصَرَنِي حَتَّى ضَاقَ نَفَسِي.

- (بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ): غَايَة وُسْعِي.

- (أَرْسَلَنِي): أَطْلَقَنِي.

- (عَلَقٍ): جَمَعُ عَلَقَةٍ، وهِيَ: المَنِيُّ بَعد أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى دَمٍ غَلِيْظٍ مُتَجَمِّدٍ؛ والآَيَاتُ المَذْكُورَةُ أَوَّلُّ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ الكَرِيْمِ، وهِيَ أَوَائِلُ سُوْرَةِ العَلَقِ.

- (يَرْجُفُ فُؤَادُهُ): يَتَحَرَّكُ قَلْبُهُ بِشِدَّةٍ.

- (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي): غَطَّوْنِي بِالثِّيَابِ ولُفُّونِي بِهَا.

- (الرَّوْعُ): الفَزَعُ.

- (وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا): لاَ يُذِلِّكَ ولاَ يُضَيِّعَكَ.

- (لَتَصِلُ الرَّحِمَ): تُكْرِم القَرَابَة وتُوَاسِيهِم.

- (وَتَحْمِلُ الكَلَّ): تَتَحَمَّلُ أَثْقَالَ الفُقَرَاءِ والضُّعَفَاءِ والأَيْتَامِ بِالإِنْفَاقِ عَلَيْهِم وإِعَانَتِهِم بِالمَالِ.

- (وتَكْسِبُ المَعْدُومَ): تَتَبَرَّعُ بِالمَالِ لِمَنْ عُدِمَهُ، وتُعْطِي النَّاسَ مَا لاَ يَجِدُونَهُ عِنْدَ غَيْرِكَ.

- (وتَقْرِي الضَّيْفَ): تُكْرِمُ ضُيُوفَكَ.

- (نَوَائِبِ الحَقِّ): جَمْعُ نَائِبَةٍ، وهِيَ: مَا يَنْزِلُ بِالإِنْسَانِ مِنَ المُهِمَّاتِ، وأُضِيْفَت إِلَى الحَقِّ لِأَنَّهَا تَكُونُ فِي الحَقِّ والبَاطِلِ.

- (تَنَصَّرَ): تَرَكَ عِبَادَةَ الأَوْثَانِ وفَارَقَ طَرِيقَ الجَاهِلِيَّةِ.

- (النَّامُوسُ): هُوَ صَاحِبُ السِّرِّ، والمُرَادُ بِهِ هُنَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وسُمِّيَ بِذَلِكَ: لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَصَّهُ بِالغَيْبِ والوَحْيِ.

- (يَا لَيْتَنِي فِيهَا): فِي أَيَّامِ النُّبُوَّةِ وَمُدَّتِهَا.

- (جَذَعًا): شَابًّا قَوِيًّا، حَتَّى أُبَالِغَ فِي نُصْرَتِكَ.

- (يَوْمُك): وَقْتُ إخْرَاجِك أَوْ وَقْتُ انْتِشَارِ نُبُوَّتِك.

- (مُؤَزَّرًا): قَوِيًّا بَالِغًا.

- (يَنْشَبْ): يَلْبَثْ.

- (فَتَرَ الوَحْيُ): تَأَخَّرَ عَنِ النُّزُولِ مُدَّةً مِنَ الزَّمَنِ.
 
توقيع : Mr. HATEM
بارك الله فيك اخي الكريم
مشاركه رائعه ومنسقه
تحياتي لك
 
توقيع : Mr. HATEM
جزاك الله خيرا أخي وبورك فيك
 
توقيع : MesterPerfectMesterPerfect is verified member.
p_1541h7rd41.jpg
 
توقيع : Player50
توقيع : Mr. HATEM
توقيع : Mr. HATEM

11/ رُؤْيَا نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ


-- عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُكثِرُ أَنْ يَقُولَ لأِصْحَابِهِ: هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟»

«فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ».

«وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ: إِنِّي أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي: انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ، فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ، فَيَتَدَهْدَ الحَجَرُ هَا هُنَا، فَيَتْبَعُ الحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةِ الأُولَى».

«قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا هَذَانَ؟»

«قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ».

«فَانْطَلَقْنَا؛ فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الجَانِبِ الْآخَرِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الجَانِبُ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي المَرَّةِ الْأُولَى».

«قَالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا هَذَانِ؟»

«قَالَ: قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ».

«فَانْطَلَقْنَا؛ فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ، فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ، وَأَصْوَاتٌ، فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا».

«قُلْتُ: مَا هَؤُلَاءِ؟»

«قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ».

«فَانْطَلَقْنَا؛ فَأَتَيْنَا عَلَى نَهْرٍ، أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهْرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ الحِجَارَةَ، فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ، فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا، فَيَنْطَلِقُ فَيَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ؛ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ، فَغَرَ لَهُ فَاهُ، فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا».

«قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟»

«قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ».

«فَانْطَلَقْنَا؛ فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ المِرْآةِ، أَوْ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْأىً، فَإِذَا هُوَ عِنْدَ نَارٍ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا».

«قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟»

«قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ».

«فَانْطَلَقْنَا؛ فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتِمَةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ نُورِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرِي الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ لَا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ».

«قُلْتُ: مَا هَذَا؟ وَمَا هَؤُلَاءِ؟»

«قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ».

«فَانْطَلَقْنَا؛ فَأَتَيْنَا إِلَى دَوْحَةٍ عَظِيمَةٍ، لَمْ أَرَ دَوْحَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا، وَلَا أَحْسَنَ

«قَالَا لِي: ارْقَ فِيهَا، فَارْتَقَيْنَا فِيهَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ، وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا بَابَ المَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا، فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا، فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ! وَشَطْرٌ مِنْهُمْ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ

«قَالَا لَهُمُ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهْرِ، وَإِذَا هُوَ نَهْرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ المَحْضُ فِي البَيَاضِ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا، وقَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ».

«قَالَا لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ، فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا، فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ».

«قَالَا لِي: مَنْزِلُكَ».

«قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا، ذَرَانِي فَأَدْخُلُهُ».

«قَالَا: أَمَّا الْآنَ فَلَا، وَأَنْتَ دَاخِلُهُ».

«قُلْتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةَ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟!»

«قَالَا لِي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ».

«أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ، الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالحَجَرِ: فَإِنَّهُ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ».

«وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ: فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ».

«وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ العُرَاةُ الَّذِينَ هُمْ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ: فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي».

«وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهْرِ، وَيُلْقَمُ الحِجَارَةَ: فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا».

«وَأَمَّا الرَّجُلُ الكَرِيهُ المِرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا، وَيَسْعَى حَوْلَهَا: فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ».

«وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ، فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ».

«وَأَمَّا الوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ، فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ».

«فَقَالَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟!»

«فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَوْلَادُ المُشْرِكِينَ»؛

«وَأَمَّا القَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ، وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ».


رَوَاهُ البُخَارِيُّ (3/ 7047)، وأحْمَدُ فِي "المُسْنَد" (33/ 20094).


- (آتِيَانِ): جِبْرِيلُ ومِيكَائِيلُ.

- (فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ): يَهْشَمَهُ ويَشْدَخَهُ.

- (فَيَتَدَهْدَ): يَنْحَطّ مِنْ عُلُوٍّ إِلَى سُفْلٍ؛ أَيْ يَتَدَحْرَج.

- (فَيُشَرْشِرُ): يَقْطَعُ.

- (بِكَلُّوبٍ): بِخُطَّافٍ.

- (انْطَلِقِ انْطَلِقْ): اذْهَبْ ولَا تَسْأَلْ.

- (ضَوْضَوْا): رَفَعُوا أَصْوَاتَهُم مُخْتَلَطَة.

- (المَرْآةِ): المَنْظَرِ.

- (مُعْتِمَةٍ): كَثِيْرَةِ النَّبْتِ.

- (نُورِ الرَّبِيعِ): زَهْر الشَّجَر فِي الرَّبِيْعِ.

- (ارْقَ): اصْعَدْ.

- (المَحْضُ): اللَّبَن الخَالِصُ مِنَ المَاءِ.

- (فَسَمَا بَصَرِي): نَظَرَ إِلَى أَعْلَى.

- (صُعُدًا): صَاعِدًا فِي ارتِفْاعٍ كَثِيْرٍ.

- (الرَّبَابَة): السَّحَابَة.

- (ذَرَانِي): اتْركَانِي.

- (فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي): مُنَاسَبَةُ العُرْيِ لَهُمْ لِاسْتِحْقَاقِهِمْ أَنْ يُفْضَحُوا لِأَنَّ عَادَتَهُمْ أَنْ يَسْتَتِرُوا فِي الخَلْوَةِ فَعُوقِبُوا بِالهَتْكِ، والحِكْمَةُ فِي إِتْيَانِ العَذَابِ مِنْ تَحْتِهِمْ كَوْنُ جِنَايَتِهِمْ مِنْ أَعْضَائِهِمُ السُّفْلى.

- (الفِطْرَةِ): أَصْلُ الخِلْقَةِ الَّتِي خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ تُغَيِّرَهُ المُجْتَمَعَاتُ الآَثِمَةُ والنُّفُوسُ الشِّرِّيْرَةُ، وهَذِهِ الفِطْرَةِ هِيَ الإِيْمَانُ بِاللهِ تَعَالَى وتَوْحِيدِهِ.

 
توقيع : Mr. HATEM
صلى الله عليه وسلم


شكراً على حضورك ومشاركتك
 
توقيع : أسيرالشوق
توقيع : Mr. HATEM
عودة
أعلى