12/ مِعْرَاجُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ

-- عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ: «بَيْنَمَا أَنَا فِي الحَطِيمِ مُضْطَجِعًا، إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَدَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا، فَغُسِلَ قَلْبِي بِمَاءِ زَمْزَم، ثُمَّ حُشِيَ، ثُمَّ أُعِيدَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ البَغْلِ وَفَوْقَ الحِمَارِ، أَبْيَضَ، يُقَالَ لَهُ: البُرَاقُ، يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ»،

«فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟!»

«قَالَ: جِبْرِيلُ».

«قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟!»

«قَالَ: مُحَمَّدٌ».

«قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟!»

«قَالَ: نَعَمْ».

«فَقَالَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ».

«فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا فِيهَا آدَمُ».

«فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ».

«فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلاَمَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالِابْنِ الصَّالِحِ».

«ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَاسْتَفْتَحَ»،

«قِيلَ: مَنْ هَذَا؟!»

«قَالَ: جِبْرِيلُ».

«قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟!»

«قَالَ: مُحَمَّدٌ».

«قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟!»

«قَالَ: نَعَمْ».

«قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ».

«فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا بِيَحْيَى وَعِيسَى، وَهُمَا ابْنَا الخَالَةِ».

«قَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا».

«فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّا ثُمَّ قَالاَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ».

«ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ».

«قِيلَ: مَنْ هَذَا؟!»

«قَالَ: جِبْرِيلُ».

«قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟!»

«قَالَ: مُحَمَّدٌ».

«قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟!»

«قَالَ: نَعَمْ».

«قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ».

«فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ».

«قَالَ: هَذَا يُوسُفُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ».

«فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ».

«ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، فَاسْتَفْتَحَ»،

«قِيلَ: مَنْ هَذَا؟!»

«قَالَ: جِبْرِيلُ».

«قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟!»

«قَالَ: مُحَمَّدٌ».

«قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟!»

«قَالَ: نَعَمْ».

«قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى إِدْرِيسَ».

«قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ».

«فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ».

«ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءَ الخَامِسَةَ، فَاسْتَفْتَحَ»،

«قِيلَ: مَنْ هَذَا؟!»

«قَالَ: جِبْرِيلُ».

«قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟!»

«قَالَ: مُحَمَّدٌ».

«قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟!»

«قَالَ: نَعَمْ».

«قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ».

«فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا هَارُونُ».

«قَالَ: هَذَا هَارُونُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ».

«فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ».

«ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ، فَاسْتَفْتَحَ».

«قِيلَ: مَنْ هَذَا؟!»

«قَالَ: جِبْرِيلُ».

«قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟!»

«قَالَ: مُحَمَّدٌ».

«قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟!»

«قَالَ: نَعَمْ».

«قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ».

«فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا مُوسَى».

«قَالَ: هَذَا مُوسَى، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ».

«فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ».

«فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، قِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟!»

«قَالَ: أَبْكِي؛ لِأَنَّ غُلاَمًا بُعِثَ بَعْدِي، يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي

«ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ»،

«قِيلَ: مَنْ هَذَا؟!»

«قَالَ: جِبْرِيلُ».

«قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟!»

«قَالَ: مُحَمَّدٌ».

«قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟!»

«قَالَ: نَعَمْ».

«قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ».

«فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا إِبْرَاهِيمُ».

«قَالَ: هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ».

«فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلاَمَ».

«فقَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ».

«ثُمَّ رُفِعَتْ لِيَ سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلاَلِ هَجَرَ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفِيَلَةِ».

«قَالَ: هَذِهِ سِدْرَةُ المُنْتَهَى».

«وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ؛ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، قُلْتُ: مَا هَذَانِ يَا جِبْرِيلُ؟!»

«قَالَ: أَمَّا البَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالفُرَاتُ».

«ثُمَّ رُفِعَ لِي البَيْتُ المَعْمُورُ».

«فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذَا؟!»

«قَالَ: هَذَا البَيْتُ المَعْمُورُ، يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَك، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا إِلَيهِ آخِر مَا عَلَيْهِمْ».

«ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ».

«فَقَالَ: هِيَ الفِطْرَةُ الَّتِي أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ».

«ثُمَّ فُرِضَ عَلَيَّ صَلَاةُ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ، فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى».

«فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟!»

«قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ».

«قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ».

«فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا».

«فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ مِثْلَهُ».

«فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ مِثْلَهُ».

«فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ مِثْلَهُ».

«فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا. فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَقَالَ مِثْلَهُ».

«فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى».

«فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟!»

«قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ».

«قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ! وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ».

«قُلْتُ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْه، وَلَكِنْ أَرْضَى وَأُسَلِّمُ».

«فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (5/ 3887) واللَّفْظُ لَهُ، ومُسْلِمٌ (1/ 164).


- (نَبِقُهَا): ثَمَرُهَا.

- (قِلاَل): جِرَارٌ مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ المُخَاطِبِينَ ومَعْلُومَةُ القَدْرِ عِنْدَهُم، ويُقَدَّرُ وَزْنُهَا بِمِائَةِ لِتْرٍ تَقْرِيبًا.

- (هَجَر): مَدِينَةٌ فِي اليَمَنِ.

- (نَهْرَانِ بَاطِنَانِ): قِيْلَ هُمَا السَّلْسَبِيلُ والكَوْثَرُ.
 

توقيع : Mr. HATEM

13/ الجِنُّ الَّذِي ظَهَرَ فِي الصَّلاَةِ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ


-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ البَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاَةَ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: {رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فَرَدَّهُ اللهُ خَاسِئًا».


رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 461)، ومُسْلِمٌ (1/ 541).


- (تَفَلَّتَ): عُرِضَ لِي بَغْتَةً فِي سُرْعَةٍ.

- (البَارِحَةَ): هِيَ أَقْرَبُ لَيْلَةٍ مَضَت.

- (سَارِيَةٍ): دِعَامَةٍ.

- (فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ): أَيْ فَتَرَكْتُهُ ولَمِ أَربِطُهُ لَمَّا ذَكَرتُ ذَلِكَ.

- (خَاسِئًا): مَطْرُودًا ذَلِيْلاً.
 
توقيع : Mr. HATEM

14/ الذِّئْبُ المُتَكَلِّمُ والبَقَرَةُ المُتَكَلِّمَةُ

-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ، فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ، فَقَالَ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي؟!»

«وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَكَلَّمَتْهُ، فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، وَلَكِنِّي خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ».

«قَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ

«قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنِّي أُؤمِنُ بِذَلِكَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (5/ 3663)، ومُسْلِمٌ (4/ 2388).
 
توقيع : Mr. HATEM

15/ الخَلِيْلُ إِبْرَاهِيْمُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلَامُ والثَلَاثُ كَذَبَاتٍ

-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيْمُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَطُّ إلاَّ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ، ثِنْتَيْنِ في ذَاتِ اللَّهِ: قَوْلُهُ: {إنِّي سَقِيْمٌ وقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيْرُهُمْ هَذَاوَوَاحِدَةً في شَأنِ سَارَّةَ».

«فَإِنَّهُ قَدِمَ أرْضَ جَبَّارٍ وَمَعَهُ سَارَّةُ وَكَانَتْ أحْسَنَ النَّاسِ».

«فَقَال لَهَا: إِنَّ هَذَا الجَبَّارَ إِنْ يَعْلَمْ أنَّكِ امْرأتِي، يَغْلِبْنِي عَلَيْكِ، فَإِنْ سَألَكِ فَأخْبِرِيهِ أنَّكِ أخْتِي، فَإِنَّكِ أخْتِي في الِإسْلَامِ، فَإِنِّي لَا أعْلَمُ في الأرْضِ مُسْلِمَاً غَيْرِى وَغَيْرُكِ».

«فَلَمَّا دَخَلَ أرْضَهُ، رَآهَا بَعْضُ أهْلِ الجَبَّارِ، أتَاهُ فَقَال لَهُ: لَقَدْ قَدِمَ أرْضَكَ امْرأةٌ لَا يَنْبَغِي لَهَا أنْ تَكُوْنَ إلاَّ لَكَ»،

«فأرْسَلَ إلَيْهَا، فَأُتِي بَهَا، فَقَاْمَ إبْرَاهِيْمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ، لَمْ يَتَمَالَكْ أنْ بَسَطَ يَدَهُ إليْهَا، فَقُبِضَتْ يَدُهُ قَبْضَةً شَدِيْدَةً».

«فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ أنْ يُطْلِقُ يَدِي، وَلَا أضُرُّكِ».

«فَفَعَلَتْ، فَعَادَ».

«فَقُبضَتْ أشَدَّ مِنَ القَبْضَةَ الأوْلَى»،

«فَقالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ».

«فَفَعَلَتْ، فَعَادَ».

«فَقُبِضَتْ أشَدَّ مِنَ القَبْضَتَيْنِ الأولَيَنِ»،

«فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ أنْ يُطْلِقَ يَدِي، فَلَكِ اللَّهَ أنْ لَا أضُرُّكِ»،

«فَفَعَلَتْ وَأُطْلِقَتْ يَدُهُ، وَدَعَا الَّذِي جَاْءَ بِهَا»،

«فَقَال لَهُ: إِنَّكَ إِنَّمَا أُتَيْتَنِي بِشَيْطَانٍ وَلَمْ تَأتِنِي بِإِنْسَانٍ! فَأخْرِجْهَا مِنْ أرْضِي وَأعْطِهَا هَاجَرَ».

«قَالَ: فَأَقْبَلَتْ تَمْشِي، فَلَمَّا رَآهَا إِبْرَاهِيْمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ انْصَرَفَ»،

«فَقَالَ: مَهْيَمْ؟!»

«قَالَتْ: خَيْرَاً، كَفَّ اللَّهُ يَدَ الفَاجِرِ، وَأخْدَمَ خَادِمَاً».

«قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَتِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3358)، ومُسْلِمٌ (4/ 2371) واللَّفْظُ لَهُ.

- (كَذَبَاتٍ): أَيْ فِيمَا يَظْهَرُ لِلنَّاسِ وبِالنِّسْبَةِ لِفَهْمِ السَّامِعِينَ، وهِيَ لَيْسَت كَذِبًا فِي حَقِيقَةِ الأَمْرِ لِأَنَّهَا مِنَ المَعَارِيضِ.

- (ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ): أَيْ لِأَجْلِهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى.

- (سَقِيمٌ): مَرِيضٌ؛ وإِنَّمَا قَاَل ذَلِكَ لِقَوْمِهِ حَتَّى لاَ يَخرُجُ مَعَهُم ويَبْقَى لِيُكَسِّرَ الأَصْنَامَ.

- (مَهْيَمْ): كَلَمِةٌ يُسْتَفْهَمُ بِهَا، مَعنَاهَا: مَا حَالُكِ ومَا شَأْنُكِ؟!

- (فَتِلْكَ): أَيْ هَاجَر عَلَيْهَا السَّلاَمُ.

- (بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ): أَرَادَ بِهِم العَرَب لِأَنَّهُم يَعِيشُونَ بِالمَطَرِ ويَتَّبِعُونَ مَوَاقِعَ القَطْرِ فِي البَوَادِي لِأَجْلِ المَوَاشِي.
 
توقيع : Mr. HATEM

16/ الكَلِيْمُ مُوسَى والخَضِرُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ


-- عَنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَال رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ: «قَامَ مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟!»

«فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ».

«فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجمَعِ البَحرَيْنِ، هُوَ أَعلَمُ مِنْكَ».

«قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ بِهِ؟!»

«فَقِيلَ لَهُ: احْمِلْ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ، فَإِذَا فَقَدْتَهُ فَهُوَ ثَمَّ».

«فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ، وَحَمَلاَ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ، حَتَّى كَانَا عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا وَنَامَا».

«فَانْسَلَّ الحُوتُ مِنَ المِكْتَلِ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي البَحْرِ سَرَبًا».

«وَكَانَ لِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا».

«فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمَهُمَا».

«فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: آتِنَا غَدَاءَنَا، لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا».

«وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى مَسًّا مِنَ النَّصَبِ حَتَّى جَاوَزَ المَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ».

«فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ}.

«قَالَ مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}.

«فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، إِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ، فَسَلَّمَ مُوسَى».

«فَقَالَ الخَضِرُ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلاَمُ؟!»

«فَقَالَ: أَنَا مُوسَى».

«فَقَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟!»

«قَالَ: نَعَمْ»، «قَالَ: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا؟!»

«قَالَ: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًايَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لاَ أَعْلَمُهُ».

«قَالَ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا، وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}.

«فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ، لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا، فَعُرِفَ الخَضِرُ فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ».

«فَجَاءَ عُصْفُورٌ، فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي البَحْرِ، فَقَالَ الخَضِرُ: يَا مُوسَى مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا العُصْفُورِ فِي البَحْرِ».

«فَعَمَدَ الخَضِرُ إِلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ، فَنَزَعَهُ».

«فَقَالَ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا؟!»

«قَالَ: {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}.

«قَالَ: {لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}.

«فَكَانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا».

«فَانْطَلَقَا، فَإِذَا غُلاَمٌ يَلْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ، فَأَخَذَ الخَضِرُ بِرَأْسِهِ مِنْ أَعْلاَهُ فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ».

«فَقَالَ مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ}.

«قَالَ: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}.

«فَانْطَلَقَا، حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ: {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُقَالَ الخَضِرُ بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ».

«فَقَالَ لَهُ مُوسَى: {لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا}.

«قَالَ: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}.

«قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا».


رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 122)، ومُسْلِمٌ (4/ 2380).


- (بِمَجمَعِ البَحرَيْنِ): مُلْتَقَى البَحرَيْنِ.

- (مِكْتَلٍ): وِعَاء يَسَعُ خَمْسَة عَشَر صَاعاً. (يُعَادِل: أربعين كيلو جراماً ونِصفاً).

- (فَانْسَلَّ): خَرَجَ بِرِفْقٍ وخِفَّةٍ.

- (سَرَبًا): مَسْلَكاً يَسْلَكُ فِيهِ.

- (نَصَباً): تَعَباً.

- (مَسًّا): أَثَراً. وفي رواية (شَيْئاً).

- (مُسَجًّى): مُغَطًّى.

- (وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلاَمُ): كَيْفَ تُسَلِّم وأَنْتَ فِي أَرضٍ لاَ يُعرَفُ فِيهَا السَّلاَم؟!

- (نَوْلٍ): أَجرٍ.

- (فَعَمَدَ): قَصَدَ.

- (زَكِيَّةً): طَاهِرَة ًلَم تُذْنِب.

- (اسْتَطْعَمَا): طَلَبَا طَعَاماً.

- (يَنْقَضَّ): يَكَاد يَسْقُط.

- (قَالَ الخَضِرُ بِيَدِهِ): أَشَارَ بِهَا.

- (مِنْ أَمْرِهِمَا): مِن الأَعَاجِيبِ والغَرَائِبِ.
 
توقيع : Mr. HATEM

17/ الكَلِيْمُ مُوَسَى ومَلَكُ المَوْتِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ

-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَاءَ مَلَكُ المَوْتِ إِلَى مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَال لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ».

«قَالَ: فَلَطَمَ مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَيْنَ مَلَكِ المَوْتِ، فَفَقَأهَا».

«قَالَ: فَرَجَعَ المَلَكُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيْدُ المَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي».

«قَالَ: فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِيِ، فَقُلْ: الحَيَاةَ تُرِيْدُ؟! فَإِنْ كُنْتَ تُرِيْدُ الحَيَاةَ، فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَةٍ، فَإِنَّكَ تَعِيْشُ بِهَا سَنَةً».

«قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟! قَالَ: ثُمَّ تموتُ

«قَالَ: فَالآنَ مِنْ قَرِيْبٍ؛ رَبِّ أمِتْنِي مِنَ الأرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ».

«قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «وَاللَّهِ، لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ، لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إلَى جَانِبِ الطرَّيْقِ عِنْدَ الكَثِيْبِ الأحْمَرِ».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (2/ 1339)، ومُسْلِمٌ (4/ 2372) واللَّفْظُ لَهُ.


- (ثُمَّ مَهْ؟): ثُمَّ مَاذَا؟
- (مِنَ الأرْضِ المُقَدَّسَةِ): هِيَ أَرضُ فِلَسْطِين.
- (رَمْيَةً بِحَجَرٍ): أَيْ يَكُونُ بُعْد مَا بَيْنَهُ وبَيْنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ بِقَدْرِ رَمْيَةِ الحَجَرِ، بِحَيْثُ لَوْ رُمِيَ حَجَرٌ لَوَصَلَ إِلَيْهَا.
- (إلَى جَانِبِ الطرَّيْقِ): هُوَ طَرِيْقُ القَوَافِل، كَانَ يَمُرُّ مِنْ أَرضِ الأُردُنِ قَرِيبًا مِن حُدُودِ فِلَسْطِين.
- (الكَثِيْبِ الأحْمَرِ): الكَثِيْبِ هُوَ: الرَّمْلُ المُجْتَمِعُ مِثْلُ التَّلِ، ويُقَالُ: إِنَّ هَذَا الكَثِيْبَ قَرِيْبٌ مِنْ أَرِيْحَا، وأَرِيْحَا مِنَ الأَرضِ المُقَدَّسَةِ.
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM
بارك الله فيك
 
جزاك الله خيرا وبارك فيك وشكرا لك
 
توقيع : aelshemy

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


أعزّك اللهُ أخي الكريم المفضال
أسعدني وشرّفني مرورك الجميل
 
توقيع : Mr. HATEM

18/ الكَلِيْمُ مُوَسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ والحَجَرُ

-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ».

«فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا إِلَّا أَنَّهُ آدَرُ

«قَالَ: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ، فَفَرَّ الحَجَرُ بِثَوْبِهِ».

«قَالَ: فَجَمَعَ مُوسَى بِأثْرِهِ، يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ! ثَوْبِي حَجَرُ! حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سَوْأَةِ مُوسَى».

«فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ».

«فَقَامَ الْحَجَرُ بَعْدُ حَتَّى نُظِرَ إِلَيْهِ».

«قَالَ: فَأَخَذَ ثَوْبَهُ، فَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا».

«قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "وَاللهِ إِنَّهُ بِالحَجَرِ نَدَبٌ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ، ضَرْبُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم بِالحَجَرِ، ونَزَلَت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}. (سورة الأحزاب: آية رقم 69)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 278)، ومُسْلِمٌ (1/ 339) واللَّفْظُ لَهُ.

- (عُرَاةً): جَمْعُ عَارٍ، والظَّاهِرُ أَنَّهُ لَم يَكُنْ حَرَامًا فِي شَرْعِهِم وإِلاَّ لأَنْكَرَ عَلَيْهِم مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ.

- (آدَرُ): كَبِيْرُ الخِصْيَتَيْنِ.

- (بإِثْرِهِ): خَلْفَهُ يَتَّبِعَهُ.

- (بَأْسٍ): عَيْبٍ.

- (فَطَفِقَ): شَرَعَ.

- (نَدَبٌ): أَثَرٌ.
 
توقيع : Mr. HATEM
بارك الله فيك
 

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


أعزَّك اللهُ وأحسن إليك وأثابك في الدارين
 
توقيع : Mr. HATEM
بارك الله فيكم ونفع الله بكم

جزاكم الله عنا كل خير
 

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


أعزَّك اللهُ وأحسن إليك وأثابك في الدَّارين

 
توقيع : Mr. HATEM
19/ المَسِيْحُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ والسَّارِق

-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ»،

«فَقَالَ لَهُ عِيسَى: سَرَقْتَ؟»

«قَالَ: كَلَّا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ».

«فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللهِ وَكَذَّبْتُ عَيْنِي».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3444) واللَّفْظُ لَهُ، ومُسْلِمٌ (4/ 2368).
 
توقيع : Mr. HATEM

20/ النَّبِيُّ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، والمَرْأَتَانِ والذِّئْبُ

-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَتِ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا، جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا»،

«فَقَالَتْ صَاحِبَتُهَا: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ».

«وَقَالَتِ الأُخْرَى: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ».

«فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى».

«فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فَأَخْبَرَتَاهُ بِذَلِكَ».

«فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا

«فَقَالَتِ الصُّغْرَى: لاَ تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، هُوَ ابْنُهَا

«فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (8/ 6769)، ومُسْلِمٌ (3/ 1720).
 
توقيع : Mr. HATEM

21/ النَّبِيُّ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ والمِائَةُ امْرَأَةٍ

-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ، تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلاَمًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

«فَقَالَ لَهُ المَلَكُ: قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

«فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ».

«فَأَطَافَ بِهِنَّ، وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ».

«قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ، وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ».

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (7/ 5242) واللَّفْظُ لَهُ، ومُسْلِمٌ (3/ 1654).

- (لَأَطُوفَنَّ): كِنَايَةٌ عَنِ الجِمَاعِ؛ واللَّامُ جَوَابُ القَسَمِ، وهُوَ مَحْذُوفٌ تَقْدِيْرُهُ: واللَّهِ لَأَطَّوَّفَنَّ.

- (لَمْ يَحْنَثْ): لَمْ يَتَخَلَّفْ مُرَادُهُ ولَمْ يَخِبْ ظَنُّهُ.

- (أَرْجَى لِحَاجَتِهِ): أَكْبَرُ أَمَلاً وأَكْثَرُ تَوَقُّعًا لِأَنْ تَتَحَقَّقَ رَغْبَتُهُ.
 
توقيع : Mr. HATEM

22/ الثَّلاَثُ دَعَوَاتٍ لِلنَّبِيِّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاودَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ

-- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَ اللهَ ثَلَاثًا، أَعْطَاهُ اثْنَتَيْنِ، وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَكُونَ لَهُ الثَّالِثَةُ»:

«فَسَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، فَأَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ».

«وَسَأَلَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ».

«وَسَأَلَهُ أَيُّمَا رَجُلٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِي هَذَا المَسْجِدِ خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

«فَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ».

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ (2/ 693)، وابْنُ مَاجَةَ (1/ 1408)، وأحْمَدُ فِي "المُسْنَد" (11/ 6644) ولَهُ اللَّفْظُ؛ وابْنُ خُزَيْمَةَ (2/ 1334)، وابْنُ حِبَانَ (4/ 1633)، والحَاكِمُ فِي "المُسْتَدرَك" (1/ 83)، وقَالَ فِي عَقِبِهِ: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، ولَا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً". ووَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ
 
توقيع : Mr. HATEM

23/ ابْتِلاَءُ أَيَّوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

-- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّوبَ كَانَ فِي بَلَائِهِ ثَمَانِي عَشَرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إلاَّ رَجُلَيْنِ مِنْ إخْوَانِهِ، كَانَا مِنْ أَخَصِّ إِخْوَانِهِ، كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ إِلَيْهِ».

«فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أتَعْلَمُ -وَاللَّهِ- لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ».

«قَالَ صَاحِبُهُ: وَمَا ذَاكَ؟!»

«قَالَ: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ فَيَكْشِفُ عَنْهُ؟!»

«فَلَمَّا رَاحَا إِلَيْهِ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ».

«فَقَالَ أَيُّوبُ: لاَ أَدْرِي مَا يَقُولُ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى الرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهَةَ أن يَذْكُرَا اللَّهَ إلاَّ فِي حَقٍّ

«قَالَ: وَكان يَخْرُجُ إِلَى حَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتِهِ أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ».

«فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا».

«وَأُوحِيَ إِلَى أَيُّوبَ فِي مَكَانِهِ أَنْ: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}».

«فَاسْتَبْطَأَتْهُ، فَلَقَيْتهُ يَنْظُرُ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلاءِ، وهُو عَلَى أَحْسَنُ مَا كَانَ».

«فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الْمُبْتَلَى، وَوَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ إِذَا كَانَ صَحِيحًا

«قَالَ: فَإِنِّي أَنَا هُوَ

«وَكان لَهُ أَنْدَرَانِ: أَنْدَرٌ لِلْقَمْحِ، وَأَنْدَرٌ لِلشَّعِيرِ، فَبَعَثَ اللَّهُ سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ، وَأَفْرَغَتِ الأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ».

رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الصَّحِيْح" (7/ 2898)، وأَبُو يَعْلَى فِي "المُسْنَد" (6/ 3617)، والبَزَّارُ فِي "المُسْنَد" (13/ 6333)، والحَاكِمُ فِي "المُسْتَدرَك عَلَى الصَّحِيْحَيْن" (2/ 4115)، وصَحَّحَهُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.

- (أَنْدَر): البَيْدَرُ، وهُوَ: المَوْضِعُ الَّذِي يُدَاسُ فِيهِ الطَّعَام، بِلُغَةِ الشَّامِ.

 
توقيع : Mr. HATEM
عودة
أعلى