من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
"اعلم أنَّ كثيراً من المفسرين -رحمهم الله-، قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزَّلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيراً لكتاب الله، محتجين بقوله صلى الله عليه وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) .. والذي أرى أنَّه وإنْ جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة ولا منزَّلة على كتاب الله، فإنَّه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً، إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم)، فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكاً فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، أنَّ القرآن يجب الإيمان به، والقطع بألفاظه ومعانيه، فلا يجوز أنْ تُجعل تلك القصص المنقولة، بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها، أو كذب أكثرها، معاني لكتاب الله مقطوعاً بها، ولا يستريب بهذا أحد، ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل؛ والله الموفق".
المفسر العلامة عبد الرحمن السعدي
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ ٤٧)