Mr. HATEM
زيزوومي VIP
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
مُــقَـــــدِّمَـــــــةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذَلَّ بِالمَوْتِ رِقَابَ الجَبَابِرَة، وكَسَر بِصَدمَتِه ظُهُورَ الأَكَاسِرَة، وقَصَّر بِبَغْتَته أَمَالَ القَيَاصِرة، الَّذِي أَدَار عَلَيْهِم حَلْقَتَه الدَّائِرَة، وأَخَذَهُم بِيَدِهِ القَاهِرَة، فَقَذَفَهُم فِي ظُلُمَات الحَافِرَة، وصَيَّرَهُم بِهَا رَهْنًا إِلَى وَقْفَة السَّاهِرَة، فَأَصْبَحُوا قَد خَسِرُوا الدُّنْيَا ولَم يَحصِلُوا عَلَى شَيْء مِن الآخِرَة.
فَسُبْحَانَ مَنْ تَفَرَّد بِالعِزَّةِ والكِبْريَاء، وتَوَحَّد بِالدَّيْمُومَة والبَقَاء، وطَوَّق عِبَادَه بِطَوْقِ الفَنَاء، وفَرَّقَهُم بِمَا كَتَب عَلَيْهِ مِن السَّعَادَة والشَّقَاء، وجَعلَ المَوْتَ مُخَلِّصًا لِأَوْلِيَائِه السُّعَدَاء، وهَلْكًا لِأَعدَائِه الأَشْقِيَاء.
وأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه ورَسُولُه، سَيِّد الأَوَّلِين، وسَيِّد الآخِرِين، سَيِّد وَلَد آدَمَ أَجمَعِين، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ صَلَاةً تَزِيدَه شَرَفًا، وتَرفَعَه زُلَفًى، وتُورِدَنَا مَوْرِدَه الَّذِي عَذُب وصْفًا؛ وعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وصَحَابَتِه الأَكْرَمِينَ، والتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحسَانٍ إِلَى يَوْم الدِّينِ.
وبَــــعــــــــــــــدُ
فَمِنْ خَلاَلِ هَذَا المَوْضُوع سَنَلْتَقِي إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى بِأَغْرَبِ مَا دُوِّنَ فِي الكُتُبِ أَلاَ وهُوَ رِوَايَاتٍ سُجِّلَت لِأُنَاسٍ عَاشُواْ بَعدَ المَوْتِ! .. قُمْتُ بِجَمْعِهَا وتَرتِيْبِهَا مِنْ بَعضِ دَوَاوِينِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيْفَةِ والَّتِي سَأَقُومُ بِذِكْرِهَا فِي نِهَايَةِ المَقَالِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، بِالإِضَافَةِ إِلَى شَرحِ غَرِيْبِ مَا يُذْكَرُ فِيْهَا مِنْ كَلِمَاتٍ.
واعْلَم: أَنَّ الإِيْمَانَ بِالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِيْمَانِ، وقَد ضَرَبَ اللهُ تَبَارَك وتَعَالَى الأَمْثَالَ الكَثِيْرَةَ عَلَى قُدرَتِهِ كَمَا فِي قِصَّةِ البَقَرَةِ، وقِصَّةِ الرَّجُلِ الَّذِي مَرَّ عَلَى قَريَةٍ وهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا، وسُؤَالِ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَبّهُ كَيْفَ يُحيي المَوْتَى، وكُلُّهُا مَذْكُورَةٌ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ؛ وكَمَا فِي إِحيَاءِ عِيْسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِلمَوْتَى فِي الدُّنْيَا بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى.
وكَتَبَه/ حَاتِم أَحمَد
