(20) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الخُرَاسَانِيَّ، قَالَ: "اسْتُقْضِيَ(1) رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ قَالَ: "إِنِّي أَرَى أَنِّي هَالِكٌ فِي مَرَضِي هَذَا، فَإِنْ هَلَكَتُ فَاحْبِسُونِي عِنْدَكُمْ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ، أَوْ خَمْسَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ رَابَكُمْ(2) مِنِّي شَيْءٌ فَلْيُنَادِنِي رَجُلٌ مِنْكُمْفَلَمَّا قَضَى جُعِلَ فِي تَابُوتٍ، فَلَمَّا كَانَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ آذَاهُمْ رِيحُهُ، فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: "يَا فُلَانُ، مَا هَذِهِ الرِّيحُ؟!" فَأُذِنَ لَهُ فَتَكَلَّمَ، فَقَالَ: "قَدْ وُلِّيتُ القَضَاءَ فِيكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَمَا رَابَنِي شَيْءٌ إِلَّا رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَكَانَ لِي فِي أَحَدِهِمَا هَوًى(3فَكُنْتُ أَسْمَعُ مِنْهُ بِأُذُنِيَ الَّتِي تَلِيهِ أَكْثَرَ مِمَّا أَسْمَعُ بِالأُخْرَى، فَهَذِهِ الرِّيحُ مِنْهَاوَضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أُذُنِهِ فَمَاتَ".
*********


(1) صُيِّرَ قَاضِيًا.


(2) أَوْقَعَ الشَّكَّ فِي قُلُوبِكُمْ.

(3) مَيْل.
 

توقيع : Mr. HATEM
جزاك الله خير وبارك الله فيك
 
توقيع : Mr. HATEM
(21) عَنْ كَثِيرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ، يُقَالُ لَهُ: مَعْمَرٌ العَمِّيُّ، قَالَ: "إِنَّا لَعِنْدَ مَرِيضٍ لَنَا، وهَذَا سَنَةَ سِتٍّ وسِتِّينَ، يُقَالُ لَهُ: عَبَّادٌ، نَرَى أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَبَعْضُنَا يَقُولُ: "مَاتَ"، وبَعْضُنَا يَقُولُ: "عُرِجَ بِرُوحِهِ"، إِذْ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا أَمَامَهُ وَفَرَّجَ بِيَدِهِ: "فَأَيْنَ أَبِي؟! فَقَدْتُكُمَا جَمِيعًا"، ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهِ، قَالَ: فَقُلْنَا: "كُنَّا نَرَى أَنَّكَ قَدْ مِتَّ"، قَالَ: "فَإِنِّي رَأَيْتُ المَلَائِكَةَ تَطُوفُ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِ النَّاسِ بِالبَيْتِ"، فَقَالَ مَلَكٌ مِنْهُمْ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعِبَادِكَ الشُّعْثِ الغُبْرِ(1) الَّذِينَ جَاءُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقِ(2)"، قَالَ: "فَأَجَابَهُ مَلَكٌ آخَرُ بِأَنْ قَدْ غُفِرَ لَهُمْ"، فَقَالَ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ: "يَا أَهْلَ مَكَّةَ، لَوْلَا مَا يَأْتِيكُمْ مِنَ النَّاسِ لَأَضْرَمْتُ(3) مَا بَيْنَ الجَبَلَيْنِ نَارًا"، ثُمَّ قَالَ: "أَجْلِسُونِي"، فَأَجْلَسُوهُ، فَقَالَ: "يَا غُلَامُ، اذْهَبْ فَجِئْهُمْ بِفَاكِهَةٍ"، فَقُلْنَا: "لَا حَاجَةَ لَنَا بِالفَاكِهَةِ"، قَالَ: وقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: "لَئِنْ كَانَ رَأَى المَلَائِكَةَ كَمَا يَقُولُ لَا يَعِيشُ"، قَالَ: "فَاخْضَرَّتْ أَظَافِيرُهُ مَكَانَهُقَالَ: "ثُمَّ أَضْجَعْنَاهُ، فَمَاتَ".

(1) كِنَايَةٌ عَنِ التَّعَبِ والاِجْهَادِ.

(2) مِنْ كُلِّ مَكَانٍ بَعِيْدٍ.

(3) أَشْعَلْتُ.
 
توقيع : Mr. HATEM
(22) عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الأَسَدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، قَالَ: "مَرِضْتُ مَرَضًا شَدِيدًا، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ المَوْتُ، فَكَانَ بَابُ بَيْتِي قُبَالَةَ بَابِ حُجْرَتِي، وكَانَ بَابُ حُجْرَتِي قُبَالَةَ بَابِ دَارِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ قَدْ أَقْبَلَ، ضَخْمِ الْهَامَةِ، ضَخْمِ المَنَاكِبِ، كَأَنَّهُ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُقَالُ لَهُمْ: الزُّطُّ(1) قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُ شَبَّهْتُهُ بِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الرَّبَّ، فَاسْتَرْجَعْتُ وقُلْتُ: يَقْبِضُنِي وأَنَا كَافِرٌ قَالَ: وسَمِعْتُ أَنَّهُ يَقْبِضُ أَنْفَسَ الكُفَّارِ مَلَكٌ أَسْوَدُ قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ سَقْفَ البَيْتِ يَنْتَقِضُ، ثُمَّ انْفَرَجَ حَتَّى رَأَيْتُ السَّمَاءَ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ، ثُمَّ اتَّبَعَهُ آخَرُ، فَصَارَا اثْنَيْنِ، فَصَاحَا بِالأَسْوَدِ فَأَدْبَرَ وجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيَّ مِنْ بَعِيدٍ، قَالَ: وهُمَا يَزْجُرَانِهِ، قَالَ دَاوُدُ: وقَلْبِي أَشَدُّ مِنَ الحِجَارَةِ، قَالَ: فَجَلَسَ وَاحِدٌ عِنْدَ رَأْسِي، وجَلَسَ وَاحِدٌ عِنْدَ رِجْلَيَّ قَالَ: فَقَالَ صَاحِبُ الرَّأْسِ لِصَاحِبِ الرِّجْلَيْنِ: "الْمَسْفَلَمَسَ بَيْنَ أَصَابِعِي، ثُمَّ قَالَ لَهُ: "كَثِيرَ النَّقْلِ بِهِمَا إِلَى الصَّلَوَاتِ"، ثُمَّ قَالَ صَاحِبُ الرِّجْلَيْنِ لِصَاحِبِ الرَّأْسِ: "الْمَسْ"، قَالَ: فَلَمَسَ لَهَوَاتِي، ثُمَّ قَالَ: "رَطْبَةٌ بِذِكْرِ اللَّهِ"، قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: "لَمْ يَأْنِ لَهُ بَعْدُ"، قَالَ: "ثُمَّ انْفَرَجَ السَّقْفُ فَخَرَجَا، ثُمَّ عَادَ السَّقْفُ كَمَا كَانَ".


(1) هُم جَمَاعَاتٌ طُواَلُ القَامَةِ، بَشْرَتُهُم سَوْدَاء، قِيْلَ أَنَّ أَصْلَهُم مِنَ الهِنْد أَو السِّنْد، نَزَحُوا فِي عُصُورِ مَا قَبْلَ الإِسْلاَمِ إِلَى فَارِس ثُمَّ انْتَقَلُوا إِلَى ثُغُورِ الخَلِيْجِ العَرَبِيّ؛ وأَيْضًا اسْتَقَرُّوا فِي العِرَاق.


 
توقيع : Mr. HATEM
(23) عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ بْنِ الحَارِثِ الحَضْرَمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ المَدِينِيُّ، قَالَ: "قَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: زِيَادٌ، فَغَزَوْنَا سِقِلِّيَّةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ"، قَالَ: "فَحَاصَرْنَا مَدِينَةً، وَكُنَّا ثَلَاثَةً مُتَرَافِقِينَ، أَنَا وَزِيَادٌ وَرَجُلٌ آخَرُ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ"، قَالَ: "فَإِنَّا لَمُحَاصِرُوهَا يَوْمًا، وَقَدْ وَجَّهْنَا أَحَدَنَا لِيَأْتِيَنَا بِطَعَامٍ إِذْ أَقْبَلَتْ مَنْجَنِيقَةٌ(1) فَوَقَعَتْ قَرِيبًا مِنْ زِيَادٍ، فَوَقَعَتْ مِنْهُ شَظِيَّةٌ فَأَصَابَتْ رُكْبَةَ زِيَادٍ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَاجْتَرَرْتُهُ، وَأَقْبَلَ صَاحِبِي، فَنَادَيْتُهُ فَجَاءَنِي، فَمَرَرْنَا بِهِ حَيْثُ لَا يَنَالُهُ النَّبْلُ(2) وَلَا المَنْجَنِيقُ(3فَمَكَثْنَا طَوِيلًا مِنْ صَدْرِ نَهَارِنَا لَا يَتَحَرَّكُ مِنْهُ شَيْءٌ، ثُمَّ إِنَّهُ افْتَرَّ ضَاحِكًا(4) حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ خَمَدَ(5ثُمَّ بَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ، ثُمَّ خَمَدَ، ثُمَّ ضَحِكَ مَرَّةً أُخْرَى، ثُمَّ بَكَى مَرَّةً أُخْرَى، ثُمَّ خَمَدَ سَاعَةً، ثُمَّ أَفَاقَ فَاسْتَوَى جَالِسًا فَقَالَ: "مَا لِي هَاهُنَا؟!" قُلْنَا لَهُ: "أَمَا عَلِمْتَ مَا أَمْرُكَ؟!" قَالَ: "لَا"، قُلْنَا: "أَمَا تَذْكُرُ المَنْجَنِيقَ الَّذِي وَقَعَ إِلَى جَنْبِكَ؟!" قَالَ: "بَلَى"، قُلْنَا: "فَإِنَّهُ أَصَابَكَ مِنْهُ شَيْءٌ فَأُغْمِيَ عَلَيْكَ فَرَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا"، قَالَ: "نَعَمْ، أُخْبِرُكُمْ أَنَّهُ أُفْضِيَ(6) بِي إِلَى غُرْفَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ أَوْ زَبَرْجَدَةٍ، فَأُفْضِيَ بِي إِلَى فُرُشٍ مَوْضُونَةٍ(7بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ سِمَاطَانِ مِنْ نَمَارِقَ(8فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ قَاعِدًا عَلَى الفُرُشِ سَمِعْتُ صَلْصَلَةَ(9) حُلِيٍّ عَنْ يَمِينِي، فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ لَا أَدْرِي أَهِيَ أَحْسَنُ أَمْ ثِيَابُهَا أَمْ حُلِيُّهَا؟! فَأَخَذْتُ إِلَى طَرَفِ السِّمَاطِ فَلَمَّا اسْتَقْبَلَتْنِي رَحَّبَتُ وَسَهَّلَتُ(10)، فَقَالَتْ: "مَرْحَبًا بِالجَافِي(11) الَّذِي لَمْ يَكُنْ يَسْأَلُنَا اللَّهَ وَلَسْنَا كَفُلَانَةٍ امْرَأَتِهِ"، فَلَمَّا ذَكَّرْتُهَا بِمَا ذَكَّرْتُهَا ضَحِكْتُ وَأَقْبَلَتْ حَتَّى جَلَسَتْ، عَنْ يَمِينِي، فَقُلْتُ: "مَنْ أَنْتِ؟!" قَالَتْ: "أَنَا خُودُ زَوْجَتُكَ"، فَلَمَّا مَدَدْتُ يَدِي، قَالَتْ: "عَلَى رِسْلِكَ(12إِنَّكَ سَتَأْتِينَا عِنْدَ الظُّهْرِ"، "فَبَكَيْتُ حِينَ فَرَغَتْ مِنْ كَلَامِهَا، فَسَمِعْتُ صَلْصَلَةً، عَنْ يَسَارِي فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ مِثْلِهَا"، فَوَصَفَ نَحْوَ ذَلِكَ، "فَصَنَعَتْ كَمَا صَنَعَتْ صَاحِبَتُهَا، فَضَحِكْتُ حِينَ ذَكَرْتُ المَرْأَةَ، وَقَعَدَتْ عَلَى يَسَارِي، فَمَدَدْتُ يَدِي"، فَقَالَتْ: "عَلَى رِسْلِكَ إِنَّكَ سَتَأْتِينَا عِنْدَ الظُّهْرِ"، "فَبَكَيْتُ"، قَالَ: "فَكَانَ قَاعِدًا مَعَنَا يُحَدِّثُنَا، فَلَمَّا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ مَالَ فَمَاتَ"، قَالَ عَبْدُ الكَرِيمِ: "كَانَ رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا بِهِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ المَدِينِيِّ، ثُمَّ قَدِمَ فَقَالَ لِيَ الرَّجُلُ: "هَلْ لَكَ فِي أَبِي إِدْرِيسَ تَسْمَعُهُ مِنْهُ؟! فَأَتَيْتُهُ، فَسَمِعْتُهُ مِنْهُ".


(1) حِجَارَة كَبِيْرَة.


(2) السِّهَام.


(3) آلَةٌ لِرَمْي الحِجَارَةِ الكَبِيْرَةِ.


(4) تَبَسَّمَ، حَتَّى ظَهَرَت أَسْنَانُهُ.


(5) مَاتَ.


(6) وَصَلَ.


(7) مَنْسُوجَة بِالذَّهَبِ والجَوَاهِرِ.


(8) (سِمَاطَانِ): مُفْرَدُ سِمَاطٍ؛ وهُوَ: الجَمَاعَةُ أو العَدَد .. أَيْ: مَجْمُوعَة وَسَائِدٍ.


(9) صَوْتُ المَعدِنِ إِذَا حُرِّك.


(10) قَالَت: أَهْلاً وسَهْلاً.


(11) البَعِيْد.


(12) تَمَهَّل، انْتَظِر.

 
توقيع : Mr. HATEM

(24) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: "كَانَ فِيمَا مَضَى فِتْيَةٌ يَخْرُجُونَ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ وَيُصِيبُونَ مِنْهُمْ، فَقُضِيَ عَلَيْهِمُ الْأَسْرُ، فَأُخِذُوا جَمِيعًا، فَأَتَى بِهِمْ مَلِكُهُمْ فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ دِينَهُ أَنْ يَدْخُلُوا فِيهِ"، فَقَالُوا: "لَا مَا كُنَّا نَفْعَلُ ذَلِكَ وَنَحْنُ لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا"، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: "شَأْنُكُمْ بِهِمْ، وَقَعَدَ مَلِكُهُمْ عَلَى تَلٍّ إِلَى جَانِبِ نَهَرٍ، فَدَعَاهُمْ فَضَرَبَ عُنُقَ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَوَقَعَ فِي النَّهَرِ، فَإِذَا رَأْسُهُ قَدْ قَامَ بِحِيَالِهِمْ، وَاسْتَقْبَلَهُمْ بِوَجْهِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 28]؛ فَفَزِعُوا وَقَامُوا".

 
توقيع : Mr. HATEM
(25) عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الوَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الوَاحِدِ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: "كُنَّا فِي غَزَاةٍ لَنَا، فَلَقِيَنَا العَدُوُّ، فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا فَقَدْنَا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا، فَطَلَبْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ فِي أَجَمَةٍ(1) مَقْتُولًا حَوَالَيْهِ جَوَارٍ(2) يَضْرِبْنَ عَلَى رَأْسِهِ بِالدُّفُوفِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْنَنَا تَفَرَّقْنَ فِي الغَيْضَةِ(3)، فَلَمْ نَرَهُنَّ".


(1) أَجَمَةٍ: الغَابَةُ ذَاتُ الشَّجَرِ المُتَكَاثِفِ.


(2) جَوَارٍ: جَمْعُ جَارِيَةٍ؛ وهِيَ الصَّغِيْرَةُ مِنَ النِّسَاءِ.


(3) الغَيْضَةِ: أَرضٌ ذَاتُ شَجَرٍ.

 
توقيع : Mr. HATEM
(26) عَنْ العَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي خَالَتِي، قَالَتْ: "رَكِبْتُ يَوْمًا إِلَى قُبُورِ الشُّهَدَاءِ -وَكَانَتْ لَا تَزَالُ تَأْتِيهِمْ- قَالَتْ: فَنَزَلْتُ عِنْدَ قَبْرِ حَمْزَةَ(1فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُصَلِّيَ، وَمَا فِي الوَادِي دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ يَتَحَرَّكُ إِلَّا غُلَامٌ قَائِمٌ آخِذٌ بِرَأْسِ دَابَّتِي، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِي قُلْتُ هَكَذَا بِيَدِي: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْفَسَمِعْتُ رَدَّ السَّلَامِ عَلَيَّ يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ -أَعْرِفُهُ كَمَا أَعْرِفُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَنِي وَكَمَا أَعْرِفُ اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ- فَاقْشَعَرَّتْ(2) كُلُّ شَعْرَةٍ مِنِّي".

(1) هو سيِّد الشُّهداء/ حَمْزَة بْن عَبْد المُطَّلِب، رضي اللهُ عنه.

(2) أصابتها رعشة خوف.
 
توقيع : Mr. HATEM

(27) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَرِيفٍ، قَالَ: "مَاتَ أَخِي فَلَمَّا أُلْحِدَ وَانْصَرَفَ النَّاسُ وَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى قَبْرِهِ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا ضَعِيفًا أَعْرِفُ أَنَّهُ صَوْتُ أَخِي وَهُوَ يَقُولُ: "اللَّهُفَقَالَ لَهُ الآخَرُ: "فَمَا دِينُكَ؟" قَالَ: "الإِسْلَامُ".
 
توقيع : Mr. HATEM

(28) عَنْ أَبِي زَيْدٍ شُجَاعِ بْنِ الوَلِيدِ السَّكُونِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي العَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الكَرِيمِ، قَالَ: "مَاتَ رَجُلٌ وَكَانَ لَهُ أَخٌ ضَعِيفُ البَصَرِقَالَ أَخُوهُ: "فَدَفَنَّاهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ وَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى القَبْرِ فَإِذَا أَنَا بِصَوْتٍ مِنْ دَاخِلِ القَبْرِ يَقُولُ: "مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟"، فَسَمِعْتُ صَوْتَ أَخِي وَعَرَفْتُهُ وَعَرَفْتُ صِفَتَهُ، فَقَالَ: "اللَّهُ رَبِّي، وَمُحَمَّدٌ نَبِيِّيثُمَّ ارْتَفَعَ شَبِيهُ سَهْمٍ مِنْ دَاخِلِ القَبْرِ إِلَى أُذُنِي فَاقْشَعَرَّ جِلْدِي فَانْصَرَفْتُ".

 
توقيع : Mr. HATEM
بارك الله فيك
شكراً على حضورك ومشاركتك
 
توقيع : أسيرالشوق

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


جزاك اللهُ خيرًا

شكرًا جزيلاً لمرورك الكريم

 
توقيع : Mr. HATEM

(29) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "بُعِثَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي اثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الحَوَارِيِّينَ يُعَلِّمَونَ النَّاسَ، فَكَانُوا فِيمَا يُعَلِّمُونَهُمْ أَنْ يَنْهَوْهُمْ عَنْ نِكَاحِ ابْنَةِ الْأُخْتِ، وَكَانَ لِمَلِكِهِمِ ابْنَةُ أُخْتٍ تُعْجِبُهُ وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا وَكَانَ لَهَا كُلَّ يَوْمٍ حَاجَةٌ يَقْضِيهَا، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أُمَّهَا أَنَّهُمْ نُهُوا عَنْ نِكَاحِ ابْنَةِ الْأُخْتِ قَالَتْ لَهَا: إِذَا دَخَلْتِ عَلَى الْمَلِكِ فَقَالَ: أَلَكِ حَاجَةٌ؟ فَقُولِي لَهُ: حَاجَتِي أَنْ تَذْبَحَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ فَسَأَلَهَا حَاجَتَهَا قَالَتْ: حَاجَتِي أَنْ تَذْبَحَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا فَقَالَ: سَلِينِي سِوَى هَذَا، قَالَتْ: مَا أَسْأَلُكَ إِلَّا هَذَا، فَلَمَّا أَبَتْ عَلَيْهِ دَعَا بِطِسْتٍ وَدَعَا بِهِ، فَذَبَحَهُ فَبَدَرَتْ قَطْرَةٌ مِنْ دَمِهِ عَلَى الْأَرْضِ فَلَمْ تَزَلْ تَغْلِي حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ بُخْتُنَصَّرَ عَلَيْهِمْ فَأَلْقَى فِي نَفْسِهِ أَنْ يَقْتُلَ عَلَى ذَلِكَ الدَّمِ مِنْهُمْ حَتَّى يَسْكُنَ فَقَتَلَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ سَبْعِينَ أَلْفًا" ... وقَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: "لَمَّا قَتَلَهُ دَفَعَ إِلَيْهَا رَأْسَهُ فَجَعَلَتْهُ فِي طِسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَهْدَتْهُ إِلَى أُمِّهَا، فَجَعَلَ الرَّأْسُ يَتَكَلَّمُ فِي الطِّسْتِ: إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لَهُ وَلَا يَحِلُّ لَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَتِ الرَّأْسَ قَالَتِ: اليَوْمَ قَرَّتْ عَيْنِي وَأَمِنْتُ عَلَى مُلْكِي؛ فَلَبِسَتْ دِرْعًا مِنْ حَرِيرٍ وَخِمَارًا مِنْ حَرِيرٍ، وَمِلْحَفَةً مِنْ حَرِيرٍ، ثُمَّ صَعِدَتْ قَصْرًا لَهَا وَكَانَتْ لَهَا كِلَابٌ تَضْرِبُهَا بِلُحُومِ النَّاسِ، فَجَعَلَتْ تَمْشِي عَلَى قَصْرِهَا، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهَا عَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَلَفَّتْهَا فِي ثِيَابِهَا وَأَلْقَتْهَا إِلَى كِلَابِهَا، فَجَعَلْنَ يَنْهَشْنَهَا وَهِيَ تَنْظُرُ، وَكَانَ آخِرُ مَا أَكَلْنَ مِنْهَا عَيْنَيْهَا".

 
توقيع : Mr. HATEM
ما شاء الله
مميز في طرح مواضيعك
بوركت أناملك ونفع الله بك على الدوام
 

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


أعزَّكِ اللهُ وأكرمكِ وأحسن إليكِ وأثابكِ في الدَّارين
 
توقيع : Mr. HATEM
(30) عَنِ الحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ وَرَجُلٌ آخَرُ: دَخَلَا عَلَى مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يَعُودَانِهِ، فَوَجَدَاهُ مُغْمًى عَلَيْهِ، قَالَ: "فَسَطَعَ مِنْهُ ثَلَاثَةُ أَنْوَارٍ أَوَّلُهَا مِنْ رَأْسِهِ، وَأَوْسَطُهَا مِنْ وَسَطِهِ، وَآخِرُهَا مِنْ رِجْلِهِ، قَالَ: فَهَالَنَا ذَلِكَ، فَلَمَّا أَفَاقَ قُلْنَا لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ لَقَدْ رَأَيْنَا شَيْئًا هَالَنَا(1) قَالَ: وَمَا هُوَ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ، قَالَ: وَرَأَيْتُمْ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: تِلْكَ "تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ(2)" وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ آيَةً سَطَعَ أَوَّلُهَا مِنْ رَأْسِي وَأَوْسَطُهَا مِنْ وَسَطِي وَآخِرُهَا مِنْ رِجْلِي، وَقَدْ صَعِدَتْ تَشْفَعُ لِي، وَهَذِهِ "تَبَارَكَ"(3) تَحْرُسُنِي، قَالَ: فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ".

(1) أَفْزَعَنَا.

(2) سُورة السَّجدة.

(3) سُورة المُلك.
 
توقيع : Mr. HATEM
(31) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ اليَمَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ؛ .. أَنَّهُ وَنَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ رَكِبُوا البَحْرَ، وَأَنَّ البَحْرَ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ أَيَّامًا، ثُمَّ انْجَلَتْ عَنْهُمْ تِلْكَ الظُّلْمَةُ وَهُمْ قُرْبَ قَرْيَةٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "فَخَرَجْتُ أَلْتَمِسُ المَاءَ فَإِذَا الأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ تُجَأْجَأُ(1) فِيهَا الرِّيحُ، فَهَتَفْتُ فِيهَا فَلَمْ يُجِبْنِي أَحَدٌ، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيَّ فَارِسَانِ تَحْتَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَطِيفَةٌ بَيْضَاءُ، فَسَأَلَانِي عَنْ أَمْرِيِ فَأَخْبَرْتُهُمَا الَّذِي أَصَابَنَا فِي البَحْرِ وَأَنِّي خَرَجْتُ أَطْلُبُ المَاءَ فَقَالَا لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْلُكْ فِي هَذِهِ السِّكَّةِ فَإِنَّهَا سَتَنْتَهِي بِكَ إِلَى بِرْكَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَاسْتَقِ مِنْهَا وَلَا يَهُولَنَّكَ(2) مَا تَرَى فِيهَا، قَالَ: فَسَأَلْتُهُمَا عَنْ تِلْكَ البُيُوتِ المُغْلَقَةِ الَّتِي تُجَأْجَأُ فِيهَا الرِّيحُ، فَقَالَا: هَذِهِ بُيُوتٌ فِيهَا أَرْوَاحُ المَوْتَى، قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى البِرْكَةِ، فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ مُعَلَّقٌ مُصَوِّبُ عَلَيَّ رَأْسَهُ يُرِيدُ أَنْ يَتَنَاوَلَ المَاءَ بِيَدِهِ وَهُوَ لَا يَنَالُهُ، فَلَمَّا رَآنِي هَتَفَ بِي، وَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْقِنِي، قَالَ: فَغَرَفْتُ بِالقَدَحِ لِأُنَاوِلَهُ إِيَّاهُ فَقُبِضَتْ(3) يَدِي، فَقَالَ لِي: بُلَّ العِمَامَةَ ثُمَّ ارْمِ بِهَا إِلَيَّ، فَبَلَلْتُ العِمَامَةَ لِأَرْمِيَ بِهَا إِلَيْهِ فَقُبِضَتْ يَدِي، فَقُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ: قَدْ رَأَيْتَ مَا صَنَعْتُ، غَرَفْتُ بِالقَدَحِ لِأُنَاوِلَكَ فَقُبِضَتْ يَدِي، وَبَلَلْتُ العِمَامَةَ لِأَرْمِيَ بِهَا إِلَيْكَ فَقُبِضَتْ يَدِي، فَأَخْبِرْنِي مَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا ابْنُ آدَمَ، أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَفَكَ دَمًا فِي الأَرْضِ".

(1) كَفَّت وانْتَهَت.

(2) يُفْزِعُكَ.

(3) مُسِكَت، ولَمْ يَسْتَطِع تَحرِيكهَا.
 
توقيع : Mr. HATEM
جزاك الله خير اخي
 
توقيع : roufaida
توقيع : Mr. HATEM
عودة
أعلى