Mr. HATEM

زيزوومي VIP
إنضم
6 مايو 2020
المشاركات
4,128
مستوى التفاعل
8,887
النقاط
3,760
الإقامة
Egypt
غير متصل

مُــقَـــــدِّمَـــــــةٌ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذَلَّ بِالمَوْتِ رِقَابَ الجَبَابِرَة، وكَسَر بِصَدمَتِه ظُهُورَ الأَكَاسِرَة، وقَصَّر بِبَغْتَته أَمَالَ القَيَاصِرة، الَّذِي أَدَار عَلَيْهِم حَلْقَتَه الدَّائِرَة، وأَخَذَهُم بِيَدِهِ القَاهِرَة، فَقَذَفَهُم فِي ظُلُمَات الحَافِرَة، وصَيَّرَهُم بِهَا رَهْنًا إِلَى وَقْفَة السَّاهِرَة، فَأَصْبَحُوا قَد خَسِرُوا الدُّنْيَا ولَم يَحصِلُوا عَلَى شَيْء مِن الآخِرَة.

فَسُبْحَانَ مَنْ تَفَرَّد بِالعِزَّةِ والكِبْريَاء، وتَوَحَّد بِالدَّيْمُومَة والبَقَاء، وطَوَّق عِبَادَه بِطَوْقِ الفَنَاء، وفَرَّقَهُم بِمَا كَتَب عَلَيْهِ مِن السَّعَادَة والشَّقَاء، وجَعلَ المَوْتَ مُخَلِّصًا لِأَوْلِيَائِه السُّعَدَاء، وهَلْكًا لِأَعدَائِه الأَشْقِيَاء.

وأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه ورَسُولُه، سَيِّد الأَوَّلِين، وسَيِّد الآخِرِين، سَيِّد وَلَد آدَمَ أَجمَعِين، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ صَلَاةً تَزِيدَه شَرَفًا، وتَرفَعَه زُلَفًى، وتُورِدَنَا مَوْرِدَه الَّذِي عَذُب وصْفًا؛ وعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وصَحَابَتِه الأَكْرَمِينَ، والتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحسَانٍ إِلَى يَوْم الدِّينِ.

وبَــــعــــــــــــــدُ

فَمِنْ خَلاَلِ هَذَا المَوْضُوع سَنَلْتَقِي إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى بِأَغْرَبِ مَا دُوِّنَ فِي الكُتُبِ أَلاَ وهُوَ رِوَايَاتٍ سُجِّلَت لِأُنَاسٍ عَاشُواْ بَعدَ المَوْتِ! .. قُمْتُ بِجَمْعِهَا وتَرتِيْبِهَا مِنْ بَعضِ دَوَاوِينِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيْفَةِ والَّتِي سَأَقُومُ بِذِكْرِهَا فِي نِهَايَةِ المَقَالِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، بِالإِضَافَةِ إِلَى شَرحِ غَرِيْبِ مَا يُذْكَرُ فِيْهَا مِنْ كَلِمَاتٍ.

واعْلَم: أَنَّ الإِيْمَانَ بِالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِيْمَانِ، وقَد ضَرَبَ اللهُ تَبَارَك وتَعَالَى الأَمْثَالَ الكَثِيْرَةَ عَلَى قُدرَتِهِ كَمَا فِي قِصَّةِ البَقَرَةِ، وقِصَّةِ الرَّجُلِ الَّذِي مَرَّ عَلَى قَريَةٍ وهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا، وسُؤَالِ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَبّهُ كَيْفَ يُحيي المَوْتَى، وكُلُّهُا مَذْكُورَةٌ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ؛ وكَمَا فِي إِحيَاءِ عِيْسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِلمَوْتَى فِي الدُّنْيَا بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى.

وكَتَبَه/ حَاتِم أَحمَد
 

توقيع : Mr. HATEM

(1) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: "عُدْتُ شَابًّا مِنَ الأَنْصَارِ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مَنْ أَنْ مَاتَ، فَأَغْمَضْنَاهُ ومَدَدْنَا عَلَيْهِ الثَّوْبَ".

"فَقَالَ بَعْضُنَا لِأُمِّهِ: احْتَسِبِيهِ(1)".

"قَالَتْ: وقَدْ مَاتَ؟!"

"قُلْنَا: نَعَمْ".

"قَالَتْ: أَحَقٌّ مَا تَقُولُونَ؟!"

"قُلْنَا: نَعَمْ".

"فَمَدَّتْ يَدَيْهَا إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنِّي آمَنْتُ بِكَ، وَهَاجَرْتُ إِلَى رَسُولِكَ، فَإِذَا أَنْزَلْتَ بِي شِدَّةً شَدِيدَةً دَعَوْتُكَ، فَفَرَّجْتَهَا، فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ لَا تَحْمِلْ عَلَيَّ هَذِهِ الْمُصِيبَةَ اليَوْمَ".

"قَالَ: فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَمَا بَرِحْنَا(2) حَتَّى أَكَلْنَا وَأَكَلَ مَعَنَا".
*********

(1) كِنَايَةٌ عَنْ طَلَبِ الأَجْرِ مِنَ اللهِ تَعَالَى.

(2) لَمْ نَذْهَب.
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(2) عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: "كَانَ مِنْ شَأْنِ زَيْدِ بْنِ خَارِجَةَ أَنَّهُ أَخَذَهُ وَجَعٌ فِي حَلْقِهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَصَحِّ(1) أَهْلِ المَدِينَةِ، فَتُوُفِّيَ بَيْنَ صَلَاةِ الأُولَى(2وَصَلَاةِ العَصْرِ، فَأَضْجَعْنَاهُ لِظَهْرِهِ وَغَشَّيْنَاهُ(3) بِبُرْدَيْنِ وَكِسَاءٍ(4فَأَتَانِي آتٍ فِي مَقَامِي وَأَنَا أُسَبِّحُ بَعْدَ المَغْرِبِ، فَقَالَ: إِنَّ زَيْدًا قَدْ تَكَلَّمَ بَعْدَ وَفَاتِه"ِ.


"فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ مُسْرِعًا وَقَدْ حَضَرَهُ قَوْمٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَقُولُ: "الأَوْسَطُ أَجْلَدُ القَوْمِ الَّذِي كَانَ لَا يُبَالِي فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ(5كَانَ لَا يَأْمُرُ النَّاسَ أَنْ يَأْكُلَ قَوِيُّهُمْ ضَعِيفَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ صِدْقٌ صِدْقٌ، كَانَ ذَلِكَ فِي الكِتَابِ الأَوَّلِ(6ثُمَّ قَالَ: عُثْمَانُ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ، وَهُوَ يُعَافِي النَّاسَ مِنْ ذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ، خَلَتْ(7) لَيْلَتَانِ وَبَقِيَ أَرْبَعٌ، ثُمَّ اخْتَلَفَ النَّاسُ وَأَكَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ فَلَا نِظَامَ، وَأُبِيحَتِ الأَحَمْاءُ(8 ثُمَّ ارْعَوَى(9) المُؤْمِنُونَ، فَقَالُوا: كِتَابُ اللَّهِ وَقَدَرُهُ، أَيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى أَمِيرِكُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا(10فَمَنْ تَوَلَّى فَلَا يَعْهَدَنَّ دَمًا، كَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا، اللَّهُ أَكْبَرُ، هَذِهِ الجَنَّةُ وَهَذِهِ النَّارُ، وَيَقُولُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ. يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، هَلْ أَحْسَسْتَ لِي خَارِجَةَ لِأَبِيهِ وَسَعْدًا؟ اللَّذَيْنِ قُتِلَا يَوْمَ أُحُدٍ، {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى. نَزَّاعَةً لِلشَّوَى. تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى. وَجَمَعَ فَأَوْعَى}"؛ (سورة المعارج، الآيات: 15-18).



"ثُمَّ خَفَتَ صَوْتُهُ، فَسَأَلْتُ الرَّهْطَ عَمَّا سَبَقَنِي مِنْ كَلَامِهِ".



"فَقَالُوا: سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: أَنْصِتُوا، أَنْصِتُوا".



"فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَإِذَا الصَّوْتُ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ، فَكَشَفْنَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: هَذَا أَحْمَدُ رَسُولُ اللَّهِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ الأَمِينُ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ ضَعِيفًا فِي جِسْمِهِ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ، صِدْقٌ صِدْقٌ، وَكَانَ فِي الكِتَابِ الأَوَّلِ".

*********

(1) أَكْثُرُهُم صِحَّة وعَافِيَة فِي بَدَنِهِ.

(2) صَلاَة الظُّهْر.

(3) غَطَّيْنَاهُ.

(4) البُرد والكِسَاء: نَوْعَانِ مِنَ الثِّيَابِ، يُشْبِهَانِ العَبَاءَة.

(5) لاَ يَخَافُ فِي سَبِيْلِ نُصْرَةِ دِيْنِ اللهِ لَوْمَ النَّاسِ؛ وهُوَ يَقْصِدُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

(6) التَّوْرَاةُ والْإِنْجِيلُ.

(7) مَضَتْ.

(8) كُلُّ شَيْءٍ مِنْ قِبَلِ الزَّوْجِ: أَبُوهُ أَوْ أَخُوهُ أَوْ عَمُّهُ.

(9) رَجَعُواْ.

(10) يَقْصِدُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.


 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(3) عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ: "كُنَّا إِخْوَةً ثَلَاثَةً، وَكَانَ أَعْبَدَنَا وَأَصْوَمَنَا وَأَفْضَلَنَا الْأوْسَطُ مِنَّا، فَغِبْتُ غَيْبَةً إِلَى السَّوَادِ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى أَهْلِي".



"فَقَالُوا: أَدْرِكْ أَخَاكَ، فَإِنَّهُ فِي المَوْتِ".



"فَخَرَجْتُ أَسْعَى إِلَيْهِ، فَانْتَهَيْتُ وَقَدْ قُضِيَ وَسُجِّيَ بِثَوْبٍ، فَقَعَدْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ أَبْكِيهِ".



"قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، قُلْتُ: أَيْ أَخِي أَحْيَاةٌ بَعْدَ المَوْتِ؟!"



"قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي لَقِيتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَلَقِيَنِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، وَإِنَّهُ كَسَانِي ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ، وَإِنِّي وَجَدْتُ الأَمْرَ أَيْسَرَ مِمَّا تَحْسَبُونَ -ثَلَاثًافَاعْمَلُوا وَلَا تَفْتُرُوا -ثَلَاثًاإِنِّي لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْسَمَ أَنْ لَا يَبْرَحَ حَتَّى آتِيَهُ، فَعَجِّلُوا جَهَازِي(1)".



"ثُمَّ طُفِئَ، فَكَانَ أَسْرَعَ مِنْ حَصَاةٍ لَوْ أُلْقِيَتْ فِي المَاءِ، قَالَ: فَقُلْتُ: عَجِّلُوا جَهَازَ أَخِي".

*********

(1) التَّكْفِين والتَّغْسِيل والدَّفْن.
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(4) عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الغَطَفَانِيِّ، وحَفْصِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَا: "بَلَغَنَا أَنَّ ابْنَ حِرَاشٍ، كَانَ حَلَفَ أَنْ لَا يَضْحَكَ أَبَدًا حَتَّى يَعْلَمَ هُوَ فِي الجَنَّةِ أَوْ فِي النَّارِ".


"فَمَكَثَ كَذَلِكَ، لَا يُضْحِكُهُ أَحَدٌ، فَضَحِكَ حِينَ مَاتَ".

*********
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(5) عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كُلْثُومٍ: "أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ: أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ جَارَةٌ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ صَمَّاءُ عَمْيَاءُ مُقْعَدَةٌ، لَيْسَ لَهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا ابْنٌ لَهَا، هُوَ السَّاعِي عَلَيْهَا، فَمَاتَ".


"فَأَتَيْنَاهَا، فَنَادَيْنَاهَا: احْتَسِبِي مُصِيبَتَكِ عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى".

"فَقَالَتْ: وَمَا ذَاكَ؟! أَمَاتَ ابْنِي؟! مَوْلَايَ أَرْحَمُ بِي، لَا يَأْخُذُ مِنِّي ابْنِي، وَأَنَا صَمَّاءُ عَمْيَاءُ مُقْعَدَةٌ، لَيْسَ لِي أَحَدٌ، مَوْلَايَ أَرْحَمُ بِي مِنْ ذَاكَ".

"قَالَ: قُلْتُ: ذَهَبَ عَقْلُهَا".

"فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرَيْتُ كَفَنَهُ وَجِئْتُ بِهِ، وَهُوَ قَاعِدٌ".

*********
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(6) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ: "أَنَّ رَجُلًا مِنْ قَتْلَى مُسَيْلِمَةَ تَكَلَّمَ فَقَالَ: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، عُثْمَانُ، اللَّيِّنُ، الرَّحِيمُلَا أَدْرِي أَيْشِ(1) قَالَ لِعُمَرَ.


*********
(1) مَاذَا؟


 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(7) عَنْ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: "أُغْمِيَ عَلَى خَالِي فَسَجَّيْنَاهُ بِثَوْبٍ، وَقُمْنَا نَغْسِلُهُ".



"فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تَرْزُقَنِي غَزْوًا فِي سَبِيلِكَ".



"قَالَ: فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ مَعَ البَطَّالِ(1)".

*********

(1) قَائِدٌ شُجَاعٌ مِنْ أُمَرَاءِ الحَربِ الشَّامِييّنَ فِي زَمَنِ بَنِي أُمَيَّة.


 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(8) عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ حَذَفٍ: "أَنَّ رُؤْبَةَ ابْنَةِ بِيجَانَ مَرِضَتْ مَرَضًا شَدِيدًا حَتَّى مَاتَتْ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَغَسَّلُوهَا وَكَفَّنُوهَا".


"ثُمَّ إِنَّهَا تَحَرَّكَتْ فَنَظَرَتْ إِلَيْهِمْ، فَقَالَتْ: أَبْشِرُوا فَإِنِّي وَجَدْتُ الأَمْرَ أَيْسَرَ مِمَّا كُنْتُمْ تُخَوِّفُونِي، وَوَجَدْتُ لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مُشْرِكٌ".

*********
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(9) عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، قَالَ: "أَخْبَرَنِي جَارٌ لِي أَنَّ رَجُلًا، عُرِجَ بِرُوحِهِ فَعُرِضَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ".


"قَالَ: فَلَمْ أَرَنِي اسْتَغْفَرْتُ مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا غُفِرَ لِي، وَلَمْ أَرَ ذَنْبًا لَمْ أَسْتَغْفِرْ مِنْهُ إِلَّا وَجَدْتُهُ كَمَا هُوَ، قَالَ: حَتَّى حَبَّةَ رُمَّانٍ كُنْتُ التَقَطْتُهَا يَوْمًا، فَكُتِبَتْ لِي بِهَا حَسَنَةٌ، وَقُمْتُ لَيْلَةً أُصَلِّي فَرَفَعْتُ صَوْتِي فَسَمِعَ جَارٌ لِي، فَقَامَ فَصَلَّى فَكُتِبَتْ لِي بِهَا حَسَنَةٌ، وَأَعْطَيْتُ يَوْمًا مِسْكِينًا دِرْهَمًا عِنْدَ قَوْمٍ، لَمْ أُعْطِهِ إِلَّا مِنْ أَجْلِهِمْ، فَوَجَدْتُهُ لَا لِي وَلَا عَلَيَّ".

*********
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(10) عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: "كَانَ بِالكُوفَةِ رَجُلٌ يُعْطِي الأَكْفَانَ، فَمَاتَ رَجُلٌ، فَقِيلَ لَهُ".


"فَأَخَذَ كَفَنًا، وانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى المَيِّتِ وهُوَ مُسَجًّى، فَتَنَفَّسَ وأَلْقَى الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وقَالَ: غَرُّونِي، أَهْلَكُونِي، النَّارَ، أَهْلَكُونِي، النَّارَ".

"فَقُلْنَا لَهُ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".

"قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَهَا".

"قِيلَ: وَلِمَ؟!"

"قَالَ: لِشَتْمِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا".

*********
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(11) عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: "مَاتَ رَجُلٌ بِالمَدَائِنِ(1فَلَمَّا غَطَّوْا عَلَيْهِ ثَوْبَهُ، قَامَ بَعْضُ القَوْمِ وَبَقِيَ بَعْضُهُمْ، فَحَرَّكَ الثَّوْبَ، فَكَشَفَهُ عَنْهُ".

"فَقَالَ: قَوْمٌ مُخَضَّبَةٌ(2) لِحَاهُمْ(3) فِي هَذَا المَسْجِدِ (يَعْنِي: مَسْجِدَ المَدَائِن) يَلْعَنُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ويَتَبَرَّءُونَ مِنْهُمَا، الَّذِينَ جَاءُونِي يَقْبِضُونَ رُوحِي يَلْعَنُونَهُمْ وَيَتَبَرَّءُونَ مِنْهُمْ".

"قُلْنَا: يَا فُلَانُ، لَعَلَّكَ بُلِيتَ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ".

"فَقَالَ: "أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ".

"ثُمَّ كَانَ كَأَنَّمَا كَانَتْ حَصَاةٌ فَرُمِيَ بِهَا".


*********
(1) مَدِيْنَة بِالكُوفَةِ.

(2) مَصْبُوغَةٌ.


(3) جَمْعُ لِحيَةٍ.
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(12) عَنْ أَبِي الخَصِيبِ بُشَيْرٍ، قَالَ: "كُنْتُ بِجَازِرَ(1 وَكُنْتُ لَا أَسْمَعُ بِمَيِّتٍ مَاتَ إِلَّا كَفَّنْتُهُ"،


قَالَ: فَأَتَانِي رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ هَا هُنَا مَيِّتًا قَد مَاتَ وَلَيْسَ عَلَيْهِ كَفَنٌ"،


"قَالَ: فَقُلْتُ لِصَاحِبٍ لِي: "انْطَلِقْ بِنَافَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَاهُمْ، فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ وَبَيْنَهُمْ مَيِّتٌ مُسَجًّى(2) وَعَلَى بَطْنِهِ لَبِنَةٌ(3أَوْ طِينَةٌ"،

فَقُلْتُ: "أَلَا تَأْخُذُونَ فِي غُسْلِهِ


"فَقَالُوا: "لَيْسَ لَهُ كَفَنٌ"،

"فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: "انْطَلِقْ فَجِئْنَا بِكَفَنٍفَانْطَلَقَ، وَجَلَسْتُ مَعَ القَوْمِ


"فَبَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ إِذْ وَثَبَ(4) فَأَلْقَى اللَّبِنَةَ، أَوِ الطِّينَةَ، عَنْ بَطْنِهِ وَجَلَسَ وَهُوَ يَقُولُ: "النَّارَ النَّارَ

"فَقُلْتُ: "قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ


"قَالَ: "إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَافِعَتِي، لَعَنَ اللَّهُ مَشْيَخَةً بِالكُوفَةِ، غَرُّونِي حَتَّى سَبَبْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَثُمَّ خَرَّ مَيِّتًا،


"فَقُلْتُ: "وَاللَّهِ لَا أُكَفِّنُهُ".

*********


(1) مَدِينَة مَكَانهَا اليَوْمَ فِي سَلْطَنَةِ عُمَان.

(2) مُغَطَّى.

(3) طُوبَة، وهُوَ حَجَرٌ مِنْ طِيْنٍ.

(4) قَفَزَ.
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(13) عَنْ عَامِرِ بْنِ شَرَاحِيْلَ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: "انْتَهَيْنَا إِلَى أَفْنِيَةِ(1) جُهَيْنَةَ، فَإِذَا شَيْخٌ جَالِسٌ فِي بَعْضِ أَفْنِيَتِهِمْ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَحَدَّثَنِي


"قَالَ: "إِنَّ رَجُلًا مِنَّا فِي الجَاهِلِيَّةِ اشْتَكَى، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فَسَجَّيْنَاهُ، وَظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ وَأَمَرْنَا بِحُفْرَتِهِ أَنْ تُحْفَرَ، فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ جَلَسَ فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُ حَيْثُ رَأَيْتُمُونِي أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَقِيلَ لِي:

أُمُّكَ هُبَلْ ... أَلَا تَرَى حُفْرَتَكَ تُنْتَثَلْ

وَقَدْ كَادَتْ أُمُّكَ تُثْكَلْ ... أَرَأَيْتَ إِنْ حَوَّلْنَاهَا عَنْكَ بِمِحْوَلْ

وَقَذَفْنَا فِيهَا القَصْلَ ... الَّذِي مَشَى فَأَجْزَلْ

أَتَشْكُرُ لِرَبِّكَ وَتُصَلْ ... وَتَدَعُ سَبِيلَ مَنْ أَشْرَكَ وَأَضَلْ

"فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأُطْلِقْتُ، فَانْظُرُوا مَا فَعَلَ القَصْلُ؟"

"قَالُوا: مَرَّ آنِفًا، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ، فَوَجَدُوهُ قَدْ مَاتَ، فَدُفِنَ فِي الحُفْرَةِ، وعَاشَ الرَّجُلُ حَتَّى أَدْرَكَ الْإِسْلَامَ".

*********

(1) جَمْعُ فِنَاءٍ، وهُوَ السَّاحَةُ المُتَّصِلَةُ بِالدَّارِ.
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(14) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "بَيْنَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يَعْرِضُ النَّاسَ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مَعَهُ ابْنٌ لَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا رَأَيْتُ غُرَابًا بِغُرَابٍ أَشْبَهُ مِنْ هَذَا بِهَذَا".


"فَقَالَ الرَّجُلُ: أَمَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لَقَدْ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَهِيَ مَيِّتَةٌ

"قَالَ: وَيْحَكَ! وَكَيْفَ ذَاكَ؟!"

"قَالَ: خَرَجْتُ فِي بَعْثِ كَذَا وَكَذَا وتَرَكْتُهَا حَامِلًا، وقُلْتُ: أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ مَا فِي بَطْنِكِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ مِنْ سَفَرِي أُخْبِرْتُ أَنَّهَا قَدْ مَاتَتْ، فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ قَاعِدٌ فِي البَقِيعِ مَعَ بَنِي عَمٍّ لِي إِذْ نَظَرْتُ، فَإِذَا ضَوْءٌ شَبِيهٌ بِالسِّرَاجِ فِي المَقَابِرِ، فَقُلْتُ: لِبَنِي عَمِّي مَا هَذَا؟!"

"قَالُوا: لَا نَدْرِي، إِلَّا أَنَّا نَرَى هَذَا الضَّوْءَ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ قَبْرِ فُلَانَةٍ

"فَأَخَذْتُ مَعِي فَأْسًا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ نَحْوَ القَبْرِ، فَإِذَا القَبْرُ مَفْتُوحٌ، وإِذَا هُوَ فِي حِجْرِ أُمِّهِ، فَدَنَوْتُ

"فَنَادَانِي مُنَادٍ: أَيُّهَا المُسْتَوْدِعُ رَبَّهُ، خُذْ وَدِيعَتَكَ، إِنَّكَ لَوِ اسْتَوْدَعْتَهُ أُمَّهُ لَوَجَدْتَهَا

"فَأَخَذْتُ الصَّبِيَّ، وانْضَمَّ القَبْرُ".

*********
 
توقيع : Mr. HATEM

(15) عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، قَالَ: "مَرَرْنَا فِي بَعْضِ المِيَاهِ الَّتِي بَيْنَنَا وبَيْنَ البَصْرَةِ، فَسَمِعْنَا نَهِيقَ حِمَارٍ، فَقُلْنَا لَهُمْ: مَا هَذَا النَّهِيقُ؟!"


"قَالُوا: "هَذَا رَجُلٌ كَانَ عِنْدَنَا، كَانَتْ أُمُّهُ تُكَلِّمُهُ بِشَيْءٍ، فَيَقُولُ لَهَا: انْهَقِي نَهِيقَكِ

"وكَانَتْ أُمُّهُ تَقُولُ: جَعَلَكَ اللَّهُ حِمَارًا

"فَلَمَّا مَاتَ، سُمِعَ هَذَا النَّهِيقُ عِنْدَ قَبْرِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ".

*********
 
توقيع : Mr. HATEM

(16) عَنْ العَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "أَرَدْتُ حَاجَةً، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي الطَّرِيقِ، إِذْ فَاجَأَنِي حِمَارٌ قَدْ أَخْرَجَ عُنُقَهُ مِنَ الأَرْضِ، فَنَهِقَ فِي وَجْهِي ثَلَاثًا، ثُمَّ دَخَلَ


"فَأَتَيْتُ القَوْمَ الَّذِينَ أُرِيدُهُمْ

"قَالُوا: مَا لَنَا نَرَى لَوْنَكَ قَدْ حَالَ، فَأَخْبَرَهُمُ الخَبَرَ

"فَقَالُوا: مَا تَعْلَمُ مَنْ ذَاكَ؟!"

"قُلْتُ: لَا

"قَالُوا: ذَاكَ غُلَامٌ مِنَ الحَيِّ، وتِلْكَ أُمُّهُ فِي ذَلِكَ الخِبَاءُ(1)، وكَانَتْ إِذَا أَمَرَتْهُ بِشَيْءٍ شَتَمَهَا، وقَالَ: مَا أَنْتِ إِلَّا حِمَارٌ، ثُمَّ نَهِقَ فِي وَجْهِهَا وقَالَ: "هَا هَا هَا فَمَاتَ يَوْمَ مَاتَ فَدَفَنَّاهُ فِي تِلْكَ الحَفِيرَةِ(2)، فَمَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا وَهُوَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ فِي الوَقْتِ الَّذِي دَفَنَّاهُ فِيهِ فَيَنْهِقُ إِلَى نَاحِيَةِ الخِبَاءِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَدْخُلُ".
*********

(1) بَيْتٌ يُعْمَلُ مِنْ وَبَرٍ أَوْ صُوفٍ، ويَكُونُ عَلَى عَمُودَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.

(2) حُفْرَة فِي الأَرضِ لِدَفْنِ المَيِّت.

 
توقيع : Mr. HATEM

(17) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: "أَنَّ قَوْمًا، أَقْبَلُوا مِنَ اليَمَنِ مُتَطَوِّعِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَنَفِقَ حِمَارُ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَأَرَادُوا أَنْ يَنْطَلِقَ مَعَهُمْ فَأَبَى


"فَقَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي جِئْتُ مِنَ الدَّثِيْنَةِ(1) مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِكِ وابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، وإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ تُحْيِي المَوْتَى وتَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ، فَلَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ عَلَيَّ مِنَّةً، وإِنِّي أَطْلُبُ إِلَيْكَ أَنْ تَبْعَثَ لِي حِمَارِي

"ثُمَّ قَامَ إِلَى الحِمَارِ فَضَرَبَهُ، فَقَامَ الحِمَارُ يَنْفُضُ أُذُنَيْهِ

"فَأَسْرَجَهُ وأَلْجَمَهُ، ثُمَّ رَكِبَهُ فَأَجْرَاهُ، فَلَحِقَ بِأَصْحَابِهِ

"فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟!"

"قَالَ: شَأْنِي أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ لِي حِمَارِي".

"قَالَ الشَّعْبِيُّ: فَأَنَا رَأَيْتُ الحِمَارَ بِيعَ بِالكُنَاسَةِ(2)".
*********

(1) مَوْضِع قَرِيْب مِنْ عَدَن.

(2) مَكَان بِالكُوفَةِ.
 
توقيع : Mr. HATEM

(18) عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَعِيدٍ القُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيِّ، قَالَ: "غَزَوْنَا الرُّومَ فَعَسْكَرْنَا، فَخَرَجَ مِنَّا نَاسٌ يَطْلُبُونَ أَثَرَ العَدُوِّ وانْفَرَدَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ لَقِيَنَا شَيْخٌ مِنَ الرُّومِ، يَسُوقُ حِمَارًا لَهُ عَلَيْهِ إِكَافٌ(1) وَبَرْذَعَةٌ، وَخُرْجٌ(2فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْنَا اخْتَرَطَ(3) سَيْفَهُ، ثُمَّ هَزَّهُ فَضَرَبَ حِمَارَهُ، فَقَدَّ(4) الخُرْجَ وَالْإِكَافَ وَالْبَرْذَعَةَ وَالْحِمَارَ، حَتَّى وَصَلَ إِلَى الْأَرْضِ


"ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا: قَدْ رَأَيْتُمْ مَا صَنَعْتُ؟"


"نْفَرَدَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ الْقُلْنَا: نَعَمْ


"قَالَ: فَابْرِزُوا


"فَحَمَلْنَا عَلَيْهِ، فَاقْتَتَــلْنَا سَاعَةً، فَقُتِـلَ مِنَّا رَجُلٌ


"ثُمَّ قَالَ لِلْبَاقِي مِنَّا: هَا قَدْ رَأَيْتَ مَا لَقِيَ صَاحِبُكَ؟"


"قَالَ: نَعَمْ


"فَرَجَعَ، يُرِيدُ أَصْحَابَهُ


"قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا رَاجِعٌ، إِذْ قُلْتُ لِنَفْسِي: ثَكِلَتْنِي(5) أُمِّي، سَبَقَنِي صَاحِبِي إِلَى الجَنَّةِ وَأَرْجِعُ أَنَا هَارِبًا إِلَى أَصْحَابِي!"،


"قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَنَزَلْتُ، عَنْ فَرَسِي، وَأَخَذْتُ تِرْسِي وَسَيْفِي، فَمَشَيْتُ إِلَيْهِ فَضَرَبْتُهُ فَأَخْطَأْتُهُ، وَضَرَبَنِي فَأَخْطَأَنِي، فَأَلْقَيْتُ سِلَاحِي وَاعْتَنَقْتُهُ، فَحَمَلَنِي وَضَرَبَ بِيَ الْأَرْضَ، وَجَلَسَ عَلَى صَدْرِي، فَجَعَلَ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا مَعَهُ لِيَقْتُلَنِي، فَجَاءَ صَاحِبِيَ المَقْتُولُ فَأَخَذَ بِشَعْرِ قَفَاهُ فَأَلْقَاهُ عَنِّي وَأَعَانَنِي عَلَى قَتْلِهِ، فَقَتَلْنَاهُ جَمِيعًا، ثُمَّ أَخَذْنَا سَلَبَهُ، وَجَعَلَ صَاحِبِي يَمْشِي وَيُحَدِّثُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى شَجَرَةٍ، فَاضْطَجَعَ مَقْتُولًا كَمَا كَانَ


"فَجِئْتُ إِلَى أَصْحَابِي، فَأَخْبَرْتُهُمْ، فَجَاءُوا كُلُّهُمْ حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ المَوْضِعِ".

*********

(1) خَشَبُ البَرذَعَةِ.

(2) وِعَاءٌ مِنْ شَعْرٍ أَوْ جِلْدٍ، ذُو عِدْلَيْنِ يُوضَعُ عَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ لِوَضْعِ الأَمْتِعَةِ فِيْهِ.

(3) أَخْرَجَهُ مِنْ غَمْدِهِ.

(4) قَطَعَ.

(5) فَقَدَتنِي.
 
توقيع : Mr. HATEM

(19) عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "خَرَجْتُ مَرَّةً لِسَفَرٍ فَمَرَرْتُ بِقَبْرٍ مِنْ قُبُورِ الجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ خَرَجَ مِنَ القَبْرِ يَتَأَجَّجُ(1) نَارًا، فِي عُنُقِهِ سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، اسْقِنِيقَالَ: فَقُلْتُ: "عَرَفَنِي فَدَعَانِي بِاسْمِي، يَا عَبْدَ اللَّهِ"، إِذْ خَرَجَ عَلَى أَثَرِهِ رَجُلٌ مِنَ القَبْرِ، فَقَالَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْقِهِ، فَإِنَّهُ كَافِرٌثُمَّ أَخَذَ السِّلْسِلَةَ فَاجْتَذَبَهُ وَأَدْخَلَهُ القَبْرَ، قَالَ: "ثُمَّ أَضَافَنِيَ اللَّيْلَ إِلَى بَيْتِ عَجُوزٍ، إِلَى جَانِبِ بَيْتِهَا قَبْرٌ، فَسَمِعْتُ مِنَ القَبْرِ صَوْتًا يَقُولُ: "بَوْلٌ وَمَا بَوْلٌ، شَنٌّ وَمَا شَنٌّ(2)"، فَقُلْتُ لِلْعَجُوزِ: "مَا هَذَا؟!" قَالَتْ: "كَانَ هَذَا زَوْجًا لِي، وَكَانَ إِذَا بَالَ لَمْ يَتَّقِ البَوْلَ(3وَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: وَيْحَكَ، إِنَّ الجَمَلَ إِذَا بَالَ تَفَاجَّ(4فَكَانَ يَأْبَى، فَهُوَ يُنَادِي مُنْذُ يَوْمِ مَاتَ: بَوْلٌ وَمَا بَوْلٌقُلْتُ: "فَمَا الشَّنُّ؟!" قَالَتْ: "جَاءَهُ رَجُلٌ عَطْشَانُ فَقَالَ: اسْقِنِي، فَقَالَ: "دُونَكَ(5) الشَّنُّفَإِذَا لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَخَرَّ الرَّجُلُ مَيِّتًا، فَهُوَ يُنَادِي مُنْذُ يَوْمِ مَاتَ: "شَنٌّ وَمَا شَنٌّفَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْتُهُ، «فَنَهَى أَنْ يُسَافَرَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ».

*********


(1) (يتَأَجَّجُ): يُضِىءُ.


(2) (الشَّنُّ): القِربَة.


(3) (لَمْ يَتَّقِ البَوْلَ): لَم يَتَحَرَّز مِنْهُ.


(4) تَفَاجَّ: بَاعَدَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ لِيَجْتَنِبَ البَوْل.


(5) (دُونَكَ): عَلَيْكَ.

 
توقيع : Mr. HATEM
عودة
أعلى