Mr. HATEM
زيزوومي VIP
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
(16) يُوسُف بْنُ يَعقُوب بْنِ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيم عليهم السَّلام
كان يَعقُوب يُحب أبناءه الصِغار يُوسُف وبِنْيَامِين أكثر من غيرهما عطفاً عليهما، لوفاة أمهما رَاحِيل .. ثم حدثت ليُوسُف القِصَّة المشهورة، ومُلخصها: أن إخوته حَسَدوه، لحبّ أبيه له، فقرّروا التّخلّص منه؛ إِذْ أرسله أَبُوه معهم بعد إِِلحَاح شديد منهم، فخرجوا به وألقوه في البِئر، وعادوا إلى أبيهم يَبكُون، وادَّعوا أنَّ الذّئب أَكَلَه! ومَرَّت قافلة مُتجهة من الشّام إلى مِصر، فاستخرجوه وأخذوه إلى مِصر وباعوه هناك، واشتراه عَزِيز مِصر وربَّاه، وشبّ يُوسُف وكان في غاية الجَمَال والبَهَاء، فراودته امرأةُ العزيز عن نفسه، فامتنع، ثم ادّعت أنّه راودها عن نفسها، وقد اقتنعوا جميعاً بصدقه وكذبها، ومع ذلك أدخلوه السّجن وبقي فيه سنوات .. وأخرجه الحاكمُ بعد ما فسَّر له الرُّؤيا التي رآها وبعد أن اعترفت امرأة العزيز بذنبها، ورأى الحاكمُ فيه القُدرة على إدارة الأعمال فولاَّه الخزانة والتّصدير، فكان يبيع القمح للبلاد المجاورة التي كانت تُعاني من القَحط والجَدب .. وجاءت قوافل الشَّام تشتري الحبوب ومعهم إخوة يوسف فَعَرَفهم ولم يَعرِفُوه، فَبَاعهم وطلب منهم إحضار أخيهم المرّة القادمة؛ ثمّ عادوا وأخبروا أَبَاهم فَرفَض، ولم يوافق إلا بعد إِصْرَار شديد مِنهم .. فذهبوا إلى مِصرَ واشتروا، وأثناء عودتهم قُبِض عليهم واتُّهِموا بسرقة مِكيَال المَلِك، وفُتِّشُوا فوُجِد في أَمتِعة بِنْيَامِين فأخذه يُوسُف، وكان كل ذلك بتدبير منه عليه السَّلام؛ وعادوا فأخبروا أباهم، فحزن حزناً أفقده بصره، وأمرهم بالبحث عن يُوسُف وأخيه .. فلمَّا أَعياهم البحث ذهبوا إلى مِصر، فعرَّفهم يُوسُف بنفسه، وعَفَا عنهم، وطلب منهم أن يعودوا ويأتوا بأهلهم جميعاً ففعلوا، وهكذا انتقل بنو إسرائيل إلى مِصر، وكان عددهم لا يزيد على المائة وبقوا فيها خمسمائة عام، ثم غادروها مع مُوسَى عليه السَّلام وهم أكثر من ستمائة وألف رَجُل عَدا الذَّرَاري.
