• بادئ الموضوع بادئ الموضوع Mr. HATEM
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • المشاهدات 4,833
(16) يُوسُف بْنُ يَعقُوب بْنِ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيم عليهم السَّلام

كان يَعقُوب يُحب أبناءه الصِغار يُوسُف وبِنْيَامِين أكثر من غيرهما عطفاً عليهما، لوفاة أمهما رَاحِيل .. ثم حدثت ليُوسُف القِصَّة المشهورة، ومُلخصها: أن إخوته حَسَدوه، لحبّ أبيه له، فقرّروا التّخلّص منه؛ إِذْ أرسله أَبُوه معهم بعد إِِلحَاح شديد منهم، فخرجوا به وألقوه في البِئر، وعادوا إلى أبيهم يَبكُون، وادَّعوا أنَّ الذّئب أَكَلَه! ومَرَّت قافلة مُتجهة من الشّام إلى مِصر، فاستخرجوه وأخذوه إلى مِصر وباعوه هناك، واشتراه عَزِيز مِصر وربَّاه، وشبّ يُوسُف وكان في غاية الجَمَال والبَهَاء، فراودته امرأةُ العزيز عن نفسه، فامتنع، ثم ادّعت أنّه راودها عن نفسها، وقد اقتنعوا جميعاً بصدقه وكذبها، ومع ذلك أدخلوه السّجن وبقي فيه سنوات .. وأخرجه الحاكمُ بعد ما فسَّر له الرُّؤيا التي رآها وبعد أن اعترفت امرأة العزيز بذنبها، ورأى الحاكمُ فيه القُدرة على إدارة الأعمال فولاَّه الخزانة والتّصدير، فكان يبيع القمح للبلاد المجاورة التي كانت تُعاني من القَحط والجَدب .. وجاءت قوافل الشَّام تشتري الحبوب ومعهم إخوة يوسف فَعَرَفهم ولم يَعرِفُوه، فَبَاعهم وطلب منهم إحضار أخيهم المرّة القادمة؛ ثمّ عادوا وأخبروا أَبَاهم فَرفَض، ولم يوافق إلا بعد إِصْرَار شديد مِنهم .. فذهبوا إلى مِصرَ واشتروا، وأثناء عودتهم قُبِض عليهم واتُّهِموا بسرقة مِكيَال المَلِك، وفُتِّشُوا فوُجِد في أَمتِعة بِنْيَامِين فأخذه يُوسُف، وكان كل ذلك بتدبير منه عليه السَّلام؛ وعادوا فأخبروا أباهم، فحزن حزناً أفقده بصره، وأمرهم بالبحث عن يُوسُف وأخيه .. فلمَّا أَعياهم البحث ذهبوا إلى مِصر، فعرَّفهم يُوسُف بنفسه، وعَفَا عنهم، وطلب منهم أن يعودوا ويأتوا بأهلهم جميعاً ففعلوا، وهكذا انتقل بنو إسرائيل إلى مِصر، وكان عددهم لا يزيد على المائة وبقوا فيها خمسمائة عام، ثم غادروها مع مُوسَى عليه السَّلام وهم أكثر من ستمائة وألف رَجُل عَدا الذَّرَاري.
 

توقيع : Mr. HATEM
(17) الأَحوال في بِلاد الشَّام

حَصَلت هِجَرات كثيرة إلى بِلاد الشَّام من العِرَاق أو الجزيرة، وتوزَّع المهاجرون في المناطق الخِصبَة، فقامت الدَّولة العَمُورِيَّة في المناطق الشمالية وقامت الدَّولة الفِينِيقِيَّة على سَوَاحل البحر المُتوسِّط، والدَّولة الكَنْعَانِيَّة في فِلَسْطِين وما حولها .. ولقد أَشْرَكوا جميعاً بالله تعالى، وعَبَدوا الأصنام، فأرسل اللهُ إليهم كثيراً من الرُّسل، فلم يجدوا إلا التَّكذيب والتَّمادي في الكُفر.
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM

(18) أَيُّوب عليه السَّلام


أَرسَلَه اللهُ تَعَالى إلى بني إسرائيل؛ وكان كثيرَ المال والأهل، فسُلِب منه ذلك، وابتُلي في جَسده بأنواع البَلاء، ولم يبقَ منه عضو سليم سِوى قلبه ولسانه يذكر الله بهما، وتخلّى عنه الجميع، إلا زوجته، وأُلقِي خارج البَلدة، واستمر ابتلاءه لمُدَّة ثَمَانِ عَشَرَ سَنَةً، وكان ذلك امتحان له مِن الله؛ ثمّ شَفَاه اللهُ، قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}. (سورة الأنبياء: 83، 84)؛ واستمرَّ يتنقَّل في شمال سُوريَا يدعو إلى عِبَادة الله سبحانه، حتّى تَوَّفاه اللهُ.

 
توقيع : Mr. HATEM
(19) اليَسَع عليه السَّلام

مِن أنبياء بني إسرائيل، قال اللهُ تعالى: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ}. (سورة ص: 48)

(20) إِليَاس عليه السَّلام

أَرسَلَه اللهُ إلى بعض بِلاد الشَّام، وكانوا يعبدون صَنماً اسمه بَعل، فدعاهم إلى عبادة الله فكذّبوه؛ قال تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ. أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ}. (سورة الصّافات: 123 – 125)
 
توقيع : Mr. HATEM
(21) يُوشَعُ بْنُ نُونٍ عليه السَّلام

هو الَّذي قاد بني إِسْرَائِيل بعد مُوسَى عليه السَّلام، ويُعتَقَد أنَّه المَقصُود بقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ}؛ وكان هَارُون عليه السَّلام تُوفي وبنو إِسْرَائِيل ما زالوا في التّيه والضّياع الذي كتبه اللهُ عليهم في صحراء سيناء، وتُوفي مُوسَى عليه السَّلام أيضاً في تلك الفترة، وقد استمرّت أَربَعِين عاماً .. فمَن بَقِي منهم خَرَج مع يُوشَع، فَذَهبوا إلى بيت المَقْدِس ونظَّم يُوشَع جيشاً من بني إِسْرَائِيل وقَسَّمه إلى اثني عشر قِسمًا حسب الأَسْباط "أبناء يَعقُوب عليه السَّلام"، واستطاع أن يفتح بهم أَرِيحَا ثم بيت المَقْدِس، ثم لَبِث فيهم سَبْعًا وعِشْرِين سنةً يَحكُم بكتاب الله التَّوراة؛ وبعد مَوته عادوا إلى ضَلالهم وفَسادهم.
 
توقيع : Mr. HATEM
(22) حِزْقِيل عليه السَّلام

تَولَّى أمرَ بني إِسْرَائِيل بعد يُوشَع ولم يطل عهده؛ وتفرّقت بعده بنو إِسْرَائِيل وضعُف أمرهم، فكانوا يفسدون في الأرض ويقتـلون أنبيائهم، فسلّط اللهُ عليهم الأعداء، وبدّل الأنبياء بمُلُوكاً جبَّارين طُغاة، فَسَفَكوا دِمائهم ظُلماً وعَذَّبوهم وتغلَّب عليهم أهل غَزَّة وعَسْقَلان، وسَلَبُوا منهم التَّابوت المُقَدَّس (الذي يحتوي على رُفات يُوسُف عليه السَّلام)، ثم انقطعت النُّبوة في بني إِسْرَائِيل وانقسمت دولتهم واستمرُّوا على ذلك أربعمائة عام تقريباً، إلى أن بَعَث اللهُ إليهم بعد ذلك شَمْوِيل نَبِياً.
 
توقيع : Mr. HATEM
(23) شَمْوِيل عليه السَّلام

طَالَبه بَنُو إِسْرَائِيل بالقتـال وأن يُعيَّن عليهم مَلِكاً لِيُقاتـلوا تحت قِيَادته، فاختار لهم طَالُوت، {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ}. (سورة البقرة: 247)؛ فَمَاطلوا في البداية لِفَقْر طَالُوت، قال تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ}. (سورة البقرة: 248)؛ فلمّا تحقَّقت تلك المعجزة، انصاعوا وانضووا تحت قيادته .. وقد حدث القـتـال بين بني إِسْرَائِيل وبين العَمَالِقة بقيادة جَالُوت في مَرْج الصُّفَّر (جنوب دِمَشق) واستطاع دَاوودُ عليه السَّلام أن يقتل جَالُوتَ الجَبَّار بواسطة حِجَارة ومِقْلاَع فقط؛ وكان دَاودُ غُلاماً حَدَثاً في جيش طَالُوت، قال تعالى: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ}. (سورة البقرة: 250، 251)
 
توقيع : Mr. HATEM
شكراً على حضورك ومشاركتك
 
توقيع : أسيرالشوق
(24) دَاوود عليه السَّلام

اشتهر دَاوودُ بين قومه، وكان طَالُوت قد وَعَد أنّ مَن يقتـل جَالُوت يُعطيه نصف مُلْكه، ويزوّجه ابنته، لذا اضطر أن يتنازل عن المُلْك لدَاود، ويزوّجه ابنته، فآتاه اللهُ النُّبوة إضافة إلى المُلْك؛ فأقام شريعة الله فيهم وأنزل اللهُ عليه كتاب الزَّبُور، قال تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}، وأكرمه اللهُ بمُعجزات، قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} (سورة سبأ: 10)؛ وكان مجاهداً في سبيل الله، كثيرَ العِبادة، وكان لا يأكل إلا مِن عمل يده وكان عمله حدّادًا .. وخَلَفه في المُلْك والنُّبُوّة ابنه سُلَيْمَان عليه السَّلام؛ كانت فترة دَاوود وسُلَيْمَان هي فترة الرَّخاء والاستقرار الوحيدة التي قُدِّر للشُّعوب العِبَرانِية أن تعيشها على مرّ الدّهر كله.
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM
(25) سُلَيْمَان عليه السَّلام

تابع جِهاد والده ووصل إلى دِمَشق، وأخضع اليَمَن وأذلّ حُكَّامَها مِن السَّبَئِيين، وتزوَّج مَلِكتهم بِلْقِيس، وقد أبقاها على اليَمَن خاضعة له، وقد آمَنَت بالله مع أكثر قومها بعد أن كانوا يَعبدون الكواكب والشَّمس، ومن أعماله تجديد بناء المَسْجد الأَقْصَى (شَيَّده يَعقُوب أو أبوه إِسْحَاق عليهما السَّلام بعد بناء الكَعبة بأربعين عامًا)، قال تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}. (سورة النمل: 16) .. ودَعَا سُلَيْمَان لِنفسه فقال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}. (سورة ص: 35)، فاستجاب اللهُ له وسَخَّر له الرِّيح والإنس والجِنّ وعلَّمه لُغة الحَيَوان، قال تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ. وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ. وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ}. (سورة ص: 36 – 38) .. وقد استمرّ سُلَيْمَانُ في مُلْكه عشرين عاماً يُقيم شريعة الله في الأرض، وبعد موته ضَعُف بنو إِسْرَائِيل من بعده وزاد فسادهم.

 
توقيع : Mr. HATEM

(26) شِعْيَا بْنُ أَمْصِيَا عليه السَّلام

هو مِن أنبياء هذه الفترة، وقد حاول الكَلْدَان دخول بيت المَقْدس بقيادة مَلِكهم سَنْحَارِيب، فأَهْلَكَهم اللهُ بدعاء هذا النّبي؛ فلم يزداد اليهود إلا شرًّا وفسادًا، فقتلوا نبيهم شِعْيَا عليه السَّلام .. ثم بَعَث اللهُ بعده النَّبيَّ إِرْمِيَا بْنَ حَلْقِيَا عليه السَّلام وغيره من الأنبياء فاستمر اليهود في تكذيب أنبيائهم وقـتـلهم.
 
توقيع : Mr. HATEM

(27) خَرَابُ بَيْتِ المَقْدِس

سَلَّط اللهُ عزّ وجلّ على اليهود المَلِكَ الكَلْدَانِي البَابِلِي بُخْتَنَصَّرَ فَهَدَم بَيْتَ المَقْدِس وقَتَل اليهود وشَرَّدهم، ومن ذلك الزَّمان تَفَرَّقت بَنُو إِسِرَائِيل في الأرض، وسَكَنوا في الحِجَاز ومِصْر وغيرها، وبعد موت بُخْتَنَصَّر ضَعُف الكَلْدَان، فَعَاد بَنُو إِسْرَائِيل إلى بَيْت المَقْدِس وعَمَّرُوه، ولكن بقوا ضعفاء بسبب تكذيبهم وقتـلهم لأنبيائهم، وانتشار المُنكر بينهم، فخضعوا وذَلُّوا للفُرس ثم للإِغْرِيق ثم للرُّومَان.
 
توقيع : Mr. HATEM

(28) زَكَرِيَّا وابْنُه يَحْيَى عليهما السَّلام

هُمَا مِن أواخر أنبياء بني إِسْرَائِيل، ولم يجدَا من قَومِهم إلا التَّمادي في الطُّغيان والضَّلال، واستمرّا في الدَّعوة إلى اللهِ حتى كان مَقْتـلهما عليهما السَّلام على أيديهم؛ قال تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}. سورة مريم: 7)، وقال: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ}. (الأنعام: 85)
 
توقيع : Mr. HATEM
(29) المَسِيْحُ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السَّلام

هُوَ آخِر أنبياء بَنِي إِسْرَائِيل، وُلِد في بيت لَحْم بِفِلَسْطِين، والدُته هي مَرْيَم العَذْرَاء، الَّتي تَرَّبَت في بيت النَّبي زَكَرِيَّا عليه السَّلام (زوج خالتها)، وعُرِفت بالعِفّة والطَّهَارة، وقد حَمَلَت به مِن غير أَبٍّ بإذن الله تعالى؛ فكانت المفاجأة مخيفة لها، فاتَّهَمَها قَومُها في عِفَّتِها فأشارت إليه، قال تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا. يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا. فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}. (سورة مريم: 27 – 31) .. أقام عِيْسَى عليه السَّلام في الناصرة في فِلَسْطِين، وأخذ يدعوا إلى عِبَادة الله، وآتاه اللهُ كِتابَ الإِنْجِيل، وكان يَعِظ كل مَن يلتقي به؛ وكان مِن مُعجزاته: شِفَاء المَرضَى وإِبْرَاء الأَكْمَه والأَبْرَص وإِحياء المَوْتَى بإذن الله تعالى .. ولاَزَمه الحَوَارِيُّون في الدَّعوة، وقد أَرسَل مجموعات منهم إلى باقي بِلاد الشَّام للدَّعوة؛ ثمّ تَآمَر بَنُو إِسْرَائِيل على قتـله، فَسَلَّموه إلى حَاكِم فِلَسْطِين الرُّومَانِي بِيلاَطِس، فأَرَاد القَضاء عليه صَلبًا، ولكنَّ اللهَ نجَّاه، حيث شَبَّه لهم بغيره؛ ورَفَعَه اللهُ إليه، قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}. سورة النساء، الآيات: 156-158
 
توقيع : Mr. HATEM

(30) حَضَارات وأنبياء مِصرَ


بعد طُوفان نُوح عليه السَّلام تفرق أبناء نُوح كما ذكرنا، فسَام وأبناؤه توزّعوا في العِراق والجزيرة واليَمن وغيرها، أمَّا حَام وأبناؤه فانتقلوا إلى الهِند، وبعضهم إلى إفريقيا فتفرّقوا هناك، فاستقرّ جماعة البُوشْمِن في جنوب غرب افريقية، وكانوا وثنيين، فسلّط اللهُ عليهم الهُتنتوت، ثم سيطر زُنوج البَانتو على الأوضاع، وهناك مَن لجأ إلى مَجَاهِل وغابات أفريقيا، وسكن البَربَر في الشَّمال الغَربي؛ وسكن المِصريون القُدماء شمالاً حول نهر النيل، وكانوا جميعهم على عبادة الأوثان.
 
توقيع : Mr. HATEM

(31) الفَرَاعِنَة



كانت مِصرُ من أَخْصَب مناطق أفريقيا، لذا تَكَاثر سُكَّانها، وقامت فيها دولة الفَرَاعِنَة، التي ادّعى حُكّامُها الأُلُوهية، وسَخَّروا الشَّعبَ لبناء الأهرامات الضَّخمة والتَّماثيل، وسمُّوها حضارة وليست كذلك! .. في هذه الفترة قَدِم إِبْرَاهِيمُ عليه السَّلام وزوجه سَارَة إلى مصر، وأراد فِرعَونُ اصطفائها لنفسه، فأنقذها اللهُ منه، فأعطاها هَاجَر هديةً، وأمرهما بمغادرة مِصر (كما ذكرنا سابقاً) .. وقد سلَّط اللهُ على الفَرَاعِنَة الظالمين رُعاةً مِن بِلاد الشَّام، فقَوِي أمرُهم واخضعوا المنطقة، وأصبحوا مُلوُكاً، وعُرِفوا باسم الهُكْسُوس.
 
توقيع : Mr. HATEM

(32) يُوسُف عليه السَّلام في بِلاد مِصر

في هذه الفترة أقام يُوسُفُ عليه السَّلام وأهله في مِصر وكان يحكمها الهُكْسُوس، وكانوا مثل سابقيهم ظالمين ومُستبدين، فرفضوا الحق فسلَّط اللهُ عليهم الفَرَاعِنَة، بعد أن قَوِي أَمرُهم على يد أَحمُس، فسيطروا على مِصر وامتد نفوذهم إلى حدود العِراق في زمن تُحُتْمُس الثَّالِث ورَمْسِيس الثَّانِي، اللَّذَيْن حَارَبا الدَّولة الحَيْثِيّة في الشَّام وقضوا عليها، وزادت الخيرات فزاد كُفرُهم وفُسُوقهم .. فبدأ الفَرَاعِنَة في هذه الفترة بقَتل ذُكور بني إِسْرَائِيل؛ لأن الإِسْرَائِيليين أشاعوا أنه سيأتي ابنٌ لهم يقضي على فِرعَون وقومه؛ قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}. (سورة القصص: 4)
 
توقيع : Mr. HATEM

(33) الكَلِيم/ مُوسَى عليه السَّلام ، وعَودَة بَنِي إِسْرَائِيل إلى الشَّام

أرسل اللهُ تعالى إلى هؤلاء جميعاً مُوسَى بنَ عِمْرَان، وهو مِن بَنِي إِسْرَائِيل، وأَنْجَاه اللهُ مِن الذَّبح، حيث ألقته أُمُّه بعد وِلاَدته في البحر داخل صُندوق بأمر الله، فوصل إلى قَصر فِرعَون، فاتخذه وَلَداً عندما أَصرَّت زوجتُه آسْيَا على ذلك، وكان فِرعَون محروماً من الإنجاب، فَتَربَّى مُوسَى وشَبَّ في قَصر فِرعَون! قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ. فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}. (سورة القصص: 7، 8) .. ثم كَبر مُوسَى عليه السَّلام، وكان بفِطرته يميل إلى قومه، وحَدَث قِتال بين قِبْطِي وإِسْرَائِيلي فاستنصر الإِسْرَائِيلي بمُوسَى الذي وَكَز القِبْطِي فَقَتَـلَهُ! وكادت الحادثة أن تتكرَّر، فَعَلِم مُوسَى أنّ خبره انتشر؛ قال تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}. (سورة القصص: 20)؛ فهَرَب إلى بلاد مَديَن .. وهناك ساعد فَتَاتِين على سَقْي أغنامهما، فعرض عليه أبوهما شُعَيْبُ أن يُزوّجه إحدى ابنتيه مقابل أن يعمل عنده ثماني سنوات، فتمّ ذلك؛ وبعدها قرّر مُوسَى أن يعود بأهله إلى مِصر .. وفي مِنطقة سَيْنَاء أوحى اللهُ إليه وبَعَثه إلى فِرعَون ومَلأه، ودَعَّمه بأخيه هَارُون، وزَوَّدَه بالمُعجِزات؛ دَعَا مُوسَى فِرعَونَ فكذَّب وعَصَى وادَّعى أنه هو الله، وأنّ مُعجزات مُوسَى (وهي اليَدّ البَيضاء والحَيّة) مجرّد سِحر، وحدّد له يوماً ليجمع له السَّحرة ليغلبوه؛ قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى. إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى. اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى. وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى. فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى. فَكَذَّبَ وَعَصَى. ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى. فَحَشَرَ فَنَادَى. فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى. فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}. (سورة النّازعات: 15 – 26)؛ وفي اليوم المَوعُود تَغَلَّب مُوسَى على السَّحَرة وتبيّن لهم ما كانوا عليه من الباطل فآمنوا بالله، فَصَلَبهم فرعونُ وقتـلهم؛ ثم اشتدّ أَذَاه وبَطشه لبني إِسْرَائِيل، فعاقبه اللهُ وقومه بالقَحط وبالسَّنوات العِجاف فلم يرتدعوا، وأنزل بهم عقوبات أخرى؛ قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}. سورة الأعراف: 133) .. ثمّ اشتدَ ظُلم فِرعَون وطُغيانه أكثر وأكثر، فأمر اللهُ نبيَّه مُوسَى أن يُهاجر بقومه إلى الشَّام، فَلَحِقَهم فِرعَونُ وجُنودُه، فألجأوهم إلى البحر، فَضَرب مُوسَى البحر بِعَصَاه بإذن الله، فأصبح طَريقاً سَهلاً فَعَبر وقومُه، وعندما حاول فِرعَونُ وجُندُه العُبور عاد البَحرُ ماءًا، فَغَرقُوا وأهلكهم الله عزَّ وجلّ؛ وأما مُوسَى ومَنْ معه فقد وَصلوا إلى الضّفة الأخرى بأمان؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى. فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ. وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى}. (طه: 77 – 79) .. ثم طلب اليهود من مُوسَى طعاماً فأنزل اللهُ لهم المَنَّ والسَّلْوى، وواصل المَسِير بهم حتى وَصلوا إلى مِنطَقة جبل سَيْنَاء، فصعد مُوسِى الجبل وأقام عليه أربعين يوماً، حيث كلَّمَه اللهُ وأنزل عليه التَّوراةَ والوصايا مكتوبةً في ألواح مِن حَجَر .. ثم عاد إلى قومه فوجدهم يعبدون عِجلاً صنعوه مِن حُلِّيهم الذَّهبية! فغضب غضباً شديداً، وتخلَّص منه؛ وأمرهم أن يَقتـل بعضهم بعضاً عِقاباً لهم، بأمر من الله عزّ وجلّ، كما أخبرهم أنّ اللهَ كتب عليهم التّيه والضّياع في صحراء سيناء أربعين عامًا؛ وقَد تُوفي هُارُون ثم مُوسَى عليهما السَّلام خلال هذه الفترة؛، كما ذكرنا سابقاً.
 
توقيع : Mr. HATEM
جزاك الله خيرا وبارك فيك
 
عودة
أعلى