Mr. HATEM

زيزوومي VIP
إنضم
6 مايو 2020
المشاركات
4,128
مستوى التفاعل
8,887
النقاط
3,760
الإقامة
Egypt
غير متصل

مُــقَـــــدِّمَـــــــــــةٌ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
raMR4O0.gif

الحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتِ، وبِذْكِرِ عُلَمَائِهِ وأَوْلِيَائِهِ تَنْزِلُ البَرَكَاتِ، والصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ المَخْلُوقَاتِ، المُؤَيَّدِ بِأَشْهَرِ المُعْجِزَاتِ مُحَمَّدٍ المُصْطَفَى عَلَى جَمِيْعِ البَرِيَّاتِ، وعَلَى آلَهِ وصَحْبِهِ وتَابِعِيْهِم فِي جَمِيْعِ الحَالَاتِ.

وبَــــــعْــــــــــدُ

عَلَى الصَّفَحَاتِ التَّالِيةِ سَنَلْتَقِي -إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى- بِأَشْهَرِ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ الشَّرِيفَةِ فِي جَمِيْعِ المَجَالاَتِ الدِّيْنِيَّةِ مِنْهَا والدُّنْيَوِيَّةِ، وذَلِكَ بَدءًا مِنْ عَصْرِ التَّابِعِيْنَ فَمْنَ بَعْدَهُم، وسَأَقُومُ بِتَرْتِيْبِهِم وَفَقًا لِأَقْدَمِيَّةِ وَفَيَاتِهِم .. واللهَ أَسْأَلُ أَنْ يُعِينَنِي عَلَى إِتْمَامِ هَذَا العَمَلَ وأَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ وإِيَّاكُم.

حَاتِم أَحمَد
 

توقيع : Mr. HATEM
(1) عَـلْـقَـمَـــةُ الـنَّـخَـعِــــيُّ

هُـــــو: عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَالِكِ بنِ عَلْقَمَةَ بنِ سَلاَمَانَ بنِ كُهَيْلِ بنِ بَكْرِ بنِ عَوْفٍ، أَبُو شِبْلٍ النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، المُجْتَهِدُ، فَقِيْهُ الكُوْفَةِ وَعَالِمُهَا.

كَانَ مِن المُخَضْرَمِيْن الَّذِين عَاصَرُوا الإِسْلاَم والجَاهِلِيّة، وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ولَم يَرَه، وَهَاجَرَ فِي طَلَبِ العِلْمِ، وَنَزَلَ الكُوْفَة، ولاَزَمَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُوْدٍ وتَفَقَّهَ بِهِ، حَتَّى رَأَسَ فِي العِلْمِ والعَمَلِ، وتَفَقَّهَ بِهِ العُلَمَاءُ، وبَعُدَ صِيتُهُ، وتَصَدَّى لِلإِمَامَةِ والفُتْيَا بَعْد عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِب وعَبْد اللَّهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِابْنِ مَسْعُوْدٍ فِي هَدْيِهِ وسَمْتِهِ، وكَانَ مِن أَعلَم النَّاس بِهِ؛ وكَانَ عَابِداً، يَخْتِم القُرْآنَ فِي خَمْسِ لَيَالٍ، وكَانَ طَلَبَتُهُ يَسْأَلُوْنَهُ ويَتَفَقَّهُوْنَ بِهِ والصَّحَابَةُ مَوْجُوُدُن؛ وكَانَ عَقِيْماً، لاَ يُوْلَدُ لَهُ.

- قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ: "مَا أَقْرأُ شَيْئاً ولاَ أَعلَمُهُ إِلاَّ وعَلْقَمَةُ يَقْرَؤُه ويَعلَمُهُ".

- وقَالَ مُرَّةُ الهَمْدَانِيُّ: عَلْقَمَةُ مِنَ الرَّبَانِيين.

- وقَالَ أَحْمَدُ، وابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. زَادَ أَحْمَدُ: مِن أَهْلِ الخَيْرِ.

- وقَالَ الخَطِيبُ: كَانَ مُقَدَّمًا فِي الفِقْهِ والحَدِيثِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: فَقِيْهُ الكُوْفَةِ، وَعَالِمُهَا، وَمُقْرِئُهَا، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، المُجْتَهِدُ الكَبِيْرُ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ؛ فَقِيهٌ، مَخَضْرَم.

وَفَـاتُـــهُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وسِتِّيْنَ (62 هــ) بِالكُوفَةِ، وقَد عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً (90)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 

توقيع : Mr. HATEM
(2) مَـسْـــرُوْقُ الــوَادِعِـــــيُّ

هُـــــوَ: مَسْرُوْقُ بنُ الأَجْدَعِ بنِ مَالِكِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرِّ بنِ سَلْمَانَ بنِ مَعْمَرٍ، أَبُو عَائِشَةَ الوَادِعِيُّ، الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيه، مِن كِبَارِ التَّابِعِيْنَ، ومِن المُخَضْرَمِيْنَ الَّذِيْنَ أَسْلَمُوا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولَم يَلْقُوه، وصَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق ولَقِيَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، وكَانَ مِن أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُود الَّذِيْنَ يُقْرِئُوْنَ ويُفْتُوْنَ.

وكَانَ مِن العُبَّاد، يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، وكَانَ مِن المُجاَهِدِين، شَهٍدَ القَادِسِيَّةِ وشُلَّتْ يَدُهُ يَوْمَئِذ، وكَانَ لاَ يَأْخُذُ عَلَى القَضَاءِ أَجْراً ويَقرَأُ هَذِهِ الآيَـةَ: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}. [التَّوْبَةُ: 111]

-- وسَبَب تَسْمِيَتُهُ بِمَسْرُوْق: لِأنَّه كَانَ قَد سُرِقَ وهُوَ صَغِيْرٌ ثُمَّ وُجِدَ، فَسُمِّيَ بِذَلِك!!

شَهِدَ مَسْرُوْقُ صِفِّيْنَ، فَوَعَظَ، وخَوَّفَ، ولَمْ يُقَاتِلْ، فَكَانَ إِذَا قِيْلَ لَهُ: أَبْطَأْتَ عَنْ عَلِيٍّ وعَنْ مَشَاهِدِهِ؟!

فَيَقُوْلُ: "أَرَأَيْتُم لَوْ أَنَّهُ حِيْنَ صُفَّ بَعْضُكُم لِبَعْضٍ، فَنَزَلَ بَيْنَكُم مَلَكٌ فَقَالَ: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيْماً}. [النِّسَاءُ: 29]، أَكَانَ ذَلِكَ حَاجِزاً لَكُم؟"

قَالُوا: نَعَمْ.

قَالَ: "فَوَاللهِ لَقَدْ نَزَلَ بِهَا مَلَكٌ كَرِيْمٌ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإِنَّهَا لَمُحْكَمَةٌ مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ".

مِن أَقْــوَالِـــــهِ:

- قَالَ مَسْرُوْق: كَفَى بِالمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللهَ تَعَالَى، وكَفَى بِالمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعَمَلِهِ.

- وقَالَ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُرْغَبُ فِيْهِ، إِلاَّ أَنْ نُعَفِّرَ وُجُوْهَنَا فِي التُّرَابِ، ومَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إِلاَّ السُّجُوْدِ للهِ تَعَالَى.

- وقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ عِلْمَ الأَوَّلِيْنَ والآخِرِيْنَ، وعِلْمَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَلْيَقْرَأْ سُوْرَةَ الوَاقِعَةِ.

- وقَالَ: لأَنْ أُفْتِيَ يَوْماً بِعَدْلٍ وحَقٍّ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَغْزُوَ سَنَةً.

- قَالَ عَنْهُ الشَّعْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَطْلَبَ لِلعِلْمِ مِنْهُ؛ وكَانَ أَعْلَمَ بِالفَتْوَى مِن شُرَيْحٍ، وكَانَ شُرَيْحُ أَعْلَمَ بِالقَضَاءِ مِن مَسْرُوقٍ.

- وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ؛ لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.

- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، والعِجْلِيُّ، وابْنُ حِبَّان: ثِقَةٌ. زَادَ ابْنُ حِبَّان: مِن عُبَّادِ أَهْلِ الكُوفَةِ وقُرَّائِهِم.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، قُدْوَةٌ؛ أَحَدُ الأَعْلاَمِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ مَسْرُوْقٌ سَنَةَ ثَلاَثٍ وسِتِّيْنَ (63 هـ)؛ رَحِمَه اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
(3) أَبُـو الأَسْـــوَدِ الـدُّؤَلِـــــيُّ

هُـــــوَ: ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خِلْسِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفَاتَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدُّئِلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الفَاضِلُ، وَاضِعُ عِلْم النَّحوِ، ومِن كِبَار التَّابِعِين

مُخَضْرَمٌ أَدَرَك الجَاهِلِيّة والإِسْلاَم .. أَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، ولَمْ يَرَه.

وقَد وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ زَمَنَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، وشَهِدَ مَعَهُ وَقْعَة الجَمَل وصِفِّين، وكَانَ مِن نُجَبَاء أَصحَابِهِ.

هُوَ أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ المَصَاحِفَ، والسَّبَب فِي ذَلِك أَنَّه سَمِعَ قَارِئاً يَقْرَأُ: {أَنَّ اللهَ بَرِيْءٌ مِنَ المُشْرِكِيْنَ وَرَسُوْلُهُ}. [التَّوْبَةُ: 3]، (بِكَسْرِ اللاَّمِ بَدَلاً عَنْ ضَمِّهَا)، فَقَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَمْرَ النَّاسِ قَد صَارَ إِلَى هَذَا.

فَقَالَ لِزِيَادٍ بْن أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْب أَمِير البَصرَة: ابْغِنِي كَاتِباً لَقِناً (سَرِيع الفَهْم). فَأَتَى بِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الأَسْوَد: إِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ فَتَحْتُ فَمِي بِالحَرْفِ، فَانْقُطْ نُقْطَةً أَعْلاَهُ، وَإِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ ضَمَمْتُ فَمِي، فَانْقُطْ نُقْطَةً بَيْنَ يَدَيِ الحَرْفِ، وَإِنْ كَسَرْتُ، فَانْقُطْ نُقْطَةً تَحْتَ الحَرْفِ، فَإِذَا أَتْبَعْتُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ غُنَّةً، فَاجْعَلْ مَكَانَ النُّقْطَةِ نُقْطَتَيْنِ؛ فَهَذَا نَقْطُ أَبِي الأَسْوَدِ.

سَبَبُ وَضْعِهِ لِعِلْمِ النَّحْوِ: أَنَّ بِنْتَهُ قَالَتْ لَهُ يَوْماً: مَا أَشَدُّ الحَرِّ؟! (الصَّحِيح أَنْ تَقُول: مَا أَشَدَّ الحَرِّ!)

فَقَالَ: الحَصْبَاءُ بِالرَّمْضَاءِ.

قَالَتْ: إِنَّمَا تَعَجَّبْتُ مِنْ شِدَّتِهِ.

فَقَالَ: أَوَ قَدْ لَحَنَ النَّاسُ؟!

فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَأَعْطَاهُ أُصُوْلاً بَنَى مِنْهَا، وعَمِلَ بَعْدَهُ عَلَيْهَا؛ فَأَرَاهُ أَبُو الأَسْوَدِ مَا وَضَعَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا أَحْسَنَ هَذَا النَّحْوَ الَّذِي نَحَوْتَ!! فَعِنْدَهَا سُمِّيَ النَّحْوُ نَحْواً.

وقِيل: جَاءَ أَبُو الأَسْوَدِ إِلَى زِيَادُ بْن أَبِي سُفْيَان أَمِير البَصرَة آنَذَاك، فَقَالَ: أَرَى العَرَبَ قَدْ خَالَطَتِ العَجَمَ، فَتَغَيَّرَتْ أَلْسِنَتُهُم، أَفَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَضَعَ لِلْعَرَبِ كَلاَماً يُقِيْمُوْنَ بِهِ كَلاَمَهُم؟

قَالَ: لاَ.

فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى زِيَادٍ بَعد ذَلِك، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، تُوُفِّيَ أَبَانَا وَتَرَكَ بَنُوْنَ!! (الصَّحِيح أَنْ يَقُول: تُوُفِّيَ أَبُونَا وتَرَكَ بَنِينَ).

فَقَالَ زِيَادٌ: ادْعُ لِي أَبَا الأَسْوَدِ.

فَدُعِيَ، فَقَالَ: ضَعْ لِلنَّاسِ الَّذِي نَهَيْتُكَ عَنْهُ. فَوَضع أَبُو الأسْوَد النَّحو.

مِن أَقْوَالِــهِ: لَيْس شَيءٌ أَعَزّ مِن العِلْم، لأَنَّ المُلُوكَ حُكَّامٌ عَلَى أَهْلِ الأَرضِ، والعُلَمَاءُ حُكَّامٌ عَلَى المُلُوكِ.

ومِن أَشْهَر أَبْيَاتِــهِ:

لاَ تَنْه عَن خُلُق وتَأْتِي مِثْلَه ... عَارٌ عَلَيْك إِذَا فَعَلتَ عَظِيم

وقَالَ أَيْضاً:

وَمَا طَلَبُ المَعِيشَةِ بِالتَّمَنِّي ... ولَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدِّلاءِ

تَجِيءُ بِمِلْئِهَا طَوْرًا وطَوْرًا ... تَجِيءُ بِحِمْأَةٍ وقَلِيلِ مَاءٍ

قَالُواْ عَنْـهُ:

- قَالَ يَحيَى بْنُ مَعِينٍ، وابْنُ سَعدٍ، وابْنُ حِبَّان: ثِقَةٌ؛ هُوَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي النَّحْوِ.

- وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، مِن كِبَارِ التَّابِعِينَ، وهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي النَّحْوِ.

- وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَّمٍ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ أَسَّسَ العَرَبيَّةَ وفَتَحَ بَابهَا وأَنْهَجَ سَبِيلَهَا ووَضَعَ قِيَاسَهَا.

- وقَالَ الجَاحِظُ: أَبُو الأَسْوَدِ مَعْدُودٌ فِي التَّابِعِينَ والفُقَهَاءِ، والمُحَدِّثِيَن والشُّعَرَاءِ، والأَشْرَافِ والفُرْسَان والأُمَرَاء، والدُّهَاة، والنَّحْوِيِّين، والحَاضِرِي الجَوَابِ.

- وقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ ذَا دَيْنٍ وعَقْلٍ ولِسَانٍ وبَيَانٍ وفَهْمٍ وذَكَاءٍ وحَزْمٍ، وكَانَ مِن كِبَارِ التَّابِعِينَ.

- وقَالَ ابْنُ السَّاعِيُّ: مِن وُجُوهِ التَّابِعِينَ وفُقَهَائِهِم ومُحَدِّثِيهِم.

- وقَالَ يَاقُوتٌ الحَمَوِيُّ: أَحَدُ سَادَاتِ التَّابِعِينَ وفُقَهَائِهِم ومُحَدِّثِيهِم.

- وقَالَ ابْنُ خَلِّكَان: كَانَ مِن سَادَاتِ التَّابِعِينَ وأَعْيَانِهِم، ومِن أَكْمَلِ الرِّجَالِ رَأْياً وأَسَدِّهِم عَقْلاً.

- وقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: تَابِعِيٌّ مَشْهُورٌ، وهُوَ أَوُّلُ مَنْ وَضَعَ النَّحْوَ، ولَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، وجَوَابٌ حَاضِرٌ، وأَخْبَارُهُ مَشْهُورَةٌ، وكَلاَمُهُ كَثِيرُ الحِكَمِ والأَمْثَالِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ، ابْتَكَرَ النَّحْوَ، عَلاَّمَةٌ، فَاضِلٌ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَاضِلٌ، مِن كِبَارِ التَّابِعِينَ، مُخَضْرَم.

- وقَالَ السُّيُوطِيُّ: كَانَ مِن سَادَاتِ التَّابِعينَ، شَاعِرًا، سَرِيعَ الجَوَابِ، ثِقَةً فِي حَدِيثهِ.

وَفَـاتُــــهُ: مَاتَ أَبُو الأَسْوَدِ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وسِتِّيْنَ (69 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM
(4) عَـبِـيْــدَةُ السَّـلْمَـانِـــيُّ

هُـــوَ: عَبِيْدَةُ بنُ عَمْرٍو السَّلْمَانِيُّ المُرَادِيُّ، أَبُو عَمْرٍو الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، المُقْرِئ، المُخَضرَمُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ.

أَسْلَمَ فِي عَامِ فَتْحِ مَكَّةَ، بِأَرْضِ اليَمَنِ، ولاَ صُحْبَةَ لَهُ، ولاَزَمَ عَبْدَ اللهِ بْن مَسعُودٍ فَتَفَقَّه بِهِ وقَرأَ عَلَيْه القُرآنَ، وكَانَ ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ.

قَــالُـــواْ عَـنْــهُ:

- قَالَ الشَّعْبِيُّ كَانَ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي عِلْمِ الْقَضَاءِ.

- وقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَشَدَّ تَوَقِّيًا مِنْ عَبِيدَةَ.

- وقال سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ عَبِيدَةَ يُوَازِي شُرَيحاً فِي العِلْمِ والقَضَاءِ.

- وقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: كَانَ شُرَيْحٌ إِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ الأَمْر كَتَبَ إِلَى عَبِيدَةَ، وانْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ.

- وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ، لاَ يُسْئَلُ عَنْ مِثْلِهِ.

- وقَالَ الفَلاَّسُ: أَصَحُّ الأَسَانِيْدِ: ابْنُ سِيْرِيْنَ، عَنْ عَبِيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: : أَحَدُ الأَئِمَّةِ؛ أَحَدُ الفُقَهَاءِ الكِبَارِ بِالكُوفَةِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثَبْتٌ، تَابِعِيٌّ، كَبِيرٌ، مُخَضْرَمٌ.

وَفَـاتُـــهُ: تُوُفِّيَ عَبِيدَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وسَبْعِينَ (72 هـ)، وصَلَّى عَلَيْهِ الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ.
 
توقيع : Mr. HATEM
(5) الأَسْـــوَدُ بـْنُ يَـزِيْـــد الـنَّـخَـعِـــــيُّ

هُـــوَ: الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ أَبُو عَمْرٍو النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ، الإِمَامُ، الفَقِيهُ، العَابِد، الزَّاهِد، المُخَضْرَم، الصَوَّام، القَوَّام، الحَجَّاج.
كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ، وفِي غَيْرِ رَمَضَانَ يَخْتِمُه فِي كُلِّ سِتِّ لَيَالٍ، وحَجَّ ثَمَانِيْنَ مَرَّة، مِنْ بَيْنِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ، وصَامَ الدَّهْرَ.
صَحِبَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسعُودٍ ولاَزَمَهُ وتَفَقَّه بِهِ، حَتَّى صَارَ وَاحِداً مِن كِبَار فُقَهَاء الكُوفَة ومُفْتِيهَا.

وقَرَأَ الأَسْوَدُ القُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ.

وقَرَأَ عَلَيْهِ: يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ، وإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، وأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ.

قَالُواْ عَنْهُ:

- قَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ صَوَّاماً، قَوَّاماً، حَجَّاجاً.

- وقَالَ أَحمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ، مِن أَهْلِ الخَيْرِ.

- وقَالَ العِجْلِيُّ وابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانٍ: كَانَ فَقِيهاً زَاهِداً.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، قُدْوَةٌ؛ وهُوَ نَظِيْرُ مَسْرُوْقٍ فِي الجَلاَلَةِ والعِلْمِ والثِّقَةِ والسِّنِّ، يُضْرَبُ بِعِبَادَتِهِمَا المَثَلُ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، مُكْثِرٌ، فَقِيهٌ، مُخَضْرَمٌ.
وفَـاتـــهُ: قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَد: كَانَ الْأَسْوَدُ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، يَصُومُ حَتَّى يَصْفَرَّ جَسَدُهُ، فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ فَقَالَ: "ومَالِي لَا أَجْزَعُ، ومَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنِّي؟! واللَّهِ لَوْ أُتِيتُ بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ لَهَمَّنِي الْحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا صَنَعْتُ، إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ بَيْنَهُ وبَيْنَ الرَّجُلِ الذَّنْبُ الْعَظِيمُ، فَيَعْفُو، فَلَا يَزَالُ مُسْتَحْيِيًا مِنْهُ حَتَّى يَمُوتَ" .. مَاتَ الأَسْوَدُ سَنَةَ خَمْسٍ وسَبْعِيْنَ (75 هـ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
(6) أَبُـــــو إِدْرِيْـــــس الـخَـــوْلاَنِـــــيُّ


هُـــــوَ: عَائِذُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ عَائِذِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ الخَوْلاَنِيُّ. الإَمَام العَلَم، قَاضِي دِمَشْق، وعَالِمُهَا ووَاعِظُهَا.

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ أَبُو إِدرِيْس عَامَ الفَتْحِ سَنَةَ ثَمَانٍ (8 ه)، ولَيْسَت لَهُ صُحْبَةٌ، وإِنَّمَا تَثْبُت لأَبِيْهِ.

رَوَى عَـــنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ وأَبِي هُرَيْرَة ومُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَان وأَبِي ذَرٍّ الغِفَاريّ وأَبِي الدَّرْدَاء وحُذَيْفَةَ بْن اليَمَان وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيّ وشَدَّادِ بنِ أَوْس وعُبَادَةَ بنِ الصَّامِت وَعَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيّ وَعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ الجُهَنِيّ وَالمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَة؛ وغَيْرِهِم.

وحَدَّثَ عَنْـــهُ: الأَسْوَدُ بنُ هِلاَل المُحَارِبِيُّ ومَكْحُوْل الشَّامِيّ وابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيّ وعَبْدُ اللهِ بْن عَامِرٍ اليَحْصُبِيّ ويَحْيَى بنُ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ وعَطَاءُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ وأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيّ ومُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الرَّحَبِيُّ، وغَيْرُهُم الكَثِير.

- قَالَ عَنْه مَكْحُوْل الشَّامِيّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ.

- وقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الشَّامِ.

- وقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: كَانَ أَبُو إِدْرِيْسَ عَالِمَ الشَّامِ بَعْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ.

- سُئِلَ دُحَيْمٌ عَنْهُ وَعَنْ جُبَيْرٍ: أَيُّهُمَا أَعْلَمُ؟ قَالَ: أَبُو إِدْرِيْسَ هُوَ المُقَدَّمُ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّان: كَانَ مِن عُبَّادِ أَهْلِ الشَّامِ وقُرَّائِهِم.

- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، والنَّسَائِيُّ، والعِجْلِيُّ، وابْنُ سَعدٍ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ.


وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو إِدْرِيْس بِدِمَشْق سَنَةَ ثَمَانِيْنَ (80 هـــ)، وقَد بَلَغَ اثْنَتَيْن وسَبْعِيْنَ سَنَةً (72)، رَحِمَهُ اللهُ.
 
توقيع : Mr. HATEM
(7) جُـبَـيْـــــرُ بـْنُ نُـفَـيْـــــرٍ


هُـــــوَ: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرِ بنِ مَالِكِ بنِ عَامِرٍ الحَضْرَمِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْصِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ المُخَضْرَمُ المُعَمَّرُ، عَالِم أَهْل الشَّام.

أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْيَمَنِ ولَمْ يَرَهُ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةِ فَأَدْرَكَ أَبَا بَكْر وعُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، ولَم يَروِ عَنْهُما شَيْئاً، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الشَّامِ فَسَكَنَ حِمْصًا وبِهَا مَات؛ ولِأَبِيِه نُفَيْر صُحبَةٌ.

حَـدَّثَ عَـــنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ وعَبْد الله بِن عُمَر بْن الخَطَّاب وعَبْد الله بْن عَمْرو بْن العَاص وعَائِشَة أُمّ المُؤمِنِين والمِقْدَاد بْن الأَسْود وأَبِي ذَرٍّ الغِفَارِي وأَبِي الدَّرْدَاء وعُبَادَةَ بنِ الصَّامِت ومُعَاوِيَة بْن أَبِى سُفْيَان وخَالِد بْن الوَلِيد وأَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.

رَوَى عَنْـــــهُ: وَلَدُهُ؛ عَبْدُ الرَّحْمَن، ومَكْحُوْل الشَّامِيّ وخَالِدُ بنُ مَعْدَان وشُرَيْح بْن عُبَيْد وزَيْد بْن أَرطَاة الفَزَارِيّ وحَبِيب بْن عُبَيد الرَّحَبِيّ وحُدَيْرُ بنُ كُرَيْب ورَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْد وشُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِم وسُلَيْمُ بنُ عَامِر والوَلِيد بْن عَبْد الرَّحمَن الحِمْصِيّ وصَفْوَان بْن عَمْرو الحِمْصِيّ، وآخَرُوْن.


- قَالَ عَنْهُ ابْنُ سَعدٍ: ثِقَةٌ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ كَبِيْرٌ، مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الشَّامِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ جَلِيلٌ؛ مِن كِبَارِ التَّابِعِين.

وَفَاتُـــــه: مَاتَ جُبَيْرُ بنُ نُفَيْر سَنَةَ ثَمَانِينَ (80 هـــ).
 
توقيع : Mr. HATEM
(8) شُـــرَيْـــــــحٌ الـقَـاضِــــــيُّ

هُـــو: شُرَيْحُ بْنُ الحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الجَهْمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَامِرٍ الكِنْدِيُّ، أَبُو أُمَيَّةَ الكُوْفَيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الحُجَّةُ، المُخَضرَمُ، المُعَمَّرُ، الشَّاعِرُ، القَائِفُ، قَاضِي المِصْرَيْنِ (الكُوفَةَ والبَصرَة).

مِن كِبَارِ التَّابِعِينَ، وكَانَ مِن أَعلَمِ النَّاسِ بِالقَضَاءِ، ذَا فِطنَةٍ وذَكَاءٍ ومَعرِفَةٍ وعَقْلٍ ورَصَانَةٍ .. قَالَ لَهُ عَلِيُّ بْن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنْتَ أَقْضَى العَرَبِ.

أَسْلَمَ شُرَيْحٌ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ولَم يَلقَه، وَانْتَقَلَ مِنَ اليَمَنِ زَمَنَ الصِّدِّيْق .. ووَلِيَ القَضَاءَ لِعُمَرَ، وعُثمَانَ، وعَلِىِّ، ومُعَاوِيَةَ، ويَزِيدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، ولِعَبْدِ المَلِكِ، فَأَقَامَ قَاضِياً سِتِّينَ سَنَةً.

وكَانَت فِيهِ دُعَابَـة:

- دَخَل عَلَيْه أَحَدُ النَّاس يَوْماً فَقَال لَه: أَيْن أَنْتَ أَصْلَحَكَ اللهُ؟
فَقَال: "بَيْنَك وبَيْن الحَائِط !!"

قَال: اِسْتَمِع مِنّي.

قَال: "قُلْ أَسْمَع".

قَالَ: إِنِّي رَجُل مِن أَهْل الشَّام.

قَال: "مَكَان سَحِيق!!"

قَال: تَزَوَّجتُ عِنْدَكُم.

قَال: "بِالرَّفَاءِ والبَنِين!!"

قَال: وأَرَدتُ أَن أُرَحِلّهَا.

قَال: "الرَّجُل أَحمَق بِأَهِلِه!!".

قَال: وشَرَطتُ لَهَا دَارَهَا.

قال: "الشَّرط أَمْلَك".

قَالَ: فَاحْكُم الآنَ بِيْنَنَا،

قَال: "قَد فَعَلتُ".

قَالَ: فَعَلَى مَنْ حَكَمْتَ؟

قَالَ: "عَلَى اِبْن أُمِّكَ!!".

قَال: بِشَهَادَة مَنْ؟

قَالَ: "بِشَهَادَة اِبْنِ أُخْتِ خَالتِك!!"

- واخْتَصَمَتْ أُمٌّ وَجَدَّةٌ إِلَى شُرَيْحٍ، فَقَالَتِ الْجَـدَّةُ:

أَبَا أُمَيَّةَ أَتَيْنَاكَ ... وَأَنْتَ الْمَرْءُ نَأْتِيهْ

أَتَاكَ ابْنِي وَأُمَّاهُ ... وَكِلْتَانَا نُفَدِّيهْ

تَزَوَّجْتِ فَهَاتِيهِ ... وَلَا يَذْهَبْ بِكِ التِّيهْ

فَلَوْ كُنْتِ تَأَيَّمَتِ ... لَمَا نَازَعْتِنِي فِيهْ

أَلَا يَا أَيُّهَا الْقَاضِي ... هَذِي قِصَّتِي فِيهْ

فَقَالَتِ الْأُمُّ:

أَلَا يَا أَيُّهَا الْقَاضِي ... قَدْ قَالَتْ لَكَ الْجَدَّهْ

وَقَوْلًا فَاسْتَمِعْ مِنِّي ... وَلَا تُبْطِرْنِي رَدَّهْ

أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْ إِبْنِي ... وَكِبْدِي حَمَلَتْ كَبِدَهْ

فَلَمَّا كَانَ فِي حِجْرِي ... يَتِيمًا ضَائِعًا وَحْدَهْ

تَزَوَّجْتُ رَجَاءَ الْخَيْرِ ... مَنْ يَكْفِينِي فَقْدَهْ

وَمَنْ يُظْهِرُ لِي وُدَّهْ ... وَمَنْ يَكْفُلُ لِي رِفْدَهْ

فَقَالَ شُـرَيْــح:

قَدْ فَهِمَ الْقَاضِي مَا قَدْ قُلْتُمَا ... وَقَضَى بَيْنَكُمَا ثُمَّ فَصَلْ

بِقَضَاءٍ بَيِّنٍ بَيْنَكُمَا ... وَعَلَى الْقَاضِيَ جَهْدٌ أَنْ عَقَلْ

قَالَ لِلْجَدَّةِ: بِينِي بِالصَّبِيِّ ... وَخُذِي إِبْنَكِ مِنْ ذَاتِ الْعِلَلْ

إِنَّهَا لَوْ صَبَرَتْ كَانَ لَهَا قَبْلَ ... دَعْوَاهَا تَبْغِيهَا الْبَدَلْ

- قَالَ عْنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيْرِيْنَ: أَدْرَكْتُ الكُوْفَةَ، وبِهَا أَرْبَعَةٌ مِمَّنْ يُعَدُّ بِالفِقْهِ، فَمَنْ بَدَأَ بِالحَارِثِ، ثَنَّى بِعَبِيْدَةَ، ومَنْ بَدَأَ بِعَبِيْدَةَ، ثَنَّى بِالحَارِثِ، ثُمَّ عَلْقَمَةَ، ثُمَّ شُرَيْحٍ؛ وإِنَّ أَرْبَعَةً أَخَسُّهُم شُرَيْحٌ لَخِيَارٌ.

- وقَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَهُم بِالقَضَاءِ، وكَانَ عَبِيْدَةُ يُوَازِيْهِ فِي عِلْمِ القَضَاءِ.

- وقَالَ مَكْحُوْلٌ: اخْتَلَفْتُ إِلَى شُرَيْحٍ أَشْهُراً لَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ، أَكْتَفِي بِمَا أَسْمَعُهُ يَقْضِي بِهِ.

- وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وابْنُ سَعدٍ، والعِجْلِيُّ، وابْنُ حِبَّان، وابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: فَقِيهٌ.

ومِـــن أَقـوَالِـــــهِ:

- قَالَ شُرَيْحٌ: مَا شَدَدْتُ لَهَوَاتِي عَلَى خَصْمٍ، وَلاَ لَقَّنْتُ خَصْماً حُجَّةً قَطُّ.

- وقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ؛ فَوَاللهِ، لا تَجِدُ فَقْدَ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ لِوَجْهِ اللَّهِ.

- وقَالَ: اتَّبِع ولاَ تَبْتَدِع، فَإِنَّكَ لَنْ تَضِلَّ مَا أَخَذْتَ بَالأَثَرِ.

- وقَالَ: سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا حَقَّ مَنْ نَقَصُوا، إِنَّ الظَّالِمَ يَنْتَظِرُ الْعِقَابَ، وإِنَّ الْمَظْلُومَ يَنْتَظِرُ النَّصْرَ.

- وَقَالَ: إِنِّي لأُصَابُ بِالمُصِيْبَةِ، فَأَحْمَدُ اللهَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، أَحْمَدُ إِذْ لَمْ يَكُنْ أَعْظَمَ مِنْهَا، وأَحْمَدُ إِذْ رَزَقَنِي الصَّبْرَ عَلَيْهَا، وأَحْمُدُ إِذْ وَفَّقَنِي لِلاسْتِرْجَاعِ لِمَا أَرْجُو مِنَ الثَّوَابِ، وأَحْمَدُ إِذْ لَمْ يَجْعَلْهَا فِي دِيْنِي.

وَفَـاتُــــهُ: تُوُفِّيَ شُرَيْح سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ (78 هـ) بِالكُوفَة، وكَانَ قَد أَوْصَى أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ بِالْجَبَّانَةِ، وأَنْ لا يُؤَذِّنَ بِهِ أَحَدٌ، ولا تَتَبِعَهُ صَائِحَةٌ، وأَنْ لا يُجْعَلَ عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبٌ، وأَنْ يُسْرَعَ بِهِ السَّيْرُ، وأَنْ يُلْحَدَ لَهُ؛ وعَاشَ مَائَة وَعَشْر سِنِيْن (110)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
(9) نَـصْـــرُ بْـنُ عَـاصِـــمٍ

هُـــــوَ: نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ، البَصْرِيُّ. الإِمَامُ النَّحْوِيُّ، المُقْرِئُ.

مِن أَوَائِل وَاضِعِي عِلْمِ النَّحْوِ، فَقَد وضَعَ لِلنَّحوِ أَبْوَاباً، وأَصَّلَ لَهُ أُصُولاً، فَذَكَر عَوَامِلَ الرَّفْعِ والنَّصْبِ والخَفْضِ والجَزْمِ، ووَضَعَ بَابَ الفَاعِلِ والمَفْعُولِ والتَّعَجُّبِ والمُضَافِ؛ وقِيلَ: هُوَ أَوَّل مَن نَقَطَ المَصَاحِفَ؛ وكَانَ يَرَى رَأْي الخَوَارِج ثُمَّ تَرَك ذَلِك، ولَهُ فِي تَركِه أَبْيَاتٌ.

أَخَذَ النَّحْوَ عَنْ: أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَليِّ، ويَحْيَى بنُ يَعْمَرَ العَدْوَانِيِّ.

وأَخَذَ عَنْهُ النَّحْوَ: ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ، وأَبُو عَمْرٍو بْنِ العَلاَءِ.

- قَالَ عَنْهُ النَّسَائِيُّ، وابْنُ حِبَّانَ: ثِقَةٌ.

- وقَالَ يَاقُوتٌ:كَانَ فَقِيهاً، عَالِماً بِالعَرَبِيَّةِ، مِن فُقَهَاءِ التَّابِعِينَ.

- وقَالَ القِفْطِيُّ: أَوَّلُ العُلَمَاءِ فِي عِلْمِ النَّحْوِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ، نَقَطَ المَصَاحِفَ؛ صَاحِبُ العَرَبِيَّةِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، رُمِيَ بِرَأْي الخَوَارِجِ، وصَحَّ رُجُوعُهُ عَنْهُ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ بِالبَصرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وثَمَانِينَ (89 هـ).
 
توقيع : Mr. HATEM
(10) أُمُّ الـــــدَّرْدَاءِ الـصُّـــغْـــــــرَى

هِـــــيَ: هُجَيْمَةُ الأَوْصَابِيَّةُ الحِمْيَرِيَّةُ الدِّمَشْقِيَّةُ، السَّيِّدَةُ، العَالِمَةُ، الحَافِظَة، الفَقِيْهَة، المُعَمَّرة.

زَوْج أَبِي الدَّرْدَاء، وقَرَأَت عَلَيْهِ القُرْآنَ وتَعَلَّمَت مِنْه، وعَاشَتْ بَعدَه بِكَثِير، واشَتَهَرَتْ بِالعِلْمِ وَالزُّهْد.

رَوَتْ عِلْماً جَمّاً عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ وسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ وأَبِي هُرَيْرَة وعَائِشَةَ.

حَدَّثَ عَنْهَا: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْر وأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيّ وسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْد ورَجَاءُ بنُ حَيْوَة ويُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَة ومَكْحُوْل الشَّامِيّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي المُهَاجِرِ وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وغَيْرِهُم الكَثِير.

وكَانَت أُمُّ الدَّرْدَاءِ مُعَظَّمَة عِنْد بَنِي أُمَيَّة، فَكَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ (الخَلِيفَة) كَثِيْراً مَا يَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فِي مُؤَخَّرِ المَسْجِدِ بِدِمَشْقَ، يَسْمَع مِنْها العِلْم. وخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ بْن أَبِي سُفْيَان، فَرَفَضَتْ، وفاءًا لِزَوْجِهَا الأَوَّل.

مِن كَلاَمِهَـا:

- أَفْضَلُ العِلْم المَعرِفَة.

- وقَالَت أَيْضاً: تَعَلَّمُوا الحِكْمَةَ صِغَاراً تَعْمَلُوا بِهَا كِبَاراً، وإِنَّ كُلَّ زَارِعٍ حَاصِدٍ مَا زَرَعَ، مِن خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ.

- قال عَنْهَا ابْنُ حِبَّان: كَانَت مِنَ العَابِدَات.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: فَقِيهَةٌ، كَبِيرَةُ القَدْرِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَقِيهَةٌ.

وَفَاتُهُـــــا: مَاتَت أُمُّ الدَّرْدَاءِ فِي دِمَشْقٍ سَنَةَ إِحْدَى وثَمَانِيْنَ (81 هــ).
 
توقيع : Mr. HATEM
(11) أَبُـــو وَائِـــــلٍ الأَسَـــــــدِيُّ

هُـــــوَ: شَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ الأَسَدِيُّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ، المُخَضْرَمُ المَعَمَّرُ.


أَدْرَكَ زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولَمْ يَرَهُ، ولَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، تَعَلَّمَ القُرْآنَ فِي شَهْرَيْنِ، وكَانَ مَنْ أَعْلَم أَهْلِ الكُوْفَةِ بِحَدِيْثِ ابْنِ مَسْعُوْد، ومَا سَبَّ إِنْسَاناً قَطُّ، ولاَ بَهِيْمَةً!!


وكَانَ مِمَّنْ سَكَنَ الكُوفَةَ ووَرَدَ المَدَائِنَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ قَاتَلَ الخَوَارِجَ بِالنَّهْرَوَان.


حَـدَّثَ عَـــنْ: عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وعُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِر ومُعَاذِ بْنِ جَبَل وابْنِ مَسْعُوْدٍ وأَبِي الدَّرْدَاءِ وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَان وَعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِين، وخَبَّاب بْنِ الأَرَتّ وأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ بْن حَارِثَة وَأَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.


حَـدَّثَ عَـنْـــهُ: عَمْرُو بنُ مُرَّة وحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِت وَالحَكَمُ بنُ عُتَيْبَة وحَمَّاد الفَقِيْهُ وعَبْدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَة وعَاصِمُ بنُ بَهْدَلَة وأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ ونُعَيْمُ بنُ أَبِي هِنْد ومَنْصُوْر بْن المُعتَمِر والأَعْمَشُ وعَطَاءُ بنُ السَّائِب، وخَلْقٌ كَثِيْر.


- قَالَ عَنْهُ إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ: إِنِّي لأَحْسِبُهُ مِمَّنْ يُدْفَعُ عَنَّا بِهِ؛ أَمَا إِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي.

- قَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ: عَلَيْكَ بِشَقِيْقٍ، فَإِنِّي أَدْرَكْتُ النَّاسَ وهُمْ مُتَوَافِرُوْنَ، وإِنَّهُم لَيَعُدُّوْنَهُ مِنْ خِيَارِهِم.

- وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِيْن: أَبُو وَائِلٍ ثِقَةٌ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.

- وقَالَ ابْنُ سَعْد: كَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْث.

- وقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: أَجْمَعُواْ عَلَى أَنَّهُ ثِقَةٌ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: مُخَضْرَمٌ، وكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّيْنِ، ومِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِين.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ.


وَفَاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو وَائِلٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ (82 هـــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
(12) زِرُّ بْـــنُ حُـبَـيْـــــــشٍ

هُـــــوَ: زِرُّ بنُ حُبَيْشِ بْنِ حُبَاشَةَ بْنِ أَوْسٍ الأَسَدِيُّ أَبُو مَرْيَمَ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيه، المُقْرِئُ، الحَافِظُ، المُعَمَّرُ، المُخَضْرَمُ، أَدْرَكَ أَيَّامَ الجَاهِلِيَّةِ.

قَرَأَ القُرآنَ عَلَى: عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِب وعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْد، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

وكَانَ زِرٌّ مِنْ أَعْرَبِ النَّاسِ، كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَسْأَلُهُ عَنِ الْعَرَبِيَّة.

حَــدَّثَ عَـــنْ: عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وعُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وعَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِب وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف وسَعِيْدِ بنِ زَيْد وأُبَيِّ بْنِ كَعْب وعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْد وعَمَّار بْنِ يَاسِر وحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَان وعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ وأَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ وصَفْوَانَ بنِ عَسَّالٍ وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِين.

رَوَى عَنْـــهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ وحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِت وزُبَيْدٌ بْن الحَارِث اليَامِيُّ وطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّف وعَامِرُ بنُ شَرَاحِيْلَ الشَّعْبِيُّ وعَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَد وعِيْسَى بنُ عَاصِم الأَسَدِيُّ وعِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وأَبُو رَزِيْنٍ مَسْعُوْدُ بنُ مَالِك، وغَيْرُهُم.

- قَالَ عَنْهُ عَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُود: مَا رَأَيْتُ أَقْرَأُ مِنْ زِرٍّ.

- وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.

- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.

- وقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ عَالِماً بِالقُرآنِ، قَارِئاً فَاضِلاً.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، قُدْوَةٌ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، جَلِيلٌ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ زِرُّ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ (83 هـــ)، ولَهُ عِشْرُوْنَ ومِائَة سَنَةً (120)؛ رَحِمَهُ اللهُ.
 
توقيع : Mr. HATEM
(13) ابـْــنُ أَبِـــي لَـيْــلَـــى الأَنْصَـــــارِيّ

هُـــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى (واسْمُه: يَسَار) أَبُو عِيْسَى الأَنْصَارِيُّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الفَقِيْهُ، الحَصِيفُ، النَّجِيبُ.

مِن أَكَابِر تَابِعِي الكُوفَةِ وفُقَهَائِهَا، أَدرَكَ عِشْرِيْن وَمائَة (120) مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ ولاَزَمَهُ وتَفَقَّه بِهِ، وشَهِدَ مَعَهُ وَقْعَةَ الجَمَلِ الشَّهِيرَة، وكَانَت الرَّايَة مَعَه، وشَهِدَ مَعَه أَيْضاً النَّهْرَوَانَ.

مَـوْلِـــدُه: وُلِدَ فِي خِلاَفَة أَبِي بَكْر الصِّدِّيْق. وَقِيْلَ: بَلْ وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عُمَر بْن الخَطَّاب، فَاللهُ أَعلَم.

كَانَ ابنُ أَبِي لَيْلَى إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ، فَتَحَ المُصْحَفَ وقَرَأَ فِيِه حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ؛ وكَانَ يُصَلِّي فَإِذَا دَخَلَ الدَّاخِلُ نَامَ عَلَى فِرَاشِهِ.

- قَالَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وأَصْحَابُهُ يُعَظِّمُونَهُ كَأَنَّهُ أَمِيرٌ.

- قَالَ عَبْدُ اللهِ بْن الحَارِث الهَاشِمِىّ: مَا وَلَدَت النِّسَاءُ مِثْلَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى.

- وقَال عَبْدُ المَلِكِ بْنِ عُمَيرٍ اللَّخْمِيُّ: لَقَد رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَن بْن أَبي لَيْلَى فِي حَلْقَةٍ فِيهَا نَفَرٌ مِن أَصحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَسْتَمِعُون لِحَدِيِثِه ويَنْصِتُون لَهُ.

- وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، والعِجْلِيُّ، وابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، عَلاَّمَةٌ، حَافِظٌ، فَقِيْهٌ؛ عَالِمُ الكُوفَةِ.

مِــن كَــلاَمِـــهِ:

- قَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَن تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}. (يُونُس- 26)؛ الزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِم تَبَارَكَ وتَعَالَى، {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ}؛ بَعدَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِم عَزَّ وَجَلَّ.

- وقَالَ: صَحِبْتُ عَلِيًّا فِي الحَضَرِ والسَّفَرِ، وأَكْثَرُ مَا يُحَدِّثُونَ عَنْهُ بَاطِلٌ.

- وقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: ذُكِرَ عِنْدَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَوْلُ النَّاسِ فِي عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ عَبْدُ الرَّحمَنِ: قَد جَالَسْنَاهُ وحَدَّثْنَاهُ ووَاكَلْنَاهُ وشَارَبْنَاهُ وقُمْنَا لَهُ عَلَى الأَعْمَالِ، فَمَا سَمِعتُهُ يَقُولُ شَيْئاً مِمَّا تَقَولُونَ، أَوَ لاَ يَكْفِيكُم أَنْ تَقُولُواْ: ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ وختنه، وشَهِدَ بَيْعَةَ الرُّضْوَان وشَهِدَ بَدْراً؟!

- وقَالَ: لَقَدْ أَدرَكْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُم عَنِ المَسْأَلَةِ أَحَبَّ أَنْ يَكْفِيَهُ غَيْرهُ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ غَرَقاً بنَهْرِ الفُرَات سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَمَانِيْنَ (82 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.
 
توقيع : Mr. HATEM
(14) قَــبــِيْــصَـــــــةٌ

هُـــــوَ: قَبِيْصَةُ بنُ ذُؤَيْبِ بنِ حَلْحَلَةَ الخُزَاعِيُّ، أَبُو سَعِيْدٍ المَدَنِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الفَقِيْهُ، الوَزِيْرُ؛ كَاتِبُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ.

مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ عَامَ فَتْحِ مَكَّة، سَنَةَ ثَمَانٍ (8 هــ)؛ ولَهُ رُؤْيَةٌ.

- قَالَ عَنْهُ مَكْحُوْلٌ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ قَبِيْصَةَ.

- وقَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ قَبِيْصَةُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِقَضَاءِ زَيْدِ بنِ ثَابِت.

- وقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ قَبِيْصَةُ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ.

- وقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ رَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي الْفِقْهِ وَالنُّسُكِ؛ هُوَ وَابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ.

- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، مَأْمُوناً، كَثِيرَ الحَدِيثِ.

- وقَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِن فُقَهَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ وعُبَّادِهِم.

- وقَالَ قِوَامُ السُّنَّةِ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ وصَالِحِيهِم.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الفَقِيْهُ؛ كَانَ عَالِماً رَبَّانِيًّا.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ قَبِيْصَةُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ (86 هــ)، وقَد بَلَغَ ثَمَانٍ وسَبْعِينَ سَنَةً (78)؛ رَحِمَهُ اللهُ.
 
توقيع : Mr. HATEM
(15) أَبُـــو الـعَـالِـيَــــةِ الـرِّيَـاحِــــــيُّ


هُـــــوَ: رُفَيْعُ بنُ مِهْرَانَ الرِّيَاحِيُّ البَصْرِيُّ، الإِمَامُ، المُقْرِئُ، المُفَسِّرُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ.

أَدْرَك زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ شَابٌّ، وَأَسْلَمَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، ودَخَلَ عَلَيْهِ.

وحَفِظَ القُرْآنَ، وقَرَأَهُ عَلَى عُمَرَ وأُبَيِّ بنِ كَعْب وزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وتَصَدَّرَ لإِفَادَةِ العِلْمِ، وبعُدَ صِيْتُهُ واشْتَهَرَ، ولَم يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ الصَّحَابَةِ أَعْلَمَ بِالقُرْآنِ مِنْهُ.

مِن أَقْـوَالِــــهِ:

- قَالَ أَبُو العَالِيَة: تَعَلَّمُوا القُرْآنَ، فَإِذَا تَعْلَّمْتُمُوْهُ، فَلاَ تَرْغَبُوا عَنْهُ، وَإِيَّاكُم وَهَذِهِ الأَهْوَاءَ، فَإِنَّهَا تُوْقِعُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ بَيْنَكُم.

- وقَالَ: إِنَّ اللهَ قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّ مَنْ آمَنَ بِهِ هَدَاهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التَّغَابُنُ: 11]، ومَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطَّلاَقُ: 3]، ومَنْ أَقْرَضَهُ جَازَاهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيْرَةً} [البَقَرَةُ: 245]، ومَنِ اسْتَجَارَ مِنْ عَذَابِهِ أَجَارَهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَاعْتَصِمُوا بَحْبِلِ اللهِ جَمِيْعاً} [آلُ عِمْرَانَ: 103] ، والاعْتِصَامُ: الثِّقَةُ بِاللهِ. ومَنْ دَعَاهُ أَجَابَهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي، فَإِنِّي قَرِيْبٌ، أُجِيْبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البَقَرَةُ: 186].

- وقَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَهْلِكَ عَبْدٌ بَيْنَ نِعْمَتَيْنِ: نِعْمَةٍ يَحْمَدُ اللهُ عَلَيْهَا، وذَنْبٍ يَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهُ.

- وقَالَ: تَعَلَّمُوا القُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ، خَمْسَ آيَاتٍ، فَإِنَّهُ أَحْفَظُ عَلَيْكُم.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو العَالِيَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِيْن (90 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
بارك الله اخي الكريم على المجهود والتنسيق المميز
تحياتي وتقدير لك
 
بارك الله اخي الكريم على المجهود والتنسيق المميز
تحياتي وتقدير لك

جزاك اللهُ خيرًا أخي الكريم المفضال
شرَّفني وأسعدني مرورك الجميل

 
توقيع : Mr. HATEM
(16) خَــالِـــــدُ بْـنُ يَـــزِيْــــــدَ

هُـــــوَ: خَالِدُ بْنُ يَزِيْدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الأُمَوِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو هَاشِمٍ القُرَشِيُّ. الكِيمْيَائِيُّ البَارِعُ، الطَّبِيْبُ المَاهِرُ، الأَدِيْبُ الأَرِيْبُ.


وهُوَ ابْنُ الخَلِيْفَةِ: يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ؛ وأَخُو الخَلِيْفَةِ: مُعَاوِيَةَ؛ وأَخُو الفَقِيْهِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ.


وكَانَ خَالِدٌ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ، ذَا عِلْمٍ، وفَضْلٍ، وصَوْمٍ، وسُؤْدُدٍ.


رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ.


ورَوَى عَنْهُ: رَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وعُلَيُّ بنُ رَبَاحٍ، والزُّهْرِيُّ، وأَبُو الأَعْيَسِ الخَوْلاَنِيُّ.


-- رَوَى الزُّهْرِيُّ: أَنَّ خَالِداً كَانَ يَصُوْمُ الأَعْيَادَ: الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأَحَدَ.


-- وكَانَ خَالِدٌ يَعْرِفُ الكِيْمِيَاءَ، وصَنَّفَ فِيْهَا ثَلاَثَ رَسَائِلَ.


- قَالَ عَنْهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا وَلَدَتْ أُمَيَّةُ مِثْلَ خَالِدَ بْنَ يَزِيْدٍ.

- وقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ مَوْصُوْفاً بِالعِلْمِ وقَوْلِ الشِّعْرِ.

- وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: هُوَ وأَخَوَاهُ مِنْ صَالِحِي القَوْمِ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ، وابْنُ خَلْفُونَ: ثِقَـةٌ.

- وقَالَ يَاقُوتٌ الحَمَوِيُّ: كَانَ مِنْ رِجَالاَتِ قُرَيْشٍ المُتَمَيِّزِيْنَ بِالفَصَاحَةِ والسَّمَاحَةِ وقُوَّةِ العَارِضَةِ، عَلَّامَةً، خَبِيْرًا بِالطِّبِّ والكِيمْيَاءِ، شَاعِرًا.

- وقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ قُرَيْشٍ بِفُنُوْنِ العِلْمِ؛ وكَانَ بَصِيْراً بِهَذَيْنِ العِلْمَيْنِ: الطِّبِّ والكِيْمِيَاءِ، ولَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: صَدُوقٌ، مَذْكُورٌ بِالعِلْمِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: يُوصَفُ بِالعِلْمِ.


-- وكَانَ جَوَادًا؛ فَقَد أَجَازَ شَاعِراً بِمائَةِ أَلْفٍ؛ لِقَوْلِهِ فِيْهِ:


سَأَلْتُ النَّدَى وَالجُوْدَ: حُرَّانِ أَنْتُمَا؟ ... فَقَالاَ جَمِيْعاً: إِنَّنَا لَعَبِيْد

فَقُلْتُ: فَمَنْ مَوْلاَكُمَا؟ فَتَطَاوَلاَ ... عَلَيَّ، وَقَالاَ: خَالِدُ بنُ يَزِيْد


- وقَدْ ذُكِرَ خَالِدٌ لِلْخِلاَفَةِ عِنْدَ مَوْتِ أَخِيْهِ مُعَاوِيَةَ، فَلَمْ يَتِمَّ ذَلِكَ، وغَلَبَ عَلَى الأَمْرِ مَرْوَانُ بِشَرْطِ أَنَّ خَالِداً وَلِيُّ عَهْدِهِ.


- وقِيْلَ: تَهَدَّدَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ خَالِداً، وَسَطَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَتُهَدِّدُنِي وَيَدُ اللهِ فَوْقَكَ مَانِعَةٌ، وَعَطَاؤُهُ دُوْنَكَ مَبْذُوْلٌ؟!


ومِنْ أَقْوَالِهِ:


- قَالَ خَالِدٌ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ لَجُوْجاً، مُمَارِياً، مُعْجَباً بِرَأْيِهِ، فَقَدْ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ.

- وقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قِيْلَ لِخَالِدِ بنِ يَزِيْدَ: مَا أَقْرَبُ شَيْءٍ؟

قَالَ: الأَجَلُ.

قِيْلَ: فَمَا أَبْعَدُ شَيْءٍ؟

قَالَ: الأَمَلُ.

قِيْلَ: فَمَا أَرْجَى شَيْءٍ؟

قَالَ: العَمَلُ.


وَفَاتُــهُ: تُوُفِّيَ خَالِدٌ سَنَةَ تِسْعِيْنَ (90 هـ).
 
توقيع : Mr. HATEM
(17) أَبُـــو الـشَّـعْـثَـــــاءِ الأَزْدِيُّ


هُـــــوَ: جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ الأَزْدِيُّ اليَحْمَدِيُّ، أَبُو الشَّعْثَاءِ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيهُ، المُفَسِّرُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ.

كَانَ عَالِم أَهْلِ البَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ، مِن بُحُورِ العِلْمِ؛ وهُوَ مِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

- قَالَ عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ البَصْرَةِ نَزَلُوا عِنْدَ قَوْلِ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، لأَوْسَعَهُم عِلْماً عَمَّا فِي كِتَابِ اللهِ.

- وقَالَ ابنُ عُمَرَ: جَابِر، مِن فُقَهَاءِ أَهْلِ البَصْرَةِ.

- وقَالَ عَمْرو بنِ دِيْنَارٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ.

- وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: كَانَتْ لأَبِي الشَّعْثَاءِ حَلْقَةٌ بِجَامِعِ البَصْرَةِ يُفْتِي فِيْهَا قَبْلَ الحَسَنِ، وَكَانَ مِنَ المُجْتَهِدِيْنَ فِي العِبَادَةِ.

- وقَالَ أَيُّوْبُ: رَأَيْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ، وكَانَ لَبِيْباً.

- وقَالَ قَتَادَةُ يَوْمَ مَوْتِ أَبِي الشَّعْثَاءِ: اليَوْمَ دُفِنَ عِلْمُ أَهْلِ البَصْرَةِ.

- وقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: أَدْرَكْتُ أَهْلَ البَصْرَةِ ومُفْتِيهِم جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ.

- وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، والعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ.

- وقَالَ الطَّبَرِيُّ: كَانَ عَالِماً فَقِيهاً.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِن عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ بِالقُرآنِ، وفُقَهَاءِ أَهْلِ البَصْرَةِ فِي الدِّينِ.

- وقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ أَحَدَ الفُقَهَاءِ العُلَمَاءِ الفُضَلاَءِ.

- وقَالَ قِوَامُ السُّنَّةِ: كَانَ فَقِيهًا.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَقِيهٌ.

ومِن كَلاَمِهِ: لَوِ ابْتُلِيْتُ بِالقَضَاءِ، لَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي، وهَرَبْتُ!

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ أَبُو الشَّعْثَاءِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وتِسْعِيْنَ (93 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.
 
توقيع : Mr. HATEM
(18) سَـعِــيـــــــدُ بْـــنُ الْـمُـسَــيِّـــــــبِ

هُـــــوَ: سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ بْنِ حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ الْمَخْزُومِيُّ، أَبُو مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ المَشْهُورُ، فَقِيْهُ الفُقَهَاءِ، نَجْمُ التَّابِعِينَ، والمُقَدَّمُ فِي الفَتْوَى فِي عَصرِهِ، وأَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ بِالمَدِينَةِ.

كَانَ يُسَمَّى رَاوِيَة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، لِأَنَّه كَانَ أَحفَظ النَّاس لِأَحكَامِهِ وأَقْضِيَتِهِ، وكَانَ أَعْلَم النَّاس بِأَبِي هُرَيْرَة، وزَوْج ابْنَته؛ ومَا كَان أَحَدٌ فِي التَّابِعين أَعْلَمُ بِكُلِ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُلّ قَضَاءٍ قَضَاهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكُل قَضَاءٍ قَضَاهُ عُمَرُ، وَكُل قَضَاءٍ قَضَاهُ عٌثْمَانُ، مِنْه، ومَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا وهُوَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُهَا لاَ تَفُوتُه التَّكْبِيرَة الأُولَى!! وحَجَّ أَرْبَعِينَ حَجَّـةً!!

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ خَمْس عَشَرَة (15 هــ).

وكَانَ مِنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ فِقْهًا ودِينًا ووَرَعًا وعِلْمًا وعِبَادَةً وَفَضْلا، وكَانَ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا، وكَانَ ذَا هَيْبَة ووَقَار، ما كَانَ إِنْسَانٌ يَجْتَرِئُ عَلَى أَنْ يَسْأَلَه عَنْ شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُ كَمَا يَسْتَأْذِنُ الْأَمِيرُ، وكَانَ يُفْتِي والصَّحَابَةُ يَوْمِئِذٍ أَحْيَـاء.

أَوْلاَدُهُ: مُحَمَّد، وإِلْيَاس، وسَعِيد، ومَرْيَم، وفَاخِتَة، وأُمُّ عُثْمَانَ، وأُمُّ عَمْرٍو.

قَــالُـــوا عَــنْـــهُ:

- قَالَ عَنْهُ عَبدُ اللهِ بْن عُمَرَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ: سَعِيد؛ أَحَد المُفْتِين.

- وقَالَ زَيْنُ العَابِدِينَ: سَعِيد؛ أَعْلَمُ النَّاسِ، وأَفْقَهُهُم فِي رَأْيِهِ.

- وقَالَ القَاسِمُ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرٍ: سَعِيدٌ؛ سَيِّدُنَا وعَالِمُنَا.

- وقَالَ مَكْحُولٌ الشَّامِيُّ: طُفْتُ الأَرضَ كُلَّهَا فِي طَلَبِ العِلْم، فَمَا لَقِيتُ أَعَلَم مِن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، وهُوَ عَالِمُ الْعُلَمَاءِ.

- وقَال قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ أَعَلَم بِالحَلاَل والحَرَام مِن سَعِيد بْن المُسَيِّب.

- وقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: سُئِلَ الزُّهْرِيُّ ومَكْحُولٌ: مَنْ أَفْقَهُ مَن أَدْرَكْتُمَا؟ قَالاَ: سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ.

- وقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى الأَشْدَقُ: كَانَ أَفْقَهَ التَّابِعِينَ.

- وقَالَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: ومَنْ مِثْلُ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ ؟! ثِقَةٌ، مِن أَهْلِ الخَيْرِ؛ أَفْضَلُ التَّابِعِينَ.

- وقَالَ عَلِيُّ ابْنُ المَدِينِيُّ: لاَ أَعْلَمُ فِي التَّابِعِينَ أَحَداً أَوْسَعَ عِلْماً مِنْهُ، وهُوَ عِنْدِي أَجَلُّ التَّابِعِينَ.

- وقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً فَقِيهاً.

- وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ.

- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ فِي التَّابِعِينَ أَنْبَل مِنْهُ، وهُوَ أَثْبَتُهُم فِي أَبِي هُرَيْرَةَ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ، وسَيِّدُ التَّابِعِينَ، ثِقَةٌ، حُجَّةٌ، فَقِيهٌ، رَفِيعُ الذِّكْرِ، رَأْسٌ فِي العِلْمِ والعَمَلِ؛ عَالِمُ أَهْلِ المَدِينَةِ بِلا مُدَافَعَةٍ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: أَحَدُ العُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ الفُقَهَاءِ الكِبَارِ.

مِـن أَقْـــوَالِـــــهِ:

- قَالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ: مَا أَيِسَ الشَّيْطَانُ مِنْ شَيْءٍ إلَّا أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاء.

- وقَالَ: مَا أَكْرَمَت الْعِبَادُ أَنْفُسَهَا بِمِثْلِ طَاعَةِ اللَّهِ، ولَا أَهَانَتِ الْعِبَادُ أَنْفُسَهَا بِمِثْلِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وكَفَى بِالْمُؤْمِنِ نُصْرَةٌ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَدُوَّهُ يَعْمَلُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ.

- وقَالَ: لَا تَقُولُوا مُصَيْحِفٌ ولَا مُسَيْجِدٌ، مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ عَظِيمٌ حَسَنٌ جَمِيلٌ.

- وقَالَ: لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُرِيدُ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ حِلِّهِ، يُعْطِي مِنْهُ حَقَّهُ، ويَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ، ويَصِلُ مِنْهُ رَحِمَهُ، ويُؤَدِّي مِنْهُ أَمَانَتَهُ، ويَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ.

- وقَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ فَضِيحَةَ عَبْدٍ، أَخْرَجَهُ مِنْ تَحْتِ كَنَفِهِ، فَبَدَتْ لِلنَّاسِ عَوْرَتُهُ.

- وقَالَ: قِلَّةُ العِيَالِ أَحَدُ اليُسْرَيْن.

عِـــزَّةُ نَـفْـسِـــهِ:

- كَانَ سَعِيدُ بْن المُسَيِّبِ لاَ يَقْبَلُ شَيْئاً مِنْ أَحَدٍ. فكَانَ لَهُ فِي بَيْتِ المَالِ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، عَطَاؤُهُ. وَكَانَ يُدْعَى إِلَيْهَا، فَيَأْبَى، وَيَقُوْلُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهَا!!

- وَفِي يَـــوْمٍ.. قَدِمَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ (الخَلِيفَة) المَدِيْنَةَ, فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: انْظُرْ، هَلْ فِي المَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ حُدَّاثِنَا (يِعنِي: مِن أَتْبَاعِنا)؟ فَخَرَجَ، فَإِذَا سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ فِي حَلْقَتِهِ، فَقَامَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، ثُمَّ غَمَزَهُ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِأُصْبُعِهِ، ثُمَّ وَلَّى. فَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَعِيْدٌ. فَقَالَ الحَاجِب: لاَ أُرَاهُ فَطِنَ. فَجَاءَ وَدَنَا مِنْهُ ثُمَّ غَمَزَهُ وَقَالَ: أَلَمْ تَرَنِي أُشِيْرُ إِلَيْكَ؟

قَالَ وَمَا حَاجَتُكَ؟

قَالَ أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ.

فَقَالَ: إِلَيَّ أَرْسَلَكَ؟

قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ قَالَ: انْظُرْ بَعْضَ حُدَّاثِنَا، فَلَمْ أَرَى أَحَداً أَهْيَأَ مِنْكَ.

فقَالَ: اذْهَبْ فَأَعْلِمْهُ أَنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِهِ.

فَخَرَجَ الحَاجِبُ وَهُوَ يَقُوْلُ: مَا أَرَى هَذَا الشَّيْخَ إلَّا مَجْنُوْناً!! وَذَهَبَ فَأَخْبَرَ عَبْدَ المَلِك، فَقَالَ: ذَاكَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، فَدَعْـهُ.

وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ سَعِيدٌ سَنَةَ أَربَعٍ وتِسْعِينَ (94 هــ)، ولَهُ تِسْعٌ وسَبْعُونَ سَنَةً (79)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
عودة
أعلى