جزاك الله بكل خير أخي الكريم
استفدت كثيرا من هذه المعلومات الرائعة
حفظك الله ورعاك
 

توقيع : MesterPerfectMesterPerfect is verified member.
(19) زَيْـــــــــنُ الـعَــــابِـــــدِيْــــــــــــنَ

هُـــــوَ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، أَبُو الحَسَن، وَقِيلَ: أبُو الحُسَيْن. السَّيِّدُ، الإِمَامُ، الفَقِيهُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، السَّخِيُّ، التَّقِيُّ، النَّقِيُّ، الوَرِعُ، زَيْنُ العَابِدِيْنَ الهَاشِمِيُّ، القُرَشِيُّ، العَلَوِيُّ، المَدَنِيُّ.

كَانَ يُسَمَّى: زَيْن العَابِدِيْن؛ لِعِبَادَتِهِ؛ فكَانَ يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ أَلْفَ رَكْعَة!!

مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ زَيْنُ العَابِدِينَ فِي خِلاَفَةِ جَدِّهِ (عَلِيّ) سَنَةَ ثَمَانٍ وثَلاَثِينَ (38 هـ)؛ وكَان مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ البَيْتِ وَأَفَاضِل بَنِي هَاشِمٍ وَعُبَّادِ المَدِينَةِ.

أَوْلاَدُهُ: مُحَمَّد أَبُو جَعْفَر الفَقِيه، وسُلَيْمَان، والقَاسِم، وعُمَر، وعَلِيّ، والحَسَن، والحُسَيْن، وحُسَيْن الأَصْغَر، وزَيْد، وعَبْدُ اللَّه، وخَدِيجَة، وفَاطِمَة، ومُلَيْكَة، وعُلَيَّة، وحَسَنَة.

تَــوَاضُعُـــــهُ:

- كَانَ عَلِيُّ بن الحُسَيْنِ يَحْمِلُ الخُبْزَ بِاللَّيْلِ عَلَى ظَهْرِهِ، يَتْبَعُ بِهِ المَسَاكِيْنَ فِي الظُّلْمَةِ!! فلَمَّا مَاتَ، وَجَدُوا بِظَهْرِهِ أَثَراً مِمَّا كَانَ يَنْقُلُ الجُرْبَ بِاللَّيْلِ إِلَى مَنَازِلِ الأَرَامِلِ.

- وكَانَ يَدْخُلُ المَسْجِدَ، فَيَشُقُّ النَّاسَ حَتَّى يَجْلِسَ فِي حَلْقَةِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ. فَقَالَ لَهُ نَافِعُ بنُ جُبَيْرٍ: غَفَرَ اللهُ لَكَ، أَنْتَ سَيِّدُ النَّاسِ، تَأْتِي تَتَخَطَّى حَتَّى تَجْلِسَ مَعَ هَذَا العَبْدِ؟!

فَقَالَ عَلِيُّ: العِلْمُ يُبْتَغَى ويُؤْتَى ويُطْلَبُ مِنْ حَيْثُ كَانَ.

كَـرَمُـــــهُ:

- دَخَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلَ مُحَمَّدٌ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟

قَالَ: عَلَيَّ دَيْنٌ.

قَالَ: وَكَمْ هُوَ؟

قَالَ: بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِيْنَارٍ.

قَالَ: فَهِيَ عَلَيَّ!!

- ولَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ، وَجَدُوْهُ يَعُوْلَ مائَةَ أَهْلِ بَيْتِ!!

هَـيْـبـَتُـــــهُ:

كَانَ لَهُ جَلاَلَةٌ عجِيْبَةٌ، وحُقَّ لَهُ ذَلِكَ، لِشَرَفِهِ وسُؤْدَدِهِ وعِلْمِهِ وكَمَالِ عَقْلِهِ. فَقَد اشْتَهَرَت قَصِيْدَةُ الفَرَزْدَق فِيِهِ: وذَلِك أَنَّ هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِك حَجَّ قُبَيْلَ وِلاَيَتِهِ الخِلاَفَةَ، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ اسْتِلاَمَ الحَجَرِ، زُوْحِمَ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ مِنَ الحَجَرِ، تَفَرَّقُوا عَنْهُ؛ إِجْلاَلاً لَهُ!!

فَوَجَمَ (سَكَتَ مِن خَوْف) لَهَا هِشَامٌ، وَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَمَا أَعْرِفُهُ؟

فَأَنْشَأَ الفَرَزْدَقُ يَقُوْلُ:

هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ ... وَالبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللهِ كُلِّهِمِ ... هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ

إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا ... إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَرَمُ

يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانُ رَاحَتِهِ ... رُكْنَ الحَطِيْمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ

يُغْضِي حَيَاءً، وَيُغْضَى مِنْ ... مَهَابَتِهِ فَمَا يُكَلَّمُ إِلاَّ حِيْنَ يَبْتَسِمُ

هَذَا ابْنُ فَاطِمَة إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ ... بِجَـدِّهِ أَنْبِيَاءُ اللهِ قَدْ خُتِمُــــوا

فَأَمَرَ هِشَامٌ بِحَبْسِ الفَرَزْدَقِ، فَحُبِسَ!

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ عَنْه سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ: مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنْهُ.

- وقَالَ الزُهْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِياً أَفَضْلَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، ومَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَفْقَهَ مِنْه.

- وقَالَ أَبُو حَازِمٍ المَدَنِيُّ: مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيّاً أَفْقَهَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ.

- وقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: مَا رَأَيْتُ فِيهِمْ مِثْلَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَطُّ.

- وقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: كَانَ أَفْضَلَ هَاشِمِيٍّ أَدْرَكْتُهُ.

- وقَالَ مَالِكٌ: لَمْ يَكُنْ فِي أَهْلِ البَيْتِ مِثْلُهُ.

- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، مَأْمُونًا، كَثِيرَ الحَدِيثِ، عَالِيًا، رَفِيعًا، وَرِعًا.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: السَّيِّدُ، الإِمَامُ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، ثبتٌ.

مِـنْ أَقـوَالِـــــهِ:

- قَالَ: مَنْ قَنَعَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ فَهُوَ أَغْنَى النَّاس.

- وقَالَ: صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ.

- وقَالَ: فَقْدُ الأَحِبَّةِ غُرْبَة.

- وقَالَ: مَنْ ضَحِكَ ضِحْكَةً مَجَّ مَجَّةَ عِلْمٍ.

- وقَالَ: إِنَّ الْجَسَدَ إِذَا لَمْ يَمْرَضْ أَشِرَ، ولَا خَيْرَ فِي جَسَدٍ يَأْشِرُ.

- وقَالَ: يَا أَهْلَ العِرَاقِ، أَحِبُّوْنَا حُبَّ الإِسْلاَمِ، ولاَ تُحِبُّوْنَا حُبَّ الأَصْنَامِ، فَمَا زَالَ بِنَا حُبُّكُم حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا شَيْناً.

- وقَالَ الزُّهْرِيُّ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ عَنِ القُرْآنِ، فَقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ وكَلامُهُ.

- وقَالَ أَبُو حَازِمٍ المَدَنِيُّ: سَأَلَ رجلٌ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ: مَا كَانَ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: كَمَنْزِلَتِهِمَا السَّاعَةَ، وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْقَبْرِ.

ومِـنْ دُعَـائِـــــهِ:

- "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ أَنْ تُحَسِّنَ فِي لَوَائِحِ العُيُوْنِ عَلاَنِيَتِي، وتُقَبِّحَ فِي خَفِيَّاتِ العُيُوْنِ سَرِيْرَتِي، اللَّهُمَّ كَمَا أَسَأْتُ وأَحْسَنْتَ إِلَيَّ، فَإِذَا عُدْتُ، فَعُدْ عَلَيَّ".

- "اللَّهُمَّ لاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، فَأَعْجَزُ عَنْهَا، ولاَ تَكِلْنِي إِلَى المَخْلُوْقِيْنَ، فَيُضَيِّعُوْنِي".

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِيَّ زَيْنُ العَابِدِينَ سَنَةَ أَربَعٍ وتِسْعِينَ (94 هـ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
(20) عُــــــــرْوَةُ بْـــنُ الـــزُّبَـــيْـــــــــــرِ

هُـــــو: عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ الفَقِيْهُ، الصَّابِرُ العَابِدُ، عَالِمُ المَدِيْنَة، وأَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَة.

فَأَبُوهُ الزُّبَيْرُ: أَحَدُ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ إِلَى الإِسْلاَمِ، وأَحَدُ العَشَرَةِ المُبَشَّرِينَ بِالجَنَّةِ، وحَوَارِي الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، وابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّة.

وأُمُّه هِي: ذَاتُ النِّطَاقَيْن أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بِكْرٍ الصِّدِّيق رَضْيَ اللهُ عَنْهُمَا. وأُمُّ المُؤْمِنِيْنَ خَدِيجَة عَلَيْهَا السَّلاَمُ، عَمَّة أَبِيِه.

وأُمّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَة رَضْيَ اللهُ عَنْهَا، خَالَتُه؛ فَلاَزَمَها عُرْوَةُ وَتَفَقَّهَ بِهَا.

وكَانَ يَصُوْمُ الدَّهْرَ، إِلاَّ يَوْمَي عِيد الفِطْرِ والأَضْحَى، ولَمْ يَدْخُلْ فِي شَيْءٍ مِنَ الفِتَنِ.

مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ عُرْوَة سَنَةَ ثَلاَثٍ وعِشْرِيْنَ (23 هــ).

-- اجْتَمَعَ فِي حِجْرِ الكَعبَة هُوَ وعَبدُ اللهِ بْنِ عُمَر وَعَبْدُ اللهِ بن الزُّبَيْر ومُصْعَبُ بن سَعد، فَقَالُوا: تَمَنَّوْا.

فَقَالَ عَبدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَتَمَنَّى المَغْفِرَة.

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَّا أَنَا، فَأَتَمَنَّى الخِلاَفَة.

وَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي العِلْم.

وَقَالَ مُصْعَب بْنُ سَعْدٍ: أَمَّا أَنَا، فَأَتَمَنَّى إِمْرَةَ العِرَاقِ، وَالجَمْعَ بَيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَة، وَسُكَيْنَةَ بِنْتِ الحُسَيْن.

فَنَالُوا مَا تَمَنَّوْا، وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ غُفِرَ لَهُ.

زَوْجَـاتُـــــهُ:

- سَوْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب.

- أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَد.

- أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّة.

- فَاخِتَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ.

أَوْلاَدُهُ: مُحَمَّد، ويَحْيَى، وأَبُو بَكْر، وعُمَر، وعُثْمَان، وهِشَام، وعَبْد اللَّه، وعُبَيْد اللَّه، ومُصْعَب، وخَدِيجَة، وأُمُّ كُلْثُوم، وصَفِيَّة، وعَائِشَة، وأَسْمَاء، وأُمُّ عُمَر، وأُمُّ يَحْيَى.

مِـن أَقـوَالِـــــه:

- قَالَ هِشَامُ بْنُ عُروَةَ: كَانَ أَبِي يَقُوْلُ لَنَا ونَحْنُ شَبَابٌ: مَا لَكُم لاَ تَعَلَّمُوْنَ؟! إِنْ تَكُوْنُوا صِغَارَ قَوْمٍ يُوْشِكُ أَنْ تَكُوْنُوا كِبَارَ قَوْمٍ، ومَا خَيْرُ الشَّيْخِ أَنْ يَكُوْنَ شَيْخاً وهُوَ جَاهِلٌ.

- وقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الحَسَنَةَ فَاعْلَمْ أَنَّ لَهَا عِنْدَهُ أَخَوَاتٍ، فَإِنَّ الحَسَنَةَ تَدُلُّ عَلَى أُخْتِهَا. وإِذَا رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَاعْلَمْ أَنَّ لَهُ عِنْدَهَا أَخَوَاتٍ، فَإِنَّ السَّيِّئَةَ تَدُلُّ عَلَى أُخْتِهَا.

- وقَالَ: لِتَكُنْ كَلِمَتُكَ طَيِّبَةً، ولْيَكُنْ وَجْهُكَ بَسْطًا، تَكُنْ أَحَبَّ إِلَى النَّاسِ مِمَّنْ يُعْطِيهِمُ العَطَاء.

- وقَالَ: رُبَّ كَلِمَةِ ذُلٍّ احْتَمَلْتُهَا أَوْرَثَتْنِي عِزًّا طَوِيلًا.

- وقَالَ: لَا يُهْدَيَنَّ أَحَدُكُم إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَسْتَحِي أَنْ يَهْدِيَهُ إِلَى كَرِيمِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمُ الكُرَمَاءِ وأَحَقُّ مَا اخْتِيرَ لَهُ.

- وقَالَ: مَا بَرَّ وَالِدَهُ مَنْ شَدَّ الطَّرَفَ إِلَيْهِ. (يَعنِي: نَظَر إِلَيه بِقُوّة)

قُلْتُ (حَاتِم): رَحِمَكَ اللهُ مِن إِمَام، فَمَا تَقُول إِن أَدرَكْتَ زَمَانَنَا هَذَا، ورَأَيْتَ مَا يَفْعَلُه الأَبْنَاءُ مَعَ آبِائِهِم وأُمَّهَاتِهِم مِن سَبٍّ وضَربٍ وإِيذَاءٍ..؟!!

صَــبْـــــرُهُ:

قَالَ هِشَامٌ: وَقَعَتْ فِي رِجْلِ أَبِي الآكِلَةُ (مَرَض سَرَطَاني)، فَقِيْلَ: أَلاَ نَدْعُوْا لَكَ طَبِيْباً؟

قَالَ: إِنَّ شِئْتُم.

فَقَالُوا: نَسْقِيْكَ شَرَاباً يَزُوْلُ فِيْهِ عَقْلُكَ.

فَقَالَ: امْضِ لِشَأْنِكَ، مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ خَلْقاً يَشْرَبُ مَا يُزِيْلُ عَقْلَهُ حَتَّى لاَ يَعْرِفَ بِهِ.

فَوُضِعَ المِنْشَارُ عَلَى رُكْبَتِهِ اليُسْرَى فَقَطَعَهَا، فَمَا سَمِعْنَا لَهُ صَوْتاً!!!

فَجَعَلَ يَقُوْلُ: "لَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ، ولَئِنْ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ". ثُمّ نَظَرَ إِلَى رِجْلِهِ فِي الطَّسْتِ، فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ أَنِّي مَا مَشَيْتُ بِكِ إِلَى مَعْصِيَةٍ قَطُّ".

وقَالَ هِشَامٌ: وفِي ذَلِكَ اليَوْم.. سَقَطَ أَخِي مُحَمَّدٌ مِنْ أَعْلَى سَطْحٍ فِي اصْطَبْلٍ، فَضَرَبَتْهُ الدَّوَابُّ بِقَوَائِمِهَا، فَقَتَلَتْهُ.

فَأَتَى عُرْوَةَ رَجُلٌ يُعَزِّيْه، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُعَزِّيْنِي بِرِجْلِي، فَقَدِ احْتَسَبْتُهَا.

قَالَ: بَلْ أُعَزِّيْكَ بِمُحَمَّدٍ ابْنِكَ.

قَالَ: ومَا لَـهُ؟

فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَخَذْتَ عُضْواً وتَرَكْتَ أَعْضَاءًا، وأَخَذْتَ ابْناً وَتَرَكْتَ أَبْنَاءًا.

فَقَالَ الوَلِيْدُ بْنُ عَبْدِ المَلِك (الخَلِيفَة): مَا رَأَيْتُ شَيْخاً قَطُّ أَصْبَرَ مِنْ هَذَا!!

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ عَنْهُ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْز: مَا أَجِدُ أَعْلَمَ مِنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ.

- وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُهْرِيُّ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ بَحْراً فِي العِلْمِ.

- وقَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ ،صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُوْنَ عُروَةَ.

- وقَالَ هِشَامٌ: وَاللهِ، مَا تَعَلَّمْنَا جُزْءاً مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي!!

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَام: العِلْمُ لِوَاحِدٍ مِنْ ثَلاَثَةٍ: لِذِي حَسَبٍ يُزَيِّنُهُ بِهِ، أَوْ ذِي دِيْنٍ يَسُوْسُ بِهِ دِيْنَهُ، أَوْ مُخْتَبِطٍ سُلْطَاناً يُتْحِفُهُ بِعِلْمِهِ، وَلاَ أَعْلَمُ أَحَداً أَشْرَطَ لِهَذِهِ الخِلاَلِ مِنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيرِ وعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ.

- وقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فُقَهَاءُ المَدِينَةِ أَرْبَعَةٌ؛ ابْنُ الْمُسَيِّبِ، وعُرْوَةُ، وقَبِيصَةُ، وعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ؛ ومَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْوَى لِلشِّعْرِ مِنْ عُرْوَةَ.

- وقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ ثَلاَثَةٌ: القَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرٍ، وعَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، والعِجْلِيُّ، وابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ. زَادَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ فَقِيهًا، عَالِمًا، كَثِيرَ الحَدِيثِ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِن أَفَاضِلِ أَهْلِ المَدِينَةِ وعُقَلاَئِهِم.

- وقَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ فَقِيهًا فَاضِلاً.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ ثَبْتًا حَافِظًا فَقِيهًا عَالِمًا بِالسِّيرَةِ، وهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ المَغَازِي.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ عُرْوَةُ وهُوَ صَائِمٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ (94 هــ)، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً (67)؛ رَحِمَه اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
جزاك الله بكل خير أخي الكريم
استفدت كثيرا من هذه المعلومات الرائعة
حفظك الله ورعاك

شرَّفني وأسعدني مرورك الجميل أخي الحبيب

أعزَّك اللهُ وأكرمك وبارك فيك

 
توقيع : Mr. HATEM
(21) أَبُـــو سَـلَـمَـــــةَ بْـنُ عَـبْـــدِ الـــرَّحْـــمَـــــــنِ

هُــــــوَ: أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ الزُّهْرِيُّ. الإِمَامُ الفَقِيهُ العَلَمُ، قَاضِي المَدِينةِ، مِنْ كِبَارِ التَّابِعِين.

مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ أَبُو سَلَمَةَ سَنَةَ اثْنَتْين وعِشْرِين (22 هــ).

وكَانَ مُجْتَهِداً، كَبِيْرَ القَدْرِ، حُجَّـةٌ، إِلاّ أَنَّه كَانَ كَثِيْراً مَا يُخَالِفُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَحُرِمَ لِذَلِكَ مِنْهُ عِلْماً كَثِيْراً.

أَوْلاَدُه: أَبُو بَكْر وعُمَر وحَسَن وحُسَيْن وسَلَمَة وعَبْدُ الْجَبَّارِ وعَبْدُ الْمَلِك وعَبْدُ الْعَزِيز وأَسْمَاء وتُمَاضِر الكُبْرَى وتُمَاضِر الصُّغْرَى وسَالِمَة ونَائِلَة وأُمُّ كُلْثُومٍ الْكُبْرَى وأُمُّ كُلْثُومٍ الصُّغْرَى وأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ.

زَوْجَـاتُـــــهُ:

- بُرَيْهَةَ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْمِلِ بْنِ عَوْف.

- أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو.

- أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْف.

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَجَدْتُهُ بَحْراً فِي العِلْم.

- وقَالَ مَالِكُ: كَانَ عِنْدَنَا مِنْ رِجَالِ أَهْلِ العِلْمِ، اسْمُ أَحَدِهِم كُنْيَتُهُ؛ مِنْهُم: أَبُو سَلَمَةَ.

- وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ.

- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، فَقِيهًا، كَثِيرَ الحَدِيثِ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مِن أَفَاضِلِ قُرَيْشٍ وعُبَّادِهِم وفُقَهَاءِ أَهْلِ المَدَينَةِ وزُهَّادِهِم.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: مِنَ الأَئِمَّةِ.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِيَّ أَبُو سَلَمَةَ بِالمَدِينَةِ سَنَةَ أَربَعٍ وتِسْعِينَ (94 هـ)، ولَهُ اثْنَتْيْنِ وسَبْعِينَ سَنَةً (72)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
(22) أَبُـــــو بَـكْـــــر بْـــنُ عَـبْـــــدِ الـــــرَّحْـــمَـــــــنِ


هُـــــوَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ المُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، المَخْزُوْمِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ الجَلِيلُ، الحَبْرُ الفَقِيهُ، أَحَدُ فُقَهَاءِ المَدِينَةِ السَّبَعَةِ، وَكَانَ ضرِيْراً، يُقَالُ لَهُ: رَاهِبُ قُرَيْشٍ؛ لِكَثْرَةِ صَلاَتِهِ.


مَوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه.


أَوْلاَدُهُ: عُمَر، وعَبْدُ اللَّه، وعَبْدُ الرَّحْمَن، وعَبْدُ المَلِك، والحَارِث، وسُهَيْل، وهِشَام، وأَبُو سَلَمَةَ، وفَاطِمَة، ومَرْيَم، ورُبَيْحَة.


زَوْجَاتُـــــهُ:

- سَارَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوم.

- قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيّ.


قَـالُــواْ عَـنْــهُ:


- قَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ.

- وقَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ ثِقَةً، فَقِيهاً، عَالِماً، سَخِيًّا، كَثِيرَ الحَدِيثِ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مِن سَادَاتِ التَّابِعِين فِقْهاً وعِلْماً ووَرَعاً وفَضْلاً.

- وقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: هُوَ أَحَدُ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ.

- وقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ، شَرِيفٌ نَبِيلٌ. وكَانَ مِمَّنْ جَمَعَ العِلْمَ والعَمَلَ والشَّرَفَ، وكَانَ مِمَّنْ خَلَفَ أَبَاهُ فِي الجَلاَلَةِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَقِيْهٌ، عَابِدٌ.


وَفَاتُـــــه: مَاتَ سَنَةَ أَربَعٍ وتِسْعِينَ ( 94 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
(23) سَـعِـيْـــــــدُ بْـــنُ جُـبَــيْـــــــــرٍ


هُـــــوَ: سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرِ بنِ هِشَامٍ الوَالِبِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُقْرِئُ، المُفَسِّرُ، الفَقِيهُ البَكَّاءُ، والعَالِمُ الدَّعَّاءُ، السَّعِيدُ الشَّهِيدُ، السَّدِيدُ الحَمِيدُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ.

قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاس، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، ولاَزَمَهُ طَويلاً وأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِير والفِقْه والحَدِيث.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَعِيْدٌ سَنَةَ ثَمَانٍ وثَلاَثِينَ (38 هـــ)، وكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ وفُضَلاَئِهَا، فَكَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ، ودَخَلَ يوماً الكَعْبَةَ، فَقَرَأَ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ!! وكَانَ يَحُجُّ سَنَةً ويَعتَمِرُ سَنَةً.

وكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ.. كَانَ لَهُ دِيْكٌ، يُوقِظُهُ مِنَ اللَّيْلِ بِصِيَاحِهِ، فَلَمْ يَصِحْ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمْ يُصَلِّ سَعِيْدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَشَقَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَهُ، قَطَعَ اللهُ صَوْتَهُ؟! فَمَا سُمِعَ لَهُ صَوْتٌ بَعْدُ!!

فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ، لاَ تَدْعُ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَهَا.

- كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، إِذَا أَتَاهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ يَسْتَفْتُوْنَهُ، يَقُوْلُ: أَلَيْسَ فِيْكُمُ سَعِيْدُ بْن جُبَيْر؟!

مِن أَقْوَالِـــــهِ:

- التَّوَكُّل عَلَى اللهِ جِمَاعُ الإِيْمَانِ.

- إِنَّ الخَشْيَةَ أَنْ تَخْشَى اللهَ حَتَّى تَحُوْلَ خَشْيَتُكَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ، فَتِلْكَ الخَشْيَة.

- الذِّكْرُ طَاعَةُ اللهِ، فَمَنْ أَطَاعَ اللهَ، فَقَدْ ذَكَرَهُ، وَمَنْ لَمْ يُطِعْهُ، فَلَيْسَ بِذَاكِرٍ، وَإِنْ أَكْثَرَ التَّسْبِيْحَ وَتِلاَوَةَ القُرْآن.

- عَلاَمَةُ هَلاَكِ النَّاسِ؛ ذِهَابَ عُلَمَاؤُهُم.

- لَوْ فَارَقَ ذِكْرُ المَوْتِ قَلْبِي، لَخِشِيْتُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيَّ قَلْبِي.

- مِنْ إِضَاعَةِ المَالِ أَنْ يَرْزُقَكَ اللهُ حَلَالًا فَتُنْفِقَهُ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ.

- إِنَّمَا الدُّنْيَا جَمْعٌ مِنْ جُمَعِ الآخِرَة.

- وَكَانَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وَحُسْنَ الظَنِّ بِك.

وَفَـاتُـــــهُ: قَتَلَهُ الحَجَّاجُ بْن يُوسُف الظَّالِم، فِي شَهْرِ شَعْبَان سَنَةَ خَمْسٍ وتِسْعِيْنَ (95 هــ)، وقَد بَلَغَ سَبْعاً وخَمْسِيْنَ سَنَةً (57)، وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ إِلاَّ وهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى عِلْمِهِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


فَـائِـــــدَةٌ: أَعْرَضْتُ عَن ذِكْرِ الحِوَارِ المَشْهُورِ الَّذِي دَارِ بَيْنَ سَعِيدٍ والحَجَّاج، لِأَنَّهَا قِصَّة غَيْر صَحِيحَة، أَخْرَجَهَا أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيّ فِي "الحِلْيَة" (ج4/ ص 291) فَقَال: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا خَالِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا حَفْصُ أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي... فَذَكَرَ القِصَّةَ كَامِلَةً.

قَالَ الذَّهَبِيُّ عَنْهَا: "حِكَايَةٌ مُنْكَرَة، غَيْرُ صَحِيْحَة".

قُلتُ (حَاتِم): هِي مِن رِوَايَة حَفْص السَّمَرْقَنْدِيُّ، ضَعَّفُوهُ، ومِنْهُم مَن اتَّهَمَهُ بِالكَذِب والوَضْع.
 
توقيع : Mr. HATEM
بارك الله فيك
شكراً لك على الطرح الرائع
 
توقيع : أسيرالشوق
توقيع : Mr. HATEM
(24) أَبُـــو عُـثْـمَـــــــانَ الـــنَّــــهْـــــــــدِيُّ

هُـــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلٍّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيٍّ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، المُخَضْرَمُ، المُعَمَّرُ، أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ والإِسْلاَمَ.

أَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولَمْ يَرَهُ، ولَزمَ سَلْمَانَ الفَارِسِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَصَحِبَهُ اثْنَيْ عَشَرَ سَنَةً، وكَانَ كَثِيرَ الْعِبَادَةِ، حَجَّ واعتَمَرَ سِتِّيْنَ مَرَّةً.

حَـدَّثَ عَـــنْ: عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب وسَعْدِ بِنِ أَبِي وَقَّاص وعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْد وأُبَيِّ بْنِ كَعْب وَبِلاَل بْنِ رَبَاح وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ وحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَان وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وأُسَامَةَ بْنِ زَيْد وسَعِيْدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْل وأَبِي هُرَيْرَة وابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.

وَكَانَ مِنْ سَادَةِ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ ومِن العُبَّاد المُجَاهِدِين، غَزَا فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ وبَعْدَهَا غَزَوَاتٍ، فَقْد شَهِدَ وَقْعَةَ اليَرْمُوْكِ وَالقَادِسِيَّةَ وَجَلُوْلاَءَ وَنَهَاوَنْدَ وَأَذْرَبِيْجَانَ، وغَيْرِهَا.

حَـدَّثَ عَنْـــهُ: قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَة وعَاصِمٌ الأَحْوَل وحُمَيْدٌ الطَّوِيْل وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ ودَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْد ويَزِيدُ بْن حُمَيْد الضُبَعِيّ ولاَحِقُ بْن حُمَيْد بْن سَعِيد وحَبِيبُ بْن الشَّهِيد الأَزْدِيّ وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ وَعِمْرَانُ بنُ حُدَيْر ويَحيِى بْن مَيْمُون الضَّبِيّ وسَعِيْدُ بنُ إِيَاسٍ الجُرَيْرِيُّ، وغَيْرُهُم الكَثِير.

- قَالَ عَنْهُ أَبُو دَاودَ السِّجِسْتَانِيُّ: أَكْبَرُ تَابِعِي أَهْلِ الكُوفَةِ أَبُو عُثْمَانَ.

- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وأَبُو زُرْعَةَ، وابْنُ سَعْدٍ، والنَّسَائِيُّ، وابْنُ حِبَّانَ، وابْنُ خِرَاشٍ: ثِقَةٌ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، حُجَّةٌ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، عَابِدٌ.

وَفَــاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو عُثْمَان سَنَةَ خَمْسٍ وتِسْعِين (95 هـــ)، وقَد بَلَغَ مائَةً وثَلاَثِيْنَ سَنَةً (130)؛ رَحِمَهُ اللهُ.
 
توقيع : Mr. HATEM
(25) طَـلْـحَـــــةُ بْـــنُ عَـبْـــــدِ اللَّهِ

هُــــوَ: طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيهُ، الشَّرِيفُ، الحُجَّةُ، الجَوَادُ، قَاضِيُّ المَدِيْنَةِ؛ وهُوَ ابْن أَخِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.


مَـوْلـِــــدُهُ
: وُلِدَ سَنَة خَمْسٍ وعِشْرِين (25 هــ).

كَانَ سَخِيَّا جَوَاداً، يُقَالُ لَهُ مِن كَرَمِهِ: طَلْحَةُ النَّدَى.

فِي يَوْمٍ.. أَقْبَلَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ سَفَرٍ، فَلَقِيَهُ أَعْرَابِيٌّ عِنْدَ دُخُولِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: أَفِضْ عَلَيْنَا مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهُ.

فَقَالَ طَلْحَةُ لِغُلامٍ لَهُ: مَا بَقِيَ مَعَكَ مِنَ الْمَالِ فأَعْطِهِ إِيَّاهُ.

فَصَبَّ الغُلامُ فِي ثَوْبِ الأعْرَابِيّ شَيْئًا مِن المَالِ ثَقُلَ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ الأَعْرَابِيٌّ وَبَكَى.

فَقَالَ لَهُ طَلْحَة: وَيْحَكَ، أَسْتَقْلَلَتَ؟!

قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ مِثْلَكَ.

قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قَصِيدَةٍ، لَا تَبْرَحْنَا وَمَعَنَا دِرْهَمٌ إِلَّا أَخَذْتَهُ!

فَأَخَذَ كُلَّ مَا كَانَ مَعَ أَصْحَابِهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ.

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: مَا وُلِّينَا مِثْلَهُ.

- وقَالَ الفَلاَّسُ: كَانَ بَارِعًا، وكَانَ أَرْيَحِيًّا (كَرِيماً).

- وقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، وابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: كَانَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، وطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ فِي زَمَانِهِمَا يُسْتَفْتَيانِ، ويَنْتَهِي النَّاسُ إِلَى قَوْلِهِمَا.

- وقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وأَبُو زُرْعَةَ، والنَّسَائِيُّ، والعِجْلِيُّ، وابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ حِبَّانَ، والدَّارَقُطْنِيُّ، وابْنُ خَلْفُوْنَ، والذَّهَبِيُّ، وابْنُ حَجَرٍ: ثِــقَـــةٌ.

- زَادَ العِجْلِيُّ: وهُوَ أَحَدُ الأَجْوَادِ، وهُوَ أَحَدُ الطَّلْحَاتِ المَوْصُوفِينَ بِالجَوْدِ.

- وزَادَ ابْنُ سَعْدٍ: كَثِيرُ الحَدِيثِ؛ وَكَانَ سَخِيًّا , جَوَادًا.

- وزَادَ ابْنُ حِبَّانَ: مِن فُقَهَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ وعُلَمَائِهِم.

- وزَادَ الذَّهَبِيُّ: وكَانَ شَرِيْفاً، جَوَاداً، حُجَّةً، إِمَاماً.

- وزَادَ ابْنُ حَجَرٍ: فَقِيْهٌ.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ طَلْحَةُ بِالمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وتِسْعِينَ (97 هــ)، وهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْن وسَبْعِينَ سَنَة (72)؛ رَحِمَه اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
(26) عُـــبَـــيْـــــدُ اللَّهِ بْـــنُ عَـــبْـــــدِ اللَّهِ

هُـــــوَ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَارِ بْنِ مَخْزُومٍ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ، حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ, أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الهُذَلِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الحَافِظُ، مُفْتِيُّ المَدِيْنَةِ، وعَالِمُهَا، وأَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، وهُوَ مُعَلِّمُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَلِيَ قَضَاءَ الكُوفَةِ فِي وِلاَيَةِ المُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ، وعَمِيَ آخِرَ عُمُرِهِ.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَوْ بُعَيْدَهَا.

ومِنْ شِعْرِهِ .. كَتَبَ مَرَّةً إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز فَقَالَ:

بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ........وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَمَّا بَعْدُ يَا عُمَرُ

إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا تَأْتِي وَمَا تَذرُ............فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ قَدْ يَنْفَعُ الحَذَرُ

وَاصْبِرْ عَلَى الْقَدَرِ الْمَجْلُوبِ وَارْضَ بِهِ......وَإِنْ أَتَاكَ بِمَا لَا تَشْتَهِي الْقدَرُ

فَمَا صَفَا لِأَمْرِئٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ................إِلَّا سَيَتْبَعُ يَوْمًا صَفْوَهُ كَدَرُ

ثَـنَـــاءُ الأَئِـمَّـــةِ عَـلَـيْـــهِ:

- قَالَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيز: وَدِدْتُ أَنَّ لِي مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمًا بِكَذَا وبِكَذَا، ولَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا لَمَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ.

- وقَالَ أَيضَاً: مَا رَوَيْتُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَحْدَهُ أَكْثَرَ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ.

- وقَالَ أَيضَاً: لِأَنْ يَكُونَ لِي مَجْلِسٌ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا.

- وقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بَحْراً مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ.

- وسُئِلَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وأَغْزَرُهُمْ فِي الْحَدِيثِ عُرْوَةُ، ولا تَشَاءُ أَنْ تَفْجُرَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بَحْرًا إِلا فَجَّرْتَهُ.

- وقَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ ثِقَةً، عَالِماً، فَقِيْهاً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ والعِلْمِ بِالشِّعْرِ.

- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً, فَقِيهًا, كَثِيرَ الْحَدِيثِ والْعِلْمِ, شَاعِرًا.

- وقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ أَحَدَ فُقَهَاءِ المَدِيْنَةِ، ثِقَةً، رَجُلاً صَالِحاً، جَامِعاً لِلْعِلْمِ.

- وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، إِمَامٌ.

- وقَالَ الطَّبَرِيُّ: مُقَدَّمًا فِي العِلْمِ والمَعرِفَةِ بِالأَحكَامِ والحَلاَلِ والحَرَامِ والأَدَبِ وأَيَّامِ النَّاسِ، وكَانَ مَعَ ذَلِك شَاعِراً مَجِيداً.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مِنَ الفُقَهَاءِ والقُرَّاءِ، عَلَى مَا كَانَ يُرْجَعُ إِلَيْهِ مِنَ العَقْلِ والأَدَبِ والمَعْرِفَةِ بِأَيَّامِ النَّاسِ؛ مِن سَادَاتٍ التَّابِعِينَ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، وكَانَ إِمَامًا، حُجَّةً، حَافِظًا، مُجْتَهِدًا؛ مِنْ بُحُورِ العِلْمِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَقِيْهٌ، مُكْثِرٌ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ عُبَيْدُ اللهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وتِسْعِيْنَ (98 هـــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
(27) خَـارِجَـــــــةُ بْـــنُ زَيْـــــــدٍ

هُـــــوَ: خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، النَّجَّارِيُّ، المَدَنِيُّ. الإِمَامُ ابْنُ الإِمَامِ، وأَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ الأَعْلاَمِ، الَّذِيْنَ يُسْأَلُوْنَ بِالمَدِيْنَةِ، ويُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِم.

مَـوْلِــدُهُ: وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ (30 هــ).

أَوْلاَدُهُ: مُحَمَّد وزَيْد وعَمْرو وعَبْدُ اللَّهِ وسُلَيْمَانَ وحَبِيبَةَ وحُمَيْدَةَ وأُمَّ يَحْيَى.

-- قَالَ عَنْهُ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الحَدِيثِ.

- وقَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مِنْ فُقَهَاءِ المَدِيْنَةِ وعُقَلاَئِهِم وعُبَّادِ التَّابِعِيْنَ وعُلَمَائِهِم.

- وقَالَ النَّوَوِيُّ: أَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ، وكَانَ إِمَامًا، بَارِعًا فِي العِلْمِ، واتَّفَقُوا عَلَى تَوْثِيْقِهِ وجَلاَلَتِهِ.

- وقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ، والصَّفَدِيُّ: أَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ بِالمَدِيْنَةِ، وكَانَ تَابِعِيًّا جَلِيْلَ القَدْرِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ؛ أَحَدُ الفُقَهَاءِ، ومِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَقِيْهٌ.

وَفَـاتُـــــهُ: قَالَ خَارِجَةُ: "رَأَيْتُ فِي المَنَام كَأنّي بَنَيْتُ سَبعِينَ دَرَجَةِ، وهَذِهِ السَّنَةُ لِي سَبْعِينَ سَنَةً قَدْ أَكْمَلتُهَا". فَمَاتَ فِيهَا، وهِيَ سَنَةُ مِائَةٍ (100 هـ)، وقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمَهَا: "ثُلْمَةٌ، وَاللَّهِ، فِي الإِسْلاَمِ"؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
(28) ابـْنُ يَـعْــمَــــرَ الـعَــدْوَانـِــيُّ

هُـــــوَ: يَحْيَى بنُ يَعْمَرَ، أَبُو سُلَيْمَانَ العَدْوَانِيُّ، البَصْرِيُّ. النَّحْوِيُّ العَلاَّمَةُ، الفَقِيْهُ، المُقْرِئُ؛ قَاضِي مَرْوَ أَيَّامَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ.

حَدَّثَ عَنْ: عَائِشَةَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وابْنِ عَبَّاسٍ، وابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم؛ وغَيْرِهِم.

وقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ.

ورَوَى القِرَاءَةَ عَنْهُ عَرضاً: عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وأَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ.

وكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وحَمَلَةِ الحُجَّةِ، ذَا لَسَنٍ وفَصَاحَةٍ يَنْطِقُ بِالعَرَبِيَّةِ المَحْضَةِ، طَبِيعَةٌ فِيْهِ، غَيْرُ مُتَكَلِّفٍ، بَيْدَ أَنَّ فِي لُغَتِهِ إِغْرَابٌ وتَقَعُّرٌ، وفِيْهِ تَشَيُّعٌ لِأَهْلِ البَيْتِ مِن غَيْرِ اِنْتِقَاصٍ لِفَضْلِ غَيْرِهِم؛ وقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ نَقَطَ المَصَاحِفَ، وذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُوْجَدَ تَشْكِيْلُ الكِتَابَةِ بِمُدَّةٍ طَوِيْلَةٍ.

نَفَاهُ الحَجَّاجُ المُبِيرُ، وذَلِكَ بِسَبَبِ حَادِثَةٍ وَقَعَت لَهُ مَعَهُ، فَكَلَّمَهُ يَحيَى، فَلَم تُعْجِب الحَجَّاجُ صَرَاحَتَهُ؛ إِذْ قَالَ لَهُ الظَّالِمُ: أَتَجِدُنِي أَلْحَنُ؟! فَقَالَ يَحيَى: نَعَم. فَقَالَ لَهُ الطَّاغِيَةُ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟! فَقَالَ: فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى. فَقَالَ المُسْتَبِدُّ: ذَلِكَ أَسْوَأ، فَفِي أَيِّ حَرْفٍ مِن كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: قَرَأْتَ: {قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ}. (التَّوْبَة: 24)؛ فَرَفَعْتَ (أَحَبَّ) وهُوَ مَنْصُوبٌ. فَغَضِبَ الجَائِرُ وقَالَ: لاَ تُسَاكِنُنِي بِبَلَدٍ أَنَا فِيهِ، ونَفَاهُ إِلَى خُرَاسَانَ .. فَلَمَّ قَدِمَ خُرَاسَانَ، قِبَلَهُ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، ووَلاَّهُ القَضَاءَ بِهَا، فَكَانَ إِذَا انْتَقَلَ مِن بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ اِسْتُخْلِفَ عَلَى القَضَاءِ بِهَا، ثُمَّ عَزَلَهُ قُتَيْبَةُ بَعدُ.

ومِـن غَـرِيــبِ كَـلاَمِــهِ:

- كَتَبَ يَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ إِلَى الحَجَّاجِ يَوْماً: "إنَّا لَقِينَا العَدِوَّ، فَمَنَحَنَا اللهُ أَكْتَافَهُم، فَأَسَرْنَا طَائِفَةً، وقَتَلْنَا طَائِفَةً، واضْطَرَرْنَاهُم إِلَى عُرْعُرة الجَبَلِ، ونَحْنُ بِحَضِيضِهِ وأَثْنَاءَ الأَنْهَارِ". فَلَمَّا قَرَأَ الحَجَّاجُ الكِتَابَ قَالَ: مَا لِابْنِ المُهَلَّبِ ولِهَذَا الكَلَامُ! حَسَدًا لَهُ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ اِبْنَ يَعْمَرَ هُنَاكَ. قَالَ: فَذَاكَ إِذَاً.

- وقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ لِرَجُلٍ خَاصَمَتْهُ اِمْرَأَتُهُ: أَأنْ سَأَلتْكَ ثَمَنَ شَكْرِهَا وشَبْرِك، أَنْشَأتَ تَطُلُّهَا وتَضْهَلُهَا!

- واشْتَرَى مَرَّةً جَارِيَةً خُرَاسَانِيَّةً ضَخْمَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَسَأَلُوهُ عَنْهَا، فَقَالَ يَحْيَى: نِعْمَ المِطَخَّة!

قَـالُــوا عَـنْــهُ:

- قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ نَحْوِيًّا، صَاحِبَ عِلْمٍ بِالعَرَبِيَّةَ والقُرآنِ، وكَانَ ثِقَةً.

- وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وأَبُو حَاتِمٍ، والنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِن فُصَحَاءِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وأَكْثَرَهُم عِلْمًا بِاللُّغَةِ، مَعَ الوَرَعِ الشَّدِيدِ.

- وقَالَ الحَاكِمُ: فَقِيْهٌ، أَدِيبٌ، نَحْوِيٌّ.

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الزَّبِيدِيُّ: كَانَ مَأْمُونًا عَالِمًا، يُرْوَى عَنْهُ الفِقْهَ.

- وقَالَ ابْنُ خَلِّكَان: كَانَ عَالِماً بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ والنَّحْوِ ولُغَاتِ العَرَبِ.

- وقَالَ يَاقُوْتٌ: كَانَ عَالِماً بِالقِرَاءَةِ والحَدِيثِ والفِقْهِ والعَرَبِيَّةِ ولُغَاتِ العَرَبِ، وكَانَ فَصِيحاً بَلِيغاً يَسْتَعمِلُ الغَرَيبَ فِي كَلاَمِهِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ، مُقْرِىٌء، مُفَوَّهٌ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَصِيحٌ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ يَحيَى فِي سَنَةِ مِائَةٍ (100 هـــ)؛ وقِيلَ قَبْلَهَا، وقِيلَ بَعدَهَا.
 
توقيع : Mr. HATEM
(29) عَــنْــبَـــسَـــــةُ الــفِــيـــلُ

هُـــــوَ: عَنْبَسَةُ بْنُ مَعْدَانَ المَهرِيُّ. إِمَامُ النَّحْوِ

أَخَذَ النَّحْوَ عَنْ أَبِي الأَسْوُدِ الدؤلي، ولَم يَكُن فِي مَنْ أَخَذَ النَّحْوَ أَبْرَعَ مِنْهُ.

وسَبَبُ تَسْمِيَتِهِ بِالفِيلِ: فَقَد كَانَ لِزِيَادَ اِبْنِ أَبِيهِ فِيْل يَنْفِقُ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ عَشَرَة دَرَاهِمُ، فَقَالَ مَعْدَانُ (وَالِد عَنْبَسَة): ادْفَعُوهُ إِلَيَّ؛ وأَكْفِيكُمْ المُؤْنَة، وأُعْطِيكُمْ عَشَرَةَ دَرَاهِمِ كُلَّ يَوْمٍ؛ فَدَفَعُوهَا إِلَيْهِ، فَكَانَ يَدُورُ بِهِ فِي البَصْرَةِ ويَكْتَسِبُ بِهِ، فَأَثْرَى وبَنَى قَصْرًا، فَلِذَا قِيلَ لَهُ: مَعْدَانُ الفِيلِ؛ ومِنْ ثَمَّ اِلتَحَقَ هَذَا اللَّقَبُ بِعَنْبَسَةَ.

- قَالَ عَنْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ إِلَى أَبِي الأَسْوَدِ يَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ العَرَبِيَّةَ، فَكَانَ أَبْرَعَ أَصْحَابِهِ عَنْبَسَةُ الفِيل؛ واخْتَلَفَ النَّاسُ إِلَى عَنْبَسَةَ فَكَانَ البَارِعَ مِنْ أَصْحَابِهِ مَيْمُونٌ الأَقْرَن.

- وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَيْضاً: أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ العَرَبِيَّةَ أَبُو الأَسْوَدِ، ثُمَّ مَيْمُونٌ، ثُمَّ عَنْبَسَةُ الفِيلُ، ثُمَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.

- وقَالَ القِفْطِيُّ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي تَقْدِيمِ مَيْمُونِ عَلَى عَنْبَسَةَ، وفِي تَقْدِيمِ عَنْبَسَةَ عَلَى مَيْمُونٍ فِي الفَضْلِ والعِلْمِ وسَعَةِ الرِّوَايَةِ.

-- كَانَ عَنْبَسَةُ أَحَدَ أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ الخَمْسَةِ الَّذِينَ يُرْجَعُ إِلَيْهِم فِي المُشْكِلاَتِ؛، لاَ يُعْرَفُ لَهُ تَارِيخُ مَوْلِدٍ ولاَ وَفَاةٍ، ولَكِنَّهُ مِن أَبْنَاءِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ ظَنًّا.
 
توقيع : Mr. HATEM
(30) مَـيْـمُـــونٌ الأَقْــــرَنُ

هُـــــوَ: مَيْمُونٌ الأَقْرَنُ الإِفْرِيقِيُّ. الإِمَامُ المُقَدَّمُ فِي العَرَبِيَّةِ بَعْدَ أَبِي الأَسْوَدِ.

أَخَذَ النَّحْوَ عَنْ: أَبِي الأَسْوَدِ.

- قَالَ المَدَائِنِيُّ: أَمَرَ زِيَادُ أَبَا الأَسْوَدِ أَن يَنْقُطَ المَصَاحِفَ فَنَقَطَهَا، ورَسَمَ مِن النَّحْوِ رُسُوماً، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَهُ مَيْمُونٌ الأَقْرَنُ فَزَادَ عَلَيْهِ فِي حُدُودِ العَرَبِيَّةِ، ثُمَّ زَادَ فِيهَا بَعْدَهُ عَنْبَسَةُ الفِيْلُ.

- وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ العَرَبِيَّةَ أَبُو الأَسْوَدِ، ثُمَّ مَيْمُونٌ، ثُمَّ عَنْبَسَةُ الفِيلُ، ثُمَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.

- وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَيْضاً: سُئِلَ يُونُسُ النَّحْوِيُّ عَن جَرِيرٍ والفَرَزْدَق والأَخْطَل أَيُّهُم أَشْعَر؟! فَقَالَ: أَجْمَعَتِ العُلَمَاءُ عَلَى الأَخْطَل. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: فَقُلْتُ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ سَلْهُ مَنْ هَؤُلاَءِ العُلَمَاء؟! فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: هُم مَيْمُونٌ الأَقْرَنُ، وعَنْبَسَةُ الفِيلُ، وابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ، وأَبُو عَمْرٍو بْنُ العَلاَء، وعِيْسَى بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ.

-- كَانَ مَيْمُونٌ أَحَدَ أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ الخَمْسَةِ الَّذِينَ يُرْجَعُ إِلَيْهِم فِي المُشْكِلاَتِ؛ لاَ يُعْرَفُ لَهُ تَارِيخُ مَوْلِدٍ ولاَ وَفَاةٍ، ولَكِنَّهُ مِن أَبْنَاءِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ ظَنًّا.
 
توقيع : Mr. HATEM
(31) أَبُـــــو صَـــالِـــــحٍ الـسَّـمَّـــــــان

هُـــــوَ: ذَكْوَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ جُوَيْرِيَةَ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ.

كَانَ يَجْلِبُ الزَّيْتَ وَالسَّمْنَ مِن المَدِينَةِ إِلَى الكُوْفَةِ؛ لِذَلِكَ سُمِّيَ بِالسَّمَّان.

لاَزَمَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مُدَّةً طَوِيلَةً فَكَانَ مِن أَثْبَتِ أَصْحَابِهِ فِي الحَدِيثِ؛ ومِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ بِالمَدِيْنَةِ.

سَـمِـــعَ مِـــنْ: سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاص وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤِمِنِين، وأَبِي هُرَيْرَة وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاس وَأَبِي سَعِيْد الخُدْرِيِّ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان وجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.

حَــدَّثَ عَـنْـــهُ: أَوْلاَدُهُ؛ سُهَيْلُ وصَالِح وعَبْد اللهِ. والأَعْمَشُ وزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ وبُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ وعَبْدُ اللهِ بنُ دِيْنَار والزُّهْرِيُّ ويَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِت ورَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ الكِنْدِيُّ وسَلَمَةُ بنُ دِيْنَارٍ المَدِيْنِيُّ والحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ وعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ وعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ المَكِّيُّ وأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ؛، وخَلْقٌ سِوَاهُم.

- قَالَ عَنْهُ أَحْمَد: ثِقَةٌ ثِقَةٌ، مِنْ أَجَلِّ النَّاسِ وأَوْثَقِهِم.

- وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وأَبُو زُرعَةَ، والعِجْلِيُّ، والحَربِيُّ، والسَّاجِيُّ، وابْنُ حِبَان: ثِقَةٌ.

- وقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ.

- وقَالَ ابْنُ سَعدٍ: ثِقَةٌ، كَثِير الحَدِيثِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: مِنَ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ أَبُو صَالِحٍ بِالمَدِينَةِ سَنَةَ إِحدَى ومِائَةٍ (101 هــ).
 
توقيع : Mr. HATEM
(32) رِبْـــعِـــــيُّ بْـــنُ حِــــــــــرَاش

هُـــــوَ: رِبْعِيُّ بنُ حِرَاشِ بنِ جَحْشِ بنِ عَمْرٍو العَبْسِيُّ، أَبُو مَرْيَمَ الغَطَفَانِيُّ ثُمَّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، المُعَمَّرُ، مُجْمَع عَلَى ثِقَتِهِ وحِفْظِهِ وإِتْقَانِهِ، وكَانَ مِن عُبَّادِ أَهْلِ الكُوفَةِ وصَالِحِيهِم.

سَـمِـع مِـــن: عُمَرَ بنِ الخَطَّاب وعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وأَبِي مَسْعُوْدٍ البَدْرِيِّ وحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَان وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود وأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ وعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.

حَـدَّثَ عَـنْـــهُ: أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ومَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِر وعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْر ونُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْد ومُحَمَّد بن المُنْتَشِر بْن الأَجْدَع وحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، وآخَرُوْن.

- قَالَ عَنْهُ ابْنُ سَعدٍ، والدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّان: كَانَ مْن عُبَّادِ أَهْلِ الكُوفَةِ.

- وقَالَ اللاَّلْكَائِيُّ: مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، عَابِدٌ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: حُجَّةٌ، قَانِتٌ للهِ، لَم يَكْذِب قَطُّ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ رِبْعِيٌّ سَنَةَ إِحدَى ومِائَةٍ (101 هــ)، وقِيْلَ غَيْر ذَلِك؛ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
 
توقيع : Mr. HATEM
(33) الـضَّـحَّـــــــاكُ بْـــنُ مُـزَاحِـــــــمٍ

هُـــــو: الضَّحَّاكُ بنُ مُزَاحِمٍ الهِلاَلِيُّ أَبُو مُحَمَّد؛ الإِمَامُ.

كَانَ مِنْ أَوعِيَةِ العِلْمِ، وَلَيْسَ بِالمُجَوِّدِ لِحَدِيْثِهِ، وَهُوَ صَدُوْقٌ فِي نَفْسِهِ.

لَمْ يَلْقَ الضَّحَّاكُ ابْنَ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا)، إِنَّمَا لَقِيَ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ بِالرَّيِّ، فَأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِيْر.

ولَهُ بَاعٌ كَبِيْرٌ فِي التَّفْسِيْرِ، وكَانَ مِمَن عُنِيَ بِعلْمِ القُرآنِ عِنَايَةً شَدِيدَةً مَعَ لُزُومِ العِبَادَةِ والزُّهْدِ والوَرَعِ، وكَانَ يُعَلِّمُ ولاَ يَأْخُذُ أَجْراً.

مِن أَقْـوَالِــــهِ: حَقٌّ عَلَى كُلِّ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ أَنْ يَكُوْنَ فَقِيْهاً، وتَلاَ قَوْلَ اللهِ: {كُوْنُوا رَبَّانِيِّيْنَ بِمَا كُنْتُم تُعَلِّمُوْنَ الكِتَابَ}. [آلُ عِمْرَانَ: 79].

وَفَاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ الضَّحَّاكُ سَنَةَ خَمْسٍ ومِائَةٍ (105 هـــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.

 
توقيع : Mr. HATEM
(34) الـــشَّـــعْـــبِـــــــيُّ

هُــــــوَ: عَامِرُ بنُ شَرَاحِيْلَ بْنِ عَبْدِ بْنِ ذِي كِبَارٍ الهَمْدَانِيُّ اليَمِنِيُّ الأَصْل، أَبُو عَمْرٍو الكُوفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيهُ، القَاضِيُّ، عَلاَّمَةُ العَصْرِ.

أَدرَكَ خَمْسَ مِائَةٍ (500) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورَوَى عَن خَمْسِينَ ومِائَة (150) مِنْهُم، ورَأَى عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وصَلَّى خَلْفَهُ.

وسَمِعَ مِنْ عِدَّةٍ مِنْ كُبَرَاءِ الصَّحَابَةِ، مِنْهُم: سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ وسَعِيْدِ بْنِ زَيْدٍ بنِ عَمْرٍو وزَيْدِ بنِ أَرْقَمَ وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وأُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَة وأَبِي مَسْعُوْدٍ البَدْرِيِّ وأَبِي هُرَيْرَةَ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وعَبْدِ اللهِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو بنِ العَاصِ وأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ وعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ وجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ وعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ والمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ وكَعْبِ بنِ عُجْرَةَ وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَمُرَةَ وسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ والنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ والبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ وَبُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْبِ وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الأَنْصَارِيِّ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى والمِقْدَامِ بن مَعْدِ يْكَرِبَ وعَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، ومَيْمُوْنَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، رَضْيَ اللهُ عَنْهُم.

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ الشَّعْبِيُّ بِالكُوفَةِ فِي سَنَةِ سَبْع عَشْرَة (17 هــ).

وكَانَ ضَئِيْلاً، نَحِيْفاً، وُلِدَ هُوَ وَأَخٌ لَهُ تَوْءَماً، وكَانَ يُضْرَبُ بِحفِظِهِ المَثَلُ، لَم يُحَدِّثُه أَحَدٌ بِحَدِيثٍ إِلاَّ حَفِظَهُ مِن أَوَّلِ مَرَّة!! ووَلِيَ قَضَاءَ الكُوفَةِ فِي خِلاَفَةِ عُمَر بْن عَبْد العَزِيز، وكَانَت فِيِهِ دُعَابَـة.

- فَفِي يَوْمٍ.. لَقِيَهُ رَجُلٌ أَحوَلٌ، ومَعَ الشَّعْبِيّ امْرَأَة تَمْشِي، فَقَالَ الرَّجُل: أَيُّكُمَا الشَّعْبِيُّ؟ فَقَالَ: هَذِهِ، وأَشَارَ إِلَى المَرأَة!!

- وفِي مَرَّةٍ.. أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيْسَ؟ فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: ذَاكَ عُرْسٌ مَا شَهِدْتُهُ!!

قَالُواْ عَنْهُ:

- قَالَ مَكْحُوْلٌ الشَّامِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ.

- وقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَفْقَهَ مِنَ الشَّعْبِيِّ.

- وقَالَ دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ: مَا جَالَسْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ.

- وقَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: كَانَ ،واللهِ، فِيمَا عَلِمْتُ كَثِيرَ العِلْمِ، عَظِيمَ الحِلْمِ، مِنَ الإِسْلاَمِ بِمَكَانٍ.

- وقَالَ الزُّهْرِيُّ: العُلَمَاءُ أَرْبَعَةٌ: سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ بِالمَدِينَةِ، وعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ بِالكُوفَةِ، والحَسَنُ البَصْرِيُّ بِالبَصْرَةِ، ومَكْحُولٌ بِالشَّامِ.

- وقَالَ أَبُو حَصِيْنٍ الأَسَدِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ كَانَ أَفْقَهَ مِنَ الشَّعْبِيِّ.

- وقَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: مَا اجْتَمَعَ الشَّعْبِيُّ وإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ إِلا سَكَتَ إِبْرَاهِيمُ.

- وقَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلِ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ؛ وكَانَ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنَ الحَسَنِ.

- وقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: الشَّعْبِيُّ عالِمُ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّان: مِنَ الفُقَهَاءِ فِي الدِّينِ وجِلَّةِ التَّابِعِين.

- وقَالَ يَاقُوت الحَمَوِيُّ: كَانَ أَعْلَمَ خَلْقِ اللهِ بِأْشَعَارِ العَرَبِ وأَنْسَابِهَا وأَيَّامِهَا ووَقَائِعِهَا، وأَمَّا الفِقْه والأَخْبَار النَّبَوِيَّة، فَكَانَ فِيهِ أَوْحَد زَمَانِه وفَرْد أَوْانِهِ.

- وقَالَ ابْنُ خَلِّكَان: تَابِعِيّ جَلِيل القَدْرِ وَافِر العِلْمِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، مَشْهُورٌ، فَقِيهٌ، فَاضِلٌ.

رَوَى عَـنْـــهُ: الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ وحَمَّاد بْنُ أَبِي سُلَيْمَان ومَكْحُوْلٌ الشَّامِيُّ وأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ ودَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ وأَبُو حَنِيْفَةَ النُّعمَان وإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ وعَاصِمٌ الأَحْوَلُ ومَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الغُدَانِيُّ وعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ ومُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ ومُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ ويُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاق وابْنُ أَبِي لَيْلَى وعِيْسَى بنُ أَبِي عِيْسَى الحَنَّاطُ وعَبْدُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ المَنْتُوْفُ وأَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.

مِـن كَـلاَمِـــهِ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّمَا كَانَ يَطْلُبُ هَذَا العِلْمَ مَنِ اجْتَمَعَتْ فِيْهِ خَصْلَتَانِ: العَقْلُ والنُّسْكُ، فَإِنْ كَانَ عَاقِلاً، ولَمْ يَكُنْ نَاسِكاً، قَالَ: هَذَا أَمْرٌ لاَ يَنَالُهُ إِلاَّ النُّسَّاكُ، فَلَنْ أَطْلُبَهُ. وَإِنْ كَانَ نَاسِكاً، وَلَمْ يَكُنْ عَاقِلاً، قَالَ: هَذَا أَمْرٌ لاَ يَنَالُهُ إِلاَّ العُقَلاَءُ، فَلَنْ أَطْلُبَهُ.

- وقَالَ الشَّعْبِيِّ: مَا أَنَا بعالمٍ، ومَا أَتْرُكُ عَالِمًا.

- وقَالَ: "لاَ أَدْرِي": نِصْفُ العِلْمِ.

- وقَالَ: لَيْتَنِي أَنْفَلِتُ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لاَ عَلَيَّ ولاَ لِي.

- وقَالَ: مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْد نَبِيِّهَا، إِلاَّ ظَهَرُ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا.

- وقَالَ: حُبُّ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ، ومَعْرِفَةُ فَضْلِهِمَا مِنَ السُّنَّة.

- وقَالَ مَا كُذِبَ عَلَى أَحَدٍ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مَا كُذِبَ عَلَى عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الشَّعْبِيُّ بِالكُوفَةِ سَنَة أَرْبَعٍ ومِائَةٍ (104 هــ)، وقَدْ بَلَغَ سَبْعاً وثَمَانِيْنَ سَنَةً (87)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
توقيع : Mr. HATEM
عودة
أعلى