(56) الـــــــزُّهْــــــــــــــــــــــــــرِيُّ
هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ الزُّهْرِيُّ القُرَشِيُّ، أَبُو بَكْرٍ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، العَلَمُ، الثَّبْتُ، الحُجَّةُ، حَافِظُ زَمَانِه، وأَحَدُ أَكَابِرِ الفُقَهَاءِ بِالمَدِينَةِ.
يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الحِفْظِ؛ حَفِظَ القُرآنَ الكَرِيمَ فِي ثَمَانِيْنَ لَيْلَةً!!
وهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الحَدِيثَ وكَتَبَهُ، ومِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ سَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ، جَالَسَه ثَمَانِيَ سَنَوَاتٍ.
مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وخَمْسِيْنَ (56 هــ).
رَوَى عَـــنْ: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ (فِيمَا قِيل) وأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وكَثِيْرِ بنِ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وسَهْلِ بنِ سَعْدٍ وعَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ والسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ ومَحْمُوْدِ بنِ الرَّبِيْعِ وَمَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَزْهَرَ؛ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُم. وعَـــنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ ومَالِكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ وسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ وعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ وسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ وأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ وخَارِجَةَ بنِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ وأَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ وأَبَانِ بنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وعَامِرِ بنِ سَعْدٍ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ومُحَمَّدِ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ ومُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ وعَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ وأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ وقَبِيْصَةَ بنِ ذُؤَيْبٍ.
وحَـدَّثَ عَـنْـهُ أَئِـمَّـةُ الإِسْـلاَمِ: عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ وعَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ وقَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ وزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ ومَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ وأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ ويَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَأَبُو الزِّنَادِ وصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ وعُقَيْلُ بنُ خَالِدٍ وَبَكْرُ بنُ وَائِلٍ وعَمْرُو بنُ الحَارِثِ وابْنُ جُرَيْجٍ وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجِشُوْنِ ومَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ والأَوْزَاعِيُّ وشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ ومَالِكُ بنُ أَنَسٍ واللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ وسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وابْنُ إِسْحَاقَ وهُشَيْمُ بنُ بَشِيْرٍ وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ؛، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.
قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:
- قَالَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا سَاقَ الحَدِيْثَ أَحَدٌ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ.
- وقَالَ مَكْحُوْلٌ الشَّامِيُّ: الزُّهْرِيُّ أَعْلَمُ النَّاسِ.
- وقَالَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
- وقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا كَانَ إِلاَّ بَحْراً فِي العِلْمِ.
- وقَالَ رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً بَلَغَ مِنَ العِلْمِ مَا بَلَغَ الزُّهْرِيُّ.
- وقَالَ سُفْيَانٌ الثَّوْرِيُّ: كَانَ الزُّهْرِيُّ أَعْلَمَ أَهْلِ المَدِيْنَةِ.
- وقَالَ مَالِكٌ: الزُّهْرِيُّ، مَا لَهُ فِي النَّاسِ نَظِيْرٌ.
- وقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: مَا رَأَيْتُ عَالِماً قَطُّ أَجْمَعَ مِن الزُّهْرِيِّ، ولاَ أَكْثَرَ عِلْماً مِنْهُ؛ وكَانَ مِن أَسْخَى النَّاسِ.
- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: الزُّهْرِيُّ أَحْسَنُ النَّاسِ حَدِيْثاً، وأَجْوَدُ النَّاسِ إِسْنَاداً.
- وقَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِينِيُّ: لَهُ نَحْو أَلْفَي حَدِيثٍ.
- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَسْنَدَ الزُّهْرِيُّ أَكْثَرَ مِن أَلْفِ حَدِيثٍ عَنِ الثِّقَاتِ.
- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كان الزُّهْرِيُّ ثِقَةً، كَثِيرَ الحَدِيثِ والعِلْمِ والرِّوَايَةِ، فَقِيهاً جَامِعاً.
- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مِن أَحْفَظِ أَهْلِ زَمَانِهِ لِلسُّنَنِ، وأَحْسَنِهِم لَهَا سِيَاقاً، وكَانَ فَقِيهاً فَاضِلاً.
- وقَالَ ابْنُ مَنْجُويه: رَأَى الزُّهْرِيُّ عَشْرَةً مِن أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وكَانَ مِن أَحْفَظِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وأَحْسَنَهُم سِيَاقاً لِمُتُونِ الأَخْبَارِ، وكَانَ فَقِيهاً فَاضِلاً.
- وقَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ مِن أَئِمَّةِ الإِسْلاَمِ.
- وقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: أَحَدُ الفُقَهَاءِ والمُحَدِّثِينَ، والأَعْلاَمِ التَّابِعِينَ بِالمَدِينَةِ.
- وقَالَ الصَّفَدِيُّ: أَحَدُ الفُقَهَاءِ المُحَدِّثِينَ بِالمَدِينَةِ، حَافِظ زَمَانِهِ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: الفَقِيهُ، الحَافِظُ، مُتَّفَقٌ عَلَى جَلاَلَتِهِ وإِتْقَانِهِ.
- وقَالَ ابْنُ الجَزَرِيُّ: أَحَدُ الأَئِمَّةِ الكِبَارِ، وعَالِمُ الحِجَازِ والأَمْصَارِ.
- وقَالَ السُّيُوطِيُّ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
مِـن أَقْـوَالِــــهِ:
- قَالَ الـزُّهْــرِيِّ: الاِعتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ.
- وقَالَ: أَمِرُّوا أَحَادِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا جَاءتْ.
- وقَالَ: إِنَّمَا يُذْهِبُ العِلْمَ النِّسْيَانُ، وَتَرْكُ المُذَاكرَةِ.
- وقَالَ: إِذَا طَالَ المَجْلِسُ، كَانَ لِلشَّيْطَانِ فِيْهِ نَصِيْبٌ.
- وقَالَ: لاَ يُرضِي النَّاسَ قَوْلُ عَالِمٍ لاَ يَعْمَلُ، ولاَ عَمَلُ عَامِلٍ لاَ يَعْلَمُ.
- وقَالَ الزُّهْرِيُّ: ثَلاَثٌ إِذَا كُنَّ فِي القَاضِي، فَلَيْسَ بِقَاضٍ: إِذَا كَرِهَ المَلاَمَ، وأَحَبَّ المَحَامِدَ، وكَرِهَ العَزْلَ.
- وقَالَ: العَمَائِمُ تِيْجَانُ العَرَبِ، والاِضطِجَاعُ فِي المَسْجِدِ رِبَاطُ المُؤْمِنِيْنَ.
- وقَالَ: الحَافِظُ لاَ يُوْلدُ إِلاَّ فِي كُلِّ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مَرَّةً.
وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَربَعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (124 هــ)، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وسِتِّينَ سَنَـةً (68)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.