بـسْـم الله مَـا شـَـاءَ الله
لا قـُـوَّة َإلاَّ بـالله
الأخـتُ نـُووف جاءَتْ بالـرَّخـاء وأثـْنـَتْ
فـَقـَـدْ أتانِـي الخـَيْـرُ ، والـبـَرَكـَة ُحـَـلـَّتْ
فـَـلـَكِ يا أخـْـتـَـاه شـُــكـْري وتـَـقـْـديــري ، واحـْـتـرامِـي وامْـتِـنـَـــــانِـي
وأرُدُّ لـَكِ خـَيْـرًا بـخـَيْـرك ، وإنْ كانَ خـَيْـرُكِ أوْفـَى وأوْلـَى بـعِـرْفـَانِـي
...
مـا الـفـَرقُ بـَيـْـنَ كـَلِـمَـةِ : " مـَا شـَــاءَ " ، وكـَلِـمَـةِ : " مَـشـَاء " ؟
إذا ما رأيْـنـا أحـَدًا يـكـْتـُبُ الـكـَلِـمَـة َ هـَكـِذا " مَـشـَـاء " فـهـُوَ بـَيْـن أمـْرَيْـن
إمـَّـا أنـَّهُ قـَـدْ أخـْطأ ، وإمـَّـا أنـَّـهُ سـَـبـْقُ قـَـلـَم ، فـإنْ كانَ سـَـبْـقُ قــَلـَم ، فالإشـَارَة ُتـَكـْفِـيـه
وأمـَّـا إنْ كـانَ قــَد أخـَطـَـأ ، فـنـَقـْـتـدي فِـيـهِ بـقــَوْل ِالـنـَّبـيِّ صَـلـَّى اللهُ عَـلـَيْـهِ وسَـلـَّمَ
حِـيـنَ قـَالَ : " أرشـِـــدُوا أخـَـاكـُـم فـإنـَّـهُ قــَدْ ضـَـلَّ "
فـأقـُـولُ وبـاللهِ الـحَــوْلُ والـقـُــوَّة ُ، وعـَلـَيْـهِ الـتـُّـكـْلان : إنَّ مـَادَّة " مـشـى " يـَنـْـدَرجُ تـَحْـتـَهَـا
أشـْـيـاءٌ عِـدَّة مِـنـْهَـا : الـمَـشـْيُ ، وهـُـوَ مَـعـْروف ، مِـنْ " مَـشـَى يَـمْـشِي مَـشْـيـًا " والاسْـــمُ مِـنـْهـا " الـمِـشـْـيـَة "
ومِـنـْهًـا : الـمَـاشِــيـَة ُ ، وهـُوَ اسْـمٌ يـَقــَـعُ عـَلـى الإبـل والـبـَقــَـر والـغـَـنـَم ، وأكـْثـَـرُ مـا يـُسْــتـَعـْمَـلُ فِـي الـغـَـنـَم
والـمَـاشِــــيـَة ُاسْـــمُ فـاعِـــل ، مُـشـْـــتـَق مِــنَ الـكـَـثـْـرَةِ ، تـَقــُـولُ : مـَشـَــتْ إبـِـلُ فـُــلان ، أوْ : مـَشـَــتْ
غـَـنـَمُ فـُـلان تـَمـْشِـي مَـشـَـاءً إذا كـَـثـُرَتْ ، وتـَقـُولُ : مَـشـَـتِ الـمَـرْأةُ تـَمْـشِـي مَـشَـاءً إذا كـَـثـُرَ وَلـَدُهـَا
ولـَيْـسَ مِـنْ ذلِـكَ " مَـشـَى زيـزوم ، ومَـشـَى أحْـمَـدُ زلـمـة ، ومَـشـَـتْ نـُووف " فإنـَّهُ مِـنَ " الـمَـشـْي "
فـأصـْـلُ " الـمَـشـَـاءِ " : الـنـَّمـَـاءُ ، والـكـَـثـْرَة ُ ، والـتـَّنـَـاسـُـل ، وهـَـذا هـُـوَ بـَيـْـتُ الـقـَصِــيـد
فـاللهُ واحِـدٌ أحَـدٌ فـَـرْدٌ صَـمَـد ، لـَمْ يـَلِـدْ ولـَمْ يـُولـَدْ ، ولـَمْ يـَكـَنْ لـَهُ كـُفـُـوًا أحـَـد ، فـَـشـَـتـَّانَ مـا بَـيْـنَ
قـَـوْلِـكَ " مـا شـَـاءَ اللهُ " ، وبـَيْـنَ قــَوْلِـكَ " مـَشـَــاء " بـإسْـقـاطِ الألِـف فـإسـْـقـاطـُ الألِـفِ
قــَد أسْــقـَطـَ الـمـَعـْـنـَى الـذي كـُنـْـتَ تـَصْــبـُو إلـِيْـه
هـذا وعـَلـى اللهِ قـَصـْـدُ الـسَّــبيل
ـــ
( مـُـلاحَـظـَة هـَامـَّة وجَـدِيـرَة بالـذكـر )
فـإنَّ مـَا ذكـَـرْتـُـهُ آنـِفـا لـَمْ يـَكـُنْ مـُوَجـَّهَــًا لِـلأخـْتِ الـفـاضِـلـَةِ
ولـكـِنـَّهُ مُـوَجـَّـهٌ لأعـْضـَاءِ الـمُـنـْتـَدَى الـكِـرام كـافـَّة ، وأخـُصُّ مِـنـْهـُم مَـن لـَمْ يكـُنْ عِـندهُ
عِـلـْمٌ بمـا ذكـَـرْتُ ، أمـَّا عـَـن الأخـْـت الـفاضِـلة نــُووف فأعـْتـقِـدُ أنـَّهُ سَــبْقُ قـَـلـَم
ومَـن أرادَ الـزيـادَة فـبـَحـْـري بـإذن اللهِ زاخـِـر فـانـْهَـلـوا مِـنــْـهُ ما شِـــئـتـُم
ومـَا قـَصـَدْتُ بـهِ إلاَّ وَجـْهَ مـَـوْلايَ وخـَـالِـقِـي
فـعـَلـَيْـهِ الأجـْر، وإلـَيْـهِ الـمَـصِـيـر
والـسـَّــــــــلام
ــ