غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي



معظمنا يعرف الأعاصير أو العواصف الهوائية الحلزونية جيدًا، والتي عادةً ما تتشكل فوق مياه المحيطات الدافئة في المناطق المدارية وتختلف في شدتها ودرجة تأثيرها. فتقاس شدتها من الدرجة الأولى إلى الخامسة على مقياس فوجيتا لشدة الأعاصير. أما الأعاصير النارية –وتُعرف أيضًا بالزوابع النارية أو الشياطين النارية– فهي غير معروفة لكثيرين لعدة أسباب؛ أولها ندرتها وثانيها أنها تتكون في بيئات يتجنبها الناس أو يفرون منها، مثل حرائق الغابات. ولعل بعضنا شاهدها لأول مرة في الصور والفيديوهات الخاصة بحرائق كاليفورنيا التي اندلعت في يناير 2025.

لحسن الحظ، الأعاصير النارية أقرب إلى الزوابع وليس الأعاصير، فالزوابع أضعف كثيرًا من الأعاصير من الدرجة الأولى. والزوبعة النارية هي كتلة من الهواء تحمل معها الحرارة والرماد والنار وتدور بسرعة كبيرة حول محور مركزي. ويصعُب دراسة هذه الظاهرة لصعوبة اقتحام العلماء للنيران بأنفسهم أو معداتهم.

غالبًا ما تنشأ الأعاصير النارية مصاحبة لحرائق للغابات؛ إذ تتسبب الحرارة الناجمة عن الحريق في إنشاء نظام للرياح خاص بها. فتتصاعد الحرارة من الحرائق بسرعة على نحو متواصل، وعندما تصعد الحرارة والهواء الدافئ إلى الأعلى تتبقى منطقة فارغة، ويأتي الهواء الملامس للحريق ليملأ تلك المنطقة الفارغة، وهنا ينشأ تيار هوائي صاعد قد يُؤدي إلى حدوث زوبعة نارية.

وعند يتصاعد دخان الحرائق، يتكثف بخار الماء عندما يصل إلى طبقات الجو العليا، لتتكون سحب تعرف باسم السحب النارية. وفي حال كان الحريق ضخمًا، قد تؤدي السحب النارية إلى حدوث البرق مسببةً لحرائق أخرى، أو قد تؤدي إلى حدوث رياح قوية تسبب انتشار الحريق.

ومن الحقائق المعروفة عن الأعاصير النارية أن ارتفاعها يتراوح من 91 إلى 122 مترًا، في حين يتراوح عرضها من 6 أمتار إلى 15 مترًا. وتبلغ درجة الحرارة بداخل عمود الهواء 1093 درجة مئوية، أما سرعة الرياح فتتراوح من 161 إلى 483 كيلو مترًا في الساعة، وتستغرق المدة الزمنية للأعاصير النارية عدة دقائق وتصل إلى ساعة

تحدث الأعاصير النارية في الظروف القاسية وتزيد من حدة الحرائق، ومن أشهرها حريق بيشتيجو العظيم الذي حدث عام 1871 ، ويعد من أسوأ الحرائق في تاريخ الولايات المتحدة. ففيه حدثت رياح قوية في الصيف الجاف، حولت حرائق صغيرة في البراري إلى حريق هائل، وبما أن بيشتيجو في منطقة تشمل هياكل خشبية وأخشاب مقطوعة وأكشاك الصنوبر، وجدت النيران ما يغذيها. ولوحظت الزوابع النارية في حريق باليسيديز في كاليفورنيا يوم 10 يناير 2025، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 112 كيلومتر/ الساعة

