malek bennabi
زيزوومي جديد
- إنضم
- 6 أغسطس 2025
- المشاركات
- 34
- مستوى التفاعل
- 78
- النقاط
- 40
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
يقول الله تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}ال عمران103
يقول الله تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} الحجرات: 10ويقول تعالى: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} سورةالزخرف67
ويقول تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} التوبة: 71.
والأخوة في الله من أوثق عرى الإيمان، وقد ثبتت رابطة الأخوة بين المؤمنين بقوله تعالى ذكره: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} الحجرات: 10 . ويصف الله تعالى حال المؤمنين الصادقين بقوله: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} التوبة: 71.
الأخوة في الله واجب ديني وفريضة شرعية وعلاقة حقيقية عميقة، ليست مجرد شعور نفسي أو تنظير فلسفي أو علاقة اجتماعية عابرة، بل هي مجموعة من السلوكيات والأعمال، تنبع من مسؤولية ذاتية، تدفع صاحبها لأداء حقوق وواجبات مترتبة عليه.الأخوة حياة الروح وروح الحياة، فالأداء العملي التطبيقي للحقوق والواجبات المتبادلة انعكاس فعلي للأخوة الصادقة، وبقدر تأدية هذه الحقوق أو ضعفها والإخلال بها، تدوم الأخوة وتستمر أو تنفصل وتنخرم، فادعاء الأخوة إذا لم تحققه الفعال وتُقم عليه البينات فأصحابه أدعياء!
وما المرء إلا بإخوانه * كما تقبض الكف بالمعصم
ولا خير في الكف مقطوعة * ولا خير في الساعد الأجذم
الأخوة حب في الله :ـولا خير في الكف مقطوعة * ولا خير في الساعد الأجذم
هو أن يحب كل منا في الآخر ما يحبه الله فيه فلا يحب أحدنا الآخر لذاته بل لما فيه من صفات يحبها الله عز وجل فالذي يستحق أن يحب لذاته هو الله عز وجل وأي حب آخر ينبغي أن يكون تابعا له .
فنحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله يحبه وأمرنا بحبه ونحب المسلمين ونكره الكافرين لذاك أيضا ..
بل إننا نحب المسلم الملتزم بأوامر الله أكثر من المسلم العاصي المقصر في جنب الله ، ونحب المؤمن القوي أكثر من المؤمن الضعيف لأن الله يحب فيه القوة ، ونحب أهل المساجد المحافظين علي الجمع والجماعات وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر ممن لا يحافظون علي ذلك .
فإذا تبين ذلك ، فلا يجوز لنا أن نفضل إنسانا عن آخر إلا بهذا المقياس فلا نفضل ولا نقرب شخصا ما علي آخر لأن نفوسنا تميل إليه أكثر ، وكذلك لا نبتعد عن شخص ما إلا بمقدار ما فيه من صفات يبغضها الله عز وجل .
فكما يقول ابن تيمية رحمه الله : وليس للخلق محبة أعظم ولا أكمل ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم ، وليس في الوجود ما يستحق أن يحب لذاته من كل وجه إلا الله تعالي ، وكل ما يحب سواه فمحبته تبعا لحبه ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلمإنما يحب لأجل الله ويطاع لأجل الله ، ويتبع لأجل الله كما قال تعالي{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)}) [آل عمران ] .
وفي الحديث ( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي ) رواه مسلم .
حقوق وواجبات :
الأخوة في الإسلام ليست من نوافل القول، بل هي أساس وعقيدة راسخة في النفس.. قال المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلمٍ كربة فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة" (رواه البخاري ومسلم).
وقد روى الامام مسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: "حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه".
وعن أنس- رضي الله عنه- أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "أربع من حقِّ المسلمين عليك، أن تُعين محسنهم، وأن تستغفر لمذنبهم، وأن تدعو لغائبهم، وأن تجب تائبهم".
وقد ذكر بعض السلف حقوق الأخوة: حق في المال، والنفس، وفي اللسان، والقلب بالعفو والدعاء، والإخلاص والوفاء، وأعلى هذه الحقوق الإيثار.
في الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ: بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ"، وفي رواية لمسلم "وَإِرْشَادُ الضَّالِّ، بَدَلَ إِبْرَارِ الْقَسَمِ".
كان أعرابي بالكوفة وكان له صديق وكان يظهر له مودة ونصيحة فاتخذه الأعرابي من عدده للشدائد إذ حزب الأعرابي أمر فأتاه فوجده بعيدا مما كان يظهر للأعرابي فأنشد يقول:
إِذَا كَانَ وُدُّ الْمَرْءِ لَيْسَ بِزَائِدٍ *** عَلَى مَرْحَبًا أَوْ (كَيْفَ أَنْتَ) وَحَالُكَا
اوَلَمْ يَكُ إِلا كَاشِرًا أَوْ مُحْدِثًا *** فَأُفٍّ لِوُدٍّ لَيْسَ إِلا كَذَلِكَا
لِسَانُكَ مَعْسُولٌ وَنَفْسُكَ بَشَّةٌ *** وَعِنْدَ الثُّرَيَّا مِنْ صَدِيقِكَ مَالُكَا
فَأَنْتَ إِذَا هَمَّتْ يَمِينُكَ مَرَّةً *** لِتَفْعَلَ خَيْرًا قَاتلَتْهَا شِمَالُكَا
وسائل تقوية الأخوة في الله :
1ـ أن تكون الأخوة خالصة لله :ـ
وذلك أن يتنزه المتآخون من كل مصلحة ذاتية ويتجردوا من كل منفعة شخصية ،عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ (ﷺ): أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ؟ قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ : لاَ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ)[رواه مسلم] .
2- أن تكون الأخوة في الله مقرونة بالإيمان والتقوى...
وذلك بأن ينتقي المسلم من الأصحاب نؤمنهم ، وأن يختار من الأصدقاء أتقاهم وأحسنهم أخلاقا . يقول تعالي {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ(67)} [الزخرف ].
3- أن تكون الأخوة ملتزمة منهج الإسلام بإتباع الكتاب والسنة والبعد عن الخرافة والبدعة ،
إلي هذا أشار النبي (ﷺ) {ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه }.
ومن أجل هذا ... وفي ظلال هذه الأخوة والحب في الله كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتي يقرأ أحدهما علي الآخر سورة العصر ثم يسلم أحدهما علي الآخر ، فكانا يتعاهدان علي الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر .
4- أن تكون الأخوة قائمة على النصح لله ولعباده :ـ
وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{الدين النصيحة: قالها ثلاثا، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال:لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم} رواه مسلم.
ولا بد من أن نشير هنا إلى بعض آداب التواصي، والنصح: كأن يكون سرًّا وبالحكمة والموعظة الحسنة، وبأسلوب رقيق، يقول بعض السلف "أد النصيحة على أكمل وجه واقبلها على أي وجه".
5- سلامة الصدر: وسيلة في غاية الأهمية لتقبل ما يبدر عن الآخرين دون حقدٍ أو ضغينةٍ أو سوء نية، وكذلك لحمل الأشياء على معانيها الحسنة.. قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "لا تقاطعوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، لا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث" (رواه البخاري).
وعن عبد الله بن عمرو: "قيل يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان"، قيل صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي، لا إثمَ فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد" (رواه ابن ماجة).
6- معرفة الفضل: قال تعالى: ﴿وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ (البقرة)، فمعرفة المسلم لفضل أخيه، بل ومحاولته البحث له عن فضل تجعله يحبه، ويتقبل منه، ويسمع له بدلاً من أن ينفر منه، ويتجنب لقاءه، فإذا بحث كل واحد منا عن فضلٍ لأخيه فسوف يزدهر العمل، ويحس بقيمة أخيه وتأثيره وفضله.
7- التسامح والتراحم: يجب أن يكون ديدن العاملين للإسلام هو التسامح والتراحم حتى لمَن ظلمهم، فما بالنا بأبناءِ الصف الواحد؟
فينبغي أن يعذر بعضنا بعضًا، وأن يسامح بعضنا بعضًا، وأن نتراحم فيما بيننا.. وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل عمران: من الآية 159).. وفي الحديث: "مَن اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل منه كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس" (رواه بن ماجة)، وفي رواية: "من تنصل إليه فلم يقبل لم يرد الحوض" (الطبراني)
منازل المتحابين في الله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ قَالَ هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» (رواه أبو داود).
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ وَأَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَنْكَحَ لِلَّهِ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ» (رواه الترمذي).
ويقول صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» (متفق عليه).
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (متفق عليه).
قصص خالدة عن الاخوة في الله:
_ضُرب في الصحابة -رضوان الله عليهم- والتابعين خير مثال في الحب والمؤاخاة في الله -تعالى-، فهذا عبد الرحمن بن عوف لمَّا قدم المدينة آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري وكان سعد غنياً فعرض على عبد الرحمن نصف ماله.
_تسابق الأنصار بإظهار الحفاوة بإخوانهم من المهاجرين فقالوا نتقاسم معكم النخيل، لكن المهاجرين رفضوا ذلك حتى لا يثقلوا على إخوانهم، فقال الأنصار تكفوننا المؤونة ونشارككم في الثمر فوافق المهاجرون في مشهد يفيض بالمودة والتكافل الذي تأسس عليه المجتمع المدني.
_يعرض عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- وهو معتكف في المسجد على رجل رآه في ضيق وهم أن يمشي له في حاجته، فقال له الرجل كيف وأنت معتكف في المسجد! فقال له ابن عباس -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من مشى في حاجة أخيه وبلغ فيها -أي قضاها- كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين).رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن ابن عباس
_كان عمر بن الخطاب إذا تذكر الرجل من إخوانه في الليل يقول: يا طولها من ليلة، حتى يصلي الفجر فإذا لقي أخاه عانقه، وروي عنه أنَّه لما ذهب إلى الشام لقيه أبو عبيده ففاض دمعه -رضي الله عنه- وعانق أبا عبيدة وقبَّل يده من شدة شوقه إليه، وخرج ابن مسعود -رضي الله عنه- إلى إخوان له فلما رآهم قال أنتم جلاء حزني.
_كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يتعانقون عند قدوم المسافر منهم وكانوا يتزاورون ويتصافحون وتفيض وجوههم بالبشاشة عند اللقاء، وكانوا يخصون بعضهم البعض في الدعاء، فهذا أبو الدرداء -رضي الله عنه- يخص الكثير من إخوانه في الدعاء يسميهم بأسمائهم وكذلك كان حال السلف الصالح فقد كان أحمد بن حنبل يسمي أصحابه في دعائه في السَحر.
_ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، قال هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله أحبك كما أحببته فيه).رواه مسلم
_ ورد عن عمر بن الخطاب في السيرة أنه لما صلى الفجر قال: أين معاذ؟ قال: هأنذا يا أمير المؤمنين. قال: تعال، لقد تذكرتك البارحة فبقيت أتقلب على فراشي حباً وشوقاً إليك، فتعال، فتعانقا وتباكيا.
_ ورد أن عمر بن الخطاب -رضي الله- عنه كان يتناوب هو وأخاه الأنصاري؛ على التناوب في حضور مجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- فيأتي من حضر المجلس بالذكر والشرائع ويخبر بها الآخر، والآخر يقوم بقضاء ما يحتاجان في ذلك اليوم من أمور الدنيا.
_ يقول ابن المبارك إذا ودع أصحابه وأحبابه وإخوانه وهو يبكي: (وخفف وجدي أن فرقة واحدة فراق حياة لا فراق ممات).
_ يقول أبو الدرداء -رضي الله عنه-: (إن من إخواني من أدعو لهم في السحر وأسميهم).
_يقول الإمام أحمد لابن الشافعي: (أبوك من الذين أدعو الله لهم في السحر).
_ قال أنس -رضي الله تعالى عنه- عندما سمع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: (المَرْءُ مع مَن أحَبَّ)،رواه الشيخان قال: فأنا والله أحب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم).
_ سأل بعض التابعين بعض تلاميذه: (كيف محبتكم في الله؟ قالوا: الحمد لله، نتحاب ونتآخى في الله، قال: أيمد أحدكم يده إلى كُمَّ أخيه، فيأخذ منه ما يشاء ويدع ما يشاء؟ قالوا: لا، قال: إذاً أين المحبة؟).
_يقول الإمام أبو حازم الأعرج -رحمه الله تعالى-: لقد رأيتنا عند زيد بن أسلم أربعين فقيهاً أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا، وما رأيت في مجلسه متجادلين ولا متنازعين في حديثٍ لا ينفعنا.
اللهم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى واجعلنا ممن يحبون إخوانهم وممن قال فيهم تعالى
