محمود الاسكندرانى

زيزوومي VIP
نجم الشهر
إنضم
21 يناير 2024
المشاركات
246
مستوى التفاعل
338
النقاط
1,250
الإقامة
مصر - الاسكندريه
غير متصل

764648558.gif

13844341312.png

الطلاق غير الطبيعي
حين تفشل البداية، لا تستقيم النهاية

في ظل التغيرات العميقة التي طرأت على الأسرة الحديثة، لم يعد الطلاق ظاهرة نادرة أو طارئة، بل أصبح مشهدًا مألوفًا يتكرر في أوساط متعددة. غير أن الكارثة ليست في كثرة الطلاق بقدر ما هي في "غرابة شكله" وتوقيته وأسبابه. لقد أصبح الطلاق اليوم امتدادًا طبيعيًا لبناءٍ غير طبيعي، ونهايةً متوقعة لمسار بدأ مختلًا منذ اللحظة الأولى.

أسرة غير طبيعية... فكيف يكون طلاقها طبيعيًّا؟
حين تنشأ الأسرة في ظروف غير طبيعية:
• من تأخر مفرط في سن الزواج.
• وضغوط مادية مَرَضيّة.
• وانفصال وجداني بين الأجيال.
• ومفاهيم مغلوطة عن الاستقلالية والمساواة والمكانة.

وحين يتم الزواج في توقيت غير سليم، بعيدًا عن السنّ الفطري والميل النفسي الطبيعي، محاطًا بحواجز نفسية واجتماعية وثقافية، ومجردًا من البساطة والرحمة والتكامل...

وحين تعيش الأسرة بعد الزواج حياة غير طبيعية: عزلة اجتماعية، غياب للتقدير، منافسة داخل البيت بدل المودة، غربة روحية بين الزوجين، كل ذلك يؤدي حتمًا إلى انهيار غير طبيعي.

ثم ننتظر بعد ذلك أن يكون الطلاق طبيعيًا؟

الطلاق الطبيعي... حين يكون الودّ باقٍ رغم الانفصال.

تأملوا هذا المشهد من التراث:

"وطلق رجل امرأته، فلما أرادت الارتحال قال لها:
اسمعي وليسمع من حضر، إني والله اعتمدتك برغبة، وعاشرتك بمحبة، ولم أجد منك زلة، ولم يدخلني عنك ملة، ولكن القضاء كان غالبًا.

فقالت المرأة:
جزيت من صاحب ومصحوب خيرًا، فما استقللت خيرك، ولا شكوت ضيرك، ولا تمنيت غيرك، ولا أجد لك في الرجال شبيهًا، وليس لقضاء الله مدفع، ولا من حكمه علينا ممنع".

هذا هو الطلاق في صورته الراقية: حين تكون العلاقة قائمة على الاحترام، والفراق مؤسس على الرضا بالقضاء، لا على الكراهية والتشهير والتنكيل.

لكن هذه الصورة لا يمكن أن تخرج إلا من بيئة صحية، من أسرة نُسجت على المودة، حتى إن غلبها القضاء، لم تنقطع فيها الألفة.

نحن بحاجة لإصلاح البدايات لا نهاياتها فقط الطلاق الموجع، المؤذي، الدموي في صوره النفسية والاجتماعية والحقوقية، ليس إلا نتيجة طبيعية لاختلال منظومة الزواج من الجذور. فلا يمكن أن نبني زواجًا على وهم، ثم نُطالب أن ينتهي بسلام.

لكي نُصلح الطلاق، لا بد أن نُصلح الزواج، وأن نعيد الاعتبار للأدوار الطبيعية، والتكامل الفطري، والتقدير المتبادل، والبساطة التي تجعل الزواج مَسكنًا، لا ميدانًا للصراع.

خاتمة: من أجل طلاق كريم... فلنبدأ بزواج كريم.

الطلاق ليس نهاية مأساوية دائمًا، بل قد يكون حلاً، وقد يكون رحمة، إن تم في إطار من الاحترام والتقدير. لكن حتى نصل إلى ذلك، لا بد أن تُبنى البيوت على أسس صحيحة، وأن نُعيد النظر في ثقافة الزواج التي نربي أبناءنا عليها.

فالأسرة التي تُنشأ في بيئة طبيعية، وتُدار بحكمة ورحمة، إذا افترقت – لا قدّر الله – افترقت بسلام... وذكرى طيبة.

د. محمد موسى الأمين​
13844341312.png

 

الطلاق غير الطبيعي وثقافته المعاصرة :



مقالك قويّ ومحفّز للتفكير، ويطرح رؤية عميقة حول أزمة الطلاق في المجتمعات المعاصرة،
خاصة عندما يكون نتيجة لخلل في البنية الأساسية للزواج. إليك تحليلًا وتطويرًا لأفكارك مع بعض الإضافات المقترحة:

1.​

  • الزواج كـ"مشروع فاشل من البداية": يمكنك تعميق الفكرة بأن بعض الزيجات تُبنى على "إنقاذ الوضع" (الهروب من العنوسة، الضغط الاجتماعي، التخلص من الفقر، etc.)، مما يجعلها أشبه بصفقة هشّة لا علاقة إنسانية.
  • مؤشرات الاختلال المبكر: مثل غياب الحوار قبل الزواج، أو اختزال العلاقة في الماديات، أو الزواج تحت وطأة الصدمات (مثل زواج ما بعد الطلاق السريع).

2.​

  • الفردانية vs. التكافل: تأثير العولمة وثقافة الاستهلاك التي حوّلت الأسرة من "كيان متكامل" إلى "شركة مصالح". هنا، يصبح الطلاق مجرد "إفلاس" لتلك الشركة.
  • وسائل التواصل الاجتماعي: كيف خلقت تصورات غير واقعية عن الزواج المثالي، مما زاد من عدم الرضا و"النزق العاطفي".

3.​

  • النموذج التراثي الذي ذكرته يعكس ثقافة "الوعي بالآخر" حتى في لحظة الفراق. لكن اليوم، تحوّل الطلاق إلى معركة حقوقية (حضانة، نفقة، تشهير) تُذكّيها القوانين أحيانًا وثقافة الانتقام.
  • مقترح عملي: التوعية بـ"اتفاقيات ما قبل الزواج" التي تنظم حقوق الطرفين حال الانفصال، ليس كتشاؤم، بل كمسؤولية.

4.​

  • التأهيل النفسي والاجتماعي قبل الزواج: دور المؤسسات التعليمية والدينية في تعليم مهارات التواصل، لا فقط الفقه الزواجي.
  • إعادة تعريف "النجاح الزواجي": أن لا يُقاس بمجرد الاستمرار، بل بجودة العلاقة، حتى لو انتهت بسلام.
  • تمكين الشباب اقتصاديًّا: لئلا يُجبروا على تأخير الزواج أو اختيار شريك غير مناسب تحت ضغط الحاجة.

5.​

  • هناك حالات يكون فيها الطلاق خلاصًا من علاقة سامة (عنف، خيانة، etc.). هنا، المطلوب هو "تقنين الكراهية" بضوابط أخلاقية وقانونية.
  • ذكر نماذج من الطلاق الذي كان بداية حياة جديدة للطرفين (بدون تقديمه كحل سحري، لكن كواقع معقد).

6.​

"الطلاق غير الطبيعي هو جرس إنذار يفضح أمراضنا الاجتماعية قبل أن يكون فشلًا فرديًّا. إنه مرآة تعكس اختلالاتنا في فهم الحب،
والمسؤولية، وحتى الحرية. فلنصلح الزواج، لكن دون أن نجلد أنفسنا حين يصبح الفراق ضرورة. فالكريم ليس فقط من يحسن البدايات، بل من يُحسِن النهايات أيضًا."

مقالك يمسّ جوهر الأزمة الأخلاقية والاجتماعية للأسرة المعاصرة، والتركيز على "إنسانية الفراق" فكرة ثرية تحتاج لمزيد نشر.






















.
 
أخي الغالي


يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي



بارك الله فيك فقد أثرت موضوع يمس جميع الأسر المسلمة , طامة كبيرة انتشرت بكثرة بمجتمعات العربية والاسلامية

الطلاق..!! آفه منتشره والسبب بمعظم الذين او اللاتي يطلبون الطلاق وهذا مرده لعدم وجود الوازع الديني والاخلاق الإسلامية

من لاخلّق له لا دين له..!!

نعم.. يُعتبر الطلاق في بعض الأحيان آفة أو مشكلة اجتماعية تؤثر سلباً على الأفراد والأسر والمجتمع ككل. فالطلاق قد يؤدي إلى تفكك الأسرة، وضياع الأبناء، وزيادة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. ومع ذلك، هناك حالات يكون فيها الطلاق هو الحل الأفضل والأكثر ملاءمة للأطراف المتضررة.

ولا حول ولاقوة الا بالله , والمتضررون الوحيدين هم الأبناء..!!


أحسنت اخي الغالي

تحياتي وتقديري لشخصك الكريم
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
 
توقيع : alranteesi
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
 
توقيع : (Microsoft)
عودة
أعلى