غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

قاعدة ربانية للعباد للراحة والطمأنينه والسكينة عند التمكين
القول في تأويل قوله تعالى :-
( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ( 41 ) )

ويعني بقوله : ( إن مكناهم في الأرض ) إن وطنا لهم في البلاد ، فقهروا المشركين وغلبوهم عليها ، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول : إن نصرناهم على أعدائهم وقهروا مشركي مكة ، أطاعوا الله ، فأقاموا الصلاة بحدودها ، وآتوا الزكاة : يقول : وأعطوا زكاة أموالهم من جعلها الله له ( وأمروا بالمعروف ) يقول : ودعوا الناس إلى توحيد الله والعمل بطاعته وما يعرفه أهل الإيمان بالله ( ونهوا عن المنكر ) يقول : ونهوا عن الشرك بالله ، والعمل بمعاصيه ، الذي ينكره أهل الحق والإيمان بالله ( ولله عاقبة الأمور ) يقول : ولله آخر أمور الخلق ، يعني أن إليه مصيرها في الثواب عليها ،
والعقاب في الدار الآخرة .

قال بعض أهل التأويل . بأنه منهج خير أمة
ويشير عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر إلى أن القرآن الكريم يرشدنا إلى مكانة أمتنا كخير أمة أخرجت للناس، فهي لم تؤت هذه الخيرية إلا لتمسكها بدينها، ولحملها راية التوحيد في الأرض وبقية الإيمان فيها دعوة بالخير والحق، وتثبيتا لأصول الإيمان الصحيح بالله الواحد الأحد أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، وإقامة للدين، وحراسة لحدوده، وذوداً عن حماه
وقد توعد الله تعالى الذين يتخلون عن إقامة دينه، ولا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر بحياة بائسة في الدنيا ومصير مظلم في الآخرة فقال سبحانه: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى . قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً . قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى" .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا، اتق الله ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده . فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض . ثم قال: "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون . ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون . ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون"، ثم قال: "كلا، والله لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرأ أي لتعطفنه على الحق ولتقصرنه على الحق قصرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعنكم كما لعنهم" .

استشراء الفساد
ويؤكد د . هاشم أن الخالق سبحانه لا يمكن فاسدين ولا منحرفين، لذلك فإن ظهور الفساد واستشراءه وانقطاع الخير عن العباد بسبب ما اكتسبته أيديهم، قال سبحانه: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس"، فما يحدث من القحط وقلة الزرع والضرع والنبات والخيرات، وشدة الحاجة بين الناس فإنما هو بسبب ما اقترفوه من المعاصي . وفي ترك الشر والمعصية، ومقاومة الأشرار والأخذ على أيدي العصاة إصلاح للمجتمع . ومع الطاعة والإقبال على الله، زيادة في الخير والرزق .
ما كان سبباً في ترك المعاصي، وكف الناس عن المعاصي وكف الناس عن الجرائم والشرور كإقامة الحدود وتطبيق الشريعة الإسلامية وتنفيذ أحكام الدين هو في الحقيقة خير يعود على البلاد والعباد . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لحد يقام في الأرض أحب إلى أهلها من أن يمطروا أربعين صباحاً" .
وهنا يؤكد د . هاشم أن ما نعانيه في بلادنا العربية والإسلامية من مشكلات وأزمات وكوارث هو نتيجة طبيعية لانصرافنا عن هداية السماء، فالله سبحانه وتعالى يختبر عباده "ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"، وعقابه لهم جزاء على ما صنعوا وما ارتكبوا، وقد يكون ابتلاء لهم، ابتلاء في الأموال أو الأنفس أو الثمرات لعلهم يهتدون ويرجعون عن المعاصي . وقد وجه القرآن الكريم أنظار الناس إلى السير في الأرض والنظر فيها بعين الاعتبار ليعرفوا ما حدث للذين من قبلهم "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين"، وهذا الذي حل بهم من هلاك وابتلاء، حتى كانت بيوتهم خاوية، كان ذلك بسبب تكذيبهم وكفرهم بالنعم التي أنعم الله بها عليهم .

طريق الحياة الطيبة
وإذا كان ربط الصلة بالله على أساس متين، وربط الصلة بالمجتمع، والدعوة إلى الخير من ركائز التمكين في الأرض؛ فإن هناك أسساً أخرى لا تقوم سعادة الفرد أو الجماعة، ولا الذكر ولا الأنثى، ولا الأسرة أو الهيئة أو المجتمع أو الأمة إلا على أساسها، وقد حددها القرآن الكريم وجعل منها نظاماً إلهياً يربط به سعادة الفرد والجماعة
قال سبحانه: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" .
ومن هنا نرى أن الله عز وجل يوفر لعباده أسباب الحياة الطيبة، وهي السعادة والاستقرار والأمن والتمكين في الدنيا . أما في الآخرة فإن لهم جزاءً وافراً على ما كانوا عليه من إيمان واستقامة، وهذا الجزاء ليس بمقدار ما كانوا يعملون ولا أوسط ما كانوا يعملون، ولا أدنى ما كانوا يعملون،
وإنما هو جزاء "بأحسن ما كانوا يعملون" .
ومن أهم أسباب السعادة والتمكين، ما تحدث عنه القرآن في قوله تعالى:
"فأما من أعطى واتقى . وصدق بالحسنى . فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى . وكذب بالحسنى . فسنيسره للعسرى . وما يغني عنه ماله إذا تردى"،
وهكذا نرى كيف سعى الناس في الحياة، فمنهم من يتجه إلى ما فيه الخير، فيزداد بالخير والحسنى، ومنهم من يتجه بغير الخير، فيتردى في العسرى، ويؤكد القرآن الكريم الوعد الحق بالحياة الطيبة وبالسعادة والتمكين، وبالرغد في العيش لمن استقاموا على الجادة وساروا على هدى الله ونوره، بأن الله سبحانه وتعالى يزيل عنهم كل أزمة أو ضائقة ويدفع عنهم كل بلاء وكارثة، ويأتيهم بالرزق من كل مكان وينزل عليهم بركات من السماء والأرض . .
قال سبحانه: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" .


والله الذى خلق السماوات والارض ومن فيهن ومابينهما فانه لو تدبرنا هذه الايه بالنسبة للعبد منفردا أيضا فهى تعتبر قاعدة للفرد أيضا وهى قوله تعالى :
"ومن يتق الله يجعل له مخرجاً . ويرزقه من حيث لا يحتسب" . صدق الله العظيم
وتكشف السنة الشريفة مع كتاب الله تعالى عن أسباب الكوارث والضائقة المالية أو الضائقة النفسية، وما يصيب الإنسان، وأن لذلك سبباً مباشراً، وهو عصيان الله وعدم الاستقامة على منهج الحق، وذلك بارتكاب الذنوب .
يقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: "والذي نفس محمد بيده، ما من خدش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر" .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم إغفر لنا ذنوبنا وتوفنا وأنت راضيا عنا وعن ما ملكت أيماننا وأكرمنا بحسن القول والعمل و البركة فى الاهل والمال الحلال وأصلح حالهم بنا وحالنا بهم ولا تجعل الدنيا مبلغ همنا وتغمدنا فى طاعتك ورحمتك وفضلك وحدك وليس باعمالنا التى لا حاجة لعزتك وجلالك بها شىء يغني بها منا نحن الفانين وبعزتك وجودك الخالق الباقى
اللهم انا نسألك النجاةبرحمتك كما نجيت صالحا وكما نسمع ونقرأ فى كتابك العزيز
[فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا]
صدق الله العظيم


التعديل الأخير: