ميدو المحلة

زيزوومي VIP
إنضم
20 أبريل 2013
المشاركات
131
مستوى التفاعل
455
النقاط
1,620
الإقامة
My Room
غير متصل
7978e1820bb887df4037f4bef9821c1e.png


سؤال من الأسئلة التي شغلت بال المسلم منذ القدم، وهي مسالة تبدو فلسفية دينية تحدث عنها الأقدمون والمحدثون من العلماء والفقهاء، وفي هذا المقال نجيب عن هذا السؤال الهام، والذي شغل بالنا بالتأكيد في يوم من الأيام، فهيا بنا نتعرف على الإجابة من نواحي عديدة

حياة الإنسان مليئة بالتفاصيل، ففي كل اختيار ندرك أن هناك بعض الأمور تتدخل، فهناك تيسير في حياة الإنسان، حيث لا أحد يختار أبويه ولا جنسه ولا طوله ولا عمره ولا اسمه ولا قدره ولا عقله ولا قدراته ولا مواهبه

أما التخيير فهناك بعض الأمور نختارها بمحض قدرته، وحسب العوامل الحياتية التي نعيش فيها، فقد أعطانا الله عقلاً لنفكر به، ولساناً ننطق به، وذكاءًا يساعدنا دوماً على اجتياز الصعوبات وحل المشكلات، وبالتالي يمكننا اختيار الحق والبعد عن الباطل، وهنا التخيير.. وخلاصة القول هناك بعض الأمور في الحياة، لا دخل لنا فيها، وهناك أموراً يمكن أن نختارها بمحض إرادتنا

وكما قلنا في النقطة السابقة، أن هناك تخييراً في حياتنا، وهذا يدخل فيه العديد من العوامل العقلية والعاطفية، وهذا الاختيار قد يكون منضبطاً في إطار الشريعة والدين، أو غير منضبط حيث يمكن عقابنا لو اخترناه، هذا إلى جانب الاختيار المباح بإرادتنا مثل اختيار المباح في الشريعة الإسلامية، مثل اختيار ملابس أو طعام أو مسكن، فهذا مباح ولا حرج فيه

من أركان الإيمان أن نؤمن بالقدر والقضاء في حياتنا، حيث نؤمن أن الله خالق كل شيء، وأن أي شيء في حياتنا مكتوب في اللوح المحفوظ، ولا شيء يحدث في السماء أو في الأرض إلا بمشيئة الله وحده، الإيمان بالله وحده يطلب الإجابة على السؤال الذي عرضناه في هذا المقال، فالإنسان بالفعل مخير في أمور ومسير في أمور أخرى، ولابد أن تكون هذه الحقيقة دائماً في أذهاننا

1536845607002-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png
 

توقيع : ميدو المحلة
شكرا لك اخي وبارك الله فيك
 
توقيع : رضا سات
بارك الله فيك
 
مجموع الفتاوى هل الإنسان مسير أم مخير؟

هل الإنسان مسير أم مخير؟

س: هل الإنسان مسير أو مخير؟

ج: الإنسان مسير وميسر ومخير، فهو مسير وميسر بحسب ما مضى من قدر الله، فإن الله قدر الأقدار وقضى ما يكون في العالم قبل أن يخلق السماء والأرض بخمسين ألف سنة، قدر كل شيء ، وسبق علمه بكل شيء، كما قال : إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر: 49]، وقال سبحانه: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا [الحديد: 22]، وقال عز وجل في كتابه العظيم: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ [التغابن: 11].
فالأمور كلها قد سبق بها علم الله وقضاؤه سبحانه وتعالى، وكل مسير وميسر لما خلق له، كما قال سبحانه: هو الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [يونس: 22] وقال سبحانه: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل: 5 - 10] وقال النبي ﷺ: إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء أخرجه مسلم في صحيحه.
ومن أصول الإيمان الستة: الإيمان بالقدر خيره وشره، فالإنسان ميسر ومسير من هذه الحيثية لما خلق له على ما مضى من قدر الله، لا يخرج عن قدر الله، كما قال سبحانه: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [يونس: 22]، وهو مخير أيضا من جهة ما أعطاه الله من العقل والإرادة والمشيئة، فكل إنسان له عقل إلا أن يسلب كالمجانين، ولكن الأصل هو العقل، فمن كان عنده العقل فهو مخير يستطيع أن يعمل الخير والشر، قال تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ۝ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [التكوير: 28 - 29] وقال جل وعلا: تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ [الأنفال: 67].
فللعباد إرادة، ولهم مشيئة، وهم فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [النور: 53] وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور: 30] وقال تعالى: إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ [النمل: 88] فالعبد له فعل وله صنع وله عمل، والله سبحانه هو خالقه وخالق فعله وصنعه وعمله، وقال عز وجل: فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [المدثر: 55 - 56] وقال سبحانه: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ۝ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير: 28 - 29].
فكل إنسان له مشيئة، وله إرادة، وله عمل، وله صنع، وله اختيار ولهذا كلف، فهو مأمور بطاعة الله ورسوله، وبترك ما نهى الله عنه ورسوله، مأمور بفعل الواجبات، وترك المحرمات، مأمور بأن يعدل مع إخوانه ولا يظلم، فهو مأمور بهذه الأشياء، وله قدرة، وله اختيار، وله إرادة فهو المصلي، وهو الصائم، وهو الزاني، وهو السارق، وهكذا في جميع الأفعال، هو الآكل، وهو الشارب.
فهو مسئول عن جميع هذه الأشياء؛ لأن له اختيارا وله مشيئة، فهو مخير من هذه الحيثية؛ لأن الله أعطاه عقلا وإرادة ومشيئة وفعلا، فهو ميسر ومخير، مسير من جهة ما مضى من قدر الله، فعليه أن يراعي القدر فيقول: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة: 156] إذا أصابه شيء مما يكره، ويقول: قدر الله وما شاء فعل، يتعزى بقدر الله، وعليه أن يجاهد نفسه ويحاسبها بأداء ما أوجب الله، وبترك ما حرم الله، بأداء الأمانة، وبأداء الحقوق، وبالنصح لكل مسلم، فهو ميسر من جهة قدر الله، ومخير من جهة ما أعطاه الله من العقل والمشيئة والإرادة والاختيار.
وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار فقال بعض الصحابة  ففيم العمل يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم تلا عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل: 5 - 10] والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وكلها تدل على ما ذكرنا. والله ولي التوفيق[1].

مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (8/ 94).
 
توقيع : koni
بارك الله فيك وجزاك كل خير وشكرا لك
 
توقيع : aelshemy
  • Like
التفاعلات: koni
توقيع : koni
بارك الله فيك
سلمت يداك
 
توقيع : أسيرالشوق
عودة
أعلى