Mr. HATEM
زيزوومي VIP
غير متصل
أبو القاسِم الطنبوري؛ كان أحد أشهر التجار في بغداد، وقد اتصف بالبُخل على الرغم من أنه غني، وله قصة شهيرة مع حذائه الذي كلما انقطع جزء منه قام بترقيعه حتى امتلأ بالرقع وأصبح ثقيلاً ويُضرب به المثل.
أراد الطنبوري ذات يومٍ أن يتخلَّص منه فرَمَاه في القمامة ثم اشترى زجاجة عطرٍ وضعها في رفّ البيت، فمرّ رجل بجانبِ القمامة ورأى الحذاء وظنّ بأن أحد الأطفال الأشقياء هو مَن رَمَاها بالقمامة، فحمل الرجل الحذاء ورَمَى به في نافذة بيت الطنبوري مما نتج عنه تحطم زجاج العطر!
استشاط الطنبوري غضباً فأخذ الحذاء ورَمَى بهِ في النهر، إلاَّ أن أحد الصيادين قد اصطاد حذائه وعرف بأنه حذاء الطنبوري فأعاده إليه!
حمل الطنبوري حذاءه على سطح بيته كي يجف، وإذا بقِطّةٍ تحمل حذاءه ظناً منها بأنه قطعة لحم وعند رؤية الطنبوري لها نَهَرها، فأصبحت تجري والحذاء بفمها أعلى أسطح المنازل حتى أفلتتها على أحد النساء الحوامل، فأجهضت جنينها! فحمل زوج المرأة حذاء الطنبوري إلى القاضي واشتكاه، فأصدر القاضي حُكمه على الطنبوري بدفع دية الجنين وأعاد له حذاءه!
فاض الكيل بالطنبوري فأخذ حذاءه ورماه في أحد مجارير المياه (الصرف الصحي)، وبعد يومين فاض مجرور المياه مما تسبب بالأذى للناس، وعند تنظيف المجرور رأوا بأن حذاء الطنبوري هو السبب في انسداده، فأمر القاضي بحبس الطنبوري وجلده نتيجة فعلته، وأعاد له الحذاء!
ذهب الطنبوري بعدها لأحد الحمَّامات العامة ليترك حذاءه فيه، فتصادف أن الأمير كان بنفس الحمام وقد تم سرقة حذاء الأمير من أحد اللصوص، ولمعرفة السارق قرَّر الأميرُ وحاشيته الانتظار حتى يروا مَن هو صاحب آخر حذاء سيبقى في الحمام لاعتقادهم حتماً بأنه سيكون هو السَّارق، وبالطبع رأوا حذاء الطنبوري، حينها حُوكِم بتُهمة سرقة حذاء!
ثم رأى الطنبوري بأن الحل الأمثل هو دفنه بالصحراء خارج بغداد، وبوسط عملية الحفر داهمه الحرس واقتادوه إلى السجن، وذلك لأنه قد حدثت عملية قتل بذلك المكان فاشتبهوا فيه عند رؤيته وهو يحفر!
عانى الطنبوري كثيرًا حتى أثبت براءَته أمام القاضي؛ وبعد إطلاق سراحه، طلب الطنبوري من القاضي أن يكتب له صكّ براءةٍ مِن حذاءه الذي أذاقه الويلات!
مِن بعدها أصبح يُضرَب به المثل لأي شيء يصعب التَّخلص منه، فيُقال: "مثل حذاء الطنبوري".

*********
المصدر
(ثمرات الأوراق في المحاضرات/ تقي الدين الحموي)
