غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي لايحمد سواه والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه الكرام الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يبعثون
إخواني أخواتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل الدخول بالموضوح أود أن أقول لكم شيئآ ألا وهو الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى , واعلموا إخواني وأخواتي في الله بأن كلكم دعاة إلى الله نعالى كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز الحكيم
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
لذالك كلكم دعاة الى الله تعالى , تؤمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
أعتذر لإطالتي عليكم بالمقدمة لكن لابد منها , عمومآ ندخل بالموضوع
ما يقع فيه كثير من الناس حبهم للمعاصي والذنوب بتزين الشيطان لهم هذه القاذورات،
والأدهى من ذلك أن فريضة إنكار المنكر تكاد أن تنعدم عند الناس إلا ما رحم الله من الدعاة والمصلحون وغيرهم من أهل الخير والاحسان.
حتى أنهم ربما لم يشاركوا في هذه المعاصي ولكنهم أحبوها وهنا يكمن الخطر...
ومما يخيف ويبعث على دق ناقوس الخطر هو أن النَّبيِّ -صلّ الله عليه وآله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه الكرام الأخيار، قال: ((إذا عُمِلَت الخطيئةُ في الأرض، كان من شَهدَها، فكرهها كمن غاب عنها، ومَنْ غابَ عنها، فرَضِيها، كان كمن شهدها))(1).
قال ابن رجب رحمه الله معلقا على هذا الحديث: فمن شَهِدَ الخطيئةَ، فكرهها بقلبه، كان كمن لم يشهدها إذا عَجَز عن إنكارها بلسانه ويده، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها وقدر على إنكارها ولم ينكرها؛ لأنَّ الرِّضا بالخطايا من أقبح المحرَّمات، ويفوت به إنكارُ الخطيئة بالقلب، وهو فرضٌ على كلِّ مسلم، لا يسقطُ عن أحدٍ في حالٍ من الأحوال.
ومما يدل على أهمية إنكار المنكر بالقلب في الحديث الذي رواه أبي سَعيدٍ الخُدريِّ قال: سَمِعتُ رسولَ الله -صلّ الله عليه وآله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه الكرام الأخيار- يَقولُ: ((مَنْ رَأَى مِنكُم مُنْكَراً فَليُغيِّرهُ بيدِهِ، فإنْ لَمْ يَستَطِعْ فبِلسَانِهِ، فإنْ لَمْ يَستَطِعْ فَبِقلْبِهِ، وذلك أَضْعَفُ الإيمانِ))
وسمع ابن مسعود رجلاً يقول: هَلَكَ مَنْ لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر، فقال ابنُ مسعود: هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر، يشير إلى أنَّ معرفة المعروفِ والمنكرِ بالقلب فرضٌ لا يسقط عن أحد، فمن لم يعرفه هَلَكَ.
فدلت هذه الاحاديث والاثار أهمية أنكار المنكر للمسلم الغيور على دينه وأنه دائما في حالة انكار للمنكر بدرجاته الثلاث (اليد، واللسان،والقلب) بحسب الاستطاعة ومراعاة أحوال المدعوين وهكذا
فماذا دهى قلوبنا؟ اصبحنا نحب المنكر ولا ننكره بل تسر قلوبنا به -إلا ما رحم الله تعالى- فتدخل منزلك وتشاهد ابنائك ينظرون للمنكر في جهاز التلفاز ولا تنكر عليهم ..!! , وتجد المدير يرى المنكر في مؤسسته ولا ينكر عليهم بل ربما يؤمرهم بذلك. !!
وتجد المعلمة لا تنصح طالباتها بالحجاب وقد تكشفت نحورهن وشعورهن ووجوهن والامر كأنه لا يعنيها بشئ!!
وقد حذر النبي صلّ الله عليه وآله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه الكرام الأخيار كما في الحديث عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُود؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّ الله عليه وآله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه الكرام الأخيار قَالَ: "مَا مِنْ نَبِىِّ بَعَثَهُ اللهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى، إِلا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ، يَأخُذُونَ بِسُنَّتِهِ ويَقْتَدُونَ بِأمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّها تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِم خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذلِكَ مِنَ الإيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ".
فالشاهد من الحديث انه لا يكون حبة خردل من الإيمان من لم ينكر بقلبه بل انتفى عنه معنى الايمان!
لذلك علينا ان نراجع قلوبنا وألا نرضخ للمنكر مهما عظم وكبر وفحش ولا نهابه بل ننكره حتى نثبت لله سبحانه وتعالى اننا لا نرضى هذا فيكون لك معذرةٌ، وهذا كما أخبر الله تعالى عن الذين أنكروا على المعتدين في السَّبت أنَّهم قالوا لمن قال لهم: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}
ولنزل مافي قلوبنا من حب هذه المعاصي والذنوب ولنتذكر أنه سبحانه يخرج من النار من كان في قلبه مقدار حبة خردل من إيمان.
ولتعلموا إخواني وأخواتي في الله أن الإسلام اعتنى بالقلب وما فيه أشد الاعتناء وأمر بإصلاحها بل لا يقبل منها إلا القلب السليم الذي سلم من حب المنكرات وكرها واحب طاعة الله وانصاع لإوامره برضى اذا علينا بإصلاح قلوبنا وألا نجعله مرتعا لذنوب والمعاصي وحبها فربما يحل عليك الموت وانت في غفلة والأعمال بخواتيمها فربما تحدث لسانك بما في قلبك من المنكرات!! وكم سمعنا بأن فلان مات ولسانه يدندن بالغناء والعياذ بالله.. وعلى النقيض من ذلك سمعنا من مات ولسانه يلهج بذكر الله وشهادة التوحيد ويا لها من نهاية سعيدة يتمناها كل مسلم.
فأصلح قلبك يصلح الله لك سائر اعمالك.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
إن أحسنت فمن فضل الله تعالى وإن أسأت فمن نفسي والشيطان
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ولاحول ولاقوإلا بالله العليّ العظيم
22 جمادى الآخرة 1442 هجري
الموافق
4.2.2021 ميلادي
محبكم في الله أخوكم أبوعبدالله
