راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
نِعْمَة الله عَلى هذه الأُمَّـة l تذكير قيّم!
بسمِ الله الرّحمن الرحيم
السّلامُ عليكمُ ورحمة الله تعالى وبركاته
،'
اللهّمّ لك الحَمد حمدًا كثيرًا طيبًّا مُباركًا فيه؛
ملء السّماوات و ملء الأرض،
و ملء ما بينهما،
و ملء ما شئت من شيء بعد.
/
\
،’
مقالٌ؛
أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.
/
/
::
~ نِعْمَة الله عَلى هذه الأُمَّـة l تذكير رقيقٌ!
السّلامُ عليكمُ ورحمة الله تعالى وبركاته
،'
اللهّمّ لك الحَمد حمدًا كثيرًا طيبًّا مُباركًا فيه؛
ملء السّماوات و ملء الأرض،
و ملء ما بينهما،
و ملء ما شئت من شيء بعد.
/
\
،’
مقالٌ؛
أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.
/

/
::
~ نِعْمَة الله عَلى هذه الأُمَّـة l تذكير رقيقٌ!
/


نِعْمَة الله عَلى هذه الأُمَّـة l تذكير قيّم!
لقد أنْعَم الله على هذه الأمّـة بِنِعَمٍ كثيرة ..
وقد تكرر في القرآن ذِكْر أحوال الأُمَم الماضية ..
ومِن أغْراض ذلك التِّكْرار التَّذْكِير بِامْتِنان الله على هذه الأمَّـة؛
أنْ رَفَع الله عنها الآصَار والأغْلال التي عَلى الأُمَم السَّالِفَة ..
وفي آخِر آية مِن سُورَة البَقَرَة :
(رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا) ..
وفي الحديث : قال الله : قَد فَعَلْتُ . رواه مسلم .
فالمؤمِنون دَعوا الله ربّهم أن لا يَحْمِل عليهم إصْرًا؛
كالذي حَمَل على الأمم السالفة ، فاسْتَجَاب الله للمؤمنين ..
وأنْزَل الآيات تُتْلَى في هذا الشأن ليُعلَم فضل الله ،
وتتبيَّن مِنَّـته على هذه الأمَّة ..
ذلك أن الضِّدّ يُظهِر حُسْنه الضِّدّ .. وبِضِدِّها تتبيَّن الأشياء ..

ومِن تِلك الـنِّعَم التي أنْعَم الله بها على هذه الأمَّة .. نِعْمَة الـتَّوبَة ..
تلك العِبادة الغَائبة في دُنيا كَثير مِن الناس ..
بل كثير مِن الناس لا يستَحضِر أصْلاً أنها عِبَادة !
فَضلاً عن أن يَتَقَرَّب بِها !
حينما تتأمّل سِياق أخْبار بني إسرائيل في الكِتَاب الْمُبِين؛
تَجِد أنَّ الله لم يَقْبَل توبة طائفة منهم إلا بِإزْهَاق الأنفُس ..
وَقَفْتُ طويلا مع قوله تعالى :
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ
فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ
فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) ..
وقَفْتُ مُتأمِّلا ..
كم مرّة سمعنا وقرأنا هذه الآية ؟!
كم مرّة اسَتَوْقَفَتْنَا هذه الآية لِنَتَأمَّل عِظَم نِعْمَة الله ..
وكَبِير مِنَّـته علينا ؟
قرأت هذه الآية – بِحَمْدِ الله كثيرا – وسَمِعْتُها كَثِيرًا ..
إلاّ أن القُرْآن لا تنقضي عجائبه .. ولا تَزِيغ بِه الأهْواء ،
ولا تَلْتَبِس بِه الألْسِنَة ، ولا يشبع منه العلماء ،
ولا يَخْلَق عَلى كَثْرَة الرَّدّ ..
وقَفْتُ مُتأمِّلا .. شاكِرًا لِرَبِّي وحامِدًا ..
ماذا لَو لَم يَكن من الذَّنْب والـتَّقْصِير تَوبة ؟!
ماذا لَو لَم يكن توبة إلا بِقَتْل الـنُّفُوس ، وإزهاق الأرْوَاح ؟!

في هذه الأُمَّـة .. ليس بَيْن الإنسان وبين التَّوبَة .. إلا الـنَّدَم ..
إذا كان الذَّنْب بين الإنسان وبين ربِّـه ..
ولذا جاء في الحديث : الـنَّدَم تَوْبَة .
رواه الإمام أحمد وغيره .
وذلك لأن الـنَّادِم يَحْمِلُه ذلك الـنَّدَم على أمُور :
الإقلاع عن الذَّنْب .
العَزْم على عَدم العَوْدَة فيه .
الاستغفار لِمَا مضَى .
وقال عليه الصلاة والسلام : ويَتُوب الله على مَن تَاب .
رواه البخاري ومسلم .
قال سفيان بن عيينة : التَّوبَة نِعْمَة مِن الله أنْعَم الله بِهَا على هذه الأُمَّـة؛
دُون غَيرها مِن الأُمم ، وكانَتْ تَوْبَة بَني إسْرائيل القَتْل ..

قِف مُتأمِّلا في غِنَى ربّ العِزَّة عَن عِباده .. وفَقْرِهم إليه ..
ومع ذلك يَفْرَح رَبُّـنَا تَبَارَك وتَعَالى بِتَوبَة عَبْدِه إذا تَاب ..
ومِن الْمُتقَرِّر عَقْلاً وشَرْعًا :
أنَّ الله لا تَنْفَعُه طَاعة الطَّائعِين .. ولا تَضُرُّه مَعْصِيَة العَاصِين ..
الغَنِيّ في عُلاه .. والعَزيز في عِزِّه وسُلْطَانه ..
يَتَودَّد ويَتَحَبَّب إلى عِبَادِه .. !
هذا – والله – مَثَارُ الْعَجَب ! ومُنْتَهى الكَرَم ..
قال ابن القيم :
ليس العَجَب مِن مَمْلُوك يَتَذَلَّل لله ويَتَعَبَّد لـَه ،
ولا يَمَلّ مِن خِدْمَتِه مَع حَاجَتِه وفَقْرِه إليه،
إنَّمَا العَجَب مِن مَالِكٍ يَتَحَبَّب إلى مَمْلُوكِـه بِصُنُوف إنْعَامِـه ،
ويَتَوَدَّد إليه بأنْوَاع إحْسَانه ، مَع غِنَـاه عَنه ..
كفى بك عزًّا أنك له عَبْد
*** وكَفَى بِكَ فَخْرًا أنه لَك رَبّ . اهـ .
والتوبة عِبَادة .. بل ومِنَّـةٌ ربَّانية ..
لا تَخْتَصّ بالعُصَاة وأصْحَاب الْجَرَائم وأرْبَاب العَظَائم
وإنما هي مِنَّـة الله عَلى خِيرَتِه مِن خَلْقِه ..بل عَلى أفْضَل خَلْقِ الله ..
فقد امْتَنّ الله بِنِعْمَة التَّوبَة على سَيِّد وَلَدِ آدَم – محمد عليه الصلاة والسلام – .

ومِن حسَنَات التَّوبَة ..
أن السَّيئَات تُبَدَّل إلى حَسَنات ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعْلَم آخِر أهْل الْجَنَّة دُخُولاً الْجَنَّة ،
وآخِر أهْل النَّار خُرُوجًا مِنها ؛ رَجُلٌ يُؤتَى بِه يَوْم القِيَامَة فيُقَال :
اعْرِضُوا عَليه صِغَار ذُنُوبِه وارْفَعُوا عَنه كِبَارَها ،
فتُعْرَض عليه صِغَار ذُنوبه فيُقَال :
عَمِلْتَ يَوْم كَذا وكَذا كَذَا وَكَذَا ، وعَمِلَتْ يَوْم كَذَا وكَذَا كَذا وَكَذا ،
فَيَقُول : نَعَم ، لا يَسْتَطِيع أن يُنْكِر ،
وهو مُشْفِق مِن كِبَارِ ذُنُوبَه أن تُعْرَض عليه ،
فيُقَال له : فإنَّ لك مَكَان كُلّ سَيئة حَسَنة ،
فَيَقُول : رَبِّ ! قَد عَمِلْتُ أشْياء لا أرَاها هَهُنَا !
فَضَحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نَواجِذُه .
رواه مسلم .


.................
نِعْمَة الله عَلى هذه الأُمَّـة l تذكير رقيقٌ!
~ تمّ بحمدِ الله تعالى.
~ المَزيدُ في المَصدر/
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
●●●●●

............................
,’
اللّهمّ علّمنا ما يَنفعنا،
وانفَعنا بِما علّمتنا، وزِدنا عِلمًا؛ آمينَ.

