متصل
حينما كنت أجعل أبنتى تشاهد الأسود فى التليفزيون كنت أجد عينيها ثابتة على الشاشة
لا تتحرك يميناً أو يساراً وحينما كنت أداعبها فى هذا الوقت كانت تنتفض من مكانها.
وحينما كنت أسألها عن السبب كانت تقول لى أن أنياب الأسد يا أبى بشعه وحوافيره سميكة وقوية
وأنى خائفة منه جدا....
جلست أفكر مع نفسى فقولت :-
من كثرة المشاهدة والسمع خِفنا من أسد مع أننا لم نقابله وجهاً لوجه من قبل.
لو أى شخص فى العالم سمع أن هناك تحت منزلة أسد واقف لن يفتح حتى باب شقته مع أنه فقط سمع عن
الأسد وشاهده فى التليفزيون ولم يُقابله بحياته وجهاً لوجه ولا حتى صُدفة..
فظهر لى فى نهاية التفكير أن السمع والمُشاهدة أحد أهم أسباب الهداية والتفوق والتميز...
فلو كنت تعانى من كثرة الذنوب والمعاصى ولم تجد قلبك فأقرأ عن الموت وشاهد فيديوهات عنه
وستجد قلبك دون وِعى أصبح رقيقاً وستقوم فوراً الى صلاتك , لا أقول لك شاهد كى تخاف بل
أقول فقط شاهد أو إقرأ يومياً عن الموت وأعدك أن قلبك سيرجع إليك مرة أخرى..
لو كنت تريد الإبداع فى تخصصك فشاهد دروس عنه يومياً وأقرأ كتب عنه يومياً وستجد نفسك
بعد فترة عبقرى " نعم عبقرى " فقط أستمر على هذا يومياً وأكررها " يومـــــــــــــياً "
فالتكرار يُعلمّ الشطّار كما نقول..
ملحوظة بسيطة :-
لا تتجاهل هذا الكلام بحجة أننى لو شاهدت وقرأت عن الموت سيكون حُجة علىّ
وسأشعر أن الدنيا أصبحت سوداء وكلام من هذا القبيل لا يا صديقى فالجميع
يعرف تماماً أن هناك موت لكن مشاغل الدنيا وزخارفها تجعل قلوبنا تنسى هذا
والدليل أن أغلبنا مُقصّر فى طاعة الله لكن لو قرأنا وشاهدنا سنكون دائما
منتبهين وفى حياتنا مُستيقظين ولن ننشغل عن طاعة رب العالمين..
بالمختصر نحن الآن كمن كممّ عينيه اليُمنى وترك فقط عينيه اليُسرى ترى..
وحينما يقرأ عن الموت ويشاهده كأنك قمت بفك الكمامة عنه فأصبح يرى
بعينيه الأثنتين فأصبح يعمل فى دنياه لكنه لم ينسى أوامر مولاه فكانت النتيجة شئت أم أبيت :-
ناجح ومُتميز فى دنياك وآخراك بقدرة الذى سواك..
