راجية الجنةراجية الجنة is verified member.

مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
إنضم
9 نوفمبر 2015
المشاركات
13,274
مستوى التفاعل
44,432
النقاط
28,654
الإقامة
الدُّنيا ظلّ زائل
غير متصل
أربعون الحفظ والتحصيل من كلم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
الفَرْق بَيْن مَحبّة الكافِر ومُوَالاته ، وَبَيْن الإحسان إليه ، والتعامل معه صاحِب الْخُلُق الْحَسَن والتّعامُل
14.WGp8xWF.png


إخوتي في الله؛ رُوّاد
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


توجيهٌ قيم. وتوضيحٌ مُهمّ؛
عسى أن ننفع منهِ جميعًا.


::
أربعون الحفظ والتحصيل من كلم النّبيّ صلى الله عليه وسلم
1441هـ 2019م


جمع وتعليق: د.حمزة بن فايع الفتحي.


أربعون الحفظ والتحصيل من كلم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم


most-important-5-information-about-virtue-surah-yassin.jpg

::
أربعون الحفظ والتحصيل من كلم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم


/

حديثٌ قيم؛ عسى أن ننفع منهِ جميعًا.

::

أربعون الحفظ والتحصيل من كلم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم


من أسس العلم وجمالياته، حفظه من الضياع، وضبطه عن النسيان،
إذ به ترسخ العلوم، وتُصان الفهوم، ويُعرف الجاد، ويكتشف الجواد ،
ولا يمكن لعالم أن يدّعي العلم بلا ذاكرة واعية، أو حافظة حاوية،
تضبط بها الأصول، وتمهر المتون، وتستلهم الأخبار،
حتى يصير قائدهم ومقدمهم، وسيدهم ومفيدهم،

قال تعالى: (والربانيون والأحبارُ بما استُحفظوا من كتاب الله) (المائدة :٤٤ ) .


وصحّت دعوته صلى الله عليه وسلم للعلم والتعلم، والحفظ والتحفظ،

بل نص في آثار معلومة على الحفظ والوعي والحرص، ونبه صحابته،
فصرحوا بحفظهم وعنايتهم بذلك، وما بزّوا هم ومن بعدهم إلا بالحفظ المتقن،
والضبط المعلن، وجعله العلماء رتبة من رتب العلم وأصوله وآدابه،
قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: (181هـ): ( أول العلم النية ، ثم الاستماع ،

ثم الفهم ، ثم الحفظ ، ثم العمل ، ثم النشر ) .


1481300174951.png

١/ الحديث الأول: حفظ العلم ووعيه:

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛
يَقُولُ : ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ )

. الترمذي (٢٦٥٧).

في الحديث؛ فضل حملة الحديث ومبلغيه، وأن الله يكسبهم نورا وبهجة في الوجه ،
واستحباب البلاغ النبوي والنشر السني لآثاره صلى الله عليه وسلم،
وأن بعض المبلّغين أوعى وأفهم ممن حضر واستمع .


٢/ الحديث الثاني : فضل من حفِظ وعلّم:

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : ( مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ،
أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ،
وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ- أي الأرض التي لا تنبت-
أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ،
- أي ملساء- لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ؛
مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ) .


البخاري (٧٩) ومسلم (٢٢٨٢) .

فيه بيان علو من حفظ العلم وعلمه الناس، وعمل به، وأنه أفضل الأصناف الثلاثة،
ويليه من علّم غيره وإن لم يعمل في نفسه، والثالث من لم يرفع بذلك رأسا،
كالسباخ لا تعلمت ولا علمت غيرها ،


قال الناظم:
والنَاس كالأراضي المزروعةْ/ رياضُ أو أجدبُ أو ممنوعة

قال النووي رحمه الله: ومعناه : أن الأرض ثلاثة أنواع ، وكذلك الناس ،

فالنوع الأول
من الأرض ينتفع بالمطر فيحيا بعد أن كان ميتا ،
وينبت الكلأ ، فتنتفع بها الناس والدواب والزرع وغيرها ، وكذا النوع الأول من الناس.

والنوع الثاني من الأرض : ما لا تقبل الانتفاع في نفسها ، لكن فيها فائدة ،
وهي إمساك الماء لغيرها ، فينتفع بها الناس والدواب ..

والنوع الثالث من الأرض : السباخ التي لا تنبت ونحوها ، فهي لا تنتفع بالماء ،
ولا تمسكه لينتفع بها غيرها ، وكذا النوع الثالث من الناس ؛
ليست لهم قلوب حافظة ، ولا أفهام واعية ، فإذا سمعوا العلم لا ينتفعون به ،
ولا يحفظونه لنفع غيرهم ، والله أعلم . (شرح النووي مختصرا ).


٣/ الحديث الثالث : الحفظ والبث:

عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ :
( حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ،
فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ
) .

البخاري( ١٢٠ )

فيه عناية السلف بحفظ العلم، وأن الحفظ مقتضاه النشر والبث،
إلا ما استثني من بعض العلوم الضارة أو غير المجدية أو كانت الحكمة تأخيرها .

٤/ الحديث الرابع : الحفظ الدقيق:

عَنِ ابن عمر رضي الله عنهم قَالَ :
( حَفِظْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ :
رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ،
وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ،
كَانَتْ سَاعَةً لَا يُدْخَلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا
) .

البخاري( ١١٨٠ ) ومسلم ( ٧٢٩ ).

فيه منقبة لابن عمر وحسن تتبعه لصلاة رسول الله، وأن الرواتب عشر،
خلافا لمن يزيد عليها، وقد عُرف هو بقوة التتبع، وشدة السؤال والمثابرة .


٥/ الحديث الخامس:المرأة الحافظة :

عَن أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها قَالَتْ : مَا حَفِظْتُ { ق }
إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ،
قَالَتْ : وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا. مسلم( ٨٧٣ ).


فيه سنية الخطبة بسورة ق، وحضور النساء الخطبة أو استماعهن بالجوار،
وأن في النساء حافظات مجدات.

قال النووي رحمه الله:" قال العلماء سبب اختيار ( ق ) أنها مشتملة على البعث والموت ،
والمواعظ الشديدة والزواجر الأكيدة ، وفيه دليل للقراءة في الخطبة كما سبق ،
وفيه استحباب قراءة ( ق ) أو بعضها في كل خطبة
".

٦/ الحديث السادس : التشكيك في بعض الحفظ:

عن فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى، وَلَا نَفَقَةً،
ثُمَّ أَخَذَ الْأَسْوَدُ كَفًّا مِنْ حَصًى، فَحَصَبَهُ بِهِ، فَقَالَ : وَيْلَكَ تُحَدِّثُ بِمِثْلِ هَذَا ؟
قَالَ عُمَرُ : لَا نَتْرُكُ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ امْرَأَةٍ،
لَا نَدْرِي لَعَلَّهَا حَفِظَتْ، أَوْ نَسِيَتْ، لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ ؛


قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ } .
مسلم ( ١٤٨٠ ).


في الحديث: الرد على بعض الحفاظ والتشكيك في كلامهم،
لا سيما إذا ورد ما يناقض دعواهم، وأن الحافظ قد يعتريه النسيان .

٧/ الحديث السابع : الحفظ المؤكد :

عَنْ عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ ؛
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا،
وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا..)


مسلم( ٢٩٤١ ).

فيه بيان الحفظ الراسخ بلا نسيان، وأن من القضايا؛
ما يثبت ويطول مع صاحبه كأخبار الفتن والأشراط .


٨/ الحديث الثامن : جرأة الحافظ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى يَمِينِهِ ).


فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ : أَمَا يُجْزِئُ أَحَدَنَا مَمْشَاهُ إِلَى الْمَسْجِدِ حَتَّى يَضْطَجِعَ عَلَى يَمِينِهِ ؟
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ : قَالَ : لَا. قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ : أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى نَفْسِهِ.


قَالَ : فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ : هَلْ تُنْكِرُ شَيْئًا مِمَّا يَقُولُ ؟ قَالَ : لَا وَلَكِنَّهُ اجْتَرَأَ وَجَبُنَّا.
قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ : فَمَا ذَنْبِي إِنْ كُنْتُ حَفِظْتُ وَنَسُوا ..)


رواه الترمذي ( ١٢٦١ ).

فيه فضل أبي هريرة وذاكرته القوية، وأن كثرة محفوظاته جعلته كثير التحديث والبلاغ،
وأن كتمانه لا يجوز، وهو معرض للجام الناري كما صح بذلك الحديث .

٩/ الحديث التاسع : حفظ دقيق العلم وجليله :

قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ، وَلَا صُمَاتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ ). أبو داود ( ٢٨٧٣ ).
فيه بيان حفظ السلف وعنايتهم ولو المسائل الصغيرة،

وأن اليتم ينقطع بالبلوغ كالاحتلام، وكراهة الصمت إلى الليل، وأنه من أفعال الجاهلية .

١٠/ الحديث العاشر : سؤال الحفَظة:


عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ السَّعْدِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ :
مَا حَفِظْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ؛

فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ ).

الترمذي( ٢٥١٨ ).

فيه استلهام ما عند الحفظة من العلم، وقد التقوا بالقدوات والأعلام، ومذاكرة السنن،
والتباعد عن الأمور الظنية والمشتبهة والمتوهمة، لأن الحقائق لا يشك فيها القلب،
بخلاف الأكاذيب والأباطيل . قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
( وهذا الحديث من جوامع الكلم ، وما أجوده وأنفعه للعبد إذا سار عليه ،
فالعبد يرد عليه شكوك في أشياء كثيرة ، فنقول : دع الشك إلى ما لاشكّ فيه ،
حتى تستريح وتسلم ، فكل شيء يلحقك به شكّ وقلق وريب :
اتركه إلى أمر لا يلحقك به ريب ، وهذا ما لم يصل إلى حد الوسواس ،

فإن وصل إلى حد الوسواس فلا تلتفت له ).


؛

bdabf022f71a477f0ed28ef266309505.gif


DVZhlAaUMAAJKCe.jpg


أربعون الحفظ والتحصيل من كلم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم

....................

يُتبع بإذن الله تعالى.

من المصد ر/
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


اللهمّ اكتُبنا وإخوتي ووالدينا ووالديهم من سُعداء الدّارين؛ آمينَ.

وفّقكم اللهُ.
 

توقيع : راجية الجنةراجية الجنة is verified member.
بارك الله فيكم ونفع بكم وأرضاكم
 
توقيع : MesterPerfectMesterPerfect is verified member.
الْحَسَن والتّعامُل
14.WGp8xWF.png


إخوتي في الله؛ رُوّاد
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


تابع؛

::

أربعون الحفظ والتحصيل من كلم النّبيّ صلى الله عليه وسلم
1441هـ 2019م

DVsSFp8W4AEIn_5.jpg

::


أربعون الحفظ والتحصيل من كلم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم

::


١١/ الحديث الحادي عشر : الحفظ المعدود:

عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ :

حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثْنَتَيْنِ :

قَالَ : (
إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ الْإِحْسَانَ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ثُمَّ لْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ) . مسلم( ١٩٥٥ ).


في الحديث : تعيين الحفظ بالعدد، وحرص السلف على البلاغ والتأدية، وفضل الإحسان والرحمة، وإتقان العمل، واحتساب الأجر في ذلك لأنه مكتوب من الله، وحرمة التعذيب للبشر والحيوان ، ويعد الحديث قاعدة ومن جوامع الإسلام العظيمة.

١٢/ الحديث الثاني عشر : نعمة الحفظ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَدْ حَفِظْتُ السُّنَّةَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنِّي لَا أَدْرِي، أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَمْ لَا ؟ وَلَا أَدْرِي كَيْفَ كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ : وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عُتِيًّا ، أَوْ ( عُسِيًّا ).
أحمد ( ٢٢٤٦ ). وسنده صحيح.

فيه استحباب حفظ السنن، وجمع النفس على ذاك، والتحدث بنعمة الله، وتردد الحافظ وعدم جزمه عند التشكك، وورع الحافظ من النقل بلا تأكيد .

١٣/ الحديث الثالث عشر : تعلم وحفظ:

عن أبي قتادة وأبي الدهماء، قَالَ عَفَّانُ :

وَكَانَا يُكْثِرَانِ الْحَجَّ، قَالَا : أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالَ الْبَدَوِيُّ : أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، فَكَانَ فِيمَا حَفِظْتُ عَنْهُ أَنْ قَالَ :
(
إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ لِلَّهِ إِلَّا آتَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ ).


المسند ( ٢٠٧٣٩ ). وسنده صحيح.
فيه تواضع رسول الله، وحنوّه بالمتعلم والحرص على تعليمه وتفهيمه، حتى يبلغ الحفظ والإتقان .

١٤/ الحديث الرابع عشر : الأمر بالحفظ:

في حديث وفد عبد القيس وفيه:

"أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟ "
قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ:
" شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ،
وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ،

وفيه وقَالَ : ( احْفَظُوهُنَّ، وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ ).

البخاري ( ٥٣ ) ومسلم( ١٧ ).

فيه العناية بالعلم وضبطه، وتبليغه من وراءك، وفِي ذلك من التعاون والترسيخ ما لا يخفى،
وأن أركان الإسلام من الإيمان ومن أوائل ما يتعلم .

١٥/ الحديث الخامس عشر : كراهة الكتابة :

عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَلَا تُكْتِبُنَا ؟
فَإِنَّا لَا نَحْفَظُ.


فَقَالَ : لَا، إِنَّا لَنْ نُكْتِبَكُمْ، وَلَنْ نَجْعَلَهُ قُرْآنًا،

وَلَكِنِ احْفَظُوا عَنَّا كَمَا حَفِظْنَا نَحْنُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. :

الدارمي ( ٤٨٧ ) وإسناده صحيح .

فيه: فضل السلف وقوة عنايتهم بالحفظ، وتقديمهم الوعي على الكتابة،
وفِي الأول من الحزم والمتابعة ما لا يدرك بالقلم والقرطاس ، وحمل العالم تلاميذه على الجد والاهتمام ، قال الإمام الشعبي رحمه الله :
( ما كتبت سوداء في بيضاء قط ، وما سمعت من رجل حديثاً قط، فأردت أن يعيده عليّ ).

ولبعضهم :

أأشهدُ بالجهل في مجلسٍ/ وعلميَ في البيت مستودعُ؟!
إذا لم تكن حافظاً واعياً/ فجمعُك للكتْب لا ينفعُ..!


١٦/ الحديث السادس عشر : حفظ الأسماء :

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : سَمَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ أَسْمَاءً،
مِنْهَا مَا حَفِظْنَا،


فَقَالَ : (
أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْمُقَفِّي وَالْحَاشِرُ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ ).

قَالَ يَزِيدُ : "
وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ ".

المسند (١٩٥٢٥) وأصله في مسلم (٢٣٥٥) بدون قوله ( ما حفظنا ) .

فيه حفظ العلم والعناية بأسماء رسول الله، وتعدد أسمائه وهو دليل فضله . ومعنى المقفي المتبع للأنبياء قبله.

قال النووي رحمه الله:

وأما ( نبي التوبة ، ونبي الرحمة ، ونبي المرحمة )

فمعناها متقارب ،

ومقصودها أنه صلى الله عليه وسلم جاء بالتوبة وبالتراحم ، قال الله تعالى :
{ رحماء بينهم } ،
{ وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة } ، والله أعلم .

١٧/ الحديث السابع عشر : الحفظ من الفم :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، سَمِعَهُ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ ) . النسائي (٦٤٥).

فيه بيان أهمية الحفظ ، والتأكيد على السماع والحضور، لا سيما لمن شكك في الفائدة ، او نفى المعلومة .

١٨/ الحديث الثامن عشر: الحفظ الشديد:

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(
أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ-أي جُمعت وحفظت- ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي، فَأَعِي مَا يَقُولُ..) الحديث . البخاري(٢).


فيه بيان حفظ الوحي وتسهيل ذلك على رسول الله، وإن ظهر شديدا أحيانا ليعظم شأن الوحي عنده، وأن الفضل لله أولاً وآخراً في تذليل سبل العلم وطرق حفظه .

١٩/ الحديث التاسع عشر : إنما العلم الحفظ:

عن عَمْرَو بْنَ أَخْطَبَ - قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا.

مسلم(٢٨٩٢).

فيه أن العلماء هم الحفاظ، وإنما شرفوا بأشياء من أجلها الحفظ والضبط،
وفضل الحفظ من المرة الأولى، وأنه لا يتم إلا عبر الانتباه والإصغاء .

٢٠/ الحديث العشرون : تقريب الحفاظ :


عنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ فِي الصَّلَاةِ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ؛ لِيَحْفَظُوا عَنْهُ.

المسند(١٣١٣٥) وإسناده صحيح .

فيه تقريب أهل الفضل والجادين للظن بهم خيرا في الحفظ والتحصيل، كفضلاء المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم،
وهم أولوا الأحلام والنهى كما في الحديث الآخر .


؛

bdabf022f71a477f0ed28ef266309505.gif


DVZhlAaUMAAJKCe.jpg


أربعون الحفظ والتحصيل من كلم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم

....................


يُتبع بإذن الله تعالى.


من المصد ر/
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


اللهمّ اكتُبنا وإخوتي ووالدينا ووالديهم من سُعداء الدّارين؛ آمينَ.

وفّقكم اللهُ.
 
توقيع : راجية الجنةراجية الجنة is verified member.

بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله
مشكورة ومأجورة يا أختي الكريمة على هذا الموضوع الشائق والمتميز والجهد الكبير المبذول
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيراً وجعله الله فى ميزان حسناتكِ
أفادنا الله بعلمكِ وعملكِ
 
توقيع : aldswqi
بارك الله فيكم أختنا الكريمة ونفع بكم وأرضاكم
 
توقيع : MesterPerfectMesterPerfect is verified member.
بارك الله فيكى و جزاكى الله خيرا.png
 
توقيع : m-m-s-s
بارك الله فيكـ أخي
ونفع بك وبما قدمت
تحياتي
 
توقيع : AL ShAhEEn
بارك الله فيكم ونفع بكم الجميع
واسعدكم في الدارين
 
شكراً على حضورك ومشاركتك
 
توقيع : أسيرالشوق
عودة
أعلى