راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
'
عوائق أمام طلب العلم
مقالٌ؛ قيّم؛
أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.
عوائق أمام طلب العلم
عوائق أمام طلب العلم

مقالٌ؛ قيّم؛
أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.
عوائق أمام طلب العلم
د. حمزة بن فايع الفتحي.
::
والراغبونَ بتاج العلم إنْ سلِموا/ من العوائق لا نقصٌ ولا حزنُ
هي الحياة بلاءاتٌ ومَفرحةٌ/والصابرون لَكَم فازوا وما وَهنوا...!
يتداعون إلى فضله، ويتهمّمون بشرفه، والطريق إلى جمعه، ويبدؤون في الاستعداد الأولي،
ولكنهم يتجاهلون عوائق وسدودا، تحول دون المواصلة والتمكن ،
وهي التي تعيق المسلم والمسلمة قبل الشروع فيه أو في أثنائه ،
ولذا يبدأ أقوام ثم ينقطعون، ويشتد فئام، ثم سرعان ما يُبتلى بعضهم أو يشغل،
ولَم يدقق مساره، أو ينقّي طريقه..... ومن ذلك ما يلي :
١/ النية المغلوطة: التي لم يُصحح مقصدها، ولَم يُصفّ سبيلها، والتي فسدت، وساء طريقها،
بسبب الرياء أو طلب المنصب أو الشهرة والتطاول على الناس، ومثل هذا المقصد يفسد المسار،
ويذهب البركة ، ولو تخطاه صاحبه حيناً، شُغل عنه بالدنيا، ولربما باع دينه بعرَض من الدنيا يسير....!
ولذلك وجب على الطلاب المعالجة، واستعمال المجاهدة،
كما هو ديدن السلف والصلحاء عبر التاريخ؛
قال سفيان الثوري رحمه الله ( ما عالجتُ شيئا أشدَّ علي من نيتي ).
ومع التحصيل الأولي والبروز تتعاظم النفس، ويداخلها العجب،
ويظن الطالب أن له فضلا على أقرانه،
فيتيه في ذلك حتى ينتهي لحالة سيئة من التعلق وحب الاشتهار
، فوجب الحيطة وتعميق المجاهدة والإخلاص ، لأن الرياء محبط للأعمال،
ومذهب لجمالها ، ومانع للقبول ...
ومن روائع ابن القيم رحمه الله قوله : ( ويلبس المرائي اللابس ثوبي الزور؛
من المقت والمهانة والبغضة ما هو اللائق به؛
فالمخلص له المهابة والمحبة، وللآخر المقت والبغضاء) .
والراغبونَ بتاج العلم إنْ سلِموا/ من العوائق لا نقصٌ ولا حزنُ
هي الحياة بلاءاتٌ ومَفرحةٌ/والصابرون لَكَم فازوا وما وَهنوا...!
يتداعون إلى فضله، ويتهمّمون بشرفه، والطريق إلى جمعه، ويبدؤون في الاستعداد الأولي،
ولكنهم يتجاهلون عوائق وسدودا، تحول دون المواصلة والتمكن ،
وهي التي تعيق المسلم والمسلمة قبل الشروع فيه أو في أثنائه ،
ولذا يبدأ أقوام ثم ينقطعون، ويشتد فئام، ثم سرعان ما يُبتلى بعضهم أو يشغل،
ولَم يدقق مساره، أو ينقّي طريقه..... ومن ذلك ما يلي :
١/ النية المغلوطة: التي لم يُصحح مقصدها، ولَم يُصفّ سبيلها، والتي فسدت، وساء طريقها،
بسبب الرياء أو طلب المنصب أو الشهرة والتطاول على الناس، ومثل هذا المقصد يفسد المسار،
ويذهب البركة ، ولو تخطاه صاحبه حيناً، شُغل عنه بالدنيا، ولربما باع دينه بعرَض من الدنيا يسير....!
ولذلك وجب على الطلاب المعالجة، واستعمال المجاهدة،
كما هو ديدن السلف والصلحاء عبر التاريخ؛
قال سفيان الثوري رحمه الله ( ما عالجتُ شيئا أشدَّ علي من نيتي ).
ومع التحصيل الأولي والبروز تتعاظم النفس، ويداخلها العجب،
ويظن الطالب أن له فضلا على أقرانه،
فيتيه في ذلك حتى ينتهي لحالة سيئة من التعلق وحب الاشتهار
، فوجب الحيطة وتعميق المجاهدة والإخلاص ، لأن الرياء محبط للأعمال،
ومذهب لجمالها ، ومانع للقبول ...
ومن روائع ابن القيم رحمه الله قوله : ( ويلبس المرائي اللابس ثوبي الزور؛
من المقت والمهانة والبغضة ما هو اللائق به؛
فالمخلص له المهابة والمحبة، وللآخر المقت والبغضاء) .

٢/ استحلاء الراحة : والعلم وقد اختلطت حلاوته بمرارته، يحتاج إلى جد وجلَد،
وبذل وتعب، وتخفّف عزيز من الراحة والتبسط المبالغ فيه. قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
( المصالح والخيرات واللذات و الكمالات، كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة ،
ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب، وقد أجمع عقلاء كل أمة أن النعيم لا يُدرك بالنعيم،
وأن من آثر الراحة فاتته الراحة..).
وفِي العلم راحة وارتياح، ولكنها لا تُنال إلا بعد مقدمة نكدة، وتمهيد عسِر،
وممارسة صابرة، يعاين الطالب بعدها متعة الحدائق، وياسمين الجنات...!
وكما قال أبو إسحاق الالبيري وحمه الله:
فَلَو قد ذقتَ من حلواه طعماً/ لآثرت التعلمَ واجتهدتا
ولم يُشغلك عنه هوىً مطاعٌ/ ولا دنيا بزخرفها فُتِنتا
فقوتُ الروح أرواحُ المعاني/ وليس بما طعمت ولا شربتا!
ودواء ذلك المرتاح، أن يتأمل فداحة ما ضاع منه من أوقات،
وما بدد من محاسن، وما آلت إليه روحه وهمته!

٣/ تبديد الوقت : لأنه الحياة وظرف العمل والإنجاز، ومسؤولون عنه في القيامة،
وكل تقصير فيه مردوده على صاحبه، فلا سعادة ولا إبداع، ولا سباق أو تنافس،
لا سيما وقد تزخرفت حياتنا بمناعم ومكاسب لم تستثمر كما ينبغي،
قال تعالى: ثم لتُسألن يومئذ عن النعيم )سورة التكاثر .
وإذا رأيتَ الطالب مضيعا للوقت، مبذرا للزمان، زاهدا في الساعات،
فاعلم أنه تناقص عن الرتب، وفاتته الفرص، وتجاوزته المغانم!
واشتهر قول الحكماء ( من علامة المقت تضييع الوقت ).

٤/ جلساء الترويح : إذ الصديق رحيق، والرفيق معين، والجليس أنيس، فإذا آنس بالعلم،
وصادقَ بالعلم عظمت الفائدة، ونزلت البركة، وطابت الصحبة .
وضرب لهم صلى الله عليه وسلم مثلا رائعا ( كحامل المسك ونافخ الكير...).
فتخير من الأصدقاء أعلمَهم وأطيبهم وأنبلهم، قال ميمون بن مهران رحمه الله:
( العلماء هم ضالّتي في كل بلد، وهم بُغيتي إذا لم أجدهم ، وجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء ).

٥/ الرفاهية الزائدة : المعتمدة على التوسع في المعاش،
فمتاع وملابس وموائد بلا اعتدال وتوقف ، والانقطاع لها ولإصلاحها،
وهو مما يتنافى مع تقدير العلم والمسابقة إليه قال تعالى: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا )سورة الأعراف .
وصح حديث: ( نهانا رسول الله عن كثير من الإرفاه ).

٦ / تراجع الهمة والطموح: فلا تتطلع همته إلا إلى سفاسف الأمور،
وينسى المعالي والأمجاد، وقد قال تعالى: ( خدوا ما آتيناكم بقوة ) سورة البقرة والأعراف .
وقال عمر رضي الله عنه( لا تَصغُرنّ همتُك، فإني لم أر أقعدَ بالرجل من سقوط همته ).
وغاية طموحه أهداف دنيوية، ومقاصد تلذذية، لا ترتقي لمقاصد العقلاء الجادين .
وتسقط الهمم بالجليس ولوك الخسيس، والتفاني في الرخيص والبئيس!

٧/ التشاغل بالتفاهات : من أحاديث الناس وثقافاتهم العديمة والغير منتجة ،
كالتوسع في موديلات الجوال والسيارات وأنواع الملابس والموائد والاستغراق إلى ذاك؛
بدرجة لا تنتمي للعلم وحبه وإيثاره!

٨/ الخجَل الاجتماعي : القائم على تتبع نقد الناس، وعدم الظهور أمامهم بالكتب،
وحضور الدروس والسبق للمساجد،
فقد يخجل ويتراجع عن التنافس العلمي والإيماني بسبب تعليقات الناس!
وكذاك طول العمر والحضور مع الصغار خشية السخرية والتهكم، ولكن العلم أعلا من ذلك،
وأغلا لأن يتحمل البلاء من أجله..! وحُكِيَ أن بَعضَ الْحكَمَاءِ؛
رأى شيخا كَبِيرًا يُحِبُّ النظر فِي الْعِلْمِ ويستحي فقال لَهُ :
يَا هَذَا أتستحي أَنْ تَكُونَ فِي آخِرِ عمرِك أفضل مِما كُنْت فِي أوله!
وتفقه الصحابة الكرام وهم كبار غير مبالين بنقد أو سخرية أو تسفي.!

٩/ القراءات الموهمة:
كالإفراط في علوم غير جيدة كبعض دورات التنمية البشرية، والفكر الإخبار،
ي والفني والروايات الساقطة، مع عزوف عن العلوم الجادة والشرعية المتينة،
وما يسهم في البناء الذاتي والبناء الحضاري!
فخير علم يُرتجى العلم الشرعي الدائر مع الوحي، وما زاد من علوم الدنيا المفيدة للمرء وأمته،
قال العلامة ابن سيرين رحمه الله: لا تزال على الطريق، ما زلت تطلب الأثر ).

١٠/ تأخيره في الاهتمامات : بحيث تقدم عليه البرامج اليومية، والروتين المتعارف،
وربما السوق والتسوق، والرحلات وجلسات الديوانيات والمأدبات،
والسياحة الواسعة والتي لا ضابط فيها ولا رادع!
إذ يجب أن يكون أولى الأوليات وأشد الاهتمامات؛
لقوله تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا هو )سورة محمد .
ومن أخر العلم في برامجه، تأخرت به مراكبه ومعالمه..!
وكان العلامة ابن حزم رحمه الله ينشد:
من لم ير العلم أغلا ... من كل شيء يصابُ
فليس يُفلحُ حتى ... يحثى عليه الترابُ

~ يُتبع بإذن الله تعالى.
اللّهمّ إنّا نسألك الجنّة؛ لنا ولإخوَتي ووالِدينا ووالِديهمُ؛ آمينَ.
