أبـو حفـص
زيزوومي VIP
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
عزمي إبراهيم عزيز.
قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴾ [فاطر: 13]
سلسلة العقيدة الإصدار رقم ( 63 )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [فاطر: 13، 14].
شرح الكلمات:قال الله تعالى ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [فاطر: 13، 14].
يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل: يضيف بعض أجزاء أحدهما إلى الآخر فيزيد أحدهما بنقص الآخر.
له الملك: المالك للعالم المتصرف فيه التصرف المطلق.
تدعون: تعبدون وتسألون.
قطمير: هو اللفافة على نواة التمرة.
لا يسمعوا دعاءكم: هذا في حق الأصنام لأنها جمادات.
ولو سمعوا ما استجابوا لكم: هذا في حق العقلاء من الملائكة والأنبياء والصالحين، وذلك أنهم لا يقدرون على تحقيق ما تطلبون منهم.
ويوم القيامة يكفرون بشرككم: يجحدون وينكرون شرككم بهم.
ولا ينبئك مثل خبير: ولا يخبرك بحقيقة الأمور وعواقبها مثل خبير، وهو الله -سبحانه وتعالى-.
الشرح الإجمالي: يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- أنه يدخل الليل في النهار ويدخل النهار في الليل، فيطول هذا ويقصر هذا بحسب دورة الزمن الجاري بقدر الله، وأنه هو سخر الشمس والقمر هذين النيرين اللذين يحصل بهما كثير من المنافع للبشر ، وأن ذلك القادر على مثل هذا هو المستحق للربوبية والألوهية، كيف لا وهو المالك لجميع الخلق، وكل معبود سواه لا يملك قطميرا، ولا يسمع دعاء من دعاه، ولو أنهم سمعوا على الفرض لم يستجيبوا لهم، بل سينكرون يوم القيامة إشراكهم بهم، ولا يخبرك عن هذا بعلم وأمانة مثل خبير به وبعواقبه وهو الله تعالى.
وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ﴾ أي: غير الله سبحانه وتعالى، وهذا يشمل كل ما عُبد من دون الله، لأن الاسم الموصول من صيغ العموم، فيشمل كل ما عُبد من دون الله من آدميِّين، أو أحجار، أو أشجار، أو ملائكة، أو غير ذلك. والقطمير هو الغشاء الرقيق الذي يكون على النواة وهو شيء حقير: ﴿ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ﴾. يُشترط في المدعُو ثلاثة شروط:
الأول: أن يكون مالكاً لما يطلب منه.
الثاني: أن يكون يسمع الداعي.قطمير: هو اللفافة على نواة التمرة.
لا يسمعوا دعاءكم: هذا في حق الأصنام لأنها جمادات.
ولو سمعوا ما استجابوا لكم: هذا في حق العقلاء من الملائكة والأنبياء والصالحين، وذلك أنهم لا يقدرون على تحقيق ما تطلبون منهم.
ويوم القيامة يكفرون بشرككم: يجحدون وينكرون شرككم بهم.
ولا ينبئك مثل خبير: ولا يخبرك بحقيقة الأمور وعواقبها مثل خبير، وهو الله -سبحانه وتعالى-.
الشرح الإجمالي: يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- أنه يدخل الليل في النهار ويدخل النهار في الليل، فيطول هذا ويقصر هذا بحسب دورة الزمن الجاري بقدر الله، وأنه هو سخر الشمس والقمر هذين النيرين اللذين يحصل بهما كثير من المنافع للبشر ، وأن ذلك القادر على مثل هذا هو المستحق للربوبية والألوهية، كيف لا وهو المالك لجميع الخلق، وكل معبود سواه لا يملك قطميرا، ولا يسمع دعاء من دعاه، ولو أنهم سمعوا على الفرض لم يستجيبوا لهم، بل سينكرون يوم القيامة إشراكهم بهم، ولا يخبرك عن هذا بعلم وأمانة مثل خبير به وبعواقبه وهو الله تعالى.
وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ﴾ أي: غير الله سبحانه وتعالى، وهذا يشمل كل ما عُبد من دون الله، لأن الاسم الموصول من صيغ العموم، فيشمل كل ما عُبد من دون الله من آدميِّين، أو أحجار، أو أشجار، أو ملائكة، أو غير ذلك. والقطمير هو الغشاء الرقيق الذي يكون على النواة وهو شيء حقير: ﴿ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ﴾. يُشترط في المدعُو ثلاثة شروط:
الأول: أن يكون مالكاً لما يطلب منه.
الثالث: أن يكون يقدر على الإجابة.
وهذه الأمور لا تتّفق إلاّ في الله سبحانه وتعالى، فإنه المالك، السميع، القادر على الإجابة، أما هذه المعبودات فهي أولاً: فقيرة، ليس لها ملك. ثانياً: لا تسمع من و دعاها.
وثالثاً: لو سمعت فإنها لا تقدر على الإجابة.
ففي قوله تعالى: ﴿ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴾ انتفى الشرط الأول.
وفي قوله: ﴿ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ ﴾ انتفى الشرط الثاني.وفي قوله: ﴿ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ﴾ انتفى الشرط الثالث.إذاً بَطل دعاؤها. ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ﴾ إذا جاء يوم القيامة يتبرّؤون منكم، وكل المعبودات من دون الله تتبرّأ ممن عبدها يوم القيامة، حتى الشيطان يتبرأ: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ ﴾، يعني: ما أنا بمغيثكم. والصريخ: المغيث. يعني: لا أقدر على إغاثتكم ﴿ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ﴾ أنتم لا تقدرون على إغاثتي، كقوله سبحانه: ﴿ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾. وكذلك الملائكة يتبرؤون ممن عبدهم يوم القيامة كذلك سائر المعبودات: ﴿ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا ﴾ يتمنون ﴿ كَرَّةً ﴾ يعني: رجوعاً إلى الدنيا ﴿ فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ ﴾ نتبرّأ من هذه الأصنام والمعبودات، ﴿ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا ﴾ لكن أين؟، ﴿ كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾ نعوذ بالله.
﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴾ لا يسمعون دعاءهم في الدنيا، ﴿ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ هذا خبر من الله سبحانه وتعالى عن مصير هؤلاء المشركين يوم القيامة، يُخبرهم بما يكون إليه الأمر يوم القيامة من أجل أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا رحمة منه بعباده، ولهذا قال: ﴿ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ لا ينبئك ويُخبرك عن الأشياء مثل خبير بها وهو الله سبحانه وتعالى، هو الذي يعلم الأشياء والعواقب، ويعلم المآل والمصير، وهو يُخبركم أيها الناس بأن من عبد غير الله فإنه سيتبرّأ منه يوم القيامة، فخذوا حذركم. وهذا رحمة من الله سبحانه وتعالى، وأخبر أنه لا ينبئك بالأمور وعواقبها ونتائجها وثمراتها إلاّ الخبير بالأمور، أما الجاهل فإنه لا يستطيع أن يُخبرك عن شيء، ولو أخبرك فإن خبره يكون غير صحيح، أما الله جل وعلا إذا أخبر بخبر فإنه يكون واقعاً لابد منه، وكذلك رُسُلُه، لأنهم يخبرون عن الله سبحانه وتعالى. أما هؤلاء المشعوذون والصوفيّة والمخرّفون الذين يُدعون الناس إلى عبادة الأضرحة والمقامات، ويقولون: هذه فيها بركة، وفيها.. وفيها. هؤلاء كذبة، فلا تصدقوهم.
الفوائد:
1- أن الشمس تجري وتسير وليست ثابتة.
2- أن الأصنام لا تملك لعبادها نفعا ولا ضرا لا في الدنيا ولا في الآخرة.
3- أن الشرك سبب للعداوة بين العابدين والمعبودين.4- يؤخذ العلم من مصادره.
5- إن هذه الأصنام والقبور لو دعوتموها ما سمعت، ولو فرض أنها سمعت ما استجابت، لأنها لا تقدر على ذلك.
6- في النواة ثلاثة أشياء ذكرها الله في القرآن لبيان حقارة الشيء.القطمير: وهو اللفافة الرقيقة التي على النواة.
الفتيل: وهو سلك يكون في الشق الذي في النواة.
النقير: وهي النقرة التي تكون على ظهر النواة.
فهؤلاء لا يملكون من قطمير، فإن قيل: أليس الإنسان يملك النخل كله كاملاً؟ أجيب: إنه يملكه، ولكنه ملك ناقص ليس حقيقياً، فلا يتصرف فيه إلا على حسب ما جاء به الشرع، فلا يملك مثلاً إحراقه للنهي عن إضاعة المال.
7- هؤلاء المعبودون إن كانوا يبعثون ويحشرون، فكفرهم بشركهم ظاهر كمن يعبد عزيزاً والمسيح.
8- يقال لكل أمة: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد من دون الله ".
9- إنه لا يخبرك بالخبر مثل خبير به، وهو الله ، لأنه لا يعلم أحد ما يكون في يوم القيامة إلا الله، وخبره خبر صدق.
10- الخبير: العالم ببواطن الأمور.
11- أن الله يأتي بهذه الأحجار ونحوها، فتكفر بشرك من يشرك بها.
12- كل مدعو من دون الله لا يملك هذا المقدار، وهذا في كل مدعو سواء كان جماداً أو كان عاقلاً.
14- جاء الشيطان لكثير من الناس بالباطل في قالب الحق، فجعل دعوة غير الله جلَّ وعلا من الأولياء والأنبياء في قالب المحبة، وقال: هذا دليل حبهم وموالاتهم! فجعل دعوتهم والتضرع إليهم وإنزال الفقر بهم، وطلب الحاجات منهم محبةً لهم وتعظيماً.
15- أن هؤلاء الذين يتجهون إليهم - إن كانوا أولياء - لو خرجوا عليهم لقاتلوهم؛ لأنهم خالفوا دينهم وخالفوا أمر ربهم، فلا يمكن أن يقرونهم عليه.
16- في هذه الآية يخبر الله أن المدعو - كل مدعو من دون الله - لا يملك لداعيه قطميراً، ومعنى هذا أنه لا يملك شيئاً.
17- أن المدعو يجب أن تتوافر فيه أمور: أولاً: الملك. والثاني: السماع. والثالث: استطاعة الإيجاد.
18- لو تعلق أهل الباطل بشيء مما هو حق، فليبين لهم الفهم الصحيح والحق، وأنه لا تعلق لهم بما استدلوا به.
مناسبة الآية للباب:حيث دلت الآية على نفي النفع والقدرة عن المعبودين دون الله.
حيث دلت الآية على أن دعاء غير الله شرك.
المناقشة: أخي المسلم اختبر نفسك لبيان مدى استفادتك من المطوية
أ. اشرح الكلمات الآتية: يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، أجل مسمى، له الملك، تدعون، قطمير، لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئك مثل خبير.ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآيتين مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب أيشركون ما لا يخلق شيئا... الآية.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.
والله أعلم.....وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
.......................................................
المصدر :
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

التعديل الأخير بواسطة المشرف: