يذكرني فؤادي أننا كنا نردد تلك المقولة عند قدوم العيد حين كان يأتينا بموعدٍ نستحي فيه أن نستقبل العيد في حالِ عسرٍ تمرُّ عليه الأمة
اليوم : بتنا نقول " أرحنا منها يا بلال " !
إلا من البعض مما تاقت نفسه الرذيلة .. فبأي حالٍ عدتَ يا رمضان !
قلناها حينَ التمسنا جبروتِ النفوسِ الظالمةِ بحقِ نفسها .. فبعد إحدى عشر شهراً هتفَ البعضُ بوصول رمضان بتعليق الزينةِ على الأبواب
والنوافذ والأماكنِ العامة .. وزينةُ القلوب لا تضيء !! فقد باتت القلوبُ خربةً من الداخل لم تزينها نواياهم الحسنة الصادقة !
فباتوا ينتظرونَ قدومِ الشهرِ العظيم لصنعِ المأكولات التي تخص فقط هذا الشهر بل أصبحت تسمى باسمه !!
والقنوات الفضائية زفت التباشير بالمعاصي والفتن بما يصاحبها من أفلام تشاهد بالعين المجردة !
فصامتِ الأفواهُ عن الطعام ولم تصم القلوب والعيون والألسنةُ والجوارحُ عن المعاصي !
وما خفي كان أعظم ..
القرآنُ أصبح لا يُعرف إلا في ذاتِ الشهر وتتسابق النفوسُ على ختمه .. وإن سألت أحدهم بتفسير ومعنى ما قرأ !!
وهل لازم ختمه الخشوع التام في تلاوته للقرآن .. لقيت إجابةً لا وزن لها من حيثُ لا تحتسب !
والصلوات والصدقات أصبحت تعدُّ بالكمّ لا بالكيف !!
تناسوا خيراً وافراً آتي إليهم هو خيرٌ من ألف شهر ..
وأصبحت " يا باغي الخير أقبل فشهرُ الخيرِ أقبل " شعار على الجباه لا القلوب !!
حدّث أخي نفسك برهةً وقف معها وقفةَ اعتبار ..
تأمل .. هل أحسنتَ العمل في رمضان السابق ونويتَ أن تغير من نفسك في هذا العام !
تأمل واسأل نفسك .. هل أنت حقاً من أهلِ الصيام والقيام .. أقصد ! من أهل رمضان ؟!
أخي في الله ..
جدد النية وصفها واعقدها واعزم .. وتوكل على الله .. وسارع في طاعة الرحمن واسأله العون ..
واعمل في رمضان هذا .. كأنك لم تبلَغهُ العامَ القادم !!