أبـو حفـص
زيزوومي VIP
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
يحيى بن يوسف الانصاري الصرصري، علم من اعلام الإسلام، كان ضريرا، ولد سنة 588هـ، وقرأ القرآن بالروايات وسمع الحديث، وحفظ الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وحفظ اللغة، ويقال إنه كان يحفظ الصحاح للجوهري بكماله، وكان أديبا شاعرا ويلقب بـ جمال الدين.
إشتهر بمدائحه للنبي صلى الله عليه وسلم وله ديوان كان سائرا بين الناس، حتى قيل عنه حسان وقته، ولم يشتهر عنه أنه مدح أحدا قط من المخلوقين من بني آدم إلا الأنبياء.
كان شديدا في نصرة السنة، وشعره مملوء بذكر أصول السنة، وذم مخالفيها، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وبشره بالموت على السنة، ونظم في ذلك قصيدة طويلة.
لما دخل هولاكو وجنوده الكفار إلى بغداد سنة 656 للهجرة، كان الشيخ يحيى بها، فدعاه كرمون بن هولاكو للحضور، فأبى أن يجيب له، واعد في داره حجارة -وكان ضريرا كما تقدم- فحين دخل عليه التتار رماهم بتلك الأحجار فهشم منهم جماعة، فلما خلصوا إليه قتل أحدهم بعكازه ثم قتلوه شهيدا رحمه الله تعالى.
فلله دره من رجل لم ينظر إلى كونه فردًا بقدر ما نظر إلى أن له دورًا، لذا كان ذلك الشاعر المناضل من صناع الحياة، والذين لن يسقطوا مهما طال الزمان من ذاكرة التاريخ.
