‘
هذه دُرة من درر كتاب ( وحي القلم ) إنتقيتها لكم .. راجياً منها المثوبة والنفع )
( إحذري )
ترجمنا عن الشيطانِ قصيدة ( لحوم البحر ) وهذه ترجمةٌ عن أحد الملائكة ؛ رآني جالساً تحت الليل وقد أجمعتُ أن أضع كلمةً للمرأة الشرقية فيما تُحاذروهُ أو تتوجس منه الشر ؛ فتخايل الملكُ بأضوائهِ
في الضوء , وسنح لي بروحه , وبث فيّ سرّه الإلهي , فجعلت أنظرُ في قلبي إلى فجرٍ من هذا الشعرِ ينبعُ كلمةً كلمة , ويُشرق معنىً معنىً , ويستطير جملةً جملة , حتى اجتمعتِ القصيدةُ وكأنما سافرت
في حُلمٍ من الأحلام فجِئت بها .
أنطلق ذلك الملكُ وتركها في يدي لُغةً من طهارتهِ للمرأة الشرقيةِ في ملائكيتها :
أحذري .. !
( ( احذري إيتها الشرقيةُ وبالغي بالحذر , وأجعلي أخصّ طِباعك الحذر وحده .
إحذري تمدّن أوروبا أن يجعل فضيلتك ثوباً يوسعُ ويضيق , فلبسُ الفضيلةِ على ذلك هو لبسها وخلعها ...
اِذري فنــَ/ ــهم الإجتماعي الخبيث الذي يفرض على النساءِ في مجالس الرجالِ أن تؤدي أجسامهن ضريبة الفنّ ...
اِحذري تلك الإنوثة الإجتماعية الظريفة ؛ إنها إنتهاء المرأةِ بغايةِ الظرفِ والرقة إلى ... إلى الفضيحة .
اِحذري تلك النسائية الغزلية ؛ إنها في جملتها ترخيصٌ إجتماعيٌ للحرةِ أن ... أن تشارِك البغيّ في نصفِ عملها .
أيتها الشرقية ! أحذري أحذري !
(( احذري التمّدن الذي أُخترع لقتل الزوجةِ المقدّسةِ , لقب ( المرأةِ الثانيه ) ...
وأخترع لقتل لقبِ العذراء المقدّس , لقب ( نصف العذراء )
وأخترع لقتل دينية معاني المرأة ، كلمة ( الأدب المكشوف ) ..
وأنتهى إلى إختراعِ السرعةِ في الحب .. فاكتفى الرجل بزوجةِ ساعة ..
وإلى إختراع إستقلالِ المرأة ، فجاء بالذي أسمهُ ( الأب ) من الشارع ، لتلقي بالذي أسمة ( الأبنُ ) من الشارع ...
أيتها الشرقية احذري !
( ( احذري وأنتِ النجم الذي أضاء منذُ النبوة , أن تقلدي هذه الشمعة التي أضاءت منذُ قليل .
إن المرأة الشرقية هي إستمرارٌ لأداب دينها الإنساني العظيم .
هي دائماً شديدةُ الحِفاظِ حارسةٌ لحوزتها ؛ فإن قانون حياتها دائماً هو قانون الأمومةِ المقدّس .
هي الطُهر والعفّة , هي الوفاء والأنفة , هي الصبرُ والعزيمة . هي كل فضائل الأم .
فما هو طريقها الجديد في الحياة الفاضلة , إلا طريقها القديمُ بعينهِ ؟
أيتها الشرقية ! احذري احذري !
(( احذري ( ويحكِ ) تقليد الأوروبيةِ التي تعيش في دنيا أعصابها محكومةٌ بقانون أحلامها ...
لم تعد انوثتها حالةً طبيعيةً نفسيةً فقط , بل حالةً عقليةً أيضاً تشُك وتُجادِل ..
أنوثةٌ تفلسفت فرأت الزواج نصف الكلمةِ فقط .. والأم نصف المرأةِ فقط ..
ويا ويل المرأة حين تنفجر أنوثتها بالمبالغةِ , فتنفجر بالدواهي على الفضيلة ...
إنها بذلك حُرةٌ مساويةٌ للرجل , ولكنها بذلك ليستِ الأنثى المحدودة بفضيلتها ...
أيتها الشرقيةُ ! احذري احذري !
(( احذري خجل الأوربيةِ المترجلةِ من الإقرار بأنوثتها .
إن خجل الأنثى يجعل فضيلتها تخجلُ منها ..
إنهُ يُسقِطُ حياءها ويكسو معانيها رُجولةً غير طبيعية ,
إن هذه الأنثى المترجلة تنظرُ إلى رجلٍ إلى أنثى ..
والمرأةُ تعلو بالزواج درجه إنسانية , ولكن هذه المكذوبة تنحط درجة إنسانيةً بالزواج .
أيتها الشرقية ! احذري احذري !
(( احذري تهوّس الأوربية في طلب المساواة بالرجل .
لقد ساوتهُ في الذهاب إلى الحلاق , ولكن الحلاق لم يجد في وجههها اللحية ..
إنها خُلقت لتحبيب الدنيا إلى الرجل , فكانت بمساواتها مادة تبغيض .
العجيب أن سر الحياة يأبى أبداً أن تتساوى المرأةُ بالرجلِ إلا إذا خسرته .
والأعجب أنها حين تخضع , يرفعها هذا السر ذاتهُ عن المسااواة بالرجل إلى السيادة عليه .
أيتها الشرقية ! احذري احذري !
( ( احذري أن تخسري الطباع التي هي الأليقُ بأمًّ أنجبتِ الأنبياء في الشرق .
أمُّ عليها طابعُ النفس الجميلة , تنشرُ في كل موضعٍ جوّ نفسها العالية .
فلو صارت الحياةُ غيماً ورعداً وبرقاً , لكانت هي فيها النسيم يتخطّر .
أمّ لا تبالي إلا أخلاق البطولةِ وعزائمها , لآن جداتها ولدن الأبطال .
أيتها الشرقية ! احذري احذري !
(( احذري هولاءِ الشبان المتمدنين بأكثر من التمدن .. يُبالغ الخبيثُ في زينتهِ , ومايدري أن زينتهُ معلنةً أنهً إنسانٌ من الظاهر ...
ويبالغ في عرض رجولتهِ على الفتيات , يحاول إيقاظ المرأة الراقدةِ في العذراء المسكينه !
ليس لامرأة فاضلةِ إلا رجلها الواحد ؛ فالرجال جميعاً مصائبها إلا واحداً وإذ هي خالطتِ الرجال , فالطبيعي أنها تخالطُ شهوات , ويجبُ أن تحذر وتبالغ .
أيتها الشرقية ! احذري أحذري !
(( احذري ؛ فإن في كل امرأةٍ طبائع شريفةً متهورة ؛ وفي الرجال طبائع خسيسةً متهوّرة .
وحقيقةُ الحِجاب أنهُ الفصل بين الشرف فيه الميلُ إلى النزول , وبين الخسةِ فيها الميل إلى الصعود .
وفيكِ طبائعُ الحب , والحنان , والإيثار ، والإخلاص ، كلما كبُرتِ كَبُرَت .
طبائع خطِرة , إن عملت في غير موضعها .. جاءت بعكسِ ماتعمله في موضعها .
فيها كل الشرفِ مالم تنخدع , فإذا انخدعت فليس فيها إلا كل العار .
أيتها الشرقية ! احذري احذري !
(( احذري كلمةً شيطانيةً تسمعينها : هي فنيةُ الجمالِ أو فنيةُ الأنوثة .
وأفهميها أنتِ هكذا : واجباتُ الأنوثةِ وواجبات الجمال .
بكلمةٍ يكون الإحساس فاسداً , وبكلمة يكون شريفاً .
ولا يتسقط ( يوقع بحبائله ) الرجلُ امرأةً إلا في كلماتٍ مُزينةِ مثلها ....
يجب ان تتسلح المرأة مع نظرتها , بنظرة غضبٍ ونظرةِ إحتقار .
أيتها الشرقية ! احذري احذري !
( ( احذري أن تُخدعي عن نفسكِ ؛ إن المرأة أشدُ افتقاراً إلى الشرف منها إلى الحياة .
إن الكلمة الخادعة إذ تُقالُ لك , هي أختُ الكلمةِ التي تُقال ساعة إنفاذِ الحكم للمحكوم عليه بالشنق ...
يغترونك بكلماتِ الحُب والزواجِ والمال , كما يُقال للصاعدِ إلى الشنّاقةِ ماذا تشتهي ؟ ماذا تريد ؟
الحُب ؟ الزواج ؟ المالُ ؟ هذه صلاةُ الثغلب حين يتظاهرُ بالتقوى أمام الدجاجة ...
الحُب ؟ الزواج ؟ المالُ ؟ يالحم الدجاجه ! بعضُ كلماتِ الثعلبِ أنيابُ الثعلب ..
أيتها الشرقية ! احذري احذري !
(( احذري السقوط ؛ إن سقوط المرأةِ لهولهِ وشدتهِ ثلاث مصائب في مصيبة :
سقوطها هي , سقوط من أوجدوها , سقوط من تُوجِدهم ! نوائب ( نائبة = مصيبه ) الأسرة كلها قد يسترها البيت إلا عار المرأة .
فيدُ العارِ تقلب الحيطان كما تقلب اليد الثوب فتجعل مالا يرى هو مايرى .
والعارُ حكمٌ يُنفذهُ المجتمعُ كلهُ , فهو نفيٌ من الإحترام الإنسانيّ :
أيتها الشرقية ! احذري احذري !
(( لو كان العارُ في بئرٍ عميقةٍ لقلبها الشيطانُ مِئذنةً ووقف يؤذن عليها .
يفرحُ اللعين بفضيحةِ المرأة خاصةً , كما يفرح أبٌ غنيٌ بمولودٍ جديدٍ في بيته ...
واللصُ , والقاتلُ , والسكير , والفاسقُ , كلُ هؤلاء على ظاهر الإنسانيةِ كالحر والبرد :
أما المرأةُ حين تسقط فهذه من تحتِ الأنسانية هي الزلزلة .
ليس أفظع من الزلزلةِ المرتجةِ تشقُ الأرض , إلا عار المرأةِ حين يشقُ الأسرة
أيتها الشرقية ! احذري احذري