عساكم طيبين يالغوالي
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين.
رمضان وأيُّ شهر كان ..؟
رمضانُ .. شاهدٌ لنا أو علينا مما أَوْدَعْنَاهُ من الأعمال ..
فَمْن أودعه صالحاً فلْيَحمدِ الله ، وليُبْشِرْ بحسن الثواب ،
واللهُ لا يُضيعُ أجرَ مَنْ أحسنَ عملاً .
ومَنْ أَوْدَعَهُ سَيِّئاً فليَسْكُبِ الدَّمعَ الغزير ، وليأتِ ما بقي من القليل .
فكم من جاء بالقليل وتُوِّجَ بالقَبول ! وكمْ منْ جاء بالكثيرِ فَمُنِيَ بالحرمان .
غداً تـوفَّى النفـوسُ ما كسبت ويحصدُ الزارعونَ ما زرعوا
إنْ أَحْسَنوا فقد أَحْسَنوا لأنفُسِهِم وإنْ أساؤُوا فبِئْسَ ما صنعوا
أيُّ شهرٍ كان رمضان ..؟
شهرٌ عظَّمه اللهُ وكرَّمه ، فشرّف صُوَّامه وقوامه ،
منحهم من الأجورِ ما ليس لغيرِهِ من الشُّهُور ،
فجعل أجرَ صائميه متجاوزاً العشرةَ أضعاف ،
بلْ والسبعمئةِ ضعف مما لا يُحدُّ ولا يُعدّ ،
كلُّ ذلك لأنَّ الصيامَ له وهو سبحانه الذي يَجزي به ،
وكفى بهذا شَرَفاً وفَخْراً للمؤمن.... أيُّ شهرٍ كان رمضان ..؟
وهو مِضْمَارٌ واسعٌ للتَّنافُسِ في الخيراتِ ، تَنَوَّعتْ فيه الطَّاعات ،
فيهسِرٌّ بين الطَّائِعينَ وبينَ رَبِهِم في أيَّامِهِ المعدودات ،
والمُحِبُّونَ يَغارُونَ من اطَّلاعِ الأَغْيَارِ على الأَسْرَار .
لا تُذِعِ السِّرَّ المصونَ فإنَّني أغارُ على ذِكْرِ الأحبةِ مِنْ صَحْبِي
أيُّ شهرٍ كان رمضان ..؟
كان موسماً لمضاعفة الأعمالِ والغُفْران ،
ومُنَبِّهاً لذوي الغَفَلاتِ والنِّسْيَان ، محفوفاً بفضيلةِ تلاوةِ القرآن ،
حين فيوضات الجودِ والكَرمِ من المنَّان .
شهرُ رمضان ..
نهارُهُ مصونٌ بالصيام ، وليلُهُ معمورٌ بالقيام ،
هبَّت فيه رياحُ الأنسِ بالله ، وجَادَتْ الأنفسُ بما عندها نحو الله .
لكَ الله يا شهراً أفاءتْ بِظِلِّهِ قلوبٌ ****على حَقل الخطيئَاتِ تُزهِرُ
ألا أيُّهذا الشهرُ أغدِق فَضَائلاً ****على كُلِّ مسْكينٍ على العَدمِ يُفْطِرُ
منقول للامانة
دمتم في رعاية الله