tamer87
زيزوومى محترف
غير متصل
نفثتُ النفس الأول من سيجارتي بهدوء متباطئ لترتمي سحب الدخان بأحضان
فضاء الغرفة مشكلتاً خيوط سباق المسافات على شرفة رموشي ليُبان ظلام
الجدران التي لا يصلها إلا القليل من إنارة المصباح .
سرحت بفكري حتى هزني جليسي وليد ليقول
- أين سرحت خذ الشاي
تناولت الشاي شاكراً آياه ليقول:
- أنظر كيف يذوب السكر في الشاي
عندها تبسمت لتهطل دمعة تكوي لب فؤادي مطلقاً آواه أجفلت وليد لتنفرج حدقتيّه
متسائلاً عن السبب بقوله
- ما الذي حصل .؟ أفي قولي ما يُسيء
نظرة إليه لأقول:
- لا يا صاحبي لكن جملتك أذكرتني بمن ملكوا القلب
وبنفس الأنذهال قال
- من هم وكيف ذلك ؟؟
أرجعت رأسي إلى الخلف متنهدّاً لأقول:
- كانت غادة تسحر اللب ويطيش لها الفؤاد صوتها كما ترنيمة الملائكة على
الأرض إذا تفوهت بكلمة انبلجت عطور الدنيا كلها من فاها وإذا تبسمت أشرق
الصباح من ضياء مبسمها إذا أسدلت رمشها تشعرني وكأنها أطبقت بفؤادها عليّ
قاطعني وليد قائلاً:
- ما أحلاها زدني ارتعاشاً بوصفك
- ما عساني أقول وهي أهزوجة الجمال فاقت بحسنها كل الوصف فأرتشف
الجمال سناهُ منها ما أقول فيمن تجنبت الشمس ضياها .
صمتُّ قليلاً مطلقاً زفرة وجع الذكرى لأعود قائلاً:
- كانت جملتها المعتادة تطلقها في كل حين ( أنا الشاي وأنت السكر تذوب فيّ) تطلقها ببساطة فأذوب معها كما قطعة سكر في قعر الشاي آواه ما أجملها .
تبسم وليد وكأنه أنس الحديث فأومأ برأسه دلالة الفهم وطلب الاستزادة فقلت:
- يا صاحبي لن أستطيع وصف ما كنت فيه من هناءٍ وسعادة لكني لم أحترم تلك الرابطة ولم أعيي حجم السعادة التي كنت أعيشها فأخذتُ أعبث مع هذه وتلك
حتى فوجئت بصدها مرةً بعد أخرى
صمت قليلاً ثم أستدركت قائلاً :-
- صارحتني بأنها تعرف كل شي فأسقط بيدي ما عساني أقول صمِتّ أخرسني
الموقف . ومضت الأيام لأعيش حالة إنفراد ذاتي غرقت بذهولي وسط انفعالات
نفسيه راجعت مواقفي لأجدني كمن كنت أعيب عليهم تصرفاتهم اللامبالية .
أنتفض وليد كما عصفور إبلهُ المطر ليقول:-
- أمِنَ المعقول أن تكون أنت كَـ ـهُم ؟؟؟
أطرقت برأسي وأنا أقول متأسفاً:-
- بلى يا صاحبي أنا كَـهُم . وما الفرق بيني وبين من قتل نفساً بلا ذنب
عندها ملئت عيني بالدموع حتى أسكبتها بلا هوادة آواه يا صبر من لي بمن
ينتشل روحي حيث تسمى عن آهات الجسد فلا يعود يتصل بأنفاسٍ أو نفوس
مد وليد يده ليربت على كتفي وهو يقول:-
- أما حاولت أن تتصل بها أن تخبرها أن تعتذر منها ؟؟؟
- بلى حاولت
- وما كان جوابها ؟؟
اعتصرني ألم ذكرى الصد الموجع لأقول:-
- قالت كلٌ منا في طريق وأنت مجرد ذكرى أرجو نسيانها إلى الأبد
أطرق وليد برأسه وكأنه عاش حيرتي وألمي ثم قال:-
- لا أدري ما عساني أقول من حقك أن تعلم بصدق توبتك ومن حقها أن لا تصدق
- نعم يا صاحبي من حقها أن ترفضني من حقها أن تولي وجهها عني وليس
لي الحق بمطالبتها بالرجوع برغم عشقي برغم ألمي
صمتُ قليلاً ثم استطردت قائلاً
- أتعلم أني أرى الحياة كما زمجرة سرفة دبابة أو كما عويل مدافع تصطرخ
بقوتها لتصم سمع مجاوريها فعلام الفرح وقد ولى . علام أنشد البقاء وكلي
منغمس بزخات الوجع علام الأمل وما آراه خالي من أي شيء ذي رحمه
قال وليد وهو يعصر كف يدي:-
- يالقلبك يا صديقي قد مُلأ ألماً
سكبت الشاي على الأرض ثم أرجعت رأسي إلى الوراء وصرخت عالياً
- رحماااااااااااااااااااااااااااااااااااااك يا ربي -
k:
