roufaida

زيزوومي VIP
الأعضاء النشطين لهذا الشهر
إنضم
31 يناير 2008
المشاركات
4,422
مستوى التفاعل
1,269
النقاط
1,320
غير متصل

الإطمئنان

مشهد يكشف وضعية بعض الشّباب المُثقّف ...تتقاذفهم رياح الشكّ ..ليستقرّوا بعد المعاناة شرقا أو غربا.​

**********​

أراد أن يستقبل الشّمس وهى طالعة، فجلس مُقابلا لها على كرسيّ و أمامه طاولة صغيرة عليها فنجان قهوة من حين لآخر يرتشف وهو يُلهى نفسه بمُنبسط من الأرض عليه ثلاثةُ أشجار مُتباعدة ترتادها أنواع من الطيور... تحطّ للحظات، ثمّ تستأنف طيرانها في اتجاهات مُختلفة ..إنّه يستعيد نقاش البارحة... و يُراجع مواقفه... قد يكون تعسّف أو أساء الأدب.. فالمسائل المطروحة مُحيّرة حقّا..و أيّ عرض فكري له ثغراته مهما كان وجيها... و الحسم في المسائل "الماورائية" صعب...و على كلّ حال...​

...قال المنجّم و الطّبيب كلاهما*****لا تُحشر الأجساد، قلت:إليكما​

...إن صحّ قولكما،فلست بخاسر*****أو صحّ قولى،فالخسار عليكما​

لقد عجز المعرّي على الحسم..و أوكل أمره للرّهان...و لست الغزالى حتّى يُقذف في قلبى نور.. و أطمئنُ..ثمّ.. هكذا.. نظر يمينا، فرأي عجوزا تتوكّاُ على عصا.. وهى مُقبلة في كبد ..وحدّثته نفسه إنّ هذه ما إن تكُن أمامك.. تنظر إليك... و تقل غضبى...ما سببُ شقائى؟..إنّه لا يدرى من ألهمه بذلك؟.. و لا كيف خطر له؟... و لكن.. إن تمّ الأمر كما خطر ...فإنّ الغزالى صادق...فالذى قذف في قلبه النّور، ألهمني بما ستقوله المرأة، ثمّ انصرف به شرود ،و عاد له وعيه بشهيقها و زفيرها و ضرب عصاها، و رآها ماثلة أمامه، فاذا هىّ...-لم يكن قد رآها من قبل-...ها هىّ تحدّق فيه... تسأله نفس السؤال الذى توقّع...قال : هل هيّ حيرة تتعمّق؟ أم اطمئنان يريد أن يستقرّ؟ كيف تمّ هذا الأمر؟...و خاض يستعرض الآراء والمواقف حول ما حدث له، عساه يحظى بما يُذهب الحيرة ...و فجأة تتوقف سيّارة.. و يسأله صاحبها عن بيت "فلان"، فيرشده... لكن لفت ذكره صوت مُقرئ منبعث من -مذياع- السيّارة يتلو...:"إنّ ربّى لطيف لما يشاء إنّه هو العليم الحكيم.." فقال : وهذه أيضا...إنّي آمنت بالالهام و القذف و الوحي...و عرفتُ أنّ صاحب السيّارة من حيث لا يعلم أتاني باليقين... فالآن عرفت طريقى...و دخلت في الاطمئنان....​

 

توقيع : roufaida
بارك الله فيك،
وجزاك الله خيراً،
 
عودة
أعلى