غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
شرح البيتين:
يُعبر الشاعر في هذين البيتين عن حالة من الألم والمعاناة في علاقته العاطفية، حيث وصل إلى مرحلة التفكير في هجر من يحب، ليس لأنه كاره له، بل كرد فعل على ثقة محبوبه المفرطة وضمانه لوجوده الدائم.البيت الأول: ما أُراني إِلّا سَأَهجُرُ مَن لَيــ ** ــسَ يَراني أَقوى عَلى الهِجرانِ
المعنى: يقول الشاعر أنه يرى نفسه مُقدِمًا على هجر حبيبه. والسبب أن هذا الحبيب لا يظن أبدًا أن الشاعر يمتلك القوة أو القدرة على اتخاذ قرار الهجر والابتعاد عنه. فالمحبوب يراه ضعيفًا أمام حبه، ومُسَلِّمًا بوجوده الدائم في حياته. قرار الهجر هنا هو محاولة لإثبات عكس هذا الاعتقاد.
البيت الثاني: مَلَّني واثِقاً بِحُسنِ وَفائي ** ما أَضَرَّ الوَفاءَ بِالإِنسانِ
المعنى: يوضح الشاعر هنا سبب شعور محبوبه بالأمان المفرط، فيقول: لقد أصابه الملل مني لأنه واثق تمامًا من شدة وفائي وإخلاصي له. ثم يختم بحكمة مؤثرة وصادقة، فيتعجب من أن الوفاء، الذي هو صفة نبيلة، قد ينقلب أحيانًا ليصبح سببًا في ضرر صاحبه وأذيته، لأنه يجعل الطرف الآخر يستهين بمشاعره ويضمن بقاءه.
باختصار: يصور الشاعر كيف يمكن للحب العميق والوفاء المطلق أن يؤدي إلى نتيجة عكسية، حيث يتسبب في إهمال المحبوب له، مما يدفعه للتفكير في الهجر كوسيلة لإعادة التوازن إلى العلاقة وتنبيه محبوبه إلى قيمته.
