malek bennabi

زيزوومي جديد
إنضم
6 أغسطس 2025
المشاركات
27
مستوى التفاعل
58
النقاط
30
متصل
1756789190070.webp


يقول تعالى:(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].

ويقول تعالى :(عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 6 - 9].

في الصحيحين عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: ((أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الغِنَى، وَلاَ تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا، وَلِفُلاَنٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ))

وروى مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَاتَّقُوا الشُّحَّ؛ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ))

وفي الحديث: ((أفضل الصَّدقة: جهد المقل)) [رواه أبو داود وصححه الألباني].

إذا كنت ممن يسهل عليهم العطاء ولا يؤلمهم البذل فأنت سَخِي، وإن كنتَ ممن يعطون الأكثر ويُبقون لأنفسهم فأنت جواد.
أما إن كنت ممن يعطون الآخرين مع حاجتك إلى ما أعطيت لكنك قدمت غيرك على نفسك فقد وصلت إلى مرتبة الإيثار..

خُلُقُ الإيثارِ لا يستطيعُهُ إلا من امتَثَلَ أمرَ الله -تعالى-, وفَعَلَ ما يُرضي اللهَ -تعالى-, ولو أغضَبَ الخلقَ جميعاً, ولم تأخُذْهُ في إيثارِ رِضاهُ لومةُ لائمٍ, وجَعَلَ همَّهُ وعزمَهُ كلَّهُ مَقصوراً على مَرضاةَ الله -تعالى-؛ لأنَّ إرضاءَ النَّاسِ غايةٌ لا تُدركُ, كما قال الإمامُ الشَّافعيُّ -رحمه الله تعالى-: "رِضا النَّاسِ غايةٌ لا تُدركُ".

فعليكَ بما فيه صلاحُ نفسِكَ فالزَمْهُ, ومعلومٌ أنْ لا صلاحَ للنَّفسِ إلا بإيثارِ رِضا ربِّها ومولاها على غيرِها, ولقد أحسنَ من قال:

فَـلَيتَكَ تحلـو والحـياةُ مَريرةٌ *** وَلَيتَكَ تَرضى والأنامُ غِضابُ

وَلَيتَ الذي بيني وبينَكَ عامِرٌ *** وبيني وبـينَ العـالمينَ خَـرابُ

إذا صَحَّ مِنْكَ الوُدُّ فالكُلُّ هَيِّنٌ *** وَكُلُّ الذِي فَوْقَ التُّرابِ تُرَابُ


نماذج من الايثار في حياة رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصحابته رضوان الله عليهم

عن سَهلِ بنِ سَعدٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((جاءت امرأةٌ ببُردةٍ، قال: أتدرون ما البُردةُ؟ فقيل له: نعَمْ، هي الشَّملةُ منسوجٌ في حاشِيَتِها. قالت: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي نسَجْتُ هذه بيَدي أكسوكَها، فأخذَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنَّها إزارُه، فقال رجُلٌ من القومِ: يا رسولَ اللَّهِ اكسُنِيها. فقال: نَعَمْ. فجلس النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المجلِسِ، ثمَّ رجع فطواها، ثمَّ أرسَلَ بها إليه، فقال له القومُ: ما أحسَنْتَ، سألتَها إيَّاه، لقد عَلِمْتَ أنَّه لا يَرُدُّ سائلًا! فقال الرَّجُلُ: واللهِ ما سألتُه إلَّا لتكونَ كَفَني يومَ أموتُ. قال سهلٌ: فكانت كَفَنَهـ)) .
والحديثُ فيه: الأثَرةُ على نفسِه وإن كانت به حاجةٌ إلى ذلك الشَّيءِ
.
- وعن
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((إنَّا يومَ الخَندَقِ نحفِرُ فعَرَضَت كُديةٌ شديدةٌ، فجاؤوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: هذه كُدْيةٌ عَرَضَت في الخندَقِ. فقال: أنا نازِلٌ، ثمَّ قام -وبطنُه معصوبٌ بحَجَرٍ، ولَبِثْنا ثلاثةَ أيَّامٍ لا نذوقُ ذَواقًا - فأخَذ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المِعْوَلَ فضَرَب في الكُدْيةِ فعاد كثيبًا أَهْيَلَ أو أَهْيَمَ ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ائذَنْ لي إلى البيتِ، فقُلتُ لامرأتي: رأيتُ في النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شيئًا ما كان في ذلك صَبرٌ، فعِندَكِ شيءٌ؟! فقالت: عِندَي شَعيرٌ وعَناقٌ . فذبحَتِ العَناقَ، وطحَنَت الشَّعيرَ حتَّى جعَلْنا اللَّحمَ بالبُرمةِ. ثمَّ جِئتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والعَجينُ قد انكَسَر، والبُرمةُ بَينَ الأثافيِّ قد كادت أن تَنضَجَ. فقُلتُ: طُعَيِّمٌ لي، فقُمْ أنت -يا رسولَ اللَّهِ- ورجُلٌ أو رجلانِ. قال: كم هو؟ فذكَرْتُ له، فقال: كثيرٌ طَيِّبٌ. قال: قُلْ لها: لا تَنزِعِ البُرمةَ ولا الخُبزَ مِن التَّنُّورِ حتَّى آتيَ. فقال: قوموا. فقام المهاجِرون والأنصارُ، فلمَّا دخَل على امرأتِه قال: وَيحَكِ! جاء النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالمهاجرين والأنصارِ ومن معهم! قالت: هل سألَكَ؟ قلتُ: نعَمْ. فقال: ادخُلوا ولا تَضاغَطوا . فجعَلَ يَكْسِرُ الخُبزَ ويجعَلُ عليه اللَّحْمَ ويُخَمِّرُ البُرمةَ والتَّنُّورَ إذا أخَذ منه، ويُقَرِّبُ إلى أصحابِه، ثمَّ يَنزِعُ، فلم يَزَلْ يَكْسِرُ الخُبزَ ويَغرِفُ حتَّى شَبِعوا وبَقِيَ بَقيَّةٌ. قال: كُلي هذا وأهدِي؛ فإنَّ النَّاسَ أصابَتْهم مجاعةٌ)) .

- وعن
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((قال أبو طَلحةَ لأمِّ سُلَيمٍ: لقد سمعتُ صَوتَ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضعيفًا أعرِفُ فيه الجوعَ، فهل عندكِ مِن شيءٍ؟ قالت: نعم، فأخرَجَتْ أقراصًا من شعيرٍ، ثُمَّ أخرَجَتْ خِمارًا لها، فلفَّت الخُبزَ ببَعْضِه، ثُمَّ دسَّته تحت يَدي ولاثَتْني ببَعْضِه ، ثُمَّ أرسلَتْني إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: فذهبتُ به فوجدتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجِدِ ومعه النَّاسُ، فقمتُ عليهم، فقال لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أرسلك أبو طلحةَ؟ فقلتُ: نعم. قال: بطعامٍ؟ قلتُ: نعم. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمن معه: قوموا، فانطلَقَ وانطلقتُ بَينَ أيديهم حتى جئتُ أبا طلحةَ فأخبَرْتُه. فقال أبو طلحة: يا أُمَّ سُليمٍ، قد جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالنَّاسِ وليس عندنا ما نُطعِمُهم! فقالت: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، فانطَلَق أبو طلحةَ حتى لَقِيَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو طلحةَ معه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هلمَّ يا أُمَّ سُلَيمٍ ما عندكِ، فأتت بذلك الخُبزِ، فأمَر به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ففُتَّ وعَصَرَت أمُّ سُلَيمٍ عُكَّةً فأدَمَتْه ، ثُمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيه ما شاءَ اللهُ أَنْ يقولَ، ثُمَّ قال: ائذَنْ لعَشَرةٍ، فأَذِنَ لهم فأكلوا حتى شَبِعوا، ثُمَّ خرجوا ثُمَّ قال: ائذَنْ لعَشَرةٍ، فأَكل القَومُ كُلُّهم حتى شَبِعوا، والقومُ سبعون أو ثمانون رَجُلًا!)) .
وفي هذا الحديثِ والذي قبله تقديمُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه على نَفْسِه مع جوعِه وحاجتِه إلى الطَّعامِ!

- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه كان يقولُ: ((واللهِ الذي لا إلهَ إلَّا هو إنْ كُنْتُ لأعتَمِدُ بكَبِدي على الأرضِ مِنَ الجُوعِ، وإِنْ كنتُ لأَشُدُّ الحَجَرَ على بطني من الجُوعِ، ولقد قعَدْتُ يومًا على طريقِهم الذي يخرُجون منه فمرَّ
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
فسألتُه عن آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ ما سألتُه إلَّا ليُشبِعَني، فمرَّ ولم يفعَلْ، ثُمَّ مرَّ بي عُمَرُ فسألتُه عن آيةٍ مِن كِتابِ اللهِ ما سألتُه إلَّا ليُشبِعَني فمرَّ ولم يفعَلْ، ثُمَّ مرَّ أبو القاسمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتبسَّم حين رآني وعرَف ما في نفسي وما في وجهي، ثُمَّ قال: أبا هِرٍّ، قلتُ: لبَّيك يا رسولَ اللهِ. قال: الحَقْ، ومضى فتبِعْتُه، فدخل فاستأذن فأَذِنَ لي فدخل فوجد لبنًا في قَدَحٍ، فقال: مِنْ أين هذا اللَّبنُ؟ قالوا: أهداه لك فلانٌ أو فلانةٌ، قال: أبا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيك يا رسولَ اللهِ، قال: الحَقْ إلى أهلِ الصُّفَّةِ فادْعُهم لي، قال: وأَهلُ الصُّفَّةِ أضيافُ الإسلامِ لا يأوُون إلى أهلٍ ولا مالٍ ولا على أحدٍ، إذا أتته صَدَقةٌ بعث بها إليهم ولم يتناوَلْ منها شيئًا، وإذا أتته هَدِيَّةٌ أرسَلَ إليهم وأصاب منها وأَشركَهم فيها، فساءني ذلك، فقلتُ: وما هذا اللَّبَنُ في أهلِ الصُّفَّةِ؟! كُنتُ أَحقَّ أَنْ أُصيبَ من هذا اللَّبَنِ شَربةً أتقوَّى بها! فإذا جاء أمرني فكنتُ أَنا أعطيهم، وما عسى أَنْ يبلُغَني من هذا اللَّبَنِ؟! ولم يَكُنْ من طاعةِ اللهِ وطاعةِ رَسولِه بُدٌّ، فأتيتُهم فدعوتُهم، فأَقبلوا فاستأذنوا فأذِنَ لهم وأخذوا مجالِسَهم من البيتِ. قال: أبا هِرٍّ، قلتُ: لبَّيك يا رسولَ اللهِ، قال: خُذْ فأَعْطِهم، قال: فأخذتُ القَدَحَ فجعَلْتُ أُعطيه الرَّجُلَ فيَشرَبُ حتى يَرْوَى، ثُمَّ يرُدُّ عَلَيَّ القَدَحَ، فأُعطي الرَّجُلَ فيَشرَبُ حتى يروى، ثُمَّ يرُدُّ عليَّ القَدَحَ، حتى انتهيتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد رَوِيَ القومُ كُلُّهم، فأخذ القَدَحَ فوضعه على يَدِه، فنظر إِليَّ فتبسَّم، فقال: يا أبا هِرٍّ! قُلتُ: لبَّيك يا رسولَ اللهِ، قال: بَقِيتُ أَنا وأَنت، قلتُ: صَدَقْتَ يا رسولَ اللهِ، قال: اقعُدْ فاشرَبْ، فقعدتُ فشَرِبْتُ، فما زال يقولُ: اشرَبْ، حتى قُلتُ: لا والذي بعثك بالحقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسلَكًا! قال: فأَرِني، فأعطيتُه القَدَحَ، فحَمِد اللهَ وسَمَّى وشَرِبَ الفَضْلةَ!)
أقبَل المُهاجِرون إلى المدينةِ لا يَملِكون من أمرِ الدُّنيا شيئًا، قد تركوا أموالَهم وما يَملِكون خَلْفَ ظُهورِهم، وأقبَلوا على ما عِندَ اللهِ عزَّ وجَلَّ يَرجُون رحمتَه ويخافون عذابَه؛ فاستقبَلَهم الأنصارُ الذين تبَوَّؤوا الدَّارَ، وأكرَموهم أيَّما إكرامٍ، ولم يبخَلوا عليهم بشَيءٍ من حُطامِ الدُّنيا، في صُورةٍ يَعجِزُ عن وَصِفها اللِّسانُ، ويَضعُفُ عن تعبيرِها البيانُ!
- عن
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((لمَّا قدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ أتاه المُهاجِرونَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ما رأينا قومًا أبذَلَ مِن كثيرٍ ولا أحسَنَ مُواساةً مِن قليلٍ مِن قومٍ نزَلْنا بَينَ أظهُرِهم! لقد كفَوْنا المُؤنةَ، وأشرَكونا في المَهنَأِ حتَّى خِفْنا أن يذهَبوا بالأجرِ كلِّه! فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا، ما دعَوتُم اللهَ لهم، وأثنَيتُم بالأجرِ عليهم)) .
- وعن
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رَضِيَ اللهُ عنه قال: (قَدِمَ
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، فآخى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَينَه وبَينَ سَعدِ بنِ الرَّبيعِ الأنصاريِّ، فعَرَض عليه أن يناصِفَه أهلَه ومالَه، فقال عبدُ الرَّحمنِ: بارَك اللهُ لك في أهلِك ومالِك، دُلَّني على السُّوقِ)


وقد وصَل الحالُ بصَحابةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن آثَروا إخوانَهم بحياتِه! وهذا غايةُ الجودِ، ومُنتهى البَذلِ والعَطاءِ.
- ففي غَزوةِ اليَرموكِ قال عِكْرِمةُ بنُ أبي جَهلٍ: قاتَلْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مواطِنَ، وأفِرُّ منكم اليومَ؟! ثمَّ نادى: مَن يبايِعُ على الموتِ؟ فبايَعَه عَمُّه الحارِثُ بنُ هِشامٍ، وضِرارُ بنُ الأزوَرِ في أربَعِمائةٍ من وجوهِ المُسلِمين وفُرسانِهم، فقاتلوا قُدَّامَ فُسطاطِ خالِدٍ حتَّى أُثبِتوا جميعًا جِراحًا، وقُتِل منهم خَلقٌ، منهم ضِرارُ بنُ الأزوَرِ -رَضِيَ اللهُ عنهم-... فلمَّا صُرِعوا من الجِراحِ استَسْقَوا ماءً، فجِيءَ إليهم بشَربةِ ماءٍ، فلمَّا قُرِّبَت إلى أحَدِهم نَظَر إليه الآخَرُ، فقال: ادفَعْها إليه. فلمَّا دُفِعَت إليه نَظَر إليه الآخَرُ، فقال: ادفَعْها إليه. فتدافَعوها كُلُّهم من واحدٍ إلى واحدٍ حتَّى ماتوا جميعًا ولم يَشْرَبْها أحَدٌ منهم، رَضِيَ اللهُ عنهم أجمعين !


عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا أن نتصَدَّقَ، فوافَق ذلك مالًا عِندَي، فقُلتُ: اليومَ أسبِقُ
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
إن سبَقْتُه يومًا! فجِئتُ بنِصفِ مالي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما أبقَيْتَ لأهلِك؟، قُلتُ: مِثْلَه، قال: وأتى
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رَضِيَ اللهُ عنه بكُلِّ ما عِندَه، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما أبقَيْتَ لأهلِك؟ قال: أبقَيتُ لهم اللهَ ورَسولَه! قُلتُ: لا أسابِقُك إلى شيءٍ أبدًا)) !


- لَمَّا طُعِن أميرُ المؤمِنين عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنهما قال لابنِه
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
: (يا
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، اذهَبْ إلى
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رَضِيَ اللهُ عنها فقُلْ: يقرَأُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ عليك السَّلامَ، ثمَّ سَلْها أن أُدفَنَ مع صاحِبي. قالت: كنتُ أريدُه لنفسي، فلأُوثِرَنَّه اليومَ على نفسي! فلمَّا أقبَلَ قال له: ما لَدَيك؟ قال: أذِنَت لك يا أميرَ المؤمنينَ! قال: ما كان شَيءٌ أهَمَّ إليَّ من ذلك المَضجَعِ! فإذا قُبِضْتُ فاحمِلوني، ثمَّ سَلِّموا، ثمَّ قُلْ: يَستأذِنُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فإنْ أَذِنَت لي فادفِنوني، وإلَّا فرُدُّوني إلى مقابِرِ المُسلِمين) .


- وعن أمِّ ذَرَّةَ -وكانت تغشى
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
- قالت: (بَعَث إليها
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
بمالٍ في غِرارتَينِ قالت: أُراه ثمانينَ ومِئةَ ألفٍ، فدَعَت بطَبَقٍ وهي يومَئذٍ صائِمةٌ، فجَلَسَت تَقسِمُه بَينَ النَّاسِ، فأمسَت وما عِندَها من ذلك دِرهَمٌ! فلمَّا أمسَت قالت: يا جارِيةُ هَلُمِّي فِطْري. فجاءَتْها بخُبزٍ وزَيتٍ، فقالت لها أمُّ ذَرَّةَ: أمَا استطَعْتِ ممَّا قَسَمْتِ اليومَ أن تشتري لنا بدِرهَمٍ لحمًا نُفطِرُ عليه؟! فقالت لها: لا تُعَنِّفيني، لو كنتِ ذكَّرْتِني لفعَلْتُ!) .
- وعن
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
قال: (لقد رأيتُ
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
تَقسِمُ سَبعينَ ألفًا وهي تُرَقِّعُ دِرْعَها!) .


- مَرِضَ
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رَضِيَ اللهُ عنهما فاشتهى عِنَبًا أوَّلَ ما جاء العِنَبُ، فأرسلَت صَفِيَّةُ بدِرهَمٍ فاشتَرَت عُنقودًا بدِرهَمٍ، فاتَّبَع الرَّسولَ سائِلٌ، فلمَّا أتى البابَ دَخَل، قال السَّائِلُ: السَّائلُ، قال
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
: أعطوه إيَّاه فأعطَوه إيَّاه، ثمَّ أرسلَت بدِرهَمٍ آخَرَ فاشترَت به عُنقودًا، فاتَّبَع الرَّسولَ السَّائِلُ، فلمَّا انتهى إلى البابِ ودَخَل، قال السَّائِلُ: السَّائِلُ، قال
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
: أعطوه إيَّاه، فأعطَوه إيَّاه، فأرسَلَت صَفِيَّةُ إلى السَّائِلِ فقالت: واللهِ لَئِنْ عُدْتَ لا تُصيبُ منِّي خيرًا أبدًا! ثمَّ أرسَلَت بدِرهَمٍ آخَرَ فاشتَرَت به .


- عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه أخَذ أربَعَمئةِ دينارٍ فجَعَلَها في صُرَّةٍ، فقال للغُلامِ: اذهَبْ بها إلى
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، ثمَّ تَلَهَّ ساعةً في البيتِ حتَّى تنظُرَ ما يصنَعُ، فذهب بها الغلامُ إليه، فقال: يقولُ لك أميرُ المؤمِنين: اجعَلْ هذه في بعضِ حاجتِك، فقال: وَصَله اللهُ ورَحِمَه، ثمَّ قال: تعالَي يا جاريةُ، اذهَبي بهذه السَّبعةِ إلى فُلانٍ، وبهذه الخَمسةِ إلى فُلانٍ، حتى أنفَدَها! فرجَعَ الغلامُ وأخبَرَه، فوَجَدَه قد أعَدَّ مِثْلَها إلى مُعاذِ بنِ جَبَلٍ، فقال: اذهَبْ بهذا إلى مُعاذِ بنِ جَبَلٍ وتَلَهَّ في البيتِ حتَّى تَنظُرَ ما يصنَعُ، فذَهَب بها إليه، فقال: يقولُ لك أميرُ المؤمِنين: اجعَلْ هذا في بَعضِ حاجتِك، فقال: رَحِمه اللهُ ووَصَله، تعالَي يا جاريةُ، اذهَبي إلى بيتِ فلانٍ بكذا، واذهَبي إلى بيتِ فُلانٍ بكذا، فاطَّلَعَت امرأةُ معاذٍ، فقالت: نحن واللهِ مساكينُ، فأعْطِنا، ولم يَبْقَ في الخِرقةِ إلَّا دينارانِ، فدَحَا بهما إليها، ورجَعَ الغلامُ إلى عُمَرَ، فأخبرَه وسُرَّ بذلك، وقال: إنَّهم إخوةٌ بَعضُهم من بعضٍ !


عن
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ عبدَ اللهِ هَلَك، وتَرَك تِسعَ بَناتٍ -أو قال: سَبْعَ- فتزَوَّجْتُ امرأةً ثَيِّبًا، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، تزوَّجْتَ؟ قال: قُلتُ: نعمْ، قال: فبِكرٌ أم ثَيِّبٌ؟ قال: قُلتُ: بل ثَيِّبٌ يا رسولَ اللَّهِ، قال: فهَلَّا جاريةٌ تُلاعِبُها وتُلاعِبُك!، أو قال: تُضاحِكُها وتُضاحِكُك، قال: قُلتُ له: إنَّ عبدَ اللهِ هَلَك، وتَرَك تِسعَ بناتٍ -أو سَبعَ- وإنِّي كَرِهْتُ أن آتيَهنَّ أو أجيئَهنَّ بمِثْلِهنَّ، فأحبَبْتُ أن أجيءَ بامرأةٍ تقومُ عليهنَّ وتُصلِحُهنَّ، قال: فبارَكَ اللهُ لك أو قال لي خيرًا)) .
قال
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
: (فيه فضيلةٌ ل
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
لشَفَقتِه على أخواتِه وإيثارِه مَصلحتَهنَّ على حَظِّ نفسِهـ) .

المال للرجل الكريم ذرائــــــــــــــعٌ *** يبغي بهن جلائل الأخطـار
والناس شتى في الخلال وخيرهم *** من كان ذا فضلٍ وذا إيثار


فوائد الإيثار
دليل على كمان الإيمان، وحسن الإسلام.
دليل على علوّ الهمّة، والتخلص من حبّ الذات الذي ذمّه الإسلام
الدخول ضمن دائرة عباد الله المفلحين.
محبّة الآخرين والرحمة بهم.
تحقيق محبة الله لعبده، ثمّ رضاه عنه.
نشر المحبة والمودّة والألفة بين الناس.
دليل على كرم النفس وحبّها للعطاء وتقديم الخير للآخرين.
دليل على حسنّ ظنّ العبد بربّه.
حسن الخاتمة.
جلب البركة وتنمية الخير.
علامة من علامات الرحمة التي توجب الجنّة وتنجّي من النار


إنَّ خُلُقَ الإيثارِ دليلٌ على كمالِ الإيمانِ وحُسنِ الإسلامِ, وسببٌ لِحُصولِ الأُلفةِ والمحبَّةِ بينَ النَّاسِ, ودليلٌ على سخاءِ النَّفسِ وارتِقائِها, ودليلٌ على الرَّحمةِ التي جُبِلَ عليها قلبُ صاحِبِهِ, وهوَ طريقٌ للوُصولِ إلى الفلاحِ في الدُّنيا والآخرةِ؛ لأنَّ صاحِبَ خُلُقِ الإيثارِ لا يَقَعُ, وإذا وَقَعَ وَجَدَ مُتَّكَأً, هذا في الحياةِ الدُّنيا, وأمَّا في الآخرةِ فهوَ: (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)[النساء: 69].

اللهم ارزقنا الإيثار، وحب الخير للناس، وأعذنا من الأنانية وحب الذات واجعلنا لغيرنا سببا في سعادتهم


 

بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرا لك
 
توقيع : aelshemy
جزاك الله كل خير اخي وبارك الله فيك :rose:
 
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
 
توقيع : alranteesi
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
 
عودة
أعلى