malek bennabi
زيزوومي جديد
- إنضم
- 6 أغسطس 2025
- المشاركات
- 18
- مستوى التفاعل
- 42
- النقاط
- 20
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
قال تعالى
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّـهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّـهِ)البقرة:165
إنَّ أَعْظَمَ مَنْ يَجِبُ مَحَبَّتُهُ وَتتَعَلَّقُ القُلُوبِ بِهِ هُوَ اللـهُ جَلَّ جَلَالُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ، ومحبَّةُ اللـهِ من أعظمِ واجِباتِ الإيمانِ وأكبرِ أصُولِه، بل هي مقصُودُ الخلقِ والأمرِ، وأصلُ كلِّ عملٍ من أعمالِ الإيمانِ والدِّينِ، وغايةُ العبادةِ إنما هو كمالُ الحبِّ والخُضوعِ للـهِ تعالى، ولأجلِها تنافسَ المتنافسون، ولا شيءَ أحبَّ إلى القلوبِ السليمةِ مِن خالقِها وفاطِرِها.
إن محبة الله تعالى أصلٌ كل فضيلة ، فمن محبة الله ينبثق حب ما أحبه، وكره ما أبغضه وهذا أوثق عرى الإيمان كما جاء في جملة من أحاديث سيد الأنام صلوات الله وسلامه عليه «أوثق عُرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله »، وقد جاء في الصحيحين من حديث أنس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ثلاثٌ من كُن فيه » ثلاث خصال من حصلها وقامت في قلبه وعمله «ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما » وهذه الخصلة الأولى، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما «وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله » هذه هي الخصلة الثانية، والخصلة الثالثة «أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار » فبهذا تكتمل خصال الإيمان، ويكتمل سعادة الإنسان وقيامه بحق الرحمن في دنياه إذا أحب الله، وأحب ما يحبه، وأبغض ما يبغضه.
فإذا امتلأ القلب بمحبة الله عز وجل انطلق البدن في البر والإحسان، واشتغل بكل حسنةٍ جميلة، فعن محبة الله تصدر عن العبد طاعته قال الله تعالى ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ .
وعن محبة الله يكون العبد في أمنٍ من عذاب الجحيم، ويفوز بالزحزحة عن النار التي قال فيها جل في علاه ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ .
فمحبة الله توجب لصاحبها الجنة، نسأل الله أن نكون من أهلها، في الصحيحين من حديث أنس قال: أن رجلًا جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله متى الساعة قائمة؟ قال: «ويلك وما أعددت لها » هكذا سأل الرجل وبهذا أجاب رسول الله، سأل الرجل عن الساعة متى تكون فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «ويلك وما أعددت لها » قال الرجل مجيبًا على سجيته: ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله فقال- صلى الله عليه وسلم-: «أنك مع من أحببت » فقال الصحابة: ونحن كذلك يا رسول الله؟ أي نحن لنا ما قلته لهذا الرجل أي أننا مع من أحببنا قال -صلى الله عليه وسلم-: «نعم » يقول أنس: ففرحنا يومئذ فرحًا شديدً.
إن مما يرسخ في القلب محبة الرب جل في علاه أن يعلم العبد ما ذكره الله في كتابه، وما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم من كمالات ربنا في أسمائه وصفاته، وعظيم وجميل أفعاله سبحانه وبحمده، فإن العبد إذا عرف أسماء الله، وأدرك معانيها كما أضاف إلى ذلك معرفة صفات ربه وجميل أفعاله تعلق قلبه به؛ لهذا جاءت الرسل جميعًا بالله معرفين، وإليه داعين، جاءوا يعرفون بالله تعالى تعريفًا تامًا، فعرفوا قدر المدعو إليه، المعبود، الذي له نصلي ونصوم، عرفوه بأسمائه وصفاته، وأفعاله تعريفًا مفصلًا حتى كأن العبد يشاهد الله جل في علاه، ينظر إليه سبحانه فوق سماواته على عرشه، يكلم ملائكته، ويدبر أمر مملكته، يسمع أصوات خلقه، يرى أفعالهم وحركاتهم، ويشاهد بواطنهم كما يشاهد ظواهرهم، لا يخفى عليه شيءٌ من حالهم، السر عنده علانية، يأمر وينهى، ويرضى ويغضب، ويضحك من قنوط عباده، وقرب غِيرِه، ويجيب دعوة مضطرهم، ويغيث ملهوفهم، ويعين محتاجهم، يجبر كسيرهم، ويغني فقيرهم، يميت ويحي جل في علاه، يمنع ويعطي لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، يؤتي الحكمة من يشاء بيده الخير يرحم مسكينًا، ويغيث ملهوفًا، يؤتي الملك من يشاء، وينزعه ممن يشاء، يذل من يشاء ويعز من يشاء، بيده الملك وهو على كل شيءٍ قدير.
هكذا أخبرت الرسل عن الله عز وجل فإذا عرف العبد عن ربه كل هذا، وعرف من أسماء الله وصفاته العليا ما يقوى به علمه بربه، أورثه الملك حبًا لا تنفصل عُراه، ويجد عند ذلك حبًا لربه لا يُحد مداه، فالحمد لله الذي فتح لعباده طريقًا يتعرفون بها عليه، ثم أن العبد إذا سار في الكون، وتأمل أفعال الله عز وجل في سمائه وأرضه، وما أجراه من سننه في عباده عَلِم أن له ربًا كريمًا عظيمًا جليل القدر، فله ما في السماوات ومن في الأرض، ينظر في السماء وعظمها، وفي الأرض وكبير قدرها، وبديع صنع خالقها، بل ينظر في نفسه فيرى لله نعمةً في كل عرض ساكن، وفي كل عرض ناظر، وفي كل عينٍ لاحظة، بل لله عليك فضلٌ في كل ثانية، ﴿ ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ حقه أن يُشكر، والقلب إليه ينجذب لما أولاه من النعم وعظيم الإحسان، ثم إن العبد إذا اشتغل بذكر ربه وتلاوة كلامه وقراءة كتابه كان ذلك من موجبات محبة الله عز وجل فيكون شعار المؤمن ذكر الله عز وجل على المحبة والإجلال فالمؤمنون المحبون لا تفتر ألسنتهم عن ذكر ربهم فهو شعارهم ودثارهم.
إن مما يزيد في القلب محبة الرب أن تسعى في طاعته ما استطعت، وقد أقام الله تعالى لذلك برهانًا ودليلًا، فقال: ﴿ قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ فالعبد إذا اشتغل بطاعة الله أورثه الله محبته، إذا اشتغل بعبادة الله أورثه ذلك محبة الله سبحانه وبحمده، لذلك جاء في الحديث الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «يقول الله عز وجل: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب ثم يقول جل في علاه وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ».
لذلك قال: «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به » أي يكون الله معك في سمعك «وبصره الذي يبصر به » فيكون الله معك في بصرك «ويده التي يبطش بها » فيكون الله معك في حركة يدك أخذك وعطائك، «ورجله التي يمشي بها » فيكون الله معك في قدمك التي تنقلك من مكانٍ إلى مكان، وبهذا يعظم نصيبك من محبة الرحمن، وتفوز بعطائه فإذا استنصرته نصرك، وإذا استعذته أعاذك، فلك المنزلة الكبرى، والمكانة العليا، فهنيئًا هنيئًا هنيئًا لمن امتلأ قلبه بمحبة ربه، إن محبة الله ألذ ما في الدنيا.
فليس في الدنيا نعيمٌ أعظم من محبة الله، وليس في الآخرة نعيمٌ أعظم من النظر إلى وجهه؛ ولذلك كان من دعائه- صلى الله عليه وسلم- «اللهم إني أسألك النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك » فجمع أعظم ما في الآخرة من النعيم سؤالًا وهو النظر إلى وجهه، وأعظم ما في الدنيا وهو الشوق إلى لقائه، ولا يمكن أن يكون ذلك، أي لا يمكن أن يقوم في قلب عبدٍ الشوق إلى الله عز وجل إلا إذا امتلأ محبةً له.
اللهم افرغ قلوبنا من الدنيا واملأها بحبك.اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك. اللهم ارزقني حبك وحب من يقربني إليك. اللهم اجعل حبك أحب إلي من أهلي ومالي ونفسي.
إنَّ أَعْظَمَ مَنْ يَجِبُ مَحَبَّتُهُ وَتتَعَلَّقُ القُلُوبِ بِهِ هُوَ اللـهُ جَلَّ جَلَالُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ، ومحبَّةُ اللـهِ من أعظمِ واجِباتِ الإيمانِ وأكبرِ أصُولِه، بل هي مقصُودُ الخلقِ والأمرِ، وأصلُ كلِّ عملٍ من أعمالِ الإيمانِ والدِّينِ، وغايةُ العبادةِ إنما هو كمالُ الحبِّ والخُضوعِ للـهِ تعالى، ولأجلِها تنافسَ المتنافسون، ولا شيءَ أحبَّ إلى القلوبِ السليمةِ مِن خالقِها وفاطِرِها.
إن محبة الله تعالى أصلٌ كل فضيلة ، فمن محبة الله ينبثق حب ما أحبه، وكره ما أبغضه وهذا أوثق عرى الإيمان كما جاء في جملة من أحاديث سيد الأنام صلوات الله وسلامه عليه «أوثق عُرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله »، وقد جاء في الصحيحين من حديث أنس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ثلاثٌ من كُن فيه » ثلاث خصال من حصلها وقامت في قلبه وعمله «ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما » وهذه الخصلة الأولى، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما «وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله » هذه هي الخصلة الثانية، والخصلة الثالثة «أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار » فبهذا تكتمل خصال الإيمان، ويكتمل سعادة الإنسان وقيامه بحق الرحمن في دنياه إذا أحب الله، وأحب ما يحبه، وأبغض ما يبغضه.
فإذا امتلأ القلب بمحبة الله عز وجل انطلق البدن في البر والإحسان، واشتغل بكل حسنةٍ جميلة، فعن محبة الله تصدر عن العبد طاعته قال الله تعالى ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ .
وعن محبة الله يكون العبد في أمنٍ من عذاب الجحيم، ويفوز بالزحزحة عن النار التي قال فيها جل في علاه ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ .
فمحبة الله توجب لصاحبها الجنة، نسأل الله أن نكون من أهلها، في الصحيحين من حديث أنس قال: أن رجلًا جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله متى الساعة قائمة؟ قال: «ويلك وما أعددت لها » هكذا سأل الرجل وبهذا أجاب رسول الله، سأل الرجل عن الساعة متى تكون فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «ويلك وما أعددت لها » قال الرجل مجيبًا على سجيته: ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله فقال- صلى الله عليه وسلم-: «أنك مع من أحببت » فقال الصحابة: ونحن كذلك يا رسول الله؟ أي نحن لنا ما قلته لهذا الرجل أي أننا مع من أحببنا قال -صلى الله عليه وسلم-: «نعم » يقول أنس: ففرحنا يومئذ فرحًا شديدً.
إن مما يرسخ في القلب محبة الرب جل في علاه أن يعلم العبد ما ذكره الله في كتابه، وما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم من كمالات ربنا في أسمائه وصفاته، وعظيم وجميل أفعاله سبحانه وبحمده، فإن العبد إذا عرف أسماء الله، وأدرك معانيها كما أضاف إلى ذلك معرفة صفات ربه وجميل أفعاله تعلق قلبه به؛ لهذا جاءت الرسل جميعًا بالله معرفين، وإليه داعين، جاءوا يعرفون بالله تعالى تعريفًا تامًا، فعرفوا قدر المدعو إليه، المعبود، الذي له نصلي ونصوم، عرفوه بأسمائه وصفاته، وأفعاله تعريفًا مفصلًا حتى كأن العبد يشاهد الله جل في علاه، ينظر إليه سبحانه فوق سماواته على عرشه، يكلم ملائكته، ويدبر أمر مملكته، يسمع أصوات خلقه، يرى أفعالهم وحركاتهم، ويشاهد بواطنهم كما يشاهد ظواهرهم، لا يخفى عليه شيءٌ من حالهم، السر عنده علانية، يأمر وينهى، ويرضى ويغضب، ويضحك من قنوط عباده، وقرب غِيرِه، ويجيب دعوة مضطرهم، ويغيث ملهوفهم، ويعين محتاجهم، يجبر كسيرهم، ويغني فقيرهم، يميت ويحي جل في علاه، يمنع ويعطي لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، يؤتي الحكمة من يشاء بيده الخير يرحم مسكينًا، ويغيث ملهوفًا، يؤتي الملك من يشاء، وينزعه ممن يشاء، يذل من يشاء ويعز من يشاء، بيده الملك وهو على كل شيءٍ قدير.
هكذا أخبرت الرسل عن الله عز وجل فإذا عرف العبد عن ربه كل هذا، وعرف من أسماء الله وصفاته العليا ما يقوى به علمه بربه، أورثه الملك حبًا لا تنفصل عُراه، ويجد عند ذلك حبًا لربه لا يُحد مداه، فالحمد لله الذي فتح لعباده طريقًا يتعرفون بها عليه، ثم أن العبد إذا سار في الكون، وتأمل أفعال الله عز وجل في سمائه وأرضه، وما أجراه من سننه في عباده عَلِم أن له ربًا كريمًا عظيمًا جليل القدر، فله ما في السماوات ومن في الأرض، ينظر في السماء وعظمها، وفي الأرض وكبير قدرها، وبديع صنع خالقها، بل ينظر في نفسه فيرى لله نعمةً في كل عرض ساكن، وفي كل عرض ناظر، وفي كل عينٍ لاحظة، بل لله عليك فضلٌ في كل ثانية، ﴿ ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ حقه أن يُشكر، والقلب إليه ينجذب لما أولاه من النعم وعظيم الإحسان، ثم إن العبد إذا اشتغل بذكر ربه وتلاوة كلامه وقراءة كتابه كان ذلك من موجبات محبة الله عز وجل فيكون شعار المؤمن ذكر الله عز وجل على المحبة والإجلال فالمؤمنون المحبون لا تفتر ألسنتهم عن ذكر ربهم فهو شعارهم ودثارهم.
إن مما يزيد في القلب محبة الرب أن تسعى في طاعته ما استطعت، وقد أقام الله تعالى لذلك برهانًا ودليلًا، فقال: ﴿ قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ فالعبد إذا اشتغل بطاعة الله أورثه الله محبته، إذا اشتغل بعبادة الله أورثه ذلك محبة الله سبحانه وبحمده، لذلك جاء في الحديث الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «يقول الله عز وجل: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب ثم يقول جل في علاه وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ».
لذلك قال: «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به » أي يكون الله معك في سمعك «وبصره الذي يبصر به » فيكون الله معك في بصرك «ويده التي يبطش بها » فيكون الله معك في حركة يدك أخذك وعطائك، «ورجله التي يمشي بها » فيكون الله معك في قدمك التي تنقلك من مكانٍ إلى مكان، وبهذا يعظم نصيبك من محبة الرحمن، وتفوز بعطائه فإذا استنصرته نصرك، وإذا استعذته أعاذك، فلك المنزلة الكبرى، والمكانة العليا، فهنيئًا هنيئًا هنيئًا لمن امتلأ قلبه بمحبة ربه، إن محبة الله ألذ ما في الدنيا.
فليس في الدنيا نعيمٌ أعظم من محبة الله، وليس في الآخرة نعيمٌ أعظم من النظر إلى وجهه؛ ولذلك كان من دعائه- صلى الله عليه وسلم- «اللهم إني أسألك النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك » فجمع أعظم ما في الآخرة من النعيم سؤالًا وهو النظر إلى وجهه، وأعظم ما في الدنيا وهو الشوق إلى لقائه، ولا يمكن أن يكون ذلك، أي لا يمكن أن يقوم في قلب عبدٍ الشوق إلى الله عز وجل إلا إذا امتلأ محبةً له.
اللهم افرغ قلوبنا من الدنيا واملأها بحبك.اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك. اللهم ارزقني حبك وحب من يقربني إليك. اللهم اجعل حبك أحب إلي من أهلي ومالي ونفسي.
