محمود الاسكندرانى

زيزوومي ماسى
نجم الشهر
إنضم
21 يناير 2024
المشاركات
207
مستوى التفاعل
302
النقاط
1,120
الإقامة
مصر - الاسكندريه
غير متصل

764648558.gif

13844341312.png

اتقوا الله تعالى، فإن التقي هو السعيد، وعليكم بتربية أولادكم، ليكون أثرا صالحا لكم بعد مماتكم، ربوهم على الخير، وعلموهم طاعة الله، وأعظم الطاعات العملية هي الصلاة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لسَبْعِ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لعَشْرِ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ، فإذا كنت تريد من أولادك أن ينفعوك بعد مماتك بالدعاء فإنك تربيهم على الطاعة وعلى العبادة قال صلى الله عليه وسلم: مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ ، فالصلاة هي أعظم الأعمال الصالحة وأعظم التربية لقوله تعالى: (وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)، وهي أول ما يحاسب عنه العبد من عمله يوم القيامة، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين تربي عليها أولادك من الصغر ولا تتركهم حتى يكبروا فيشق عليك أمرهم؛ بل تأمرهم وهم صغار لأن هذا يؤثر فيهم الامتثال والطاعة، كثير من الناس يربون أولادهم التربية البدنية فيغدقون عليهم النعم والأرزاق وهذه التربية تضرهم أكثر مما تنفهم؛ ولكن التربية الحقيقية هي تربيتهم على العبادة، فعليكم بتربية أولادكم ما داموا بين أيديكم وتقدرون على تربيتهم بادروا بتربيتهم بما يعود نفعه عليهم وعليكم قال صلى الله عليه وسلم: إذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ أو مات الإنسان انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ وهي الوقف الذي يغل غلة تنفق في وجوه الخير صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ علم الشريعة الذي ينتفع به في العبادة والطاعة علم الشرع فإن نفعه يستمر إذا علم ونشر علمه في الطلاب وفي المؤلفات فإن نفعه يستمر عليه بعد موته، والعلماء كما ترون ويذكرون ولهم ألاف السنين وهم أموات يذكرون بالخير ويقتدى بهم لأن علمه آثر صالح لهم علم ينتفع به أما العلم الذي لا ينتفع به كالعلوم الدنيوية فهذه تنقطع مع أهلها عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ بعد موته والصلاح لا يأتي من فراغ لابد من أسباب للصلاح، وأعظمها التربية فربوا أولادكم على الخير وجنبوهم مواطن الشر، وأبعدوا عنهم وسائل الشر، ربوهم على الخير وحافظوا عليهم خصوصا في هذا الزمان الذي تلاطمت فيه الفتن من كل حدب وصوب وتنوعت - والعياذ بالله -، فحفظوا أنفسكم وحفظوا أولادكم منها ببذل الأسباب النافعة والواقية ولا تضيعوا أنفسكم وتضيعوا أولادكم، فتألوا إلى الشر والعاقبة السيئة. أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ جمع بين صفتين: أول: أنه صالح في نفسه. وثانيا: أنه يدعو لوالده فيستجيب الله دعاءه ويوصل ثوابه إلى ولده. وهذا مثال ذكره الله في القرآن لتقتدوا به وتعتبروا به، هذا لقمان عليه السلام وهو عبد صالح قال الله جل وعلا: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) فأتاه الله الحكمة وهي العلم والفقه في الدين، فصار يعلمها ويعمل بها ومن ذلك أول من علم ابنه فقال له: (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) فأعظم الذنوب وأكبرها هو الشرك بالله عز وجل الذي من مات عليه فإن الله يحرم عليه الجنة (وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)، (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً)، (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) فهو أعظم الذنوب ولذلك أول ما نهى لقمان ابنه نهاه عن الشرك: (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، والشرك هو وضع الشيء في غير موضعه، فالمشرك وضع العبادة في غير موضعها وصرفها لغير مستحقها وهو الله جل وعلا، فكان ظالما لنفسه وظالما لغيره، فهو أعظم الذنوب: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، (لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ) هذا نهي (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، لأن أول الحقوق حق الله جل وعلا على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، فمن أشرك به شيئا فقد ضيع هذا الحق، حق الله عليه، وستحق الغضب والعقوبة الدائمة التي لا يغفرها الله عز وجل لمن مات عليها. (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ) هذا الحق الثاني بعد حق الله، وهو حق الوالدين؛ لكن حق الوالدين عظيم ويأتي بعد حق الله؛ ولكن لا يؤديه من الأولاد إلا من رباه والده على الخير، رباه على الطاعة، (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ) هذا مما يعظم حق الوالدين أن الله وصى به سبحانه وتعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ) يعني: أن يحسن إليهما بالقول والعمل والبر والإحسان والرحمة والشفقة لقاء ما قاما به معه في صغره ..
بارك الله ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم
لفضيلة الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان
13844341312.png

 

جزاك الله خيرا
 
توقيع : alranteesi
عودة
أعلى