متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
ظل فترة طويلة لا يغادر بيته، حتى صارت فكرة الخروج بالنسبة له عبئًا ثقيلًا...
ولما اضطر للخروج يوماً ما، وجد نفسه يتردد ويشعر بالخوف من
المجهود، وربما من أن يواجه جسده الذى اعتاد السكون...
قلت له بهدوء:
يا صديقى، كل الأشياء التى نخافها فى خيالنا أكبر ألف مرة منها فى الواقع...
يعنى قبل ما تنزل، مخك سيظل يصور لك إنك هتتعب، وإنك مش
هتعرف تكمل، وإنك ممكن تقع، وإن جسمك مش هيستحمل وووو...
فيلم رعب كامل من تأليفك وإخراجك وبتتفرج عليه وحدك...
الخطوة الأولى التى ترتعب منها، هى نفسها التى
ستفتح لك باب الراحة الذى تنتظره...
من وقفوا فى أماكنهم لأنهم خافوا من الحركة، لم يحموا أنفسهم
من الألم، بل حكموا عليها بالضمور...
أما من تجرأ على أول خطوة، حتى وهو يرتجف، فقد منح نفسه
فرصة جديدة ليعيش...
فكل خطوة تخطوها، حتى وإن شعرت بألم فى قدميك أو خفقان
فى قلبك، هى إعلان بأنك ما زلت بطلًا، لم تسمح للكسل أن
يسرق حياتك منك دون مقاومة....
لا تخشَ المجهود، فالتعب رسالة جميلة تقول لك إنك تتحرك
وإن دماء الحياة ما زالت تسرى فيك...
لا تخشَ من أن تشعر بالتعب
فالتعب الذى يأتى معه الأمل
أهون ألف مرة من الراحة التى تقتل الأمل...
خدها بالعند، خدها كرامة، خدها تحدى بينك وبين
نفسك القديمة الكسولة وتحرك...
انزل وكأنك آخر بطل فاضل فى ساحة المعركة...
خد التعب بالحضن، وخد الخوف تحت رجليك، وقم...
تركته ورحلت ولا أعلم ماذا فعل بالنصيحة
لكنى أعلم أن كل جزء من جسده الآن يصرخ
من شدة وقع الكلمات عليه
وإن لم يُقاوم ، وإن لم يتحرك، سيظل جسده يختلق الأعذار
ويزين له البقاء مكانه، ويُبالغ فى وصف التعب
حتى يبدو الأمر فى النهاية مستحيلًا...
فالجسد حين يعتاد الكسل يبدع دائما في اختلاق الأعذار والتبريرات
ليبقى أسيرًا لمخاوفه، ويعيش داخل دائرة تأجيل لا تنتهي...
