غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ..
استيقظت اليوم فاكتشفت أن الكيبورد قرر التمرد والتوقف عن العمل..
ذهبت إلى جوجل لأستعين بلوحة المفاتيح، لكن
الكتابة هناك كانت كعصر حجر عصري، كل ضغطة
على زر تأخذ منك عمراً....
حينها أدركت كيف تحيطنا النعم دون أن ندركها، فهي تعمل في صمت
لكننا نلاحظ قيمتها فقط عند توقفها...
كيبورد تافه علّمني درسا عظيما:
كن شاكراً دائماً لكل التفاصيل اليومية الصغيرة التي تسهّل
حياتك، فقد تكون أثمن مما تظن...
صدقونى والله نحن محاطون بنعم لا نهتم بها حتى تسقط فجأة..
نحن والله مدللون في عالم افتراضي، لكننا لا نعرف قيمة
عروشنا حتى ينهار أول مسمار في القصر...
وقبل أن يعمل الكيبورد تخيلته ينظر لي ويقول:
أتعلم كم مرة أهنتني؟
أتعلم كم مرة سكبت القهوة فوقي؟
أتعلم كم مرة جعلتني أتحمل ضرب أناملك الثقيلة؟
لم أسمعك يوماً تشكر الله على هذه النعمة التى
قد تظنها بسيطة...
هذا الكيبورد علّمني أن الأشياء الأكثر بديهية في حياتنا
هي الأكثر قدرة على تدمير أعصابنا عند اختفائها...
وعلّمني أيضا أن التكنولوجيا مثل القطط، تعيش معك لسنوات في
هدوء، ثم تقرر فجأة أن تمارس استقلالها عليك بلا سبب واضح...
عموماً فى النهاية قررت أن أكون ممتنا لكل ضغطة زر في حياتي، ولكل كيبورد يعمل
بكفاءة، ولكل موقف يجعلني أدرك أن النعم الصغيرة هي التي تجعل
الحياة كبيرة... أو على الأقل تجعلها أقل إزعاجا...
