غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليم ورحمة الله وبركاته
فى الحديث اصحيح، يقول اشرف الخلق ﷺ: إن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، فالمعنى أن الله جل وعلا هو الذي بيده تثبيت الأمور، فالمؤمن يسأل ربه الثبات على الإيمان والثبات على الحق، فالقلوب تتقلب وهي بين إصبعين من أصابع الله، هذا يجرى على ظاهره، يثبت لله الأصابع على الوجه اللائق بالله، وأن الله جل وعلا بيده تصريف الأمور وتقليب القلوب كيف يشاء، هذا يقلب فيرتد عن دينه، وهذا يقلب فيسلم، وهذا يقلب قلبه فيقع في المعاصي، فالقلوب بيد الله جل وعلا، هو الذي يصرفها كيف يشاء ، والمؤمن يسأل ربه يقول: اللهم ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك، يسأل ربه الثبات.
والله سبحانه وتعالى يوصف بأن له أصابع وله يد جل وعلا على الوجه اللائق به ز وجل ، لا يشابه عباده لا في اليد ولا في الأصابع ولا في الكلام ولا في الرضا ولا في الغضب ولا في غير ذلك، كما قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وقال تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]. نعم.
فإن الله يحول بين المرء وقلبه بمنعه من بعض ما لا يريده الله له فيحول بين المؤمن والكفر والمعاصي ويحول بين الكافر والإيمان، ويحول بين الشخص وبعض ما يريد القيام به.
فهو سبحانه مصرف القلوب يقلبها كيف يشاء. فقد روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: قال ابن عباس في قوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ {الأنفال: 24} قال يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار، وقال الحسن، وذكر أهل المعاصي هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم، وقال ابن مسعود: إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له فينظر الله إليه فيقول للملائكة اصرفوه عنه فإنه إن يسرته له أدخلته النار فيصرفه الله عنه فيظل يتطير بقوله سبني فلان وأهانني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل. وخرجه الطبراني من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر، وإن بسطت عليه أفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة، ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم، ولو أصححته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من يطلب بابا من العبادة فأكفه عنه لكيلا يدخله العجب، إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم، إني عليم خبير. انتهى
وقد ذكر العيني في شرح البخاري، وابن كثير في التفسير أن ابن عباس قال: يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان. رواه الحاكم في مستدركه موقوفا.وقال صحيح، ولم يخرجاه. ورواه ابن مردويه من وجه آخر مرفوعا، ولا يصح لضعف إسناده، والموقوف أصح، وعن مجاهد: يحول بين المرء وقلبه حتى يتركه لا يعقل، وقال السدي: يحول بين الإنسان وقلبه فلا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه
نسأل الله عز وجل السلامة فى البدن والقلب والعقل
ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم


التعديل الأخير بواسطة المشرف: