غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي


حديث أبي هريرة رضى الله عنه : أن النبي ﷺ قال: استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء .
استوصوا بالنساء خيراً، السين والتاء للطلب، فيحتمل أن يكون المراد: اقبلوا وصيتي في النساء، أو أن المراد استوصوا بالنساء أي: أن ذلك فيه طلب العناية والرعاية للنساء، وتكون السين والتاء دخلت في هذا الموضع للتأكيد والمبالغة والعناية بهذا الأمر المذكور.
ومعنى استوصوا بالنساء خيراً: أي أن الإنسان يقوم عليها خير قيام، فيحسن عشرتها ومخالطتها، وينفق عليها بالمعروف، ويغفر لها الزلة والخطأ، ويتجاوز ويعفو ويصفح، ولا يقف عند كل صغيرة ولا كبيرة، ولا يستوفي حقه منها، وإنما يترك بعض الشيء ويفوت بعض التقصير، ولا يقف عند كل جليل وحقير ودقيق، ويريد أن يستنطف حقه جميعاً من هذه المرأة؛ وذلك أنها ضعيفة، فأوصى بهن النبي ﷺ خيراً ثم علل ذلك، قال: فإن المرأة، فالفاء للتعليل، لماذا نستوصي بهن خيراً؟ قال: فإن المرأة خلقت من ضِلَع ويقال أيضاً في اللغة: ضِلْع، بإسكان اللام، ضِلَع وضِلْع، والضِّلْع معروف، خلقت من ضِلَع، وقد جاء في بعض الآثار عن ابن عباس رضى الله عنه وغيره: أنها خلقت من ضلْع آدم الأيسر.
والمقصود أن النبي ﷺ هنا قال: خلقت من ضِلَع، وإن أعوج ما في الضِّلَع أعلاه كما هو معلوم، الضِّلَع هكذا، أعوج ما في الضلع رأسه أعلاه، فقال بعض أهل العلم: المراد به اللسان، أعوج ما فيه رأسه وهو لسانها، أعلى المرأة.
والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أن المراد: أن أعوج ما فيها هو عقلها ورأيها، وذلك في قلبها، ودماغها أيضاً لاتصاله بالقلب، وإنما اللسان يبين عما في القلب، وينبئ عنه، فإذا كان الإنسان مكتمل العقل عُرف ذلك من قيله وكلامه، ولذلك قيل: المرء بأصغريه قلبه ولسانه، والإنسان لربما يكون في هيئة وحال من زينة المظهر ونحو ذلك، وإذا تكلم عرف عقله، فاللسان مبين ومنبئ عما اكتن من عقل الإنسان وخفي على الناس.
فهنا أعوج ما في الضلع أعلاه وهو عقلها، -والله تعالى أعلم؛ وذلك أن عقل المرأة قاصر، ولهذا ذكر النبي ﷺ: أنه قد كمل في الرجال كثير ولم يكتمل في النساء إلا أربع فقط .
أربع نساء هن اللاتي اكتملن، مِن كم؟ من آلاف الملايين عبر القرون، وهذا شيء ظاهر، والطب الحديث وعلم التشريح يثبت هذا، الطب الحديث يثبت أن التلافيف التي في دماغ المرأة أقل من التلافيف الموجودة في دماغ الرجل، وأن وفور عقل الإنسان إنما هو بكثرة هذه التلافيف، فعقل المرأة من الناحية الطبية التشريحية أقل من عقل الرجل، أضف إلى ذلك العوارض التي تحصل للمرأة فيكون ذلك سبباً للضمور عندها في الدماغ، وذلك إذا حصل للمرأة الحملُ حصل لها ضمور في الدماغ، وإذا حصل لها الحيض حصل لها من الحالات التي تجعلها تخرج عن طورها في بعض الأحيان، لأن هذا يؤثر عليها في كلامها، يؤثر عليها في نفسيتها، في تعبها، في تغير مزاجها، فيصدر منها ما لم يُعهد في فترة الحيض وفي فترة الحمل، ولذلك هي أقل عقلاً من الرجل، هذه خلقة، وإذا أردت أن تعرف هذا في مجاري العادات -وإن غضبت النساء، أو بعض النساء من ذلك- انظر إلى العالم، كم رئيس دولة من النساء منذ آدم ﷺ إلى يومنا هذا؟.

