محمود الاسكندرانى

زيزوومى ذهبى
نجم الشهر
إنضم
21 يناير 2024
المشاركات
206
مستوى التفاعل
298
النقاط
1,020
الإقامة
مصر - الاسكندريه
غير متصل

764648558.gif

13844341312.png

عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي ﷺ قال: إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
إن الصدق يهدي إلى البر، بمعنى: أنه يدل عليه، ويقود صاحبه ليوصله إلى البر، والبر كلمة جامعة لكل محابّ الله سبحانه وتعالى من الأعمال الصالحة، والأمور المقربة إلى وجهه، فالصدق يهدي إليها، إذا صدق الإنسان في قصده ونيته، وصدق في إيمانه، وصدق في كلامه مع الناس، وصدق في مواعيده، وصدق في كل حالاته فإن هذا الإنسان يكون بلا شك ملتزماً بطاعة الله سبحانه وتعالى، مؤدياً للأمانة، ومؤدياً لكل ما افترضه الله سبحانه وتعالى عليه، ويكون محاسباً لنفسه، فلا يأتي أموراً يجعل لنفسه خط رجعة بأنه يكذب ليتخلص من الحرج والتبعة فيها، ولكنه يصدق.

فإذا صدق فإن ذلك يقوده إلى الثبات على الحق في أموره كلها، ولذلك كان الكذب في أصل منشئه في داخل الإنسان إنما هو بسبب ضعف وجبن في هذا الإنسان الذي يكذب، فهو لا يستطيع أن يواجه، وبالتالي فإنه يلجأ إلى الكذب ليتخلص من الإحراج، أما الصادق فإنه لا يأتي إلا إلى كل فعل جميل، وإلى كل قول جميل، وإلى كل خلق جميل، بحيث إنه لا يحتاج إلى أن يعتذر، فهو لا يقصر في حقوق الخلق من والد وولد وقريب وجار وما أشبه ذلك، ثم يلجأ بعد ذلك إلى الكذب ليتخلص من الحرج.

فإذا التزم الصدق قاده ذلك إلى أداء ما افترضه الله سبحانه وتعالى عليه، ثم هو لا يفعل القبائح، ولا يدخل في مداخل الرِّيَب؛ لأنه يعد للسؤال جواباً، فهو صادق في كل حالاته، ظاهره كباطنه، قوله يصدق عمله، وبالتالي فإن هذا الإنسان ليس بحاجة إلى الكذب ليتخلص من الحرج.

حينما يُسأل ماذا كنت تفعل في المكان الفلاني؟ أين ذهبت في الساعة الفلانية؟ فالكذاب استمرأ الكذب فالجواب عنده جاهز، يلفق، أما الصادق فإنه لا يفعل ذلك ولا يلجأ إليه.

قال: وإن البر يهدي إلى الجنة العمل الطيب، والعمل الصالح هو الذي يوصل إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله، أي: أنه يكثر من ذلك، ويكون ديدنه وعمله الدائم المستمر حتى يكتب عند الله، أي: يثبت عنده، فيكون محكوماً عليه بالصديقية، ويكتب عند الله صديقاً، والصديق هو من كمل تصديقه، وكثر صدقه في أقواله وأفعاله وأحواله، وكثر تصديقه عن الله سبحانه وتعالى، يصدق الله -تبارك وتعالى- فيما أخبر به، ويصدق نبيه ﷺ، فهذه مرتبة عالية جداً في أهل الإيمان، وبها لقب أبو بكر الصديق رضى الله عنه، والله سبحانه وتعالى يقول: وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [النساء: 69].

فمن كثر صدقه فإنه يكون صديقاً، كما أن من كثر تصديقه لربه ولنبيه ﷺ لما جاء عن الله، فإنه يكون صديقاً، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.

قوله: وإن الكذب يهدي إلى الفجور، الفجور كل عمل قبيح، كل معصية لله سبحانه وتعالى، يدله الكذب عليه؛ لأنه حينما يكذب صار له أكثر من وجه، وأكثر من حال، وصار ظاهره يخالف باطنه، فهو يتملص من مواقف الحرج، ويدخل في مواطن الريب، بسبب هذا الكذب الذي استمرأه، فيراوغ.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

13844341312.png

 

جزيت خيرا
 
بارك الله فيك
 
جـزاك الله خـبراً
 
توقيع : yasiressa
عليه الصلاة والسلام
جزاك الله خيرا استاذى الفاضل
 
توقيع : سيد ابوعلى
عودة
أعلى