abu_youssef
المـــــــدير العـــــام
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
كبار الشخصيات
فريق دعم البرامج العامة
- إنضم
- 15 فبراير 2008
- المشاركات
- 39,071
- مستوى التفاعل
- 69,977
- النقاط
- 12,870
- الإقامة
- www.zyzoom.org
- الموقع الالكتروني
- forum.zyzoom.net
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

الوفاء من شيم الكرام والغدر من سمت اللئام، والوفاء دليل المروءة والفتوة والعزة،
والغدر علامة الدناءة والحقارة والذلة.
رأيت الحُرّ يجتنب المخازي .. .. ويحميه عن الغدر الوفاء
والناس بين الوفاء والغدر درجات ودركات. فمنهم من يحفظ ود لحظة أو معروف بلقمة،
أو حتى مواساة بكلمة أو ببسمة، ومنهم من لا يرعى ودا ولو طال، ولا معروفا ولو عظم،
مثله كما قيل: لو ألقمته عسلاً عض إصبعك. وقولهم: "الخسيس لا يفي ولو فديته بالرمح".
والوفاء من أروع الصفات التي يتحلى بها المرء، فهو علامة الإخلاص والعطاء وحفظ العهد،
بعيدا عن الخيانة والغدر، وهو يقرب الناس إليك فيحبونك ويقدرونك،
وكان له عند العرب قيمة عظيمة قدرها عرب الجاهلية،
وكان من أقوالهم: "الوفاء أخو الصدق والعدل، والغدر أخو الكذب والفجور".
وكانوا يرون الغدر لؤما وخسة،
والوفاء مدحة ورفعة.
وقد أقرهم الإسلام على هذا الأمر، وجعل الوفاء بالعهد من الإيمان:
فقال في الأمر بالوفاء بعهده تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}،
وقال: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها}،
وقال: {ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}.
وقال في الوفاء بعهود الناس: {يا أيها لذين آمنوا أوفوا بالعقود}،
وقال: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا}. والآيات كثيرة تغني كثرتها عن كتابتها.
غير أن الوفاء التام عزيز، وهو كذلك منذ زمن، ولقلته بين الناس
قال تعالى: {وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين}.
وقد عز في هذا الزمان حتى قالوا:
ذهب الوفاء فما أحس وفاء .. .. وأرى الحفاظ تكلف ورياء
والغدر في الناس طبعٌ لا تثق بهم .. .. وإن أبيت فخذ في الأمن والوجل
ولا يغرنك من مــرقى سهــولـته .. .. فربما ضقت ذرعاً منه في النزل
والناس في الوفاء بالعهد طبقات، ودرجات، وهم في الغدر والخيانة دركات:
السموأل أوفى العرب:
وقد كانت العرب تضرب بالسموأل المثل في الوفاء؛ وذلك لقصته المشهورة
في أدراع امرؤ القيس بن حجر الكندي الشاعر المعروف.
والسموأل هو: السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي. شاعر جاهلي حكيم.
من سكان خيبر (في شمالي المدينة) كان يتنقل بينها وبين حصن له سماه "الأبلق".
كان شاعراً مجيداً، عده ابن سلاّم الجمحي من فحول الشعراء، وله أشعار في الفخر والغزل ومكارم الأخلاق،
وتدل قصيدته اللامية «إذا المرء لم يَدنَسْ من اللؤم عرضُه.. فكل ثياب يرتديه جميل»،
على ما يتحلى به من وفاء وشهامة يقول في أبيات منها:
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُه .. .. فَــكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَمــيلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها .. فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُــعَــيِّـرُنا أَنّــا قَــلــيلٌ عَـديــدُنــا .. .. فَـقُــلـتُ لَـهــا إِنَّ الكِــرامَ قَـلـيلُ
وَما قَــلَّ مَن كانَت بَقــايــاهُ مـِثـلَـنا .. .. شَبابٌ تَســامى لِلعُلى وَكُهولُ
وَمــا ضَــرَّنا أَنّــا قَـلـيـلٌ وَجـارُنا .. .. عَــزيزٌ وَجـارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ


التعديل الأخير: