abu_youssef
المـــــــدير العـــــام
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
كبار الشخصيات
فريق دعم البرامج العامة
- إنضم
- 15 فبراير 2008
- المشاركات
- 39,071
- مستوى التفاعل
- 69,977
- النقاط
- 12,870
- الإقامة
- www.zyzoom.org
- الموقع الالكتروني
- forum.zyzoom.net
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
موضوع بعنوان
حضوض النفس
واتمنى ان ينال استحسانكم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن تربية النفس وتزكيتها أمر مهم غفل عنه أمة من الناس، ومع انتشار الخير وكثرة من يسلك طريق الاستقامة ويعمل في حقل الدعوة إلا أن البعض يروم الصواب ولا يجده، وينشد الجادة ويتيه عنها، تقطعت به السبل وانبرى له الشيطان فاتخذه مطية له ومركبا سهلا يسير به في لجج الرياء والسمعة والعجب والمباهاة، ظلمات بعضها فوق بعض.
ولقتل حظوظ النفس هذه، لا بد من التمسك بالإخلاص الذي هو حقيقة الدين ومفتاح دعوة الرسل - عليهم السلام -، قال – تعالى -: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} [البينة:6]
وقال الله - عز وجل -: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} [الملك:2]
قال الفضيل بن عياض: "هو أخلصه وأصوبه".
قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث العظيم الذي هو أصل من أصول الإسلام: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.. " [رواه البخاري ومسلم].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: " ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه " [رواه الترميذي]
قال ابن تيمية - رحمه الله -: " إن الإخلاص أهم أعمال القلوب المندرجة في تعريف الإيمان، وأعظمها قدرا وشانا، بل إن أعمال القلوب عموما أكبر وأهم من أعمال الجوارح، ولا يغتر المسلم فإن أداء الطاعة بدون إخلاص وصدق مع الله لا قيمة له ولا ثواب، بل صاحبها متعرض للوعيد الشديد، وإن كانت هذه الطاعة من الأعمال العظام كالإنفاق في وجوه الخير وقتال الكفار وغيرها ".
وحتى هذا العلم الذي ينفع الله به البلاد والعباد إذا لم يكن صاحبه صادق الإخلاص لله - عز وجل - في طلبه، ثم في بذله فإنه متوعد يوم القيامة على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله - عز وجل -، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة (يعني ريحها) يوم القيامة " [رواه أبو داود]
ومن صور تلك الحظوظ المهلكة:
أولا: محبة المدح والثناء
ثانيا: كثرة الحديث عن أعماله وما لاقاه من كد وتعب ونصب،
ثالثا: نسبة عمل الجماعة إليه،
رابعا: ذم النفس
خامسا: التحدث بكثرة الداخلين عليه والخارجين منه.
سادسا: العجب بالنفس، وأعمالها وتفانيها في خدمة الناس
سابعا: استغلال الفرص لإبراز الأعمال .
ثامنا: ذكر تقدير العلماء والمشايخ له.
تاسعا: ذم الآخرين لإبراز نفسه ووجة نظره.
عاشرا: إظهار النفس بادعاء كثرة الأعمال والانشغال وتعدد الارتباطات و..!
الحادي عشر: كلما جلس مجلسا تحدث عن المكتب وأعماله وإنجازاته وتسيد الحديث وكأنه المسؤول الوحيد.
الثاني عشر: هناك من تستشرف نفسه لدرع يقدم له أو شهادة شكر تصل باسمه! ويصغي بسمعه أن يثنى عليه وعلى جهده! أو يتحدث ويكتب عن سيرته ماذا قدم وفعل؟!
أخي المسلم: كل عملك الذي تقدمه فهو قليل في جنب الله وإن ظهر لك مثل الجبال. فاجمع على قلبك الخوف والرجاء وتذكر قول ابن عوف: "لا تثق بكثرة العمل فإنك لا تدري أيقبل عنك أم لا؟! إن عملك مغيب عنك كله".
واحفظ عملك بالإخلاص، واكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك، وأبشر بخير عظيم إذا قصدت وجه الله عز وجل، يقول ابن تيمية في هذا الشأن: "والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله، فيغفر الله به كبائر الذنوب كما في حديث البطاقة، فهذه حال من قالها بإخلاص وصدق، كما قالها هذا الشخص، وإلا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم يقولون التوحيد، ولم يترجح قولهم على سيئاتهم كما ترجح قول صاحب البطاقة". ثم ذكر –رحمه الله- حديث المرأة البغي التي سقت كلبا فغفر الله لها، والرجل الذي أماط الأذى عن الطريق فغفر الله له، ثم قال: "فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها، وإلا فليس كل بغي سقت كلبا يغفر لها. فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإجلال".
إن أسباب الرياء وبواعثه ترجع إلى ثلاثة أصول:
الأول: حب لذة الحمد والثناء من الناس.
الثاني: الفرار من الذم.
الثالث: الطمع فيما أيدي الناس من مال أو جاه و غيره.
وهذه الأمراض خطيرة على الإنسان وربما تكون سببا في سوء خاتمته؛ لأن ظاهره مخالف لباطنه- والعياذ بالله-.
وليتذكر أحدنا قول الحسن: "رحم الله رجلا لم يغره كثرة ما يرى من الناس. ابن آدم، إنك تموت وحدك، وتدخل القبر وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك".
جعل الله أعمال الجميع صوابا خالصة لوجهه الكريم، لا رياء فيها ولا سمعة، ولا عجب ولا منة، بل المنة والفضل لمن هدى ووفق وأعان وسدد جل وعلا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

التعديل الأخير بواسطة المشرف: