ميدو المحلة

زيزوومي VIP
إنضم
20 أبريل 2013
المشاركات
133
مستوى التفاعل
461
النقاط
1,620
الإقامة
My Room
غير متصل
7978e1820bb887df4037f4bef9821c1e.png


مع مشهد آخر من مشاهد سورة يوسف، ونقف مع بنيامين عليه السلام لما وُجد الصٌّواع في رحله لم يقل والله ما سرقت، ولم يتحدث

وهذه مسألة في غاية الأهمية نأخذ منها:

أولاً:
أن بنيامين كان عنده خلفية عن الموضوع قد أخبره أخوه وبيَّن له ألا يفشي سراً


ثانياً:
إذا اتُهم إنسان معروف بحسن السيرة والسلوك وما أُخِذ عليه شيء لا في ظاهره ولا في باطنه، فإياك أن تتعجَّل في الحكم عليه، حتى لو قامت الظواهر. لست ملزماً بذلك. القاضي من حقه أن يحكم بالظاهر، لكن بالنسبة لك أنت يا من أعفاك الله من القضاء لماذا تحمل نفسك ما لا تطيق


ثالثاً:

كان سكوت بنيامين عليه السلام من قبيل مراعاة المصلحة. فقد يسكت الإنسان لمصلحة يراها، وليس بالضرورة أن من سكت فهو متهم. قد يتهمه بعض الناس بحجة أنه لم يدافع عن نفسه، لكن أنت لا تقل اتُهِم وسكت لأنه قد يكون راعى في سكوته مصالح ومفاسد لا تعلمها أنت، فقد يكون علم أن كلامه قد يضره، وأمامنا مثال حي واقعي وهي قصة بنيامين عليه السلام


ولست مطالباً بأن تكذب الأمر ما دام قد صدر فيه حكم، لا تكذِّبه لأن الذي حكم أمامه أدلة وهو مسؤول عن حكمه أمام ربه، وليس من مصلحتك أن تشيع هذا الأمر وأن تصدر أنت حكماً لم تبدو لك بياناته، فقد يكون الأمر خلاف ذلك، فقد يكون المتهم قد وُرِّط، أو أُوقِع به

فقد يقبض على إنسان وتضبط معه قطعة من المخدرات في سيارته، ويُحكَم عليه لأنها وُجِدت معه، لكن قد يكون هذا الإنسان بريئاً وُضِعت المخدرات في سيارته من أجل توريطه من أطراف أخرى

والشاهد عليك ألا تستعجل الحكم على الأشخاص وأن تبقي على الأصل فيهم طالما أن أدلة الاتهام لم تظهر لك، مع أن الأدلة قد تظهر لغيرك فيصدر حكماً قد يكون صواباً وقد يكون خطئاً معذور في حكمه به، ولكن ليس لك عذر إذا قلدت إنساناً في إصدار حكم هو منه براء من غير أن تكون لك عليه بينة


2.gif

 

توقيع : ميدو المحلة
بارك الله فيك وجزاك كل خير وشكرا لك على التذكرة
 
توقيع : aelshemy
عودة
أعلى