إنضم
16 مارس 2023
المشاركات
217
مستوى التفاعل
381
النقاط
260
الإقامة
Bucharest romania.via 2330-de
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
غير متصل
تراتيل الهديل


كانت ليلة مظلمة وساحرة في بلدة صغيرة تتوارى فيها الأسرار وتتلاحم الشائعات. وفي هذه البلدة، تمتد غابة كثيفة تعج بالأشجار القديمة والمهجورة، وتعكس الغموض والجمال في آن واحد.

في هذه الغابة الساحرة، كان هناك صوت غريب يهتف في كل ليلة، ولكن لم يعرف أحد من أين يأتي هذا الصوت أو ما هي أصوله. تكاثرت القصص حول هذا الصوت الغامض، وبدأ الناس يطلقون عليه اسم "تراتيل الهديل".


كانت ناعومي، فتاة شابة جميلة ومغامرة، تعيش في البلدة. كانت تشعر بسحر غابة "تراتيل الهديل" يستدرجها إليها، وكانت تحاول بشتى الطرق الاقتراب من مصدر هذا الصوت الغامض. ارتدت ناعومي معطفها الأسود واستعدت بمصباحها القديم للمغامرة في الليل.

تسللت ناعومي بحذر بين الأشجار المترامية الأطراف، وبينما تقترب أكثر، ازداد صوت "تراتيل الهديل" قوة وجاذبية. كان الصوت يرتفع وينخفض بشكل متقطع كأنه يحكي قصة قديمة تنتظر أن تُكشف أسرارها.


وأخيرًا، توصلت ناعومي إلى مصدر الصوت. كان هناك شجرة ضخمة وعتيقة، امتدت أغصانها في جميع الاتجاهات. كانت أغصانها تتراقص بلطف مع همس الرياح، وبينما كانت ناعومي تقترب، أصبحت تسمع ترنيمة غامضة.

اقتربت ناعومي من الشجرة، ولمحت شيئًا يتلألأ في فجوة بين الأغصان. امتدت يدها الرشيقة لتتباين مع تلك الفجوة، وعندما لامست الشيء اللامع، انطلقت صرخة صغيرة من فمها.


كانت قلادة مرصعة بالأحجار الكريمة معلقة على أحد الأغصان. لكن العجيب في الأمر، هو أن القلادة كانت مشابهة تمامًا للتحفة التي ترتديها ناعومي حول عنقها. كانت قد ورثتها من جدتها، وكانت تظن أنها القطعة الوحيدة من نوعها.

في حيرتها ودهشتها، سمعت ناعومي صوتًا آخر يصدح من وراء الشجرة. استدارت لتجد شخصًا غامضًا يرتدي زيًا قديمًا يراقبها. كانت عيونه المشرقة تلمع بالغموض والمغامرة، وابتسامته الساحرة تشع بالتوقعات.


"أهلاً بك في عالم "تراتيل الهديل"، قال الشخص بصوت هادئ.”أنا الحارس الأخير لهذه الغابة السحرية، وجدتك تقترب لأنك تمتلك قوة خاصة تتراجع فيها عتمة الليل ويتجلى الغموض".

ناعومي كانت مندهشة، ولكنها كانت متحمسة لاستكشاف المزيد من أسرار هذا العالم السحري. اتبعت الحارس الغامض في رحلة استكشافية عبر الغابة، وكل خطوة تقتربهم من المزيد من الغموض والمفاجآت.


وهكذا، تواصل ناعومي استكشاف الغابة المليئة بالترقب والغموض، وكلما اقتربت أكثر من الحقيقة، كلما كانت الألغاز أكثر تعقيدًا وتشويقًا. تعلمت ناعومي أن الغموض جزء لا يتجزأ من جمال الحياة، وأنه يكمن الجمال الحقيقي في استكشافه والتجاوب معه.

وهكذا، تراتيل الهديل استمرت في النداء في كل ليلة، وناعومي استمرت في استكشافها مع الحارس الغامض، وكانت مغامراتها مليئة بالإثارة والترقب المستمر لمشاهد جديدة وأسرار لا تنتهي.



يتبع ...

يمكنك تحميل القصة على شكل كتاب الكتروني من هنا :

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي



Taratel.webp
 

توقيع : فراس ابو صالح
بارك الله فيك وجزاك كل خير
 
توقيع : aelshemy
عودة
أعلى