قولُ الناسِ : ( نحن نعشق رسول الله )! أو ( فلان عاشق للرسول ) أو (عاشق النبي يصلي عليه) ممّا نسمعه من بعض العامّة اليوم أو من بعض أعيان الطوائف الصوفية ... ؟
الجواب : لا يجوز ذلك.
لأن المتكلم بهذه العبارة جاهل بلغة العرب ، فلو عرف معنى ( العشق ) وبين من يكون لما تَفَوَّه بها في حَقِّ الرسول الكريم بل من الفرق المبتدعة الخبيثة أطلقت ( العشق ) بينها وبين الله – عياذا بالله – من جهلهم وافترائهم !!
فكلمة ( العشق ) لا تكون إلا بين الرجل والمرأة ، وما ينتج عن ذلك من اتِّصال سواءً كان محرَّماً أو حلالاً .
قال العلامة ابن الجوزي : (فإن العشق عند أهلِ اللغة لا يكونُ إلا لما ينكحُ ).
وقال ابن أبي العز شارح الطحاوية : (ولعل امتناعَ إطلاقهِ ، أن العشقَ محبةٌ مع شهوةٍ ) .
قال العلامةُ بكر أبو زيد في ( معجمِ المناهي اللفظية ) ( ص 392 ): ) امتناعُ إطلاقهِ في حق النبي صلى اللهُ عليه وسلم كما في اعتراضاتِ ابنِ أبي العزِ الحنفي على قصيدةِ ابن أيبك ، لأن العشقَ هو الميلُ مع الشهوةِ ، وواجبٌ تنزيهُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم إذ الأصلُ عصمتهُ صلى اللهُ عليه وسلم ) .
أما اللفظ الذي جاء في القرآن والسنة فهو ( الحُبُّ ) :
قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) .
وقال تعالى : (( قل إنْ كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببْكم اللهُ ... )).
وجاء في الحديث : ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )) .
فتبَيَّن لنا أن لفظة ( العشق ) حادثةٌ في الشرع ، ولم ترد في القرآن ولا في السنة ، والوارد هو ( الحب ) ، لأن لفظ ( العشق ) وضعه العرب الأقحاح لما يكون بين الرجل والمرأة وهذا لا يليق في حق الله ولا حق رسوله الكريم .