غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

اللهم ساعدنى لأحيا بحيث يحزن الجميع لوفاتى ..حتى الحانوتى
أمنية جميلة وطريفة صاغها أحد الأشخاص فى صورة دعاء..
جميلة لأنه من دواعى سرورى أن أموت وقد تركت أثراً طيباً
فى قلب كل مَن حولى ، صغيراً كان أو كبيراً...
وطريفة لأن الحانوتى هو الوحيد الذى يفرح بموت أحدُنا..
لكنى لمست لها معنى أخر غير أنها طريفة :
أن أجعل حتى مَن يستّرزقون مِن ورائى يحزنون
على فراقى ، لا لأجل أنهم خسروا زبوناً ، بل لأجل أنهم خسروا إنساناً.
فَقّدو إنساناً كان دائماً يُسّدى إليهم النصائح ،
يقف معهم فى شِدّتهم ،
لا يتأخر عن واجِب ،
يُحب لهم ما يُحبه لنفسه...
بل لمست لها معنى أخر أعمقّ :
أن تجعل الأرض تعشق ضربِةّ حِذاءك إذا كنت تسير وتركُض عليها..
أن تجعل الأرض تحزن على فراقك ، لأنك كنت تُعمّرها بكل
ما هو نافع ومُفيدّ ، وتركت أثراً لا يُنسى ولا يُمحىَ...
لمسة أخرى أعمق وأعمق :
أن تجعل أهل بيتك ، جيرانك ، أصدقاءك ، أبناءك ،
يحزنون لا لأنك تَوفيتّ ، كلا ، بل لو تأخرت فى السؤال عليهم...
فَكِر فيما قرأت وقِف معه ، حاور نفسك وصارحها وقل لها
" هل وجودى كعدمُهّ ؟
هل حين أموت سَيُصعَقون ويحزنون ويهرولون لِتشييع جنازتى ؟
أم سيكون لديهم عمل ويقولون وقتها بأن الحى أبقى من الميت ؟ "..
كثيراً ما أحببت هذه الأبيات :
" كن كالغيث أينما وقع نفع وإذا أقبل إستبشر الناس به ..
وإذا حط نفعهم .. وإذا رحل ظل أثره ..
و إذا غاب إشتاقوا إليه
وكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا
شَريفَ السَمعِ كَريمَ النَظَر
وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ
قالوا مَرَّ وَهَذا الأَثَر. "
