abu_youssef
المـــــــدير العـــــام
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
كبار الشخصيات
فريق دعم البرامج العامة
- إنضم
- 15 فبراير 2008
- المشاركات
- 39,081
- مستوى التفاعل
- 70,013
- النقاط
- 13,070
- الإقامة
- www.zyzoom.org
- الموقع الالكتروني
- forum.zyzoom.net
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي


لابد للإنسان من أن تصيبه الأقدار، ضمن إرادة الله عز وجل في توازن هذا الكون وتمام أموره حسب مشيئة الله، فكان المرض إرادة الله لعباده، ليكفّر عنهم ذنوبهم، وليعرفوا قيمة الصحة، وليقدروا نعم الله عز وجل حق قدرها، وليشعروا بضعفهم أمام قوة الله عز وجل، ولتكون فترات المرض محطات عظة وتذكّر، يعود بعدها المريض إلى واحة الإيمان بالله.
وتلك هي حقيقة الدنيا أنها دار بلاء وأمراض، ظل زائل ومتاع منته، ما من إنسان في هذه الدنيا إلا ولابد أن يواجه فيها مرضاً وعافية، وسروراً وحزناً، وسراء وضراء،
وعلى المسلم أن يؤمن بقضاء الله وقدره، قال «صلى الله عليه وسلم»: «واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك». وعليه أن يعلم أنه قد «رفعت الأقلام وجفت الصحف»، قال سبحانه: «إنا كل شيء خلقناه بقدر».
يقول الحسن البصري رحمه الله: استوى الناس في العافية، فإذا نزل البلاء تباينوا».

ومن فوائد المرض
اللذة الآجلة في الآخرة، فالله عز وجل يبدّل مرارة الدنيا حلاوة في الآخرة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر».
وإذا أنزل بالعبد مرض أو نزلت به مصيبة فحمد الله عز وجل وصبر واسترجع، إلا أعطاه الله من الأجر ما لا يعلم، قال سبحانه وتعالى: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».
وجاء في الحديث: «إن العبد إذا مات ولده، قال الله لملائكته، وهو أعلم: أقبضتم روح ولد عبدي؟ أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم يا رب، فيقول، وهو أعلم: ماذا قال عبدي؟ يقولون: حمدك واسترجع، فيقول: ابنوا لعبدي
بيتاً في الجنة، وسموه بيت الحمد».
و أنه يعرف به صبر العبد على بلواه، وأن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.
فإذا صبر العبد واحتسب كُتب في ديوان الصابرين. ويكفي الصابرين شرفاً أنهم في معية الله وحفظه ورعايته، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين
وإن حمد العبد وشكر كتب في ديوان الشاكرين. ويكفي الشاكرين شرفاً أن الله وعدهم الزيادة، قال تعالى: «لئن شكرتم لأزيدنكم».
و قرب المريض من الله عز وجل، وقرب الله من المريض، وهذا قرب خاص، يقول الله سبحانه في الحديث القدسي: «يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني! قال: يارب، وكيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلان مرض فلم تعده، أما إنك لو عدته لوجدتني عنده». فالله عز وجل عند المنكسرة قلوبهم كما جاء في الأثر، وذلك للكسرة التي في القلب.
وأنه سبب للدعاء والذل والانكسار بين يدي الله عز وجل، فكم من أناس أعرضوا عن اللجوء إلى الله فمرضوا فلجأوا إلى الله خاشعين منكسرين. فأهل التوحيد إذا أصيبوا ببلاء أو مرض صبروا ولجأوا إلى الله واستعانوا به وحده جل في علاه.
ويحصل له من الإنابة وحلاوة الإيمان ما هو أعظم من زوال المرض، لأنهم حين أصابهم المرض أنزلوه بالله وحده، فلم يذهبوا إلى كاهن ولا ساحر ولا يدعون قبرا، إنما إذا استعانوا استعانوا بالله وحده، كما حدث مع سيدنا أيوب عليه السلام، قال سبحانه: «وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين».

وتأمل معي عظم بلاء أيوب؛ فقد فقد المال والأهل، وأصابه المرض في جسمه كله، حتى ما بقي إلا القلب واللسان، ومع ذلك كان يمسي ويصبح وهو يحمد الله، يمسي ويصبح وهو راض عن الله، لأنه يعلم أن الأمور كلها بيد الله، فلم يشتك ألمه وسقمه لأحد، ونادي مستغيثاً بالمغيث، فجاءه الجواب: «اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب»، فكشف الله ضره، وأثنى عليه بقوله: «إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب».
و المرض دليل على محبة الله عز وجل، وأن الله يريد بالمريض الخير، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «من يرد الله به خيراً يصب منه».
والمرض رحمة من الرب للعبد، فالله عز وجل خلق العباد ليرحمهم لا ليعذبهم. قال سبحانه: «ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم». ولكن أكثر النفوس جاهلة بالله وحكمته، ومع هذا فالله يرحمها لجهلها وتفهمها، وقد ورد في الأثر أن العبد إذا أصابته البلوى فيدعو ربه ويستبطئ الإجابة ويقول الناس: ألا ترحمه يا رب؟ فيقول الله: «كيف أرحمه من شيء به أرحمه».
للمريض حق على إخوته من المسلمين، هذا الحق هو عيادة المريض وزيارته؛ لأن المريض يكون في أمسّ الحاجة إلى كل ما تستطيعه العلاقات الاجتماعية والإنسانية من عون وسلوى وبث للعزيمة والأمل والطمأنينة والسرور.
قال صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضاً لم يزل في خُرفة الجنة (يعني جناها) حتى يرجع».
دعاء
اللهم نسألك بصفاتك العليا التي لا يقدر أحد على وصفها، وبأسمائك الحسنى التي لا يقدر أحد أن يُحصيها، وأسألك بذاتك الجليلة ووجهك الكريم أن تشفي كل مريض وتعافيه بحولك وقوتك يا أكرم الأكرمين. يا ارحم يارحيم.

التعديل الأخير: