ضياء البرق

زيزوومى مميز
إنضم
6 نوفمبر 2012
المشاركات
332
مستوى التفاعل
345
النقاط
520
غير متصل
بسم الله الرحمن الرحيم


التربية بناء للإنسان وحماية للأوطان (3)

الشيخ د. صالح بن حميد
إمام وخطيب الحرم المكي الشريف
أيها المسلمُون: تربية الأولاد إحسان، وطاعة، وأجر، وقد أُثِرَ عن بعض السلف قوله: "إنَّ من الذنوب ما لا يكفره إلا هَمُّ الأولاد"، الوالدان هما الأرض الذليلة، والسماء الظليلة، والــمُدَّخَران لكل جليلة.



أيها الآباء، أيها المعلمون: التربية الصحيحة تحفظ الوطن، قبل أن يحرسه الجيش المنظم، والناشئة هم دروع الوطن، وحماة استقراره، علِّموهم أن الوطنية: إخلاصٌ، وعملٌ، وبناءٌ، وتعاونٌ، وحمايةٌ، وأمانةٌ، واحترامٌ، وطنك تُحِبُّه وتدافع عنه، ولا تنتقص منه، ولا ترضى أن يُنتَقَص منه، وتقف في وجه إعدائه المتربِّصين به، والحاقدينَ عليه.



الوطنيةُ محافَظةٌ على الممتلَكات، والمرافق، والمقدَّرات، وسلوك سبيل الرُّشد، والترشيد في الصرف والاستهلاك، والطاقة والثروات، وحماية النزاهة، ومكافَحة الفساد أيًّا كان مصدره، وأيًّا كان مقترِفُه، علِّموهم أن المواطنة توظيف الملَكات، والقدرات، والخبرات، في خدمته، وتعزيزه، ورِفعته على الأصعدة كافةً، الوطنية عين ساهرة، وهمَّة عالية، وسعيٌ حثيثٌ إلى مراقِي النجاح، الوطنية أن يكون المواطن الصادق مرآةً لوطنه، فما يَصدُر عنه هو انعكاس لوطنيته، الوطنية أن يكون المواطن رمزًا لوطنه في الداخل، وسفيرًا له الخارج، الوطنية أن تكون قدوةً صالحةً صادقةً ناصحةً، تحفظ لولاة الأمر حقَّهم من الطاعة، والمحبَّة، والنصح، والدعاء، وصِدْق الولاء، الوطنية ولاء يَنبِذ العصبيةَ بكل أشكالها، من قبلية ومناطقية وطائفية.



معاشر الإخوة: فإذا كانت هذه هي بعضَ معاني الوطنية ومظاهرَها، فما بالكم إذا كان الوطن هو مهدَ الإسلامِ، وبلدَ المقدَّسات، الذي يرفع رايةَ الإسلام، ويَحكُم الكتاب والسُّنَّة، إذا كان الوطن هو بلد الحرمين الشريفين؛ المملكة العربية السعودية، الوطنية في هذا البلد المبارَك التزام بدين الله، عقيدةً وشريعةً، واتباع لنهج السلف الصالح، في ثوابته، وأخلاقه، وجميل عاداته وأعرافه، والنصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامَّتِهم.



وإذا كان ولي الأمر في هذه البلاد المبارَكة -حفظه الله-، أشرفُ لقبٍ يَحمِلُه هو: "خادم الحرمين الشريفين"، فلا شكَّ أن المواطنين تبعٌ له في شرف الخدمة لهذا البلد المبارَك، بلد المقدَّسات، نعم -حفظكم الله-: إن أعلى ما يُجسِّده معنى المواطنة هو خدمة الوطن، بكل معاني الخدمة، ومتطلَّباتها، ومستلزَماتها.



ألَا فاتقوا الله -رحمكم الله-؛ فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته؛ فالرجل راعٍ في بيته، ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها، ومسؤولةٌ عن رعيتها، ألا فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته.



اللهم ربنا لك الحمد، كما خلقتنا، ورزقتنا، وهديتنا، وعلمتنا، وأنقذتنا، وفرَّجتَ عنا، لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة، كبت عدونا، وبسطت رزقنا، وأظهرت أمننا، وجمعت فرقتنا، وأحسنت معافاتنا، لك الحمد على ذلك حمدا كثيرا، كما تنعم كثيرا، لك الحمد بكل نعمة أنعمتَ بها علينا، في قديم أو حديث، أو خاصة أو عامة، أو سر أو علانية، أو حي أو ميت، أو شاهِد أو غائب، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيتَ، ولكَ الحمد على الرضا، ولكَ الحمد على كل حال.


 

دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ
تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي
لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله
 
توقيع : salemsw100
شكراً لك على الطرح المميز
 
توقيع : أسيرالشوق
بارك الله فيك
 
عودة
أعلى