راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
الآثارُ الإيمانيّة لاسم الله المُحسن l تذكيرٌ يّمٌ
بسمِ الله الرّحمن الرحيم
السّلامُ عليكمُ ورحمة الله تعالى وبركاته
،'
اللهّمّ لك الحَمد حمدًا كثيرًا طيبًّا مُباركًا فيه؛
ملء السّماوات و ملء الأرض،
و ملء ما بينهما،
و ملء ما شئت من شيء بعد.
/
\
،’
مقالٌ؛
أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.
/
/
::
~ كالمُنبتّ l تذكيرٌ قيّمٌ!
السّلامُ عليكمُ ورحمة الله تعالى وبركاته
،'
اللهّمّ لك الحَمد حمدًا كثيرًا طيبًّا مُباركًا فيه؛
ملء السّماوات و ملء الأرض،
و ملء ما بينهما،
و ملء ما شئت من شيء بعد.
/
\
،’
مقالٌ؛
أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.
/

/
::
~ كالمُنبتّ l تذكيرٌ قيّمٌ!
/


كالمُنبتّ l تذكيرٌ قيّمٌ!
لكل عمل بداية ، ولكل بِداية نهاية
قد تَصْعُب البدايات ، وقد تَثْقُل وطأتها ،
وربما تألم الإنسان فصبر – رجاء ثَمَرَة عَمَله ، وقِطاف جُهده ، ونتيجة صَبْرِه .
كما يَصبر الفلاح في رجاء الثمر ..
وحينما يعمل الإنسان عملا - يظن أنه لله -؛
مع رفقة يؤمل معهم النجاح، أو يَرجو معهم الفلاح.
فيفاجأ في منتصف الطريق أنه كَالْـمُـنْـبَـــتّ ..
لا أرْضًا قَطَع ، ولا ظَهْرًا أبْقَى !
وأنه إن تَعِبَتْ دَابَتُه ، أو كَلّ ، أو تَنَقّبَتْ أقْدَامه ،
أو تَخَلّف عن رُفْقَته ؛ فلن يَجِد مَن يَسأل عنه ، أو يَشُدّ مِن أزْره .
بل قد يَجِد من يَخذُلَه ..
ويَعظُم في عِينِه الْمُصاب إذا كان ذلك ممن يُؤمِّل مِنه شَدّ عَضُده !
شأن ذلك الإنسان شأن بعير أجْرب هزيل ،
وَقَفَ بِصاحبه في أرض مَسْبَعَة !
فَنَفَذَ صاحِبُه بِجِلْدِه وتَرَك الأجْرب طَعاما للسِّباع !
أو كَجَمَلِ السّوء ..
كَثُرَتْ سَكاكِينه إن سَقَط في سُوق جَزّارِين ، أو بين جَوعَى !

ومَنْزِلة ذلك الإنسان - الذي استبان له ما استبان -
مَنْزِلة النوى من الثمر !
كان النوى يَظُن أنّ إحَاطَة أجزاء الثمر به - حَفاوة به ،
فلما أُكِلَ الثمر اسْتَبَان له لِمَن كان القَدْر ، وبِمَن كانت الْحَفَاوة !
ما زِيدَ على أن رُمِي بالـنَّوى رَمْـيًا ! أو أُطْعِم الدّواب على أحْسَنِ حال !
وهذا حال الأصحاب حينما تكون العلاقة بينهم؛
مَبْنِيّـة على تَشَاكُل الطِّبَاع وتَوافق الهوى.
قال ابن القيم رحمه الله :
الاجتماع بالإخْوان قِسْمَان :
أحدهما : اجتماع على مُؤانَسَة الطّبع وشَغْل الوقت ؛
فهذا مَضَرّته أرْجَح مِن مَنْفَعَتِه ،
وأقَلّ ما فيه أنه يُفْسِد القَلْب ، ويُضِيع الوقت .
الثاني : الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة ،
والتواصي بالحقّ والصّبر ؛ فهذا من أعْظم الغنيمة وأنْفَعها ،
ولكن فيه ثلاث آفات :
إحداها : تَزَيّن بَعضهم لِبعض .
الثانية : الكَلام والخلطة أكثر مِن الحاجة .
الثالثة : أن يَصير ذلك عَادة يَنْقَطِع بها عن المقصود . اهـ .

وقد يَكون الاجتماع على هَوى نَفس ..
قال الجاحظ : وخلاف الهوى يُوجِب الاستثقال ،
ومُتَابَعَتُه تُوجِب الألفَـة . اهـ .
فالاجتماع على مُؤانَسَة الطّبع وشَغْل الوَقْت ..
قد نَظُـنّـه اجتماعا على طاعة الله ، وفي ذات الله ..
أو نَحسبه لأجْل العمل لله ..
وقد يَستبين لنا أن ذلك مُجرّد ظَنّ أو وَهْم ..

وقُل مِثْل ذلك في عَمَل عامِل داخل بَوتَقَةٍ حِزبيّة !
أو إطار جَمَاعة .. وهو يَظُنّ أنه يَعمَل لله .. ويُؤاخي في الله ..
إلا أنه سُرْعان ما تتكشّف لك حقائق الأمور حينما يُطْعَن في جَمَاعته ،
أو يُنال مِن حِزبه ! أو تُنْتَقَد طريقته في العمل ..
فتجِده ينتفض ! ويغضب .. لا لله .. ولكن للجماعة أو الْحِزْب !
إذا كان هذا في الدنيا ..
فكيف يكون الحال حين ينكشف المستور ؟
ويوم تكون الخلة عداوة ؟ ( الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) .
أو حِين يَبدو لأقْوام من الله ما لم يَكونوا يَحْتَسِبُون .
وحين يتجلى لنا - في هذه الدنيا -
أنّ ما كُـنّا نَظُـنّـه بَانَ أنه ليس سِوى ظنّ ،
وما كُـنّا نَحسبه قد تلاشى وتبدد -
حينها نَتَذَكّر اعْترافات أقوام طالت بهم الحسَرات :
( إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ) .

أو حِين يَستبين لأقوام أنهم كانوا الأخْسَرين؛
(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) .
والسؤال الذي يَطرح نفسه :
ما مَدى مَتانة علاقاتنا وصداقاتنا ؟
وهل هي قائمة على التواصي بالحق والصبر عليه؟
كَم هِي علاقاتنا التي بحاجة إلى كَشف حساب ومن ثم مراجعة ؟
وكَم هُم الأصحاب الذين هم بحاجة إلى مَحَكّ في قاعة اختبار ؟!
حفظت من أبي – مَـتّع الله به – كلمة في هذا الباب يقول :
جَرّب صَديقك قبل أن يُجَرّبَك .
ويُروى أن لقمان قال لابنه :
إذا أرَدْت أن تُؤاخِي رجلا فأغْضِبه ، فإن أنْصَفَك وإلا فاحْذَرْه .
وقال سفيان الثوري : إذا أرَدْتَ أن تَعْرِف مَا لَك عِند صَدِيقك فأغْضِبه ،
فإن أنْصَفَك في غَضَبِه وإلا فَاجْتَنِبْه .


.................
كالمُنبتّ l تذكيرٌ قيّمٌ!
~ تمّ بحمدِ الله تعالى.
~ من المَصدر/ صيد الفوائِد.
●●●●●

............................
,’
اللّهمّ علّمنا ما يَنفعنا،
وانفَعنا بِما علّمتنا، وزِدنا عِلمًا؛ آمينَ.

