كريم الجنابي
مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية
طاقم الإدارة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
عضوية موثوقة ✔️
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

لماذا يواصل الإسلام نجاحه في الدول المتقدمة

السؤال
لماذا واصل الاسلام نجاحه في الدول المتقدمه ؟

الجواب
الحمد لله.
يواصل الإسلام نجاحه في الدول المتقدمة ، وفي غيرها ، لأن دعوته توافق الفطرة البشرية ، وتتبنى أفضل القيم الإنسانية ،
من تسامح ، ومحبة ، وتراحم ، وصدق ، وإخلاص .
والإسلام يربي النفوس ، ويرتقي بها إلى السلوك القويم ، ويزينها بالآداب والفضائل ، ودعوته هذه تتميز عن غيرها
بالواقعية ، والاتزان ، والاعتدال ، فهو يعطي للروح حقها وللجسد حقه ، فلا يكبت الشهوات ، ولا يسمح بالإسراف فيها ،
وهو يفرّق بين مطالب النفس الفطرية من متاع الدنيا . وبين الشهوات المحرمة ، التي تدخل في باب الرذائل والمنكرات .
أقبل الناس على الإسلام لأنهم وجدوا فيه الأمن والطمأنينة والسكينة ، وفيه التمسوا علاجاً ناجعاً لمشكلاتهم ، وبه تخلصوا
من الحيرة والقلق والضياع .

والإسلام دين الفطرة التي خلق الله الناس عليها ولذلك يقبله أصحاب العقول السليمة والفِطَر المستقيمة ، كما جاء عن أبي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ( أي على الإسلام )
فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ ( أي تولد كاملة لم يذهب من بدنها شيء ) هَلْ
تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ( مقطوعة الأذن ) ، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) . رواه البخاري/1359 والمراد أن الله خلق الخلق مهيئين لمعرفة الحقّ وقبول
التوحيد والإستسلام لله وأنّ فِطَرهم مقتضية لمعرفة دين الإسلام ومحبته ، ولكن التربية السيئة والبيئة الكافرة والهوى
وشياطين الإنس والجنّ هي التي تحرفهم عن الحقّ ، فالخلق في الأصل مفطورين على التوحيد كما جاء عن عن النبي
صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ( إني خلقت عبادي حنفاء كلهم , فاجتالتهم الشياطين عن دينهم ) رواه مسلم ،

ولذلك يوصف الذي أسلم بعد الكفر بأنّه رجع إلى الإسلام وهذا أدقّ من عبارة تحول إلى الإسلام ، وعندما يدخل الإسلام
بلدا ليس فيه تعصّب ولا موروثات جاهلية كثيرة فإنه ينتشر بسرعة كبيرة لقوته وقلّة معوّقاته ، وتراه أيضا يُناسب العامي
والمثقّف والذّكر والأنثى والكبير والصغير كلّ يجد فيه بُغيته ومنشوده . والذين أسلموا في البلاد المتقدّمة يرون ماذا جنت
عليهم حضارة بلادهم وتشريعاتها وقوانينها التي وضعها البشر بأهوائهم ، ويدركون حجم الشّقاء والتعاسة التي يعيشها
الناس في البلاد المتقدّمة وكثرة الأمراض النفسية والانهيارات العصبية والجنون والانتحار بالرّغم من التقدّم التقني
والعدد الكبير من المكتشفات والمخترعات والأساليب الإدارية والنّظم الحديثة ، وذلك لأنّ هذا كله اهتمام بالجسد والأمور
الظّاهرية ، ولكنه غفلة وإعراض عن الباطن وغذاء الرّوح والقلب وعلاجهما . وقد قال الله عن هؤلاء : ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا
مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) سورة الروم .

وسيستمر الإسلام في نجاحه بإذن الله ، طالما عمل من أجله المخلصون ، وتمسك به أهله والمؤمنون به ، وطبّقوا
أحكامه ، وعملوا به .ولن يعوقه بإذن الله وجود المتخاذلين ، والمقصرين ، ولن يشوّه جماله ويضعف نوره ، تخلي
بعض الناس عنه وإعراضهم عن الاعتصام به ، ويكفيه فخراً ما قدمه للإنسانية من تقدم وتحضر ، وما رفعه
عنهم من ظلم وعدوان . والله المستعان .

الاسلام سؤال وجواب

